رفيا عبود **

 

تُعتبر المرأة الناجحة رمزًا للتغيير والتقدم في مجتمعاتنا العربية، حيث تبرز كقوة دافعة نحو التطور الاجتماعي والاقتصادي و لها اليد الطولي في بناء الأسرة..

ومع ذلك، تواجه النساء معوقات كبير تؤثر على نجاحهن وتحد من إمكانياتهن. في هذا المقال، سنسلط الضوء على  مفهوم المرأة المميزة ، التحديات التي تعصف بها ، وكيفية محاربة هذه التحديات.

مفهوم المرأة الناجحة:

المرأة الناجحة هي تلك التي تحقق أهدافها وطموحاتها في مختلف المجالات، سواء كانت في العمل، التعليم، أو الحياة الشخصية. تُظهر النساء الناجحات قدرة على التكيف والابتكار، ويُعتبرن قدوة للكثيرات في المجتمع. ومع ذلك، يتطلب النجاح في المجتمعات العربية جهدًا إضافيًا بسبب العوائق الثقافية والاجتماعية.

التحديات التي تواجه المرأة الناجحة:

1. القيود الثقافية والاجتماعية:

كثيرًا ما تعاني النساء من قيود اجتماعية تؤثر على حركتهن. يُنظر إلى بعض المجالات ك "ذكورية"، مما يجعل من الصعب على النساء دخولها أو النجاح فيها، كذلك من أصعب معوقات تطورهن هي المرأة ذاتها فتجد الكثير من النساء من ينظرن إلى تلك المرأة المميزة بعين الحسد ويعملن على اذيتها بشتى السبل حتى يؤثرن على عزيمتها وطموحها.

2. التفضيل في العمل:

تشهد الساحات العربية فائضًا كبيرًا في سوق العمل الذي يخص الرجال وإن دخلت المرأة على على أعمال الرجال تجدها تبدع في إنتاجها ومع ذلك يبقى سيد العمل يفضل الرجل على المرأة في تحمل المسؤولية.

3. التحديات الأسرية:

   في أغلب الأحيان تتحمل المرأة عبء المسؤوليات المنزلية، مما يؤثر على قدرتها على التقدم في حياتها المهنية. ومع ذلك عندما تخرج إلى سوق العمل تجدها تتفوق في المجال الذي هو فيه وهذا يجعل من ميزان الحياة متساوٍ لديها.

4. عدم  الدعم والتوجيه:

ويعتبر هذا البند من أخطر البنود التي تعاني منها المرأة الناجحة فتجد أنّ الأسرة محكومة بعادات بالية وينظرن إليها كضلع قاصر في اي أمرٍ يصيبها فإن لم تنجح بأمر ما فسيحملونها المسؤولية عما هي فيه دون دعمها او الوقوف بجانبها.. لضعف الوعي المجتمعي سواء هذا الأمر يخص اسرتها ام عملها.

أبرز السبل في محاربة التحديات:

1. التوعية والتثقيف:

يجب تعزيز الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التعليمية. يمكن أن تُساعد هذه البرامج في تغيير المفاهيم السلبية حول دور المرأة.

2. توفير الفرص:

يتعين على الحكومات والقطاع الخاص العمل على توفير فرص متساوية للنساء في جميع المجالات. يشمل ذلك إنشاء برامج تدريبية وورش عمل لتطوير المهارات.

3. دعم النساء في المناصب القيادية:

يجب تشجيع النساء على تولي المناصب القيادية من خلال توفير الدعم والتوجيه. يمكن أن تكون النساء في المناصب القيادية قدوة للجيل القادم.

4. تعزيز ثقافة المشاركة:

يجب أن تُشجع المجتمعات على مشاركة المسؤوليات الأسرية بين الجنسين. يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف العبء عن النساء ويمنحهن الفرصة للتركيز على مسيرتهن المهنية.

5. إنشاء شبكات دعم:

يمكن أن تساعد الشبكات النسائية في توفير الدعم والمشورة للنساء اللواتي يسعين لتحقيق النجاح. يمكن أن تكون هذه الشبكات وسيلة لتبادل الخبرات وتقديم الدعم النفسي والمعنوي.

6. توعية الأسر وتوجيههم:

وهذا البند خاص بالأسر التي تنتمي لها المرأة سواء في بيت أهلها ام بيت زوجها فدعمها وعدم محاربتها وإفهامهم أنّها ذو كيان مستقل وعملها ينعكس إيجابًا على نجاح بيتها وهذا كفيل في دعمها والحض على استمرارها في بناء حياتها.

وفي الختام.. تُعد المرأة الناجحة عنصرًا أساسيًا في بناء مجتمعات قوية ومزدهرة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الإرادة والتصميم يمكن أن يحققوا الفارق. من خلال العمل الجماعي والتوعية، يمكن للمجتمعات العربية أن تخلق بيئة تدعم نجاح المرأة وتفتح أمامها آفاق جديدة لتحقيق طموحاتها.

** كاتبة وصحفية سورية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع

كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..

◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة

– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..

◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..

◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها

◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..

– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم

????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..

♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..

♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.

النور صباح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • مفوضية الانتخابات تناقش التحديات التي واجهت ترشح المرأة بانتخابات البلديات
  • بدء الاستعدادات لحفل إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية بأبوظبي.. صور
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • تقرير بريطاني حكومي: يمكن لمواطنينا الذكور التحرك في ليبيا أما النساء العازبات فلا
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاعرة وصانعة محتوى سودانية: (الكرشة أو “التنة” التي أمتلكها تعتبر من علامات الجمال وتساعدني على ربط التوب)
  • إبادة دارفور التي لم تنته مطلقا
  • جبران: متغيرات سوق العمل تتطلب أعلى درجات التنسيق والتفاهم لمواجهة كافة التحديات
  • قومي المرأة: النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النادرة