الحرة:
2025-10-19@21:04:03 GMT

في السلم والحرب... معاناة اللبنانيات لا تنتهي

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

في السلم والحرب... معاناة اللبنانيات لا تنتهي

تواجه النساء في لبنان اليوم معركة لا تنتهي. ومن بينهن خديجة، التي نزحت من جنوب لبنان مع ابنتها وزوجها المريض، تاركة وراءها منزلها وكل ما يعينها على رعاية ابنتها التي تعاني مشاكل رئوية. 

تجد خديجة نفسها الآن في مركز إيواء مكتظّ بالنازحين، وتعاني من نقص في الأدوية الأساسية. "نسينا كل شيء، حتى الأدوية. لا أستطيع شراء أي شيء الآن"، تقول بحسرة، وهي تعيش تحت وطأة الخوف الدائم على ابنتها وزوجها العاجز.

ناديا، بدورها، تعيش تجربة أخرى مع الخوف، وهي تنتظر مولودها الأول وسط القصف. "أخاف على طفلي في كل مرة أسمع صوت الانفجارات. أشعر أن هذه قد تكون لحظاتنا الأخيرة". ناديا، كغيرها من الحوامل في مراكز الإيواء، تعاني من غياب الرعاية الصحيّة المناسبة، وهي تعيش في قلق دائم على صحّة جنينها.

وفي إحدى الروايات المؤلمة من واقع الحال، وضعت سيدة نازحة مولودها في مدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء في برجا في جبل لبنان. كان الطفل ثمرة لحظة ولادة مؤلمة وسط عائلات نازحة، بعيدا من الأجواء التي حلمت بها والدته. وفي محاولة منهم لبث الأمل والفرح، وزّع العاملون في المركز حلوى "المغلي" على العائلات النازحة احتفاءً بهذا الحدث.

في حديثها لموقع "الحرة"، تُسلط حياة مرشاد، مديرة جمعية "Fe-Mal، الضوء على هذه التحديات، مؤكّدة أن النساء يتحملن أعباء مضاعفة داخل مراكز الإيواء. وتضيف:" النساء يضطلعن بدور الرعاية الأساسي في ظل غياب الرجال، مما يضع عليهن ضغوطًا هائلة تتعلق برعاية الأطفال وتأمين الحماية". وتقول: "المراكز غير آمنة، حيث تشترك العائلات في استخدام الحمامات دون خصوصية، مما يزيد من احتمالات التحرّش".

تتضاعف التحديات بالنسبة إلى النساء الحوامل في هذه الظروف. وتوضح مرشاد "هنّ بحاجة ماسّة إلى الرعاية الصحيّة والغذائيّة، التي لا تتوافر بسهولة بخاصة في المناطق البعيدة من العاصمة". وتضيف أن غياب الفيتامينات والرعاية الأساسية يعرّض حياة الأمهات وأطفالهن للخطر.

أما كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، فتشير في حديث لموقع "الحرة" إلى التحديات المعيشيّة اليوميّة التي تواجه النساء خلال الحرب، فتقول : "يواجه النساء صعوبات يومية تتعلّق بتأمين الإقامة الآمنة، الغذاء، والنظافة، وسط حالة من الخوف وعدم الاستقرار النفسي".

وتعمل الهيئة على دعم النساء المتضرّرات من خلال حملات توعية لمكافحة العنف والتحرّش في مراكز الإيواء، إلى جانب توفير الدعم النفسي والاجتماعي. وفي هذا الصدد، تشير عون إلى أنّ "هيئة الأمم المتحدة للمرأة أحصت لغاية 30/9/2024 من بين مجمل النازحين، 530,000 امرأة نزحت بسبب الحرب، منهن 62,000 امرأة تعيل أسرها". وتأتي جهود الهيئة ضمن خطة العمل الوطنية الثانية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، والتي سوف تتضمّن من ضمن أولويّاتها، تدخّلات تندرج ضمن محور الإغاثة والإنعاش. 

كذلك يندرج هذا الدعم ضمن خطة العمل الوطنية لتطبيق الاستراتيجيّة الوطنيّة للمرأة في لبنان والتي تتضمّن أنشطة متعدّدة ترمي بنوع خاص إلى توفير سبل حماية النساء والفتيات من العنف، ومكافحة الفقر، وتوفير الخدمات الصحيّة لهنّ، وتنمية قدراتهنّ في المجال الاقتصادي، والمشاركة في صنع القرار.

في ظل هذا الواقع القاسي، تجد النساء في لبنان أنفسهن في معركة يوميّة من أجل البقاء. وعلى رغم النقص في الأمان والخدمات وحتى الغذاء، يواصلن القتال بلا أمل قريب بنهاية لهذه الأزمة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

رابطة الجامعات الإسلامية تنظم ندوة “دور الجامعات في ترسيخ السلم المجتمعي” ببيت السناري

 في أجواء فكرية مميزة جمعت بين عبق المكان وثراء الفكرة، نظمت رابطة الجامعات الإسلامية ندوة تحت عنوان “دور الجامعات في ترسيخ السلم المجتمعي”،مساء أمس ، في بيت السناري بحي السيدة زينب، بمشاركة نخبة من الأساتذة والمفكرين، وبإدارة الإعلامي أيمن عدلي، أمين الإعلام بالرابطة.

شهدت الندوة حضورًا نوعيًّا من الأكاديميين والشخصيات العامة والمهتمين بقضايا التعليم والثقافة والإعلام، في إطار جهود الرابطة لتعزيز الوعي بقيم التعايش والسلام ونشر ثقافة الحوار في المجتمعات الجامعية والعربية.

وفي كلمته أكد  الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، أن الجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي مؤسسات لبناء الإنسان وصناعة الوعي ونشر القيم الإنسانية العليا.
وقال :إن السلم المجتمعي لا يتحقق إلا بزراعة ثقافة الحوار وقبول الآخر، مشيرًا إلى أن الإسلام جاءت برسالته رحمة للعالمين، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جسّد في حياته أنموذجًا للتعايش والاحترام الإنساني مما يؤكد أن الإيمان الحق سلوك حضاري وليس شعارات جوفاء.

وأضاف أن رابطة الجامعات الإسلامية تسعى من خلال برامجها ومبادراتها إلى بناء وعي طلابي يقوم على الانفتاح والفهم المشترك، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب من الجامعات أن تكون في طليعة مواجهة الفكر المتشدد عبر نشر العلم والثقافة والبحث العلمي الرصين.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أن الطالب هو محور العملية التعليمية والركيزة الأساس في بناء مجتمع مستنير، مشيرًا إلى أن تطوير المناهج الجامعية بات ضرورة ملحة  لتعزيز قيم التسامح والابتكار.

وأضاف  (د.بلبولة): “نحن في دار العلوم لم نعد نكتفي بتدريس التراث فقط، بل أدرجنا موضوعات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي ومقارنة الأديان والحوار الثقافي؛ لأننا نريد طالبًا يجمع بين العقل والضمير، وبين العلم والإيمان.”

وأكد أن الثقافة هي السلاح الأقوى في مواجهة العنف والتطرف، مستشهدًا بأعمال الأدب والمسرح التي أسهمت في ترسيخ قيم الإنسانية والوعي المجتمعي.

أما  الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فتحدث عن الدور الحيوي للإعلام في دعم السلم المجتمعي، قائلاً إن الإعلام الحقيقي هو الذي يفتح نوافذ الحوار لا معارك الكراهية، ويعزز ثقافة التفاهم لا الإقصاء.

وأضاف أن العالم اليوم يعيش ما وصفه بـ”حرب الوسائط”، حيث تتداخل الصورة مع الكلمة والصوت، مما يفرض على الإعلاميين أن يكونوا أكثر وعيًا بمسؤولياتهم، وأوسع انفتاحًا على الثقافات الأخرى.
ودعا الدكتور أمين إلى تجديد الخطاب الإعلامي بما يواكب متغيرات العصر ويستند إلى أخلاقيات المهنة، مؤكدًا على أهمية إحياء التراث الصحفي العربي وتدريب الأجيال الجديدة على إنتاج المعرفة لا مجرد استهلاكها.

وفي مداخلة ثرية، شدّد  الدكتور محمد زينهم، أستاذ الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، على أن الفن هو لغة الشعوب وأداة راقية لتحقيق السلم المجتمعي، موضحًا أن الجمال والفن الصادق يطهّران النفس ويهذّبان الوجدان.
وقال د.زينهم: “حين يتشابك الفن مع الإيمان يتحرر الدين من الجمود، وتصبح الثقافة طريقًا إلى النور والسلام.”
وأشار إلى ضرورة دعم الأنشطة الفنية في الجامعات لتكون جسرًا للتقارب بين الطلاب من مختلف الاتجاهات، ولإعلاء قيم الجمال والاحترام المتبادل.

وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أن الجامعة ليست جدرانًا للتلقين، بل جسورًا تمتد نحو المجتمع، وأن رسالتها الحقيقية هي بناء إنسان مستنير يؤمن بالحوار ويحتضن الاختلاف بوصفه ثراءً إنسانيًا لا تهديدًا.

ومن الجدير بالذكر أن أنشطة رابطة الجامعات الإسلامية تأتي في إطار رسالتها الكبرى لبناء الإنسان الجامعي الواعي القادر على الإسهام في ترسيخ السلم المجتمعي على المستويين الوطني والعالمي،فضلا عن إرسال كل ما من شأنه الارتقاء بالإنسان سلوكا وثقافة من خلال إلقاء الضوء على مستحدثات العصر وكيفية الاستفادة منها.

مقالات مشابهة

  • الداخلية العراقية تحذر من استغلال معاناة الأطفال لأغراض دعائية
  • السيسي: متفائل بحالنا جدًا.. والحرب مش بس سلاح
  • انطلاق النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين
  • رابطة الجامعات الإسلامية تنظم ندوة “دور الجامعات في ترسيخ السلم المجتمعي” ببيت السناري
  • بعد وصفها بالجريئة| طارق العريان: أسماء جلال دي بركة فيلم "السلم والثعبان 2"
  • القروض المصرفية عائدة في غياب قوانين الحماية
  • القومي للترجمة يحتفل بذكرى نصر أكتوبر بإصدار كتاب "الحب والحرب في عيون طفل".. الثلاثاء
  • طارق العريان: نستعد لتقديم ولاد رزق4 بأبطال جدد | خاص
  • العربي للدراسات: غياب الردع الدولي جعل إسرائيل "تسيء الأدب مع محيطها"
  • كيف علّقت إيران على الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت لبنان يوم أمس؟