واجهت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» صعوبات ومشكلات عديدة فى قطاع غزة، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وتقليل حجم المعاناة الكبرى التى يعيشها الفلسطينيون فى القطاع المحاصر منذ السابع من شهر أكتوبر من العام الماضى، كان أبرزها القصف الإسرائيلى المتواصل بالصواريخ والقنابل والذى لم يفرق بين وكالة أممية تعمل على الأرض وغيرها، كما حاولت إسرائيل مراراً وتكراراً إلغاء وجود الوكالة بالكامل فى فلسطين.

وآخر هذه العراقيل والمحاولات الإسرائيلية لإنهاء وجود «أونروا» فى غزة، كان تصويت الكنيست الإسرائيلى، الاثنين الماضى، على قانون يحظر عمل الوكالة داخل إسرائيل، ويتهم أعضاء فى الكنيست بعض العاملين فى الوكالة بالمشاركة فى هجمات السابع من أكتوبر 2023.

وبخلاف استهداف العاملين بالوكالة، اتهمت إسرائيل «أونروا» بضلوع نحو 19 شخصاً من أفرادها والعاملين بها فى هجمات السابع من أكتوبر 2023، التى شنتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وكبدت الاحتلال الإسرائيلى خسائر فادحة، ومن بعدها بدأت إسرائيل حملة تشويه ممنهجة لسمعة الوكالة، أعقب ذلك إعلان عدد كبير من الدول وقف تمويل الوكالة، التى تعتمد فى إغاثة ومساعدة الفلسطينيين على أموال الداعمين لها، كما أعلن مفوض عام الوكالة، فيليب لازارينى، إنهاء عقود بعض العاملين بالوكالة، على خلفية الاتهامات الإسرائيلية. وبعد تحقيق استمر لأشهر، أعلنت الأمم المتحدة، متمثلة فى مفوض عام الوكالة، فيليب لازارينى، أنه تم انتهاء التحقيق، ولا يثبت أى دليل تورط أفرادها فى هجمات السابع من أكتوبر 2023، باستثناء 6 أفراد فقط شاركوا فى الهجوم وتم إنهاء عقودهم.

وقالت إيناس حمدان، مسئول الإعلام بوكالة أونروا، إن إسرائيل تحاول بشتى الطرق التأثير على عمل الوكالة وإنهاء وجودها فى غزة منذ مزاعم مشاركتها فى هجوم السابع من أكتوبر 2023، إلى باقى الاستهدافات المستمرة والمتواصلة، لكن الوكالة ما زالت مستمرة وتعمل وفق آلية محددة، وتحاول بكل قوتها تقليل حدة المعاناة الإنسانية فى القطاع.

وأكدت «إيناس» أن الوكالة ما زالت تقدم خدماتها للاجئين وسكان القطاع على حد سواء رغم كل الظروف الصعبة، وفى الضفة الغربية والقدس المحتلة والأردن ولبنان وسوريا، مشيرة إلى أن نحو 6 ملايين لاجئ يعتمدون بشكل أساسى على خدمات «أونروا»، سواء من الناحية الغذائية أو التعليمية أو الصحية، والمساعدات النقدية.

وقال ثائر أبوعطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات فى فلسطين، إن هناك تداعيات خطيرة على قرار تصنيف «أونروا» كمؤسسة إرهابية ومحاولات إسرائيل إنهاء وجودها، الأمر الذى ستكون له تداعيات كبرى على واقع الشعب الفلسطينى ومستقبل قضيته، نظراً لاعتماد معظم اللاجئين الفلسطينيين كلياً على الوكالة فى حياتهم المعيشية، نظراً لما تقدمه لهم من إغاثة إنسانية وغذائية وصحية بشكل دائم ومستمر.

وأضاف «أبوعطيوى» أن غياب دور «أونروا» فى غزة سيؤدى إلى فقدان الفلسطينيين الدعم الإنسانى والإغاثى، الأمر الذى يُنذر بحلول كارثة، ونكبة حقيقية جديدة تضاف إلى الفلسطينيين، إذ سيكون مصيرهم الجوع، كما سيؤدى إلى شطب قضية اللاجئين التى تعتبر روح القضية الفلسطينية، إلى جانب إسقاط جميع القرارات الأممية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطينى والتى نصت عليها الشرعية الدولية وهيئة الأمم المتحدة، وتطالب بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والوصول للسلام العادل والشامل عبر حل الدولتين، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى جاهدة لتصفية «أونروا» والقضاء عليها.

ولفت إلى أن «أونروا» صاحبة دور مهم وحيوى فى الحياة اليومية للفلسطينيين، مطالباً بحماية هذا الصرح الأممى والإنسانى من التغول الإسرائيلى عليه، من خلال تشكيل هيئة دعم وإسناد من المجتمع الدولى ودعمها فى برامج التنمية الإنسانية والإغاثية والصحية والتعليمية التى تخدم جموع اللاجئين الفلسطينيين، وتابع: «يجب على المجتمع الدولى رعاية وحماية أونروا، ودعمها بشكل متواصل، وتبنى القرارات الصادرة عنها، التى تخدم القضية الفلسطينية وملف اللاجئين الفلسطينيين؛ من أجل تحقيق العدالة الإنسانية والوصول لتحقيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

وأشار إلى أن إنهاء خدمات «أونروا» بسبب ممارسات الاحتلال وتضييق الخناق على عملها واستهداف موظفيها، سيجعل واقع اللاجئين الفلسطينيين فى مهب الرياح لأن الاعتماد العام والكلى هو على ما تقدمه وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بشكل مستمر ومتواصل، وفى حال توقف هذه الخدمات والمساعدات، ولو لمدة محدودة، فستظهر الأزمة بشكل واضح ومباشر بين جموع الفلسطينيين.

وقال ماهر صافى، المحلل السياسى الفلسطينى، إن إنهاء عمل الوكالة يندرج ضمن محاولات الاحتلال الإسرائيلى إطباق الحصار على قطاع غزة، وبدأت محاولاته منذ اتهام موظفيها بأنهم شاركوا فى هجوم 7 أكتوبر ودخلوا إلى مستوطنات غلاف غزة، وضلوع أفرادها فى قتل العديد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين، وأضاف «صافى» أن حجة إسرائيل كاذبة، وهى جزء من عمليات منع دخول الأموال والمساعدات إلى غزة عن طريق «أونروا»، مشيراً إلى أن الوكالة كان لها دور كبير فى مساعدة اللاجئين الفلسطينيين فى قطاع غزة، وأن محاولات إسرائيل لإنهاء وجودها هى جزء من الحرب المستمرة على غزة، وسياسة التجويع التى ينتهجها الاحتلال بمنع دخول المساعدات المخصصة من الوكالة وتقييد عملها.

وأكد «صافى» أن محاولات إسرائيل لتصنيف «أونروا» كمنظمة إرهابية ستضر بجهودها فى مساعدة اللاجئين، فى ظل ما يعانيه الفلسطينيون من قتل وإبادة وتدمير واسع طال كل الأماكن المخصصة لتوزيع المساعدات المقدمة من الوكالة، ونوه بأنه لا يمكن استبدال «أونروا» بأى جهة تتبع الإدارة الأمريكية أو تسير وفق نهج السياسة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن السلوك الإسرائيلى المتبع من شأنه الإضرار باللاجئين الذين يتلقون المساعدات من «أونروا» فى غزة والضفة الغربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أونروا غزة حماس الاحتلال إسرائيل القضية الفلسطينية اللاجئین الفلسطینیین السابع من أکتوبر 2023 إنهاء وجودها إلى أن فى غزة

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة تحث إسرائيل على استمرار "أونروا" في عملياتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حثت المملكة المتحدة، الثلاثاء، إسرائيل على ضمان استمرار وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في عملياتها المنقذة للحياة في غزة.

وقال جيمس كاريوكي المندوب البريطاني الدائم بالأمم المتحدة، حسبما أفاد بيان صادر عن الحكومة البريطانية، إنه "بعد 15 شهرا من الصراع، نقف الآن عند لحظة نادرة من الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين، بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر، فقد حصلنا على اتفاق لوقف إطلاق النار شهد عودة سبعة رهائن، وإعادة توحيدهم مع عائلاتهم، ونهاية للعنف في غزة الذي أودى بحياة العديد من الفلسطينيين".

وأضاف "لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن ننسى المعاناة التي أوصلتنا إلى هذه اللحظة".. كما شهد هذا الصراع استشهاد أكثر من 47000 فلسطيني.. ويعتقد أن ما لا يقل عن 35000 طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما.. فيما تشير التقديرات إلى أن 20% من السكان أصيبوا بإعاقات مدى الحياة.

وأشار إلى أن العمل الحيوي الذي تقوم به "أونروا" في ضمان حصول الفلسطينيين على التعليم والرعاية الصحية يجب أن يحظى بالحماية في غزة وكذلك في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فهذه تمثل الحقوق الأساسية للإنسان، ولهذا السبب، تحث المملكة المتحدة إسرائيل -مجددا- على ضمان قدرة "أونروا" على مواصلة عملياتها المنقذة للحياة وتوفير الخدمات الأساسية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف "ندعو إسرائيل إلى العمل بشكل عاجل مع الشركاء الدوليين -بما في ذلك الأمم المتحدة- حتى لا يحدث أي تعطيل لهذا العمل الحيوي. إن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتسهيل المساعدات الإنسانية بكل الوسائل المتاحة لها.

ونحن على استعداد للعمل جنبا إلى جنب مع إسرائيل والأمم المتحدة وشركائنا للمساعدة".

وقال "ندعو الأونروا أيضا إلى مواصلة الوفاء بالتزامها بالحياد، ويظل تنفيذ الإصلاحات لتعزيز حيادها أمرا بالغ الأهمية، ونرحب بالتزام الأونروا بالتحقيق الكامل في أي ادعاءات ضد موظفيها والاستمرار في تنفيذ توصيات تقرير كولونا.. وقد خصصنا أكثر من 1.2 مليون دولار من تمويلنا للأونروا لدعم تنفيذها".

وقدم المندوب البريطاني التعازي مرة أخرى لجميع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا في هذا الصراع. ومضى قائلا "يتعين علينا أن نطوي صفحة هذه الدائرة من العنف.

وأود أن أسلط الضوء على الإجراءات الرئيسية لدعم ذلك"، فمن الأهمية بمكان أن نرى الآن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق النار المستدام للسماح لنا بالانتقال من المرحلة الأولى من الاتفاق إلى مراحل أخرى.. وعندئذ فقط يمكننا تحقيق سلام دائم".

وأوضح أنه من أجل دعم هذا الجهد الحيوي، أعلنت وزيرة التنمية البريطانية اليوم عن تمويل إضافي بقيمة 21 مليون دولار لضمان وصول الرعاية الصحية والغذاء والمأوى إلى عشرات الآلاف من المدنيين ودعم البنية الأساسية الحيوية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع ذلك، فإن تنفيذ تشريع /الكنيست/ بشأن الأونروا يهدد بقلب هذه الاستجابة الإنسانية رأسا على عقب فضلا عن تهديد المكاسب الهشة التي تحققت بشق الأنفس من خلال اتفاق وقف إطلاق النار، وفقا للمندوب البريطاني.

مقالات مشابهة

  • أونروا: تطبيق الحظر على الوكالة خلال الأيام المقبلة سيشكل تحديًا خطيرًا أمام اتفاق غزة
  • أونروا: تطبيق الحظر على الوكالة سيشكل تحديا خطيرا أمام اتفاق غزة
  • «أونروا»: حظر الوكالة تحدي خطير أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • “الدولية لدعم فلسطين”: إسرائيل ليس لديها صلاحيات للتحكم في مصير “أونروا”.. مهزلة
  • أونروا: حظر الوكالة سيشكل تحديا خطيرا أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • المملكة المتحدة تحث إسرائيل على استمرار "أونروا" في عملياتها
  • إسرائيل اليوم: إدارة ترامب تدرس كيفية إقناع الدول بقبول اللاجئين من غزة
  • إسرائيل تبرر وجودها بجنوب لبنان وحزب الله يتوعد
  • أونروا: مشاريع قوانين الكنيست ستؤدي إلى عواقب كارثية على اللاجئين الفلسطينيين
  • وزيرا البترول والبيئة يؤكدان التزام مصر الكامل بالمعاهدات الدولية لخفض الانبعاثات