لماذا ستخسر إسرائيل حروبها مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
لا شك أن الحركة الصهيونية العالمية منذ تأسيسها، ومن يدعمها في الصراع العربي/ الإسرائيلي، تراهن على الضعف العربي القائم، وعلى الخلافات البينية بينها، لشقّ صف الوحدة بما هو قائم في ميثاق الجامعة العربية، ومنها ما تم الاتفاق عليه في المؤتمرات العربية، تجاه الصراع مع إسرائيل، وفي مسألة الحق العربي الفلسطيني، واستغلال هذه التباينات السياسية لمرامٍ وأهداف مغايرة ومعاكسة للتضامن العربي، إما لجعلهم دولا محايدة تماما عن دعم هذا الحق العربي الفلسطيني، أو تشجيعهم على التطبيع معها، بحُجج ما تسميه تشجيع السلام مع هذا الكيان المحتل.
ولا شك أن الشعب الفلسطيني، يرفض بإصرار هذا المحتل الغاشم، ولا يعترف بكل ما وضعه من سياجات وقوانين السيطرة والتحكم، ومن مخططات أخرى في بقية الأرض الفلسطينية المحتلة، لذلك لا يزال يقاوم بالقدر المتاح له من القدرات والإمكانيات العسكرية، لطرد الاحتلال من أرضه المحتلة، خاصة في مدينة غزة الباسلة، التي دخلت في حروب عديدة منذ العقد الماضي، لمواجهة هذا الاحتلال وتوجيه الضربات إليه للانسحاب من غلاف غزة المحاذية للقطاع، وهي ضمن أراضي غزة تم اقتطاعها بعد حرب 1967، والتأكيد أنهم لا يمكن أن يهدأ لهم بال وهم تحت هذا لاحتلال والحصار والهجمات بين الحين والآخر لغزة، لكن اليمين الصهيوني أيضا من جانبه لا يزال يخطط -وهذا ليس جديدا- على احتلاله فلسطين كلها، بل تتجاوزها في سعيه لاحتلال بعض المناطق من الدول العربية المجاورة، بحُجج تاريخية ملفقة على الأقل للاستفراد بكل الأراضي الفلسطينية، وقالها صراحة بعض المتدينين الصهاينة في أحاديث متلفزة منذ عدة أسابيع، ومن أكثر من واحد منهم، وبعض هؤلاء أعضاء في حزب الليكود والحكومة الحالية! لا شك أن طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر العام المنصرم، وجَّه ضربة استباقية للفكر الصهيوني، وهي رسالة بأن الوضع لم يعد يمكن السكوت عنه، مع أن الصهاينة باتوا يعتقدون أن الأمر سيستمر معهم وفق مخططاتهم السياسية والاستراتيجية، والرهان -كما يخططون له- هو على الوضع العربي القائم وضعفه، وعلى التطبيع الذي يسعون إليه؛ وهو بأن الأمة العربية منشغلة راهنا في مشاكلها الداخلية وقضاياها الخاصة وغيرها من القضايا، لذلك قامت إسرائيل بحربها الانتقامية في غزة بعد طوفان الأقصى مذعورة مما جرى على غير المتوقع، وشملت حربها بالإبادة الجماعية سكان القطاع من المدنيين وتدمير البنية الأساسية للحياة المدنية وتهجير السكان وقتل عشرات الآلاف منهم، وتدمير المدارس والمستشفيات على رؤوس الطلاب والمرضى، وشملت أيضا قصف حتى مؤسسات الإيواء التابعة للأمم المتحدة! لكن هذا الشعب المقاوم والصابر ثابت ومتمسك بالأرض ولن يفرط فيها، ولن يهاجر منها مهما كانت التحديات، وهذه الإرادة من هذا الشعب الذي صمد صمودا يفوق كل التوقعات بمقاييس عصرنا الراهن من خلال غياب الكهرباء والمياه الصحية النقية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، وهذا فوق طاقة البشر عندما يبقون في مثل هذه الظروف القاسية، مع الحرب التي اعتادوا عليها في مرات سابقة، لكنها زادت قسوة أضعاف الأضعاف، إلى جانب ما يعانونه من تشريد مرات ومرات من مكان إلى آخر، وتجويع وحصار وغياب الأدوية وغيرها من الممارسات اللاإنسانية. لكن هذه الحرب الانتقامية ضد الشعب الفلسطيني، لم تكن مبررة أبدًا، ولن تحقق هدفها في كسر إرادة شعب يطلب تحرير أرضه، وذلك الصمود الكبير الذي استمر أكثر من عام ولا يزال صامدا، والمقاومة كل يوم تقدم الدليل على قدرتها على استمرار المقاومة، بالرغم من الضربات والقصف المتواصل والحصار، وهذا يبرز أن هذا الشعب حيّ، ولن يستكين أو يستسلم، على الرغم مما أصابه من تنكيل وتدمير، وهذه هي إرادة الحياة الحرة وطلب الاستقلال، لذلك جاء السابع من أكتوبر ليعزز روح المقاومة مرة أخرى، وأن الحق الذي أريد له أن يلغى من الذاكرة، لا يزال متوقدا وعازما على إحياء روح مقاومة العدو بالجهاد المستمر، وفق ما يملك، مع كل وسائل الحصار الذي استمر منذ عقود، ولا يزال قائما، لذلك هذه الروح الوقادة لمواجهة المحتل الذي يراد له إنهاء ذاكرته لحق الشعب العربي الفلسطيني، لم تعد قادرة أبدا على تحقيق هذا الهدف، وهذه هي المطالب الأساسية لطرد المحتل وخسارته في المواجهة، وهذا ما عبَّر عنه الكثير من القيادات العسكرية والاستخباراتية الصهيونية، عن الفشل في القضاء على حركة حماس أو استسلامها، مع بقية الحركات المقاومة في غزة، وفي بقية أراضي الضفة الغربية والقدس، والاستهداف المتعمد للمدنيين المستمر حتى الآن، وهذا الحقد الصهيوني يبرز جانبا مهما من عقلية ساسة إسرائيل الحاليين والسابقين، من أنه لا حل لاستمرار الاحتلال إلا بإبادة الشعب الفلسطيني، أو على الأقل تدجينه أو إخضاعه للقبول بالأمر الواقع الإسرائيلي الذي يسيطر على العقلية الصهيونية. فإسرائيل منذ احتلالها لفلسطين في عام 1948، وهي ماضية في خططها وأهدافها -كما أشرنا آنفا- في استمرارية المذابح والاغتيالات والاستباحات والاعتقالات، وذلك لإبقاء هذا الاحتلال قائما وجاثما على الأرض الفلسطينية، لكنها تحاول من خلال بعض أبناء جلدتنا الادعاء لتصديقها بأنها تريد السلام، وأنها تحارب دعاة الإرهاب والعنف الذين يمارسونه!! ولا يريدون السلام الذي تريده إسرائيل وكما تفهمه! ثم توقع قادة الكيان الصهيوني بعد عام على حرب غزة، أنهم نجحوا في القضاء على المقاومة في غزة، بعدما دخلوا شمال وجنوب القطاع، والذهاب حتى إلى حدود معبر رفح وفيلادلفيا ومعبر كرم أبو سالم، وكلها بهدف تصفية المقاومة، فبحسب اعتقادهم أنهم يحاصرون كل الأماكن في طول غزة وعرضها، ومع ذلك حدث العكس، واستمرت المقاومة، لكن المفاجأة الكبيرة أنه في يوم ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى، وجّهت حركة حماس صواريخها لعمق تل أبيب مع ذهول المراقبين والمتابعين للحرب في غزة، التي اعتبرت القيادات الإسرائيلية، أنها أنهت قوة المقاومة والدور أتى على ضرب حزب الله. فقامت إسرائيل بمخطط للهجوم على المقاومة الإسلامية في لبنان، وبالتحديد حزب الله، تحت ذريعة إعادة سكان شمال إسرائيل إلى مناطقهم، لكن الهدف هو ضرب المقاومة، لكنها الخطة منذ سنوات، وأن تبدأ بضرب القيادات أولا، قبل التوسع في الهجوم البري والجوي، وفعلا تم استهداف أغلب قيادات حزب الله السياسية والعسكرية، إما بتفجير من الهواتف، وإما بضرب اجتماع القيادات بقنابل أمريكية تدميرية، ويعتقد نتنياهو وقيادات حربه، أن اغتيال القيادات كفيل بانهيار قوة الحزب وارتباكه وخلخلة قدراته العسكرية، لكن هذه أوهام وغرور وهي أيضا غير أخلاقية في كل الحروب قديما وحديثا، لكن العقلية الصهيونية لا تأبه بشيء لا أخلاقي ولا قانوني، وإلا لماذا ضربت المدارس والمستشفيات ومؤسسات الإغاثة الأممية في مناطق مدنية؟ من هنا فإن قوة المقاومة الإسلامية، عندها تراتبية في القيادات العسكرية والسياسية، ولديها الكوادر المنظمة والمعدة، لكل الاحتمالات السياسية والعسكرية، من هنا واجهت إسرائيل بمقاومة شديدة في جنوب لبنان، لم تكن تتوقعها من حزب الله على الحدود وفي قوة الردع والضرب الصاروخي الموجه للمدن والقواعد العسكرية والاستخبارية ومناطق الصناعات العسكرية، لذلك التوهم الذي توقعه قادة الحرب الصهاينة كان أقرب للسذاجة التي ليس لها نظرة عسكرية دقيقة، وهي الهزيمة نفسها التي وقعت لهم في السابع من أكتوبر العام الماضي من حماس وهي ضربة قاسية وهزيمة لهم. الخلاصة أن الحرب الإسرائيلية التي شنّت على غزة بعد طوفان الأقصى، ودخلت عامها الثاني ولا تزال، لم تستطع -كما تقول إسرائيل- أن تقضي على حماس وبقية المقاومة، لكن كما يبدو هدف هذه الحرب هو الانتقام من الأبرياء الذين واجهوا حربا بربرية ظالمة، لمجرد أنهم لم يخرجوا من أرضهم ورفضوا التهجير، مع أن نتنياهو ادعى أن هدف الحرب هو القضاء على المقاومة، وتحرير الرهائن المحتجزين، لكن هذا الرهان فشل تماما حتى الآن، وبقي التركيز على قتل المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات وأماكن الإيواء، وغيرها من الأماكن الآمنة للمدنيين، وفي الحرب على لبنان، فإن الخسارة كانت كبيرة خلال شهر، وأصبحت صواريخ المقاومة تضرب القواعد العسكرية والصناعات والموانئ وغيرها، ووصلت هذه الصواريخ حتى غرفة نوم نتنياهو!! إلى جانب الفشل العسكري لاختراق الحدود اللبنانية، مع الخسائر البشرية الكبيرة في عدد القتلى والمصابين يوميا في غزة وفي لبنان، لذلك أصبح الطلب الملحّ الإسراع في عملية التبادل مع وقف إطلاق النار في غزة من قادة الصهاينة، ووقف الحرب في لبنان بشروط متكافئة، وهذا يعني فشل ما كان يقوله قادة إسرائيل من أنهم سيرجعون لبنان للقرون الوسطى لو دخلوا الحرب معها! لكن الأمور خالفت توقعاتهم وتهديداتهم فأصحاب الحق هم المنتصرون دائما. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: طوفان الأقصى وغیرها من حزب الله لا یزال فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يتوقف الأمر على دور سعودي فعال في إنهاء الحرب؟
تُجمعُ التوقعات المتفائلة على إمكانية حدوث تطور عسكري هام لتغيير الواقع الذي فرضه انقلاب 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وأطاح بأهم تحول سياسي ديمقراطي سياسي في تاريخ اليمن، على ضوء جملة من المؤشرات تشمل فيما تشمل تحركات ميدانية لافتة، والحديث عن تحديد الساحات المرشحة للمواجهات المقبلة، فيما تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية التي تُمسك بقرار الحرب والسلم وتكرس ما يمكن وصفه بالشلل غير المسبوق للإرادة السياسية لقادة الشرعية اليمنية.
كانت السعودية قد اتخذت خطوات متقدمة نحو إنجاز صفقة تسوية للحرب مع الانقلابيين الحوثيين، بضغط عدائي من الإدارة الأمريكية السابقة، دفع بالرياض إلى القيام بمناورة هي الأخطر، لتسوية قضية في جغرافيا تندرج ضمن أولوياتها الأمنية والجيوسياسية، واضطرت إلى تنفيذها مرغمة تحت طائلة فقدان الشراكة مع الولايات المتحدة، التي غضت الطرف عن الانفلات الخطير لعيار إيران تجاه المملكة خصوصا عام 2019.
كل شيء يبدو اليوم متاحا أمام لإنجاز تسوية مشرفة للحرب في اليمن، إن تم ذلك على أسس أخوية ودينية وأخلاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني الجار، والتعامل الصادق معه ومع دولته، والاستعداد الكامل لشراكة طويلة الأمد تسمح بطي عقود من التعايش القلق والجوار المتربص.
كل شيء يبدو اليوم متاحا أمام لإنجاز تسوية مشرفة للحرب في اليمن، إن تم ذلك على أسس أخوية ودينية وأخلاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني الجار، والتعامل الصادق معه ومع دولته، والاستعداد الكامل لشراكة طويلة الأمد تسمح بطي عقود من التعايش القلق والجوار المتربص
لا يوجد أهم ولا أغلى من بناء الثقة وتعزيزها مع الشعب اليمني واعتبارها واحدة من أهم العوامل التي تدفع باتجاه تسوية الأرضية وإنهاء الحرب، حتى مع وجود العامل الإضافي الإيجابي ذي الأهمية البالغة والمتمثل في التحول الحاد في الموقف الأمريكي تجاه اليمن؛ من رعاية ودعم لمشروع الانقلاب الحوثي الطائفي المرتبط بالأجندة الإيرانية، إلى استهداف هذا المشروع البغيض وتقويض أسسه العسكرية والمادية والتخلي عن دوره الطائفي، الذي كان قد عزز الارتياح الغربي واستجلب دعمه السخي لتقويض عملية ديمقراطية ناجحة في اليمن، وغض الطرف عن إدخال اليمنيين في أتون حرب أتت على ما بقي لهذا البلد من مقدرات وأدخلته في دائرة الحاجة والبؤس والشقاء المعيشي.
إنهاء الحرب في اليمن لن يكون بالأدوات السياسية، أو من خلال الاستمرار في تقديم العروض السخية لجماعة الحوثي، لسبب بسيط للغاية وهو أن التسوية السياسية لن تنتزع من الحوثيين تنازلات جوهرية يعتقدون أنهم احتفظوا بها بالحرب، وبالتالي لن تسمح بإقامة سلطة شراكة حقيقية تُنهي حالة التوتر والشعور بالغبن لدى معظم اليمنيين.
كما أن الاستمرار في تقديم التنازلات لن يسمح بالتأكيد في استعادة الدولة اليمنية وصيانة مركزها القانوني والسيادي، لأن المبدأ الذي سيسمح باستيعاب مشروع الانقلاب الحوثي الطائفي، سيفسح المجال كذلك لمشروع الانفصال الذي لا يقل سوءا ولا غدرا ولا ضررا بالدولة اليمنية وسيادتها وقابليتها للحياة.
الحل العسكري هو الطريق الأمثل لاستعادة اليمن، والحفاظ على كيانه، وهذا الحل يستند إلى إرادة وأدوات وإمكانيات متاحة، وبإمكانه التعاطي بكفاءة وتفوق على التحدي العسكري الذي يمثله الحوثيون، استنادا إلى مقدراتهم التي استحوذوا عليها منذ العام 2014، إلى جانب الدعم السخي الذي حصلوا عليه من إيران ومن شبكة إقليمية ودولية نشطة ساهمت في استمرار خطوط الإمداد بالأسلحة الحديثة إلى هذه الجماعة.
في عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" للتحالف العربي، وبينما كانت دولتاه الرئيسيتان منسجمتين إلى حد ما، واجه التحالف معارضة شديدة، من الدوائر الغربية التي استطاعت أن تؤثر على قرار الحكومات، ووصل الأمر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أنهت تعاونها اللوجستي مع أهم شريك لها في الوطن العربي وهي السعودية، وتمت شيطنة التحالف العربي إلى حد كبير وأُدرج في اللوائح السوداء للأمم المتحدة ومنها لائحة قاتلي الأطفال، التي رأينا كيف أنها أُغلقت تماما خلال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة.
اليوم فإن أي عمل عسكري قد يستهدف جماعة الحوثي لن يواجه التحديات نفسها، ولا المستوى نفسه من المعارضة لا من الدوائر الغربية المؤثرة ولا من الحكومات. لكن التحدي الحقيقي الذي يساهم في حرمان الشعب اليمني من إنهاء هذا الفصل المأساوي من الحرب للأسف؛ يكمن في صلب الشراكة الملتبسة بين دولتي التحالف السابقتين؛ السعودية والإمارات
أما اليوم فإن أي عمل عسكري قد يستهدف جماعة الحوثي لن يواجه التحديات نفسها، ولا المستوى نفسه من المعارضة لا من الدوائر الغربية المؤثرة ولا من الحكومات. لكن التحدي الحقيقي الذي يساهم في حرمان الشعب اليمني من إنهاء هذا الفصل المأساوي من الحرب للأسف؛ يكمن في صلب الشراكة الملتبسة بين دولتي التحالف السابقتين؛ السعودية والإمارات اللتين وصلتا إلى مفترق طرق حاد، ولم يعد يجمعهما سوى الإرث المشترك للحرب في اليمن والذي يتمثل في التواجد المادي العسكري والشركاء المحليين التابعين وخصوصا الجماعات المسلحة خارج وزارتي الدفاع والداخلية، وهي القوات التي تعيق استعادة الدولة اليمنية لعافيتها ونفوذها وسيادتها، وتحرف مسار المواجهة باتجاهات سيئة أكثرها سوءا القبول بالانقلاب الحوثي والدفع باليمن نحو التفكك.
لا شيء يقف أمام إنهاء الحرب في اليمن واستعادة السلام والاستقرار والتعافي الضروري لأكبر شعوب الجزيرة العربية سوى هذا التغول المأساوي على القرار السيادي اليمني، من جانب من أشقائنا الذين حملت مهمتهم العسكرية في بلدنا من 23 آذار/ مارس 2015 اسما يفيض بالنبل، هو "تحالف دعم الشرعية".
ومع ذلك ستظل الآمال معقودة على المملكة العربية السعودية، فهي الطرف الإقليمي الذي وضع السلطة الشرعية تحت نفوذه الكامل، في حين يفرض قدرُ الجغرافيا خيارَ التعايش الحتمي معها، هذا القدر الذي اتكأ خلال العقود الماضية على فائض قوة مالية وعسكرية لصالح السعودية، كان حصاده مرّا على البلدين، مما يحتم إعادة النظر في التعايش والشراكة والنظرة الحصيفة للمستقبل، مع الاتكاء على أساس متين من الشعور بالأخوّة والاحترام المتبادل والمصير المشترك.
x.com/yaseentamimi68