قالت صحيفة هأرتس إن 139 فلسطينيا من سكان القدس الشرقية المحتلة يخشون فقدان أراضيهم التي سكنوها لعشرات السنوات ويملكون وثائق حيازتها، بعدما تفاجئوا بقرار تسجيلها باسم مؤسسة يهودية.

وجاء في تقرير للصحيفة أن سكان أم طوبى تفاجئوا -بعدما تقدم أحدهم إلى بلدية القدس للحصول على رخصة بناء- بوجود قرار بتسجيل أرضهم باسم "الصندوق القومي اليهودي" ما يعني نظريا أن هذه المنظمة تستطيع مستقبلا المطالبة بإخلاء المكان من مالكيه.

وتقدر مساحة الأرض بعشرين دونما عاش فيها سكانها لعشرات السنوات وشيدوا عليها بيوتهم، لكنهم كانوا يجهلون تماما وجود إجراء بضرورة تسجيلها، وأكدوا لهآراتس أن لا أحد تواصل معهم ليخطرهم بذلك.

تسجيل الأراضي

وتوقفت السلطات الإسرائيلية منذ 1967عن تسجيل الأراضي في القدس الشرقية المحتلة، وكان من نتائج ذلك أن المعاملات العقارية لم تقيّد إطلاقا، ناهيك عن أن السلطات لا تحتفظ بسجلات تفصّل هوية ملاك الأرض هناك حسب ما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية.

وكان من نتائج ذلك أيضا أن كثيرا من السكان بنوا بيوتهم على الأرض التي يملكون دون تسجيلها في دائرة الأراضي.

لكن سكان أم طوبى -عكس كثير من أحياء القدس الشرقية- سُلمت لهم تراخيص بناء بعدما دققت البلدية أراضيهم وتأكدت أنهم ملاكها الحقيقيون.

ويقول السكان إنهم يستطيعون حتى استظهار وثائق بريطانية وأردنية تثبت حقهم في الأرض، ناهيك عن فواتير الضرائب التي دأبوا على دفعها لبلدية القدس على مدى عقود.

وقال السكان إن المسؤول عن التنظيم العقاري في وزارة العدل ديفد روتنبرغ أخبرهم أن "الصندوق القومي اليهودي" اشترى الأرض قبل 100 عام من خمسة سكان، لكن "هذه المنطقة لا يملكها خمسة سكان، والعائلة التي يزعمون أنها اشترت المكان لم تملك أي أرض في المنطقة أصلا"، يقول أحد السكان لهآراتس.

وقد رد روتنبرغ بعدما تواصل السكان معه للاستفسار، بأنه كان عليهم مراجعة موقع الحكومة ليعرفوا إن كان قد بُدئ في تسوية وضعية المربع (بلوك) الذي بنيت فيه بيوتهم، لكن السكان قالوا لهآراتس إن الموقع بالعبرية وهي لغة لا يتقنها كثير منهم.

مسؤول التنظيم العقاري في الوزارة، زعم أيضا أن موظفي الوزارة جابوا المنطقة لتعليق الإخطارات، وهو ما ينفيه السكان.

أما محامي العائلات الفلسطينية يزيد قعوار فذكّر بأنه لا يوجد أصلا ترسيم للقطع الأرضية والبلوكات في المنطقة الخلافية، وهو ما يعني أن الإخطارات المزعومة حتى لو وُجدت، ما كان السكان ليفهموا منها أن الأمر يتعلق بالأرض التي بنيت عليها بيوتهم.

وقدم السكان الأسبوع الماضي التماسا إلى المحكمة العليا لإلغاء تسجيل الأرض باسم "الصندوق القومي اليهودي".

خطة مريبة

وشُرع في تسجيل الأراضي في القدس الشرقية في 2018 وفق خطة تدعي الحكومة أنها لتخفيف فوضى التخطيط العمراني في المنطقة، لكن الخطة تقابَل بارتياب السكان الفلسطينيين الذين يخشون أن يكون هدفها مصادرة أراضيهم وتسجيلها باسم يهود.

وتلاحظ هآرتس أن أغلب نشاط وزارة العدل خصص فعلا لتسجيل بلوكات تشمل أراضي يملكها يهود أو يُخطَّط فيها لبناء حي يهودي.

أما التنظيم العقاري لأم طوبى، فطلبته دائرة أخرى في الوزارة لها صلة بمشروع بناء حي يهودي جديد اسمه "نوبي راحيل" يقع على بعد أمتار فقط من بيوت الفلسطينيين في أم طوبى على أرض ملكها يهود في القرن الماضي، وهو واحد من أربعة أحياء يهودية تقع وراء الخط الأخضر، وخُطط لها مسبقا بالتنسيق بين مسؤول التسجيل العقاري في الوزارة وناشطين يمينيين.

جدير بالذكر أن محكمة العدل الدولية عندما أبدت رأيها القانوني بعدم قانونية الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية في يوليو/ تموز الماضي، أشارت في حكمها إلى إجراءات تسجيل الأراضي في القدس الشرقية.

وقالت إن هدفها توسيع المستوطنات على حساب أراض أخرى الشطر المحتل من المدينة، بما يضع ضغطا على الفلسطينيين هناك، ويضطرهم إلى المغادرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات القدس الشرقیة تسجیل الأراضی فی الوزارة

إقرأ أيضاً:

موارد الصندوق القومي للتكافل الاجتماعي

أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، مشروع قانون مُقدم من النائبة منى عمر، وآخرين (أكثر من عُشر عدد أعضاء المجلس) بإنشاء الصندوق القومي للتكافل الاجتماعي، إلى لجنة مشتركة من لجان التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة، الشئون الاقتصادية، الشئون الدستورية والتشريعية، والخطة والموازنة.

ويهدف الصندوق لتوفير الأمن المالي والحماية ومواجهة الظروف الصعبة غير المتوقعة للمشتركين فيه من خلال الحصول على مبلغ مالي في حالة الوفاة أو العجز أو الأمراض الحرجة أو حدوث كوارث أو أحداث غير متوقعة".

وحدد مشروع القانون موارد الصندوق والتي تتكون من الاشتراكات وتبرعات البنوك وشركات البترول وسائر التبرعات والهبات والمنح النقدية والعينية التي يتلقاها من الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين والتي يقبلها مجلس إدارة الصندوق بما لا يتعارض مع أغراضه القائمة كذلك عوائد الاستثمارات.

ودعا مشروع القانون إلي إنشاء صندوق قومي للتكامل الاجتماعي، وأكدت المذكرة الإيضاحية، أن مبدأ التكافل الاجتماعي يظل هو الأسمى على الإطلاق في العلاقات الإنسانية وقد أثبت هذا المنهج نجاحه بجميع أشكاله وفي كل الأوقات، وحينما يتوفر هذا التكافل من خلال صندوق قومي يتم تعظيم موارده وحينما يكون اشتراك المواطن في الصندوق قليل جدا (غير مؤثر بالنسبة له) في حين أن المقابل المالي الذي يحصل عليه لمرة واحدة في حالة العجز أو المرض العضال أو الكوارث التي يتعرض لها او تحصل عليه عائلته في حال وفاته كبير جدا بالمقارنة بما يدفعه فإن هذا الصندوق في هذه الحالة يحقق الأمان المالي لكل مشارك فيه بأقل مقابل وأيضا يوفر الصندوق المرونة اللازمة وحرية الاختيار بين الشرائح المختلفة المتاحة فكلما زادت قيمة الاشتراك زاد العائد في حالات المخاطر".

مقالات مشابهة

  • تسلسل استهداف الاحتلال للأونروا وصولا إلى حظرها بالقدس
  • خبيرة أممية: هدف إقامة "إسرائيل الكبرى" يهدد بمحو السكان الفلسطينيين الأصليين
  • الكيان الصهيوني يستولى على 64 دونما من أراضي أم طوبا بالقدس
  • إسرائيل تمنع فتح ممثليات دبلوماسية غير معتمدة لديها بالقدس
  • الأردن يدين مصادقة الاحتلال على منع فتح ممثليات لفلسطين بالقدس
  • الخارجية تحذر من مصادقة الكنيست على مشروع قانون البعثات الأجنبية بالقدس
  • موارد الصندوق القومي للتكافل الاجتماعي
  • بعد حظر أونروا .. الكنيست يقر قانوناً يمنع إنشاء سفارات أجنبية خارج بالقدس
  • بعد حظر أونروا..الكنيست يقر قانوناً يمنع إنشاء سفارات أجنبية خارج بالقدس