ترامب؟ أم هاريس؟ أيهما يفضل بوتين أن يكون هو الرئيس القادم للولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
تعكس تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجهة نظر موسكو التي تقول إن الصلات مع الولايات المتحدة لن تتحسن على الأرجح، بصرف النظر عن هوية الرئيس الجديد في البيت الأبيض.
رد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بابتسامة ساخرة عندما سئل عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، خلال مشاركته في منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وخلال حديثة في المدينة الواقعة في أقصى الشرق الروسي، مازح بوتين الحضور، وقال إن الرئيس الأمريكي المفضل لديه هو جو بايدن، لكن وبما أن بايدن انسحب من السابق، اقترح ساخراً دعم نائبته كامالا هاريس.
ويوم الثلاثاء المقبل، سيتوجه المواطنون الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيسهم القادم في انتخابات متوترة ويسودها ترقب شديد.
ويتعين على الأمريكيين الاختيار بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.
تداعيات الانتخابات الأمريكية على روسياوتنطوي الانتخابات الأمريكية على نتائج كبيرة على روسيا، فلا هاريس ولا ترامب يرغبان على الأرجح في إصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا، كما يقول المراقبون.
ولئن كان لدى هاريس موقف متشدد تجاه موسكو، فإن ترامب سبق أن فرض عقوبات كبيرة على روسيا إبان فترة رئاسته الأولى، رغم إعجابه بشخص ساكن الكرملين.
وأشار بوتين إلى ترامب قبل أسابيع، وقال إنه "فرض الكثير من القيود والعقوبات ضد روسيا بصورة لم يفعلها أي رئيس قبله".
لكن للخبراء رأيا آخر.
إذ يقول الأكاديمي بجامعة هارفرد الشهيرة، تموثي كولتون، إن بوتين قد يفضل بشكل طفيف ترامب، باعتباره "شخصية معروفة".
ويضيف: "لن تحمل الانتخابات (الأمريكية) أي جديد، من وجهة نظر روسيا".
Related"مكان خيالي" .. ترامب: غزة قد تصبح أفضل من موناكوترامب يرفع شكوى ضد حزب العمال البريطاني بتهمة التدخل في شؤون البلاد وتقديم مشورات لحملة هاريسهاريس تُحذر: ترامب "فاشي" وغير مؤهل للرئاسة الأمريكيةمن سيحدد اتجاهه؟ ترامب أم هاريس.. الذكاء الاصطناعي على مفترق طرق في أمريكاأين يقف كل من هاريس وترامب بشأن روسيا؟تعهدت هاريس بدعم أوكرانيا، ويتوقع أن تحافظ على نمط المساعدات العسكرية والاقتصادية التي قدمتها إدارة بايدن لكييف، في حين ألمح ترامب إلى رغبته في التفاوض على إنهاء الصراع، ربما من خلال رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا في أواخر فبراير/ شباط عام 2022، زودت الولايات المتحدة كييف بأكثر من 59.5 مليار دولار (54.9 مليار يورو) من الأسلحة والمساعدات.
واقترح مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، أن تقوم أوكرانيا بنزع السلاح من الأراضي المحتلة من طرف روسيا وإعلان الحياد، لكن كييف رفضت تلك الفكرة، في حين أيدتها موسكو.
علاوة على ذلك، انتقدت هاريس روسيا علناً بشأن قضايا حقوق الإنسان، وخاصة في قضية وفاة زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني في السجن. ونددت بوفاته باعتبارها "علامة أخرى على وحشية بوتن"، في حين لم يعر ترامب قضايا حقوق الإنسان أي اهتمام.
في المقابل، تساءل عن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الحلفاء الذين فشلوا في الالتزام ببنود الإنفاق الدفاعي، وتحدى بند الدفاع المتبادل للتحالف.
وقد حذر ترامب القادة من أنه، في حال انتخابه، فلن يدافع عن الدول التي لم تدفع ما عليها من مستحقات، مضيفاً أن روسيا يمكنها "أن تفعل ما تريد بتلك الدول".
وقالت هاريس إن التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي "صلب"، على النقيض من تصريحات ترامب.
الاتفاقيات النووية هي مجال آخر للاهتمام، حيث من المقرر أن تنتهي معاهدة ستارت النووية الجديدة/ آخر معاهدة أسلحة نووية متبقية بين الولايات المتحدة وروسيا، في عام 2026.
فبينما يُتوقع أن تدعم هاريس تجديد المعاهدة، بما يتماشى مع سياسات بايدن، فإن ترامب قد سلق له الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، ودعا إلى اتفاقية جديدة تشمل روسيا والصين.
في نهاية المطاف، سوف يعتمد موقف الكرملين من الانتخابات الرئاسية الأميركية على ما إذا كان الفائز سيشير إلى تحول في السياسة تجاه أوكرانيا، أو حلف شمال الأطلسي، أو اتفاقيات الأسلحة النووية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية العالم على حافة الهاوية.. بوتين يلوّح بالسلاح النووي فهل يقود الصراع الأوكراني إلى نقطة اللاعودة؟ زلة لسان جديدة للرئيس الأميركي.. بايدن متحدثًا عن زيلينسكي: رحبوا معي بالرئيس الأوكراني بوتين بوتين يدعو إلى استئناف إنتاج صواريخ متوسطة وقصيرة المدى ذات قدرات نووية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس دونالد ترامب فلاديمير بوتينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان السياسة الإسرائيلية تكنولوجيا كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان السياسة الإسرائيلية تكنولوجيا كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس دونالد ترامب فلاديمير بوتين الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان السياسة الإسرائيلية تكنولوجيا كامالا هاريس دونالد ترامب إسرائيل حزب الله غزة كير ستارمر قطاع غزة الانتخابات الرئاسیة الولایات المتحدة یعرض الآن Next على روسیا
إقرأ أيضاً:
عبر البلطجة والرسوم الجمركية.. هل يزرع ترامب بذور تحالف معاد للولايات المتحدة؟
شدد الكاتب في صحيفة "فايننشال تايمز"، جدعون راتشمان، على أن الولايات المتحدة تقع في فخ الصين من خلال استهداف الحلفاء بالرسوم الجمركية، مشيرا إلى سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تزرع بذور تحالف معاد لأميركا
وقال الكاتب في مقال ترجمته "عربي21"، إن أحد صناع السياسات الاقتصادية الرئيسيين في إدارة دونالد ترامب قال له في أواخر العام الماضي: "ستكون استراتيجيتنا بشأن الرسوم الجمركية هي إطلاق النار أولا ثم طرح الأسئلة لاحقا".
وأضاف أن هذا النوع من التباهي الذكوري رائج حاليا في واشنطن. ولكن تكتيكات الرئيس الأمريكي التي تعتمد على إطلاق النار من الخاصرة خطيرة للغاية ــ بالنسبة لأمريكا نفسها، فضلا عن البلدان التي استهدفها بالرسوم الجمركية.
وشدد على أن المخاطر الاقتصادية المحتملة التي تهدد الولايات المتحدة ــ ارتفاع التضخم والاضطراب الصناعي ــ معروفة جيدا.
وبيّن أن العواقب الاستراتيجية على أمريكا أقل وضوحا على الفور ــ ولكنها قد تكون بنفس القدر من الخطورة وربما أطول أمدا. وتهدد الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب بتدمير وحدة التحالف الغربي. وهو يزرع بذور تجمع بديل يتألف من العديد من البلدان التي تشعر بالتهديد الجديد من قِبَل أمريكا. وسوف يكون التعاون غير رسمي في البداية، ولكنه سوف يصبح أكثر صلابة كلما طال أمد حروب الرسوم الجمركية.
وأكد أن انهيار الوحدة الغربية سيكون بمثابة حلم يتحقق بالنسبة لروسيا والصين. قد لا يهتم ترامب نفسه؛ فقد أعرب في كثير من الأحيان عن إعجابه بفلاديمير بوتن وشي جين بينج. لكن ماركو روبيو ومايك والتز - الرجلان اللذان عينهما ترامب وزيرا للخارجية ومستشارا للأمن القومي - يدعيان أنهما يعتقدان أن احتواء القوة الصينية هو التحدي الاستراتيجي المركزي الذي تواجهه الولايات المتحدة.
وشدد الكاتب على أنه إذا كان الأمر كذلك، فمن الغباء العميق أن يفرض ترامب رسوما جمركية على الصين وكندا والمكسيك (على الرغم من أن المكسيكيين ربما تفاوضوا على تأجيل التنفيذ لمدة شهر واحد). وبذلك، يخاطر بخلق تقارب في المصالح بين هذه البلدان الثلاثة - وكذلك الاتحاد الأوروبي، الذي قيل له إنه التالي في قائمة معاملة التعريفات الجمركية.
وأشار إلى أنه عندما تولت إدارة بايدن منصبها في عام 2021، كان الاتحاد الأوروبي على استعداد لدفع اتفاقية استثمارية جديدة مع الصين. لكن تم التخلي عن ذلك بعد ضغوط من واشنطن وأخطاء من جانب بكين. وبحلول نهاية فترة بايدن، كانت الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية تعملان معا بشكل وثيق في الجهود الرامية إلى "إزالة المخاطر" من التجارة مع الصين وتقييد صادرات التكنولوجيا الرئيسية.
وبحسب المقال، فقد كانت الرؤية الأساسية لإدارة بايدن هي أنه إذا كانت الولايات المتحدة منخرطة في منافسة عالمية مع الصين، فمن المرجح أن تنتصر إذا تمكنت من إقناع الديمقراطيات المتقدمة الأخرى بالعمل معها. وعلى النقيض من ذلك، قرر ترامب ملاحقة حلفاء أمريكا بقوة أكبر بكثير من خصومها. والنتيجة المحتملة هي أنه سيدفع هؤلاء الحلفاء إلى العودة إلى الصين، بحسب المقال.
وقال الكاتب إن الواقع هو أن صناع السياسات الأوروبيين يدركون بالفعل أن الأهداف الطموحة التي حددوها للانتقال الأخضر ستكون مستحيلة من دون المركبات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية الصينية. وسوف يجعل التهديد بخسارة الأسواق الأمريكية السوق الصينية تبدو أكثر ضرورة. وأنه عندما اقترح الكاتب على صانعة سياسات أوروبية كبيرة الأسبوع الماضي أن الاتحاد الأوروبي قد يفكر الآن في التقرب من الصين مرة أخرى، ردت: "صدقوني، هذه المحادثة جارية بالفعل".
وأشار الكاتب إلى أن بعض الأوروبيين المؤثرين يتساءلون عما إذا كانت الولايات المتحدة أو الصين تشكل الآن التهديد الأكثر مباشرة. وكان هذا ليبدو سؤالا سخيفا قبل شهرين فقط. ولكن ترامب ــ وليس شي ــ هو الذي يتحدث عن إنهاء استقلال كندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي. وإدارة ترامب وإيلون ماسك ــ وليس الحكومة الصينية ــ هما اللذان يروجان لليمين المتطرف في أوروبا.
وأكد أن النزعة التجارية الصينية ودعم بكين لحرب روسيا على أوكرانيا تبقى من بين العقبات الرئيسية أمام أي تقارب بين الصين وبروكسل. ولكن إذا تخلت إدارة ترامب عن أوكرانيا ــ واتخذت بكين موقفا أكثر صرامة مع روسيا ــ فإن الطريق سوف يكون مفتوحا أمام ميل أوروبي نحو الصين.
وبيّن أن هذا سيجعل الصين تستشعر أيضا فرصا جديدة في أمريكا اللاتينية مع تأثر القارة بالتهديدات الأمريكية لبنما والمكسيك. ومن الممكن تماما أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات عدوانية ضد هذه البلدان ــ بما في ذلك استخدام القوة العسكرية ــ نظرا لعزم ترامب على استعادة السيطرة على قناة بنما ومواجهة عصابات المخدرات المكسيكية.
وأوضح الكاتب أن عدائية ترامب تجاه المكسيك من المرجح أن يكون لها نتائج عكسية. وإذا دفعت التعريفات الجمركية المكسيك إلى ركود عميق، فمن المرجح أن يزداد تدفق الناس اليائسين المتجهين إلى الولايات المتحدة ــ كما تزداد قوة عصابات المخدرات، التي لا تخضع صادراتها للتعريفات الجمركية.
وقال راتشمان إن كندا والمكسيك تدركان بشكل مؤلم أن الاحتمالات ضدهما في حرب تجارية مع الولايات المتحدة. ولكنهما مضطرتان إلى الرد. ولا يستطيع أي زعيم وطني أن يبدو ضعيفا في مواجهة البلطجة الأمريكية. وربما يكون الرد على ترامب هو الخطوة الاستراتيجية الصحيحة. وكما قال أحد وزراء الخارجية الأوروبيين لكاتب المقال مؤخرا: "إذا لكمك ترامب في وجهك ولم ترد عليه، فسوف يضربك مرة أخرى".
وحذر الكاتب من أن الدول مثل بريطانيا واليابان التي لم يتم استهدافها بعد بالرسوم الجمركية قد تتنفس الصعداء. لكنها تخدع نفسها إذا تصورت أن الحفاظ على مستوى منخفض من الاهتمام سيكسبها الحصانة. وإذا قرر ترامب أن حربه الجمركية الأولى نجحت، فسوف يبحث بالتأكيد عن أهداف جديدة.
كما شدد على أن الشركات الأمريكية تحتاج إلى الاستيقاظ ووقف الثرثرة المنافقة حول عودة "الأرواح الحيوانية" إلى الاقتصاد الأمريكي. وأوضح أن ما يقدمه ترامب لأمريكا في الأساس هو الاكتفاء الاقتصادي وتدمير التحالف الغربي. وهذا من شأنه أن يشكل كارثة اقتصادية واستراتيجية للشركات الأمريكية وللولايات المتحدة ككل.