مصر: دور «أونروا» محوري لتخفيف الكارثة الإنسانية عن أبناء الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء وكالة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى عام 1949، حرصت مصر على تقديم كل الدعم الممكن لهذا الوكالة، وغيرها من الوكالات الدولية، للمساعدة فى تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطينى، وعملت مصر على دعمها لعمل وكالة «الأونروا» منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتصدت للعديد من محاولات الاحتلال الإسرائيلى لتشويه الوكالة الدولية والعاملين بها، حتى صدور تشريع جديد من «الكنيست» الإسرائيلى بوقف عمل الوكالة، ومصادرة الأرض المقام عليها مقرها فى مدينة القدس المحتلة، وتحويل موقعها إلى بؤرة استيطانية جديدة، وهو القرار الذى أدانته مصر بشدة، واعتبرت أنه من شأنه أن يحد من قدرة «الأونروا» على تقديم الدعم للمواطنين الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة.
كما اعتبرت مصر، فى بيان رسمى صدر عن وزارة الخارجية، أن هذا القرار من جانب سلطات الاحتلال، يأتى كخطوة ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، وتعكس استخفافاً مرفوضاً بالمجتمع الدولى والأمم المتحدة، وجددت رفضها المطلق لكافة الممارسات الإسرائيلية الهادفة لتهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم، وتصفية حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، وطالبت مصر المجتمع الدولى والمنظومة الأممية، وفى مقدمتها مجلس الأمن، بالتصدى بصورة حازمة لهذه الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة، مستنكرةً النهج الإسرائيلى الذى لا يكتفى بارتكاب الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، بل ويستهدف تقييد كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة التى تخلفها السياسات والممارسات الإسرائيلية.
وشددت مصر على أن دور وكالة «الأونروا» لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه، وأنه قد آن الأوان لمجلس الأمن أن يضطلع بدوره الأساسى فى حفظ السلم والأمن الدوليين، محذرةً من استمرار فشل المنظومة الدولية فى الدفاع عن مبادئها وقيمها الإنسانية الآخذة فى التآكل بفعل الممارسات الإسرائيلية، وسط تخاذل دولى مؤسف، واستنكرت مصر، فى أكثر من مرة، استمرار الجانب الإسرائيلى فى استهداف وقصف مدارس ومنشآت الوكالة بقطاع غزة، والذى يؤدى إلى استشهاد وإصابة المئات فى الأماكن والمناطق التابعة للوكالة، التى يحتمى بها آلاف الفلسطينيين. وفى لقاء سابق مع أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية الدور المحورى الذى تقوم به وكالة «الأونروا»، وما يكتسبه ذلك الدور من أهمية مضاعفته فى الوقت الحالى، كما أشاد وزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطى، بجهود الوكالة فى تقديم الدعم للشعب الفلسطينى، ووصف تلك الجهود بـ«العظيمة»، كما توجه بخالص العزاء إلى شهداء «الأونروا»، الذين ضحوا بأرواحهم نتيجة العدوان الإسرائيلى على غزة، واعتبر «عبدالعاطى»، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع فيليب لازارينى، مفوض عام الوكالة، فى يوليو الماضى، أن الوكالة لها ولاية إنسانية، وتاريخ طويل، وإسهام فعلى على الأرض، وأضاف أنها «جزء لا يتجزأ من حق ملايين الفلسطينيين علينا كمجتمع دولى»، مؤكداً حرص مصر الدائم على العمل الوثيق مع الوكالة، لأداء مهمتها السامية، وشدد على أن مصر لن تقبل بوجود بديل لوكالة «الأونروا» لمساعدة الشعب الفلسطينى، كما شدد أيضاً على أن مصر تؤمن بأن دورها لا غنى عنه فى رعاية اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح وزير الخارجية أن حملة التشويه الأخيرة لسمعة الوكالة، تقوم على أسس واهية، وأن المجتمع الدولى يدرك أن هذه الحملة تهدف إلى تقويض قضية اللاجئين، باعتبارها واحدة من أهم قضايا الوضع النهائى، ونددت مصر مراراً وتكراراً بالحملة الإسرائيلية لزعزعة وجود الوكالة فى غزة ومصداقيتها، وأشار وزير الخارجية إلى أن هذه الحملة تستهدف كسر قدسية عمل المنظمات الدولية، التى تدعم حقوق الشعب الفلسطينى.
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن مصر دعمت وكالة «الأونروا» فى مراحلها المختلفة بفلسطين، وأكدت دورها التاريخى والمهم مراراً وتكراراً، وكانت من أبرز الدول الداعمة لها، والرافضة لإنهاء وجودها، بعد مزاعم مشاركة أفرادها فى هجمات السابع من أكتوبر 2023، وأوضح «الرقب» أن دور مصر تجسَّد فى اللقاءات المتكررة لوزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطى، مع ممثلى الأمم المتحدة و«الأونروا»، كما نسقت مع الوكالة منذ بدء العدوان الإسرائيلى، لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وهو ما يعطى دلالة على اهتمام مصر بدعم القضية الفلسطينية وإغاثة الفلسطينيين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أونروا غزة حماس الاحتلال إسرائيل القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط: إهدار الحق الفلسطيني تهديد ماثل للأمن والسلم.. وتقويض الأونروا يزعزع الاستقرار
شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم 23 الجاري، في جلسة مجلس الأمن رفيعة المستوى الخاصة بالتعاون بين الجامعة العربية ومجلس الأمن، برئاسة أحمد عطاف وزير خارجية جمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بصفتها رئيس المجلس لهذا الشهر.
وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط، حرص خلال كلمته أمام مجلس الأمن على استعراض كافة القضايا العربية الرئيسية، مُتناولًا مواقف الجامعة العربية وأولوياتها حيال كل قضية، لا سيما القضايا التي تقتضي عملًا مشتركًا بين الجامعة ومجلس الأمن.
وقال المتحدث، أن أبو الغيط، أشار في كلمته إلى أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة الجماعية الإجرامية على القطاع، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار ليس الحل المستدام للقضية وإنما حصول الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الدائم الكفيل بتحقيق الأمن والسلام للجميع، مشدداعلى أن إهدار الحق الفلسطيني هو تهديد ماثل لاستقرار الأمن والسلم الدوليين.
وعبرّ أبو الغيط، عن تأييد الجامعة العربية لإرادة الشعب السوري وتطلعاته إلى حياة أفضل بعد معاناة عاشها الشعب على يد النظام السابق، مؤكدًا دعم الجامعة لعملية انتقال سياسي ناجحة دون تدخلات أو إملاءات خارجية مع الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها على كامل أراضيها.
أبو الغيط في مجلس الأمنوحذر الأمين العام، في هذا الإطار من خطورة الاطماع التوسعية الإسرائيلية في سوريا مؤكدًا على ضرورة الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام ١٩٧٤، مشيرًا إلى أن احتلال الجولان لا مبرر له سوى الرغبات التوسعية لإسرائيل.
وقال جمال رشدي، إن أبو الغيط، حرص خلال كلمته على تجديد التهنئة للبنان على انتخاب "جوزيف عون" رئيسا للبلاد وإنهاء الشغور الذي جاوز العامين، وكذلك على تسمية القاضي "نواف سلام" رئيسًا للحكومة مؤكدًا على تطلع الجامعة العربية لأن تشهد لبنان استقرارًا في الوضع السياسي وإعادة بناء الاقتصاد على نحو يحقق طموحات الشعب اللبناني.
كما أكد أبو الغيط، على ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وتمديده عبر التنفيذ الدقيق للقرار 1701 بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، وانتشار الجيش اللبناني في المناطق التي يجري الانسحاب منها.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن أبو الغيط، أشار في كلمته إلى خطورة الوضع في السودان، مؤكدًا على دعم الجامعة العربية للدولة السودانية التي تخوض حربًا هي الأشد كلفة من الناحية الإنسانية على صعيد العالم، مشددًا على وحدة السودان ووحدة مؤسساته الوطنية، داعيا الأطراف السودانية إلى العودة إلى مسارات التهدئة والحوار البناء القائم على الحكمة وروح الوطنية تغليبًا للمصلحة العليا للسودان واستقراره.
أبو الغيط يشارك في جلسة مجلس الأمن برئاسة الجزائروفيما يتعلق بليبيا، دعا أبو الغيط، إلى توحيد أطياف المجتمع الليبي تحت قيادة موحدة وطالب مجلس الأمن بالقيام بوجباته حيال دعم ليبيا للخروج من أزمتها السياسية المعقدة بعيدًا عن تأثير الأجندات بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها واستقرارها
وقال رشدي، إن كلمة الأمين العام للجامعة، حملت تحذيرًا شديدًا من خطورة الخطط والقرارات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض الأونروا والقضاء على دورها المهم –والذي لا بديل عنه- في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا على أن وكالة الأونروا تعد ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، ومطالبًا مجلس الأمن بالقيام بوجباته نحو الدفاع عن هذه المنظومة الإنسانية الهامة.