«أونروا» في غزة.. عام من الإغاثة رغم الأوضاع المتردية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
استمرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فى تقديم كل المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة للفلسطينيين فى قطاع غزة رغم الحرب والدمار والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عام، وقدّمت دعماً فى كل المجالات وسط أوضاع متردية على الأرض.
ورغم مرور أكثر من عام على العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة، استمر العمل فى 79 نقطة طبية و6 مراكز صحية تابعة للوكالة من أصل 27 مركزاً، وتقدّم هذه المراكز الصحية الرعاية الأولية، بما فى ذلك خدمات العيادات الخارجية، والرعاية الصحية للأمراض غير المعدية، والأدوية، والتطعيم، والرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها، وتضميد الجرحى، فى وقت يتذبذب فيه عدد المرافق الصحية باستمرار، بناءً على حجم الطلب وسُبل الوصول والأمن.
ويواصل ما يقرُب من 1123 موظفاً فى الأونروا العمل فى المراكز الصحية العاملة والنقاط الطبية فى جميع أنحاء قطاع غزة، لتقديم الخدمات الصحية لأكثر من نصف الأشخاص الذين تم الوصول إليهم منذ 7 أكتوبر من العام الماضى، وقدّمت «المنظمة» أكثر من 5.87 مليون استشارة طبية فى المراكز الصحية والنقاط الطبية فى جميع أنحاء قطاع غزة، وبالإضافة إلى الاستشارات الطبية، تواصل الوكالة بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى ودعمها، بما فى ذلك «يونيسف» ومنظمة الصحة العالمية، تقديم اللقاحات، حيث تم تطعيم أكثر من 193 ألف طفل، منذ بداية عام 2024 وحتى 22 سبتمبر 2024.
ولا تزال الأونروا أكبر مزود للدعم التعليمى فى حالات الطوارئ والدعم النفسى الاجتماعى فى قطاع غزة، وهناك أكثر من 659 ألف طفل خارج المدرسة منذ بداية الحرب، وفى الأول من أغسطس الماضى، بدأت «الأونروا» تنفيذ المرحلة الأولى من مبادرتها «العودة إلى التعلم»، مع التركيز على أنشطة الصحة النفسية، وتجرى مبادرة الوكالة فى نحو 45 مدرسة تابعة لها تحولت إلى ملاجئ، من خلال توسيع أنشطة الدعم النفسى الاجتماعى الجارية والتركيز على الفنون والموسيقى والرياضة والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجّرة، وذلك بدعم من 750 مرشداً مدرسياً، وما يصل إلى 500 معلم.
وبعد إطلاق مبادرة «العودة إلى التعلم»، فى مراكز الإيواء التابعة للوكالة، استفاد أكثر من 11 ألف طفل، 57% منهم من الفتيات، بما فى ذلك جلسات محو الأمية والحساب الأساسية، وجلسات الدعم النفسى والاجتماعى والأنشطة الترفيهية، مثل الفنون والموسيقى والرياضة. وتواصل «الأونروا» تقديم خدمات الدعم النفسى الاجتماعى المنقذة للحياة فى غزة، بما فى ذلك الإسعافات الأولية النفسية الاجتماعية، والإرشاد الفردى والجماعى، وجلسات الضغط النفسى والأنشطة الترفيهية، والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجّرة ومعونات الحماية النقدية، التى تصل إلى الأطفال والشباب والبالغين.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة، قدّم فريق العمل الاجتماعى فى «الأونروا»، خدمات لنحو 182692 نازحاً، بما فى ذلك الإسعافات الأولية النفسية والدعم النفسى الاجتماعى والتداخلات الأسرية والفردية وإدارة الحالات، وتهدف هذه الجهود إلى معالجة القضايا الأسرية وتعزيز العلاقات الأسرية فى أوقات الحروب والأزمات.
كما وزّعت الوكالة جولتين من الطحين إلى ما مجموعه 380236 عائلة، تقدّر بنحو 1.9 مليون فرد تقريباً، فيما تسلمت 366944 عائلة من تلك العائلات ثلاث جولات من الطحين، ووصلت إلى نحو 1.15 مليون شخص، منهم نحو 215000 شخص تسلموا جولتين من المواد الغذائية، وتواصل الوكالة توزيع مستلزمات النظافة، والعمل على وصول المياه النظيفة إلى الفلسطينيين بغزة، كما قامت منذ بدء العدوان بصيانة وإعادة تأهيل 8 آبار، حيث وفّرت المياه إلى أكثر من 600 ألف نازح، وفى يوليو الماضى، تمكنت «الأونروا» من إيصال أكثر من 70 ألف متر مكعب من المياه المنزلية.
وفى جباليا، شمال قطاع غزة، أعادت الأونروا تأهيل بئر تدعم أكثر من 20 نازحاً، وفى يوليو أيضاً، تم جمع أكثر من 6 آلاف طن من النفايات من المخيمات وملاجئ الطوارئ، وكان أبرز ما قامت به منظمة «الأونروا» هو تعاونها مع وزارة الصحة الفلسطينية والمنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة فى تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال فى قطاع غزة، وسط مخاوف من انتشاره، واستهدفت الوكالة تطعيم نحو 560 ألف طفل فى أنحاء غزة، كما شهدت المرحلة الثانية أيضاً تطعيم نحو 590 ألف طفل دون سن العاشرة، مع بعض الفيتامينات والمغذيات الأخرى.
وقال عدنان أبوحسنة، المتحدّث باسم «الأونروا»، إنّ هناك جهوداً على الأرض يقوم بها برنامج صحة البيئة داخل الوكالة من ترحيل النفايات الصلبة ورشّ المبيدات الحشرية، ومحاولة توزيع المياه الصالحة للشّرب قدر الإمكان، والصالحة للاستخدام الآدمى لمنع انتشار الأمراض وسط النازحين، مؤكداً أن الوضع أكبر بكثير من إمكانات منظمة مثل الأونروا، لأن القطاع الصحى مُنهار والأمراض منتشرة، خاصة مع الازدحام الشديد والنزوح المتكرّر، كما أن أماكن النزوح لا تتوافر فيها أى مقومات للحياة، وكل الظروف بها مهيّأة لانتشار الأمراض والإمكانات التى تملكها «الأونروا» وغيرها من المنظمات الأممية قليلة فى مواجهة ما يحدث.
وأضاف عدنان أبوحسنة أن «الأونروا» باقية ومستمرة فى غزة، كما ستعمل على الاستمرار فى تقديم المساعدات أيضاً، ولكن الأوضاع فى غزة خطيرة للغاية، وجميع الفلسطينيين يريدون العودة إلى بيوتهم، حتى لو كانت البيوت مهدمة، هم مستعدون لنصب الخيام هناك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أونروا غزة حماس الاحتلال إسرائيل القضية الفلسطينية فى قطاع غزة بما فى ذلک أکثر من ألف طفل
إقرأ أيضاً:
ندوة حقوقية: استهداف الأونروا محاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين
قال مختصون في شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر استهداف هذه الوكالة، في محاولة لإنهاء الاعتراف الدولي بحقوقهم.
وفي ندوة نظمتها الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين يوم الأربعاء الماضي، وحملت عنوان "الأونروا بعد قانون الحظر ومجيء ترامب.. المخاطر وآليات المواجهة"، أوضح المتحدثون أن استهداف الأونروا ليس مجرد أزمة تمويل، بل هو جزء من مخطط إسرائيلي ممنهج لإلغاء الوجود القانوني والسياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأشارت الندوة إلى أن مجموعات الضغط الصهيونية تعمل بشكل مكثف في العواصم الغربية للتأثير على صنّاع القرار، ودفعهم نحو وقف تمويل الأونروا، مما يهدد مستقبل أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون على خدماتها في التعليم والصحة والإغاثة.
وفي مداخلته بالندوة، استعرض المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة عدة نقاط رئيسية تتعلق بالهجمة على الوكالة، مؤكدا على دورها كعامل استقرار، وأنها كانت عنصرا مهما في توفير الاستقرار في غزة من خلال تقديم الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من اللاجئين.
وأشار أبو حسنة إلى الاتهامات التي توجهها إسرائيل إلى الوكالة، مؤكدا أنها لم تقدم أي دليل موثق على تورط موظفي الأونروا في أحداث أمنية، وفقا للجنة تحقيق أممية مستقلة. كما تطرق إلى وقف تمويل الوكالة كأداة للضغط عليها، مشيرا إلى أن 16 دولة أوقفت تمويلها للأونروا استجابة للادعاءات الإسرائيلية، وهو ما وصفه بمحاولة لتصفية الوكالة وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين تدريجيا.
وعن ما تواجهه الأونروا من حملات تشويه إعلامية، أكد الكاتب والإعلامي الفلسطيني أحمد الحاج أن إسرائيل رصدت 150 مليون دولار لحملات إعلامية مضادة للأونروا، استهدفت كبرى الصحف العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي.
إعلانوأضاف أنه بات من الصعب العثور على أخبار محايدة عن الأونروا دون أن تتصدر نتائج البحث مقالات تتهمها بالإرهاب، وذكر أن الشوارع الأوروبية امتلأت بإعلانات مناهضة للوكالة، حتى إن ساحة "تايمز سكوير" الشهيرة في نيويورك شهدت عرض لوحات إعلانية تطالب بوقف دعم الأونروا.
وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الدكتور صلاح عبد العاطي إن الحملة على الأونروا شهدت مؤخرا تصعيدا غير مسبوق، حيث استُشهد أكثر من 230 من موظفيها جراء الاعتداءات الإسرائيلية، واعتُقل عدد منهم، كما تعرّضت منشآتها في قطاع غزة لدمار واسع طال نحو ثلثيها.
وأضاف عبد العاطي أنه تم الاستيلاء على مقرّ الوكالة في القدس بهدف تحويله إلى مستوطنة، فيما تتعرض مدارسها في القدس والضفة الغربية لاقتحامات متكررة، كما تسعى إسرائيل إلى طردها بالكامل وفرض قيود على عملها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
آليات المواجهةوعن المطلوب لمواجهة هذه الحملة، أكد الخبير في شؤون الأمم المتحدة الدكتور عبد الحميد صيام أن المطلوب اليوم هو تحرك دبلوماسي وقانوني لوقف الهجمة على الأونروا، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تزال تدعم استمرار الوكالة بقوة، حيث صوتت 159 دولة لصالح تجديد ولايتها.
وأوضح صيام أن الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية حماية الوكالة وضمان استمرار عملها، داعيا إلى الضغط على الدول المانحة لإعادة تمويلها، ومنع إسرائيل من فرض أي قيود إضافية على عملها.
أما المدير المالي السابق في الأونروا الدكتور رمضان العمري، فقدم تحليلا ماليا وسياسيا معمقا للوضع الراهن، موضحا أن العجز المالي للوكالة بلغ 400 مليون دولار.
وأكد العمري على ضرورة البحث عن بدائل لتمويل الوكالة، لأنها إذا لم تجد بدائل تمويلية حقيقية ومستدامة، فقد تضطر إلى تقليص خدماتها الحيوية، مما سيفاقم الأوضاع الإنسانية في المخيمات الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.
إعلانوفي هذا السياق، أشار إلى أهمية إنشاء صندوق دعم عربي وإسلامي يهدف إلى تأمين تمويل مستقل للوكالة، بعيدا عن الضغوط السياسية الغربية، وإلى ضرورة تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجاليات الفلسطينية.
فلسطينيو الشتات
من جانبه، أكد ممثل مبادرة فلسطينيي أوروبا عدنان أبو شقرا أن فلسطينيي الخارج يلعبون دورا محوريا في الدفاع عن وكالة الغوث، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود للتواصل مع السياسيين الغربيين والتأثير في القرار السياسي، خاصة أن العديد من الفلسطينيين في أوروبا يحملون جنسيات تمنحهم حق التصويت.
كما دعا إلى مواجهة محاولات دمج اللاجئين الفلسطينيين ضمن اتفاقية جنيف، لأنها تهدف إلى إنهاء حق العودة، واعتبر أن دعم رجال الأعمال الفلسطينيين للأونروا يمكن أن يكون عنصرا رئيسيا في تأمين تمويل مستدام.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي أن استمرار الأونروا هو مسؤولية المجتمع الدولي، وليس مسؤولية اللاجئين وحدهم.
وأضاف أن الدول العربية والإسلامية مطالبة بتقديم دعم مالي أكبر للأونروا، بحيث لا يبقى تمويلها مرهونا بتقلبات السياسة الغربية، كما دعا إلى تعزيز الحراك القانوني لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته بحق الوكالة وموظفيها.
بدوره، أكّد الكاتب الفلسطيني إبراهيم العلي -الذي أدار الندوة- أن الأونروا ليست مجرد هيئة إغاثية، بل هي شاهد دولي على نكبة الشعب الفلسطيني، وأن محاولات تصفيتها تعني نزع الصفة القانونية عن قضية اللاجئين.
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى إلى إلغاء الأونروا عبر خطوات متدرجة، بدءا بتقليص تمويلها، مرورا بالتشكيك في شرعيتها، ووصولا إلى طردها من الأراضي المحتلة.