باحث: الحضارة الإسلامية استوعبت الموسيقي.. وزيارة السلطان العماني للأوبرا دلالة مهمة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أكد الدكتور ناصر بن حمد الطائي، مؤلف وباحث في الموسيقى الغربية الكلاسيكية، أهمية ومكانة الموسيقى والفنون في منطقتنا، فكانت الموسيقى جزء من العلوم الهامة التي يتوجب على الإنسان اكتسابها في الحضارة اليونانية قبل 5 آلاف سنة، مثلها مثل علوم الفلك والطب والرياضيات.
الحضارة الإسلامية استوعبت الموسيقيوقال الدكتور ناصر بن حمد الطائي، خلال لقائه ببرنامج "ترحال بنفسجي"، المذاع عبر قناة عمان الثقافية، إن العرب في أوج الحضارة الإسلامية تعرفوا على هذا الإرث الموسيقي واستوعبوه ونقلوه، لافتًا إلى أن الكثير من علماء العرب البارزين مثل ابن سينا والفارابي وإخوان الصفا كتبوا عن أهمية الموسيقي وعلاقتها بالكون وعلم الفلك وتأثيراتها على الإنسان.
وأضاف أن العرب نقلوا هذه المكانة البارزة للموسيقى إلى الغرب الذي استفادوا منها، وكون ما يسمى بعصر التنوير وعصر النهضة، وأخرج هذه الأيقونات الموسيقية مثل الفرقة الكورية في كوريا الجنوبية، ومايكل جاكسون في الولايات المتحدة وسخروا القناة الأولى في العالم المخصصة لأغاني الفيديو كليب، والتي أثارت موجة كبيرة من التغير في الفنون، وكذلك شخصيات حول العالم مثل فان جوخ وبيتهوفن، وفيروز وأم كلثوم وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب.
أحمد الصوافي يوضح الفارق بين المراسم والاتيكيت والبروتوكول في "ترحال بنفسجي" متخصص: الاقتصاد البنفسجي علاج للعولمة ويعيد تعريف الاستدامة بمنظور وطني يحفظ الهوية زيارة السلطان العماني لدار الأوبرا المصريةوأشار إلى زيارة دار الأوبرا بالعاصمة الإدارية الجديدة، كانت أحد محطات صاحب الجلالة السلطان العماني خلال زيارته مؤخرًا إلى مصر، رغم قصر هذه الزيارة، ما يؤكد أهمية المكان كأيقونة تقدم رسالة الموسيقى والفن، وليس مجرد طراز معماري مهم، واهتمام السلطنة بالفنون ودور مصر في هذه الفنون، مضيفًا أن سلطنة عمان كانت من أوائل دول منطقة الخليج في تصميم دار الأوبرا.
أوركسترا السلطانية السيمفونيونوه بأنه خلال دراستهم في الولايات المتحدة لم يكن الأمريكيون يعرفون السلطنة، ولكنهم يعرفون عمان الآن بالأوركسترا السيمفوني، ودار الأوبرا، وكانت هناك نصف ساعة مخصصة لهذه الأوركسترا السلطانية التي كانت في بدايتها في منتصف الثمانينات، وكان مخصص لها نصف ساعة قبل نشرة الأخبار، ويشاهدها العالم، لأنها كانت أوركسترا فريدة من نوعها في بلد فريدة من نوعها.
كما أشار إلى حرص سلطان عمان الراحل على تشكيل مركز عمان للفنون التقليدية في بداية الثمانينات، للحفاظ على التراث العماني الذي كان يتناقل بين الناس شفاهية، خشية أن يندثر هذا الفن بموت أحد الفنانين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الموسيقى
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية
يحكي زياد الرحبانى في إِحدي الحوارات التلفزيونية، أنه عندما كان يسجل أغنية زوروني كل سنة مرة لسيد درويش بصوت السيدة فيروز فى ألمانيا، أنبهر الموسيقيين الألمان باللحن مما دفعهم للسؤال عن صاحبه، و اِرتسمت علامات الدهشة عندما عرفوا أنه لموسيقارمصرى عاش فى أوائل القرن الماضى، فكانوا يظنون أنه لحنا من مقطوعة عالمية .
ويخطئ من يتصور أن سيد درويش أغنية ولحن فقط ،بل هو مفجر الثورة الموسيقية وفكراً متطوراً قامت علي أكتافه المدرسة المصرية فى تجديد الموسيقي الشرقية، نجح في نقل الألحان الشرقية من عليائها البعيدة عن المزاج المصرى, والمنفصلة عن واقعها بمقاماتها التركية المليئة بالجمل اللحنية المعقدة والزخارف التى تعانى الجمود الفنى ،أسيرة التحفظ شبيهة محبيها من الطبقة الأرستقراطية، ليتجه بها خالد الذكر من القصورإلى قارعة الطريق نحو الأصول الشعبية والهوية المصرية .
فشعرالمصريون لأول مرة بأن لهم موسيقاهم المعبرة عنهم ،من خلال جملة موسيقية درويشية تحمل عبق مزيج حضارى متنوع تميزت به الاسكندرية وتشم معه فى نفس الوقت رائحة ملح الأرض الذى ينتمى إليه عموم الشعب ،فجمع بين التنوع والأصالة والحداثة في آن واحد بعد أن نقلها لمرحلة الواقعية، التى إستلهمها من واقع المصريين بجميع طوائفهم وطبقاتهم فكانت أعماله المرآة العاكسة لهمومهم وقضاياهم .
جاءت ألحان فنان الشعب لتشعل جذوة الروح الوطنية بين المصريين، والتى كانت تسرى بينهم كالنارفى الهشيم ،وسرعان ما يتداولها الشعب بجميع فئاته فى الشوارع والمقاهى ،وظهرت البصمة الموسيقية المتفردة لسيد درويش التى لا تخطأها أذن أثناء ثورة 1919، فكانت ألحانه وكلمات بديع خيري بمثابة منشور سياسى مؤجج للضمير الوطنى والشرارة التى أشعلت ثورة الشعب الذى يتنظر الاِنتهاء من تلحينه حتي يتغنى به في مظاهراته .
وبدأ يؤرخ لصناعة الأغنية السياسية التى وقفت ضد الإحتلال الإنجليزى، وجاءت أغنية بلادى بلادى التى لحنها سيد درويش بكلمات مستوحاة من كلمات الزعيم مصطفى كامل ،لتكون نشيد الشعب فى ثورة 1919 وتصبح النشيد الوطنى لمصر بعد أكثر من 90 عاما.
اِستطاع سيد درويش التعبير باللحن عن الكلمات والمواقف الدرامية لأول مرة فى تاريخ الموسيقى العربية، و أدخل على الألحان الشرقية الأسلوب التعبيري ،وأحدث ثورة بكسر المقامات المتجاورة فى لحنه فكان يقفز قفزات غير مؤلوفة ومن مقامات مختلفة ليصيغ مقاماً موسيقاً جديداً، يدخل القلب ويتسلل إلى الروح متجاوزاً وعابراً حدود الزمان والمكان وهو ما كتب لها الخلود والتفرد.
ورغم عمره الفنى الذى لم يتعدى العشر سنوات، إلا أن التراث الإِبداعى لسيد درويش أصبح بمثابة الشعلة المغناطيسية ،التى تجتذب إليها كل من يستمع لها واِستطاع من خلالها أن يصبح جزءًا هاماً من تاريخ الأمة ووجدان الشعوب العربية.
سيد درويش حالة إبداعية شكلت الهوية الموسيقية المصرية، وعاشت أعماله لأكثر من قرن من الزمان وستعيش لقرون عديدة لتسجل إسمه كعلامة فارقة فى تاريخ الموسيقي ،تحية لروح خالد الذكر الشمس التى لم ولن تغيب عن الوجدان .