حملات إسرائيلية ممنهجة لتشويه سمعة «أونروا» وإنهاء وجودها الكامل في فلسطين
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
واجهت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» صعوبات ومشكلات عديدة فى قطاع غزة، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وتقليل حجم المعاناة الكبرى التى يعيشها الفلسطينيون فى القطاع المحاصر منذ السابع من شهر أكتوبر من العام الماضى، كان أبرزها القصف الإسرائيلى المتواصل بالصواريخ والقنابل والذى لم يفرق بين وكالة أممية تعمل على الأرض وغيرها، كما حاولت إسرائيل مراراً وتكراراً إلغاء وجود الوكالة بالكامل فى فلسطين.
وآخر هذه العراقيل والمحاولات الإسرائيلية لإنهاء وجود «أونروا» فى غزة، كان تصويت الكنيست الإسرائيلى، الاثنين الماضى، على قانون يحظر عمل الوكالة داخل إسرائيل، ويتهم أعضاء فى الكنيست بعض العاملين فى الوكالة بالمشاركة فى هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وبخلاف استهداف العاملين بالوكالة، اتهمت إسرائيل «أونروا» بضلوع نحو 19 شخصاً من أفرادها والعاملين بها فى هجمات السابع من أكتوبر 2023، التى شنتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وكبدت الاحتلال الإسرائيلى خسائر فادحة، ومن بعدها بدأت إسرائيل حملة تشويه ممنهجة لسمعة الوكالة، أعقب ذلك إعلان عدد كبير من الدول وقف تمويل الوكالة، التى تعتمد فى إغاثة ومساعدة الفلسطينيين على أموال الداعمين لها، كما أعلن مفوض عام الوكالة، فيليب لازارينى، إنهاء عقود بعض العاملين بالوكالة، على خلفية الاتهامات الإسرائيلية. وبعد تحقيق استمر لأشهر، أعلنت الأمم المتحدة، متمثلة فى مفوض عام الوكالة، فيليب لازارينى، أنه تم انتهاء التحقيق، ولا يثبت أى دليل تورط أفرادها فى هجمات السابع من أكتوبر 2023، باستثناء 6 أفراد فقط شاركوا فى الهجوم وتم إنهاء عقودهم.
وقالت إيناس حمدان، مسئول الإعلام بوكالة أونروا، إن إسرائيل تحاول بشتى الطرق التأثير على عمل الوكالة وإنهاء وجودها فى غزة منذ مزاعم مشاركتها فى هجوم السابع من أكتوبر 2023، إلى باقى الاستهدافات المستمرة والمتواصلة، لكن الوكالة ما زالت مستمرة وتعمل وفق آلية محددة، وتحاول بكل قوتها تقليل حدة المعاناة الإنسانية فى القطاع.
وأكدت «إيناس» أن الوكالة ما زالت تقدم خدماتها للاجئين وسكان القطاع على حد سواء رغم كل الظروف الصعبة، وفى الضفة الغربية والقدس المحتلة والأردن ولبنان وسوريا، مشيرة إلى أن نحو 6 ملايين لاجئ يعتمدون بشكل أساسى على خدمات «أونروا»، سواء من الناحية الغذائية أو التعليمية أو الصحية، والمساعدات النقدية.
وقال ثائر أبوعطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات فى فلسطين، إن هناك تداعيات خطيرة على قرار تصنيف «أونروا» كمؤسسة إرهابية ومحاولات إسرائيل إنهاء وجودها، الأمر الذى ستكون له تداعيات كبرى على واقع الشعب الفلسطينى ومستقبل قضيته، نظراً لاعتماد معظم اللاجئين الفلسطينيين كلياً على الوكالة فى حياتهم المعيشية، نظراً لما تقدمه لهم من إغاثة إنسانية وغذائية وصحية بشكل دائم ومستمر.
وأضاف «أبوعطيوى» أن غياب دور «أونروا» فى غزة سيؤدى إلى فقدان الفلسطينيين الدعم الإنسانى والإغاثى، الأمر الذى يُنذر بحلول كارثة، ونكبة حقيقية جديدة تضاف إلى الفلسطينيين، إذ سيكون مصيرهم الجوع، كما سيؤدى إلى شطب قضية اللاجئين التى تعتبر روح القضية الفلسطينية، إلى جانب إسقاط جميع القرارات الأممية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطينى والتى نصت عليها الشرعية الدولية وهيئة الأمم المتحدة، وتطالب بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والوصول للسلام العادل والشامل عبر حل الدولتين، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى جاهدة لتصفية «أونروا» والقضاء عليها.
ولفت إلى أن «أونروا» صاحبة دور مهم وحيوى فى الحياة اليومية للفلسطينيين، مطالباً بحماية هذا الصرح الأممى والإنسانى من التغول الإسرائيلى عليه، من خلال تشكيل هيئة دعم وإسناد من المجتمع الدولى ودعمها فى برامج التنمية الإنسانية والإغاثية والصحية والتعليمية التى تخدم جموع اللاجئين الفلسطينيين، وتابع: «يجب على المجتمع الدولى رعاية وحماية أونروا، ودعمها بشكل متواصل، وتبنى القرارات الصادرة عنها، التى تخدم القضية الفلسطينية وملف اللاجئين الفلسطينيين؛ من أجل تحقيق العدالة الإنسانية والوصول لتحقيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
وأشار إلى أن إنهاء خدمات «أونروا» بسبب ممارسات الاحتلال وتضييق الخناق على عملها واستهداف موظفيها، سيجعل واقع اللاجئين الفلسطينيين فى مهب الرياح لأن الاعتماد العام والكلى هو على ما تقدمه وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بشكل مستمر ومتواصل، وفى حال توقف هذه الخدمات والمساعدات، ولو لمدة محدودة، فستظهر الأزمة بشكل واضح ومباشر بين جموع الفلسطينيين.
وقال ماهر صافى، المحلل السياسى الفلسطينى، إن إنهاء عمل الوكالة يندرج ضمن محاولات الاحتلال الإسرائيلى إطباق الحصار على قطاع غزة، وبدأت محاولاته منذ اتهام موظفيها بأنهم شاركوا فى هجوم 7 أكتوبر ودخلوا إلى مستوطنات غلاف غزة، وضلوع أفرادها فى قتل العديد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين، وأضاف «صافى» أن حجة إسرائيل كاذبة، وهى جزء من عمليات منع دخول الأموال والمساعدات إلى غزة عن طريق «أونروا»، مشيراً إلى أن الوكالة كان لها دور كبير فى مساعدة اللاجئين الفلسطينيين فى قطاع غزة، وأن محاولات إسرائيل لإنهاء وجودها هى جزء من الحرب المستمرة على غزة، وسياسة التجويع التى ينتهجها الاحتلال بمنع دخول المساعدات المخصصة من الوكالة وتقييد عملها.
وأكد «صافى» أن محاولات إسرائيل لتصنيف «أونروا» كمنظمة إرهابية ستضر بجهودها فى مساعدة اللاجئين، فى ظل ما يعانيه الفلسطينيون من قتل وإبادة وتدمير واسع طال كل الأماكن المخصصة لتوزيع المساعدات المقدمة من الوكالة، ونوه بأنه لا يمكن استبدال «أونروا» بأى جهة تتبع الإدارة الأمريكية أو تسير وفق نهج السياسة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن السلوك الإسرائيلى المتبع من شأنه الإضرار باللاجئين الذين يتلقون المساعدات من «أونروا» فى غزة والضفة الغربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أونروا غزة حماس الاحتلال إسرائيل القضية الفلسطينية اللاجئین الفلسطینیین السابع من أکتوبر 2023 إنهاء وجودها إلى أن فى غزة
إقرأ أيضاً: