السلام.. رفيق الأخلاق
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
محمد بن رامس الرواس
تتنوَّع الأخلاق في أشكالٍ كثيرةٍ ومتعددةٍ في المجتمعات البشرية، بعضها قد يكون واضحًا وبسيطًا، والآخر منها مختفيًا ومُعقَّدًا؛ فهي في الأصل غريزة وتكوين في الإنسان، وعندما تكون الاخلاق مطابقة لواقع المجتمع وبالصورة البسيطة والمفهومة والغير معقدة، عندها يمكن القول وبكل وضوح أن هناك مستوى عالي جدا من الفكر الاخلاقي في هذا المجتمع.
ولأننا اليوم في عصر المتغيرات الكثيرة والتحديات الاخلاقية الصعبة التي تمارس على مجتمعاتنا من خلال الغزو الفكري قد تصبح المشكلة الأخلاقية محل للتساؤل وضرورة إعادة تنظيمها، وقد نحتاج لاستنفار الثقافة لاجل ذلك؛ فلم تعد المشكلة متعلقة بمراقبة الأخلاق إنما هي متعلقة بالاهلية الفكرية للمجتمع الذي يعاني من اضمحلالها وتراجعها.
والمجتمعات التي تطمح لوجود مجتمع أخلاقي ايجابي باتت تبحث عن تركيبة قيام مجتمع يتصف بالسلم وعندما يزرع السلام والاستقرار بالمجتمع يمكن أن تبنى عليها مرحلة تطبيق الأخلاق التي تهدف اليها المجمعات، لذلك قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام للصحابي الذي أرسله لاحد احياء العرب فضُرِبَ وقُذِفَ وشُتِمَ: "لو أهل عُمان أتيت ما ضربوك ولا سبوك"؛ فالسلام هنا إذن هو لُب الموضوع، ومن خلاله ينطلق فكر نمو الأخلاق السليمة وتصبح صفة متجسدة بالمجتمع، لذلك من الأهمية أن يكون السلام ملازما للمجتمع دوما من أجل تطبيق ونشر قيم ومبادئ الأخلاق الحميدة وغرسها.
وعندما ينتقل التفكير المجتمعي من خلال ممارسة الأخلاق الحسنة تنطلق معه هناك المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية كالاعمال التطوعية ومنفعة الناس فإن الأخلاق تعني بالطبع تطبيق وممارسة للواجبات والمبادئ والقيم.
ولا شك أن لكل مجتمع تميزٌ واضح في الأخلاق يُميزه عن المجتمعات الاخرى فالمعيار الأخلاقي للمجتمع هو مصلحة في حد ذاتها يكون أساسها محدد بأمن المجتمع وسلامته ومدى نسبة السلام والاستقرار الموجوده فيه. وفي المقابل قد يكون هناك مجتمع آخر له مواقف أخلاقية ضارة بمصلحته فتزداد معاناة هذا المجتمع وعلاقاته مع الآخرين.
وأخيرًا.. إنَّ الأخلاق الحسنة توجد في المجتمع كقوة حية متجسده بالناس ومصالحهم وتعبر عنهم من خلال ثقافتهم ورأي الاخريين فيهم لأنها كشفت حقيقة تعاملهم مع الآخرين وهذا هو المعنى الحقيقي للأخلاق التعامل بالفعل والكلمة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قفشة تكنولوجية تطبيق كاشف الأرقام.. ضرره أكثر من نفعه
حسين الكدس
شهدت الآونة الأخيرة انتشارًا واسعًا لتطبيقات كشف الأرقام في اليمن، حيث يتفاخر العديد من المستخدمين باستعمالها دون إدراك مدى خطورتها على خصوصياتهم وأمانهم الشخصي، هذه التطبيقات، التي تتيح الاطلاع على بيانات وأسماء المسجلين في هواتف الآخرين، تمثل تهديدًا مباشرًا للحياة الخاصة للمواطنين، وتسبب أضرارًا اجتماعية وأمنية جسيمة.
انتهاك الخصوصية
تعتمد هذه التطبيقات على جمع البيانات من قوائم الاتصال الخاصة بالمستخدمين الذين يقومون بتحميلها، مما يسمح لأي شخص بإدخال رقم هاتف معين والاطلاع على الأسماء المسجلة به لدى الآخرين، كما أن هذه الميزة قد تؤدي إلى كشف أوصاف غير لائقة أو ألقاب مسيئة أطلقها البعض على أرقام معينة، مما يترتب عليه أضرار اجتماعية، خاصة في مجتمع محافظ مثل المجتمع اليمني.
ومن أخطر نتائج هذه التطبيقات أنها قد تتسبب في مشاكل اجتماعية كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي اكتشاف بعض الأسماء المسيئة إلى خلافات أسرية، تصل في بعض الحالات إلى التعنيف أو الطلاق، خاصة عندما تكون النساء هن الضحايا الرئيسيات لهذا الانتهاك.
تهديد أمني خطير
إلى جانب انتهاك الخصوصية، تمثل هذه التطبيقات تهديدًا أمنيًا خطيرًا، حيث تتيح إمكانية التعرف على الأسماء الحقيقية وأعمال الشخصيات ذات الطابع الأمني أو المقاوم، مما يسهل على الجهات المعادية جمع المعلومات دون الحاجة إلى تجنيد جواسيس على الأرض.. لذا، من الضروري توخي الحذر عند حفظ أسماء الأشخاص في الهواتف، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى جهات حساسة أو يقومون بأعمال وطنية، واستبدال أسمائهم الحقيقية بأسماء رمزية لحمايتهم من أي اختراق محتمل.
ضرورة التوعية والتحذير
إن خطورة هذه التطبيقات تتطلب تكثيف حملات التوعية في أوساط المجتمع، ورفع مستوى الإدراك حول المخاطر المترتبة على استخدامها، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية، كما ينبغي العمل على حظر هذه التطبيقات والحد من انتشارها، للحفاظ على خصوصية الأفراد وحماية الأمن القومي لليمن، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب أعلى درجات الحذر في التعامل مع المعلومات الشخصية.
ختامًا، فإن حماية الخصوصية والأمن الشخصي مسؤولية مشتركة، وعلى الجميع توخي الحذر من استخدام تطبيقات قد تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة قد تهدد حياة الأفراد وأمن المجتمع بأسره.