كيف يخدم عنف المستوطنين مصالح إسرائيل؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
بعد مرور عام على أحداث 7 أكتوبر وحرب غزة التي أعقبتها، يزداد (ظاهريا) قلق المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بشأن تصاعد العنف الذي يرتكبه المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. ففي يوليو أعلن اللواء يهودا فوكس الرئيس المغادر للقيادة المركزية للجيش الإسرائيلي والتي تتولى الإشراف على الضفة الغربية أن «الجريمة القومية أطلت برأسها تحت غطاء الحرب وقادت إلى أعمال انتقامية وزرعت الفوضى والخوف في نفوس الفلسطينيين الذين لا يشكلون أي تهديد».
وبعد أسابيع قليلة لاحقا حذر رونين بار رئيس جهاز «شين بيت» قادة إسرائيل من أن الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية خرج عن السيطرة وأصبح مهددا خطيرا للأمن القومي الإسرائيلي. وأشار بار ضمنيا إلى السياسات التي يروّج لها وزراء اليمين المتطرف وأساسا ايتمار بن غفير وبتسلئيل سوريتش اللذين يطالبان علنا بضم الضفة الغربية. لكنْ هنالك شيء مضلل بشأن هذه التصريحات. إنها تصوِّر المستوطنين الذين يرتكبون أعمال العنف وكأنهم يقومون بذلك خارج معايير الاحتلال الإسرائيلي وكأن الأفعال الرسمية للقوات الإسرائيلية نفسها ليست عنيفة والجنود غير متورطين. هذا التأطير لما يحدث يسمح للقوات الإسرائيلية التي تمارس صلاحيات سلطة الاحتلال في الضفة الغربية بتجنب المسؤولية عن هذه الهجمات. وعندما ينتقد المسؤولون الأمنيون أو ساسة يسار الوسط الجيش نفسه لفشله في مواجهة العنف يسهم مثل هذا النقد أيضا في الفصل بين الجيش وبين العنف نفسه. من الواضح أن الحقيقة أكثر تعقيدا. فمنذ العشرية الأولى تشكل بالتدريج جيشان داخل القوات الإسرائيلية. فإلى جانب الجيش الرسمي ظهرت قوة شرطية (تمارس مهام الشرطة) في الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل. تشمل هذه القوة الشرطية لواء مشاة يتمركز بصفة دائمة في الضفة ووحدات من شرطة الحدود ومليشيات مستوطنين مدربين بواسطة القوات الإسرائيلية ظاهريا للدفاع عن النفس. بعكس الجيش الرسمي هذا الجيش الشرطي لا يخضع لهيكل تراتبي (تسلسل قيادي) بل تسيطر عليه شبكة من جهات غير رسمية أهمها جماعات المستوطنين وقيادتها السياسية القوية. وفي حين تتمثل المهمة الرسمية لهذه القوة الشرطية من بين أشياء أخرى في حماية كل من الفلسطينيين وجماعات المستوطنين إلا أن مهمتها غير الرسمية هي تعزيز ضم أجزاء من الضفة الغربية في هدوء وتفكيك الترابط الجغرافي بين الأراضي التي تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. لهذه الغاية يحتاج الجيش الشرطي إلى عنف المستوطنين لتنفيذ ما لا تستطيع إسرائيل الرسمية القيام به. وصفت جماعة حقوق الإنسان الإسرائيلية «بتسليم» هذه الدينامية في تقرير عام 2021 تحت عنوان (عنف المستوطنين يساوي عنف الدولة). حدد التقرير عملية متكاملة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية تتكون من تصرفات رسمية للدولة تقترن مع عنف المستوطنين. جاء في التقرير «عنف المستوطنين هو شكل من أشكال السياسة الحكومية تيسره وتحرض عليه سلطات الدولة الرسمية بمشاركتها النشطة». وهذا هو السبب في السماح المنهجي بمثل هذا العنف. في الفترة بين 2005 و2023 أفضت نسبة 3% فقط من التحريات في جرائم ارتكبها إسرائيليون ضد الفلسطينيين بدوافع أيديولوجية إلى إدانات، حسب جماعة حقوق الإنسان «يش دين». وهذا الرقم الضئيل يعكس أساسا الفترة التي سبقت سيطرة بن غفير على الشرطة. في عام 2022 عندما كانت تدير الأمور في إسرائيل حكومة من يمين الوسط يقودها نافتالي بينيت ويائير لابيد بلغ متوسط الهجمات الشهرية للمستوطنين على الفلسطينيين حوالي 71 هجوما، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن ذلك الرقم كبير فإن الخطاب العام حول هذه القضية كان صامتا نسبيا خلال هذه الفترة ولم يُصدر كبار المسؤولين الأمنيين تحذيراتٍ بشأن هذه الهجمات. ثم ارتفع ذلك الرقم إلى حوالي 110 هجمات شهريا بعد بداية حرب غزة في العام الماضي وحتى شهر أغسطس من هذا العام. يترتب عن ذلك أننا بدلا من مناقشة عنف المستوطنين بشكل عام يجب علينا التمييز بين شكلين من العنف؛ وظيفي واعتباطي. العنف الوظيفي هو النوع الذي يخدم أهداف الدولة بما في ذلك العنف كأداة مفيدة للاستيلاء على الأرض ولهذا يُسمح به. أما العنف الاعتباطي فمفرط في عدوانيته. وهو يتصاعد إلى درجة تهديده لنظام الأمن في الضفة الغربية والذي تسعى إسرائيل الرسمية إلى المحافظة عليه. كما يضر بقدر كبير المشروعية الدولية لإسرائيل. يشمل العنف الاعتباطي الهجمات المنظمة والمميتة بواسطة المستوطنين على المجتمعات المحلية الفلسطينية مثل الهجوم الذي تعرضت له مؤخرا بلدة جيت. فقد أشعل عشرات المستوطنين بعضهم ملثَّم الحرائق في المباني والسيارات وقذفوها بالحجارة والقنابل الحارقة. هذا النوع من العنف لا يخدم الهدف الملموس الذي تسعى وراءه إسرائيل (قضم الأراضي الفلسطينية). ومن بين أمثلة ذلك هجمات المستوطنين على القوات الإسرائيلية نفسها، وهذا هو العنف العشوائي الذي يدينه المسؤولون الإسرائيليون. بالمقابل يُسمح بالعنف الوظيفي. وقد تُشكِّل حالة تهجير سكان التجمعات القروية مثالا مقنعا لذلك. فحسب منظمة بتسليم منذ بداية الحرب هُجِّرَ قسرا حوالي 1100 فلسطيني يقيمون في 19 تجمعا فلسطينيا متباعدا ومزارع تملكها وتقيم فيها عائلات فلسطينية منفردة. وفي كل هذه الحالات نزحت العائلات بعد تعرضها إلى أعمال عنف أو تهديدها بواسطة مستوطنين كانوا برفقة جنود أحيانا. أقرَّت القوات الإسرائيلية عقب تحرياتها في الهجمات على قرية جيت بأن الجنود تلقوا تحذيرا مسبقا لكنهم لم يتحركوا لإيقاف المهاجمين. مع ذلك عندما طالبت التجمعات المهجَّرة بالعودة إلى أراضيها تحت حماية الجيش الإسرائيلي كان يمكنه تيسير العودة. لكنه بدلا عن ذلك منع عودتها. بل أعلن صراحة أنه ليست لديه النية لمساعدتها. حتى الآن تمكن أهالي قرية خربة زانوتا فقط من الحصول على قرار من المحكمة وسمح لهم بالعودة. في الأثناء دمر المستوطنون معظم مساكنهم هناك. ومع ذلك لم يأذن الجيش الإسرائيلي للسكان بإعادة بنائها. بل مارس عليهم ضغوطا لمغادرة القرية متعللا بأعذار قانونية. صحيح تقلصت سلطة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية مع صعود حكومة إسرائيل اليمينية في عام 2023. فاتفاقيات الائتلاف الحكومي منحت سموتريش سلطات واسعة في الضفة الغربية. وكما كشف مؤخرا ناحوم بارنياع وهو أحد كبار كتّاب الرأي بصحيفة يديعوت أحرونوت أدّت الإدارة التي يقودها سموتريش دورا رئيسيا في الضم المتسارع للضفة الغربية بتجاوز سلطة قوات الاحتلال. مع ذلك يظل الجيش الجهة المسؤولة عن القوات الموجودة هناك والتي من بين مهماتها حماية الفلسطينيين (من عنف المستوطنين). وعندما يمتنع الجيش الإسرائيلي عن تقديم هذه الحماية فالرسالة التي يبعث بها هي أن مثل هذه الحماية ليست في مصلحته. ياجيل ليفي أستاذ علم الاجتماع السياسي والسياسات العامة ورئيس معهد الجامعة المفتوحة لدراسة العلاقات المدنية - العسكرية. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة عنف المستوطنین
إقرأ أيضاً:
WP: السلطة الفلسطينية تسعى لدور في غزة وتواجه مسلحين في الضفة الغربية
تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ أسبوعين عملية بمخيم جنين للاجئين تحت اسم "حماية وطن"، حيث تؤكد السلطة الفلسطينية أنها تستهدف "الخارجين عن القانون".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها إن السلطة الفلسطينية التي يدعمها الغرب، أطلقت أكبر عملية مسلحة لها وأكثرها تسليحًا في ثلاثة عقود من عمرها لإحباط "التمرد المتنامي في الضفة الغربية ضد القيادة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن السلطة تحاول إثبات قدرتها على إدارة الأمن في المناطق المحدودة من الضفة الغربية التي تسيطر عليها بينما تسعى أيضًا إلى حكم قطاع غزة بعد الحرب.
وأوضحت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد عودة السلطة إلى غزة، وقد دفعت شخصيات رئيسية في ائتلافه اليميني المتطرف إلى ضم جزء أو كل الأراضي الفلسطينية، ولكن في الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار، وافقت إسرائيل على السماح للسلطة بتولي إدارة معبر رفح بين غزة ومصر لفترة قصيرة، وفقًا لمسؤول مصري سابق تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة الحساسة".
وأشارت إلى أن "السلطة أطلقت العملية لاستعادة السيطرة على مخيم جنين من خلال استهداف الخارجين عن القانون وأولئك الذين ينشرون الفوضى والاضطراب ويضرون بالسلم الأهلي"، قال المتحدث باسم قوات الأمن أنور رجب للصحيفة.
وقال رجب "كل هذه الإجراءات والسياسات تقوض عمل السلطة الفلسطينية، وتعطي هذه الجماعات إسرائيل ذريعة لتنفيذ خططها في الضفة الغربية"، معتبرا أن "إنجازات" العملية شملت اعتقال أكثر من عشرين مسلحًا مطلوبًا، وإصابة آخرين، وتفكيك العشرات من المتفجرات و"التقدم على محاور مهمة" داخل مخيم اللاجئين.
وبينت الصحيفة أن "قوات الأمن قتلت ثلاثة أشخاص: مقاتل، وأحد المارة يبلغ من العمر 19 عامًا على دراجة نارية، وصبي يبلغ من العمر 14 عامًا، بينما وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن أول قتيل من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية هو ساهر فاروق جمعة من جهاز حرس الرئيس".
وأوضحت "يبدو أن الجانبين يتحليان بقدر نسبي من ضبط النفس، فقد أسفرت الغارة الإسرائيلية التي استمرت أياما في جنين في أيلول/ سبتمبر عن مقتل 21 شخصاً على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، أما قوات الدفاع الإسرائيلية فقد قالت إنها قتلت 14 مسلحا".
واعتبرت أن "السلطة تصطدم بشكل دوري مع المسلحين؛ حيث قتلت قوات الأمن 13 فلسطينيًا، من بينهم ثمانية في جنين، منذ هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
وقال صبري صيدم، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الحزب الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية، لصحيفة واشنطن بوست: "لا نريد أن نرى قطرة دم واحدة تُراق. ما نود تحقيقه هو حالة من الهدوء، والجلوس مع الفصائل المختلفة والاتفاق على الطريق إلى الأمام".
وقرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة الفلسطينية "ستفرض سلطتها ولا عودة إلى الوراء"، كما قال مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته للكشف عن المناقشات الخاصة.
وأكدت الصحيفة أنه "بعد أسبوعين من الحملة، لا يزال المسلحون يتجولون بحرية في مخيم جنين، وتدوي أصوات إطلاق النار ليلًا ونهارًا، وقد علقت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الدراسة في المدارس، وأغلقت الشركات، وفي حيي دماج وحواشين، اللذان تضررا بشدة في الغارة الإسرائيلية في سبتمبر، ظلت بعض العائلات بدون كهرباء وماء لأيام".
وقال مسؤول في المستشفى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة الحساسة إن قوات الأمن التابعة للسلطة المقنعة "تقوم بدوريات حول مستشفى جنين الحكومي على حافة المخيم، كما يتمركز القناصة على السطح لمنع المسلحين من الدخول للاختباء".
وأكدت الصحيفة أن "الغضب على قوات الأمن في الضفة الغربية مرتفع بالفعل، فهي تعمل في مساحة متقلصة باستمرار بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وبموجب الاتفاقيات الأمنية، قد لا تتدخل لوقف عنف المستوطنين الإسرائيليين أو الغارات العسكرية القاتلة، ويرى العديد من الفلسطينيين أن هذه القوات هي مقاولون من الباطن لإسرائيل وأداة عباس للفساد وقمع المعارضة الداخلية".
وقال أرواد، 35 عاماً، الذي تحدث شريطة حجب اسمه الأخير خوفاً من الانتقام من السلطات الفلسطينية والإسرائيلية: "الناس يريدون القانون والنظام، ولكن إذا طبقوا القانون بشكل صحيح، فسوف يقف الناس إلى جانبكم. عندما يأتي الجنود والجيبات الإسرائيلية إلى هنا، أين القانون؟".
وذكرت الصحيفة أن "قوات الأمن هي من بين الخيوط الأخيرة التي تربط اتفاقات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن العشرين لإنشاء دولة فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وشرق القدس، وفي العقود التي تلت ذلك، وسعت إسرائيل ورسخت سيطرتها على الضفة الغربية، مما أدى إلى تآكل اختصاص السلطة".
وأشارت إلى أن آخر مرة واجهت فيها الفصائل الفلسطينية بعضها البعض في الشوارع كانت في عام 2007، عندما أطاحت حماس، المنافس الإسلامي لفتح، بالسلطة في غزة وأقامت حكومتها الخاصة، ومنذ ذلك الحين، استثمرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل كبير في إصلاح وتدريب قوات الأمن الفلسطينية، وعُرضت على المتشددين السابقين مناصب في قوات الأمن إذا سلموا أسلحتهم".
ومع ذلك، تظل قوات الأمن تعاني من نقص التمويل المزمن وغير مجهزة لتحمل المسؤوليات التي تتصورها واشنطن للضفة الغربية وقطاع غزة بعد الحرب.
واعتبرت الصحيفة أنه بينما يتزايد الغضب العام ضد حماس في قطاع غزة بسبب الحرب، فإن شعبيتها في الضفة الغربية تتزايد بعدما سئم الناس من عباس والاحتلال".
واعتبر رجب أن "عملية جنين كانت تستهدف المشتبه بهم المطلوبين بتهم جنائية، بما في ذلك إطلاق النار على المستشفيات وإعداد العبوات الناسفة، لكن العملية تصاعدت بعد أن استولت السلطة الفلسطينية على بعض أموال المسلحين، واستولى المسلحون على سيارتين لقوات الأمن وطافوا بهما في المخيم، وفي وقت لاحق، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مركز للشرطة".
ووفقا لفراس أبو الوفا، الأمين العام لحركة فتح في جنين، حاول زعماء المجتمع المحلي، بما في ذلك "آباء مقاتلي جنين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية، التوسط في هدنة بين المقاتلين وقوات الأمن، لكن السلطة رفضت التنازل".
ويأتي ذلك بينما أكد صبري صيدم أن المحادثات مستمرة و"الأجهزة الأمنية مصرة على فرض القانون والنظام".
والثلاثاء الماضي، لمدة بضع ساعات توقف صوت إطلاق النار، قبل الساعة الثانية ظهراً بقليل، وافقت السلطة الفلسطينية ونشطاء لواء جنين على وقف القتال، وأفرجت السلطات عن جثتي قيادي في كتيبة يزيد جعايصة التذي قتلته السلطة الفلسطينية، والطفل محمد عامر البالغ من العمر 14 عاماً، وكلاهما قُتلا في 14 كانون الأول/ ديسمبر".
ومع غروب الشمس، خرج المسلحون من الأزقة للعودة إلى مواقعهم.
ودعت حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة إلى "وقف الحملة الأمنية في جنين على الفور، والتي لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي".
وقالت تهاني مصطفى، المحللة المختصة بشؤون الأراضي الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل، إن العملية "ستنزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية وقاعدتها الشعبية من حركة فتح"، لكن وجود السلطة ليس مهددًا، لأنها تعتمد على الغرب، وليس شعبها، في التمويل.
وقالت إن جنين فريدة من نوعها، لأنه لا توجد مستوطنات يهودية غير قانونية في المناطق المجاورة مباشرة، مضيفة أنه في أماكن أخرى، "توجد جيوب من السكان الفلسطينيين ولكن لا يوجد مكان لتعبئة [قوات الأمن] جسديًا في مجموعات كبيرة، ومن غير المرجح أن تسمح إسرائيل بتصعيد هذا الأمر".