خالد الجندي: الرحمة مفهوم نسبي.. وإغراق قوم فرعون كان نتيجة عنادهم ورفضهم للحق
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الرحمة مفهوم نسبي فما يعتبره البعض رحمة قد يعتبره آخرون نقمة، ضاربًا مثالًا بالطبيب الجراح الذي يستخدم المشرط لإنقاذ المريض، بينما إذا استخدمه شخص آخر لأذى الآخرين يعد أمرًا سيئًا، مؤكدًا أن إغراق قوم فرعون كان نتيجة عنادهم ورفضهم للحق، وأن الله أرحم الراحمين.
وأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، والمذاع عبر فضائية "dmc"، إنه لا بد من انسجام الفكر مع المنطق، مشيرًا إلى دعوة سيدنا موسى عليه السلام: «وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي»، مؤكدًا أنها نعمة كبيرة اتساق الفكر مع المنطق.
قصة موسى وفرعونوتابع: أن لكل شيء نهاية، وأن لجنة الامتحان لا تدوم إلى الأبد، بل يأتي وقت المحاسبة وإعلان النتائج، مستشهدًا بقصة موسى وفرعون، حيث نال الجميع فرصة التعلم، ونجح من استجاب وتواضع، في حين فشل من تمسك بالعناد والاستكبار، مشيرًا إلى أن امرأة فرعون كانت من الناجحين حين اتخذت قرارها بالإيمان.
وأكد فكرة اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب، خاصة في مواجهة التحديات، مثلما تواجه مصر اليوم الشائعات، التي يجب التصدي لها بالوعي والتكاتف من أجل الصالح العام.
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ضرورة التفريق بين أهل مصر وجنود فرعون الذين غرقوا في البحر، لافتاً إلى أن بعض الملحدين يقولون إن الله أغرق أهل مصر كلهم بسبب كفر فرعون، فكيف برب يضر أهل مصر بسبب شخص؟.
غرق جنود فرعون
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الذين غرقوا هم جنود فرعون، أي من أعانوا على الباطل، بينما بقيت الحضارة المصرية وشعبها الذي ظل دائمًا مع الحق.
وأضاف أن حضارة مصر العريقة استمرت رغم غرق فرعون وجنوده، حيث دخل الإسلام واحتضنه الشعب المصري، مشددًا على أن هناك محاولات للتضليل باستخدام اللعب بالألفاظ لاستدرار العواطف هو أمر خطير.
وأكد أن عدد الذين غرقوا مع فرعون قد يكون حوالي ألف جندي، ولكن ما يحدث اليوم من أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه يجب أن نتذكر أن الله قد أغرق الكافرين المعاندين في الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى نهى عن قول المؤمنين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "راعنا"، وهو لفظٌ مشتقٌّ في أصله اللغوي من "المراعاة" وهي معنًى حسن، غير أنه شاع استخدامُهُ حينذاك بمعنى الاستهزاء والذم، مشيرة إلى أن المجتمع كثر فيه المستهزئون من يهود ذلك الوقت؛ فنهى اللهُ المؤمنين عن قوله.
وأوضحت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن الله أرشد المؤمنين إلى غيره ممَّا لا يشاع استخدامه في مجتمعهم بمعنًى سيِّئ؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا﴾ [البقرة: 104].
إهداء الأعمال الصالحة للغير.. الإفتاء تكشف هل يصل ثوابها للمتوفى
هل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضح
حكم من يترك الصلاة بسبب عدم قدرته على الحركة.. الإفتاء تكشف حالتين
هل التوبة تغني عن قضاء الصلاة الفائتة؟ ..الإفتاء تحسم الجدل
وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول تفسير الآية الكريمة ومنهم:
قول الإمام الطبري في "جامع البيان" (2/ 466، ط. مؤسسة الرسالة): [روي عن قتادة: أنها كانت كلمةً صحيحةً مفهومةً من كلام العرب، وافَقَتْ كلمةً من كلام اليهود بغير اللسان العربي، هي عند اليهود سَبٌّ، وهي عند العرب: أَرْعِنِي سَمْعَكَ وَفَرِّغْهُ لِتَفْهَمَ عَنِّي. فعَلِمَ اللهُ جَلَّ ثناؤه معنى اليهود في قِيلِهِم ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن معناها منهم خلافُ معناها في كلام العرب؛ فنهى اللهُ عزَّ وَجَلَّ المؤمنين عن قِيلِهَا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لئلا يجترئ مَن كان معناه في ذلك غيرَ معنى المؤمنين فيه، أن يخاطِب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به] اهـ.
وقال الإمام البغوي في "معالم التنزيل في تفسير القرآن" (1 /132، ط. طيبة): [وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: "راعنا يا رسول الله"، من المراعاة، أي: أَرْعِنَا سمعك، أي: فَرِّغ سمعك لكلامنا، يقال: أَرْعَى إلى الشيء، وَرَعَاهُ، وَرَاعَاهُ، أي: أَصْغَى إليه واسْتَمَعَهُ، وكانت هذه اللفظة شيئًا قبيحًا بلغة اليهود، وقيل: كان معناها عندهم: اسمع لا سمعت.
وقيل: هي من الرُّعونة؛ إذا أرادوا أن يُحَمِّقُوا إنسانًا قالوا له: "راعنا" بمعنى يا أحمق! فلما سمع اليهود هذه اللفظة من المسلمين قالوا فيما بينهم: كنا نَسُبُّ محمدًا سرًّا، فأعلِنوا به الآن، فكانوا يأتونه ويقولون: راعنا يا محمد، ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه، ففطن لها، وكان يعرف لغتهم، فقال لليهود: لئن سمعتُها من أحدكم يقولها لرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأضربن عنقه، فقالوا: أولستم تقولونها؟ فأنزل الله تعالى: ﴿لَا تَقُولُوا رَاعِنَا﴾] اهـ.