جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-08@19:58:27 GMT

السلام.. رفيق الأخلاق

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

السلام.. رفيق الأخلاق

 

محمد بن رامس الرواس

 

تتنوَّع الأخلاق في أشكالٍ كثيرةٍ ومتعددةٍ في المجتمعات البشرية، بعضها قد يكون واضحًا وبسيطًا، والآخر منها مختفيًا ومُعقَّدًا؛ فهي في الأصل غريزة وتكوين في الإنسان، وعندما تكون الاخلاق مطابقة لواقع المجتمع وبالصورة البسيطة والمفهومة والغير معقدة، عندها يمكن القول وبكل وضوح أن هناك مستوى عالي جدا من الفكر الاخلاقي في هذا المجتمع.

ولأننا اليوم في عصر المتغيرات الكثيرة والتحديات الاخلاقية الصعبة التي تمارس على مجتمعاتنا من خلال الغزو الفكري قد تصبح المشكلة الأخلاقية محل للتساؤل وضرورة إعادة تنظيمها، وقد نحتاج لاستنفار الثقافة لاجل ذلك؛ فلم تعد المشكلة متعلقة بمراقبة الأخلاق إنما هي متعلقة بالاهلية الفكرية للمجتمع الذي يعاني من اضمحلالها وتراجعها.

والمجتمعات التي تطمح لوجود مجتمع أخلاقي ايجابي باتت تبحث عن تركيبة قيام مجتمع يتصف بالسلم وعندما يزرع السلام والاستقرار بالمجتمع  يمكن أن تبنى عليها مرحلة تطبيق الأخلاق التي تهدف اليها المجمعات، لذلك قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام للصحابي الذي أرسله لاحد احياء العرب فضُرِبَ وقُذِفَ وشُتِمَ: "لو أهل عُمان أتيت ما ضربوك ولا سبوك"؛ فالسلام هنا إذن هو لُب الموضوع، ومن خلاله ينطلق فكر نمو الأخلاق السليمة وتصبح صفة متجسدة بالمجتمع، لذلك من الأهمية أن يكون السلام ملازما للمجتمع دوما من أجل تطبيق ونشر قيم ومبادئ الأخلاق الحميدة وغرسها.

وعندما ينتقل التفكير المجتمعي من خلال ممارسة الأخلاق الحسنة تنطلق معه هناك المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية كالاعمال التطوعية ومنفعة الناس فإن الأخلاق تعني بالطبع تطبيق وممارسة للواجبات والمبادئ والقيم.

ولا شك أن لكل مجتمع تميزٌ واضح في الأخلاق يُميزه عن المجتمعات الاخرى فالمعيار الأخلاقي للمجتمع هو مصلحة في حد ذاتها يكون أساسها محدد بأمن المجتمع وسلامته ومدى نسبة السلام والاستقرار الموجوده فيه. وفي المقابل قد يكون هناك مجتمع آخر له مواقف أخلاقية ضارة بمصلحته فتزداد معاناة هذا المجتمع وعلاقاته مع الآخرين.

وأخيرًا.. إنَّ الأخلاق الحسنة توجد في المجتمع كقوة حية متجسده بالناس ومصالحهم وتعبر عنهم من خلال ثقافتهم ورأي الاخريين فيهم لأنها كشفت حقيقة تعاملهم مع الآخرين وهذا هو المعنى الحقيقي للأخلاق التعامل بالفعل والكلمة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الأحداث التي مرت بالأمة الإسلامية تبرز الفرق بين التدين الصحيح والمغلوط

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أن الأحداث التي مرت بها الأمة الإسلامية منذ فجر الإسلام تبرز الفارق بين المؤمنين الصادقين والمنافقين، مشيرًا إلى أن تلك الأحداث تعد درسًا في كيفية التمييز بين التدين الصحيح والتدين المغلوط.

وخلال حديثه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على قناة "صدى البلد"، أوضح عياد أن الحروب الفكرية والثقافية التي نشهدها اليوم أصبحت جزءًا من التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية في كل من الشرق والغرب، مشيرًا إلى أن هذه التحديات تتطلب منا التمييز بين الحق والباطل في ظل الفتن التي قد تشتعل في أي وقت.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الحادثة التي وقعت في العهد النبوي قدمت نموذجًا حيًا لآلية التعامل مع الفتن التي قد تؤثر على وحدة المجتمع الإسلامي، مشيرًا إلى أن أبرز الأساليب التي استخدمها الأعداء وقتها كانت نشر الشائعات التي تعمل على تفكيك المجتمع وخلق حالة من الشك والفرقة بين الناس.

وشدد عياد على أن هذه الشائعات تمثل خطرًا بالغًا على الأمن الفكري والاجتماعي، وأنه من الضروري عدم السكوت عنها، بل يجب مواجهتها فورًا لضمان الحفاظ على وحدة الأمة واستقرارها.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سريعًا في مواجهة الشائعات وبيان خطورتها، مؤكدًا على أهمية التوضيح والبيان السريع من أجل درء الفتن وحماية المجتمع. وأضاف عياد أن النبي كان يقصد بالإيمان الحقيقي ذلك الإيمان الذي لا يتأثر بالشائعات أو الأفكار المغلوطة.

كما تناول عياد المنهج النبوي في التعامل مع الأفكار المغلوطة، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخدم الفكر العلمي الدقيق في مواجهة الشائعات، حيث قام بتوضيح الحقائق بطرق علمية، مما يعكس قدرته الفائقة على استخدام البيان السليم والعقل الراجح في مواجهة المغالطات.

مقالات مشابهة

  • بعد تعيينه وزيراً للمال... ياسين جابر: لن يكون هناك تعطيل
  • الأطفال والقراءة.. مفتاح لبناء مجتمع معرفي متطور
  • مفتي الجمهورية: الأحداث التي مرت بالأمة الإسلامية تبرز الفرق بين التدين الصحيح والمغلوط
  • كاتب عبري .. ليس لدينا وقت لهراء “ترامب” المختل عقليا ولن يكون هناك ترحيل من غزة
  • الأمم المتحدة: جوتيريش أكد أنه لن يكون هناك أي إجراء في غزة يتضمن تطهيرا عرقيا
  • الأمم المتحدة: لن يكون هناك أي إجراء في غزة يتضمن تطهيرا عرقيا
  • «ترامب»: لن يكون هناك حاجة لجنود أمريكيين للسيطرة على قطاع غزة
  • مدير مكتبة الإسكندرية: الطفل البذرة الأساسية للمجتمع ويجب تذليل العقبات أمامه
  • في اتصال مع رئيس الإمارات.. ملك الأردن يؤكد أن أي حل لقضية فلسطين لن يكون على حساب أمننا
  • نهيان بن مبارك: «عام المجتمع» يبرز التزام دولتنا ببناء مجتمع متماسك ومستدام اقتصادياً