جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@19:57:42 GMT

أرض عُمان طيبة

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

أرض عُمان طيبة

 

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

 

 

 

لاحظنا في الآونة الأخيرة تزايدًا من قبل بعض مواطني هذه الأرض الطيبة، بالتأثر والتفاعل في النقاشات عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وخاصة في المنشورات المناهضة للكراهية أو الانتقادات الموجهة لبعض المذاهب الدينية أو الطوائف، متأثرين بما يدور من أحداث في المنطقة العربية، وخاصة بما تتمخض عنه أحداث "طوفان الأقصى" بغزة.

وهذه الظاهرة الجديدة لم تكن مألوفة في مجتمعنا العُماني المتماسك، الذي طالما عُرف بتسامحه واحترامه للتنوع الثقافي والديني. إن المجتمع العُماني الأصيل نشأ على قيم المحبة والتعايش، وهي القيم التي تشكّل ركيزة أساسية في نهجه الحضاري.

وفي هذا السياق يأتي خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ليكون مرشدًا لنا في التمسك بهذه القيم، حيث أكد جلالته- حفظه الله ورعاه- على ضرورة الحفاظ على مبادئ التسامح والاعتدال التي تربى عليها هذا المجتمع. وجاء في خطاب السامي لجلالته في الثالث والعشرين من شهر فبراير 2020: ".. ومصدر إلهام للأجيال القادمة يستلهمون منها الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والحفاظ على قِيَمه ومكتسباته وصون أمنه واستقراره والإسهام في نمائه وازدهاره".

ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "دعوها فإنها منتنة"؛ حيث إن الفتن التي قد تزرع الفرقة بين الناس لا تجلب إلا الفساد، فهي مثل النبتة السامة التي تدمر كل ما حولها. فاختلاف المذاهب أو الرؤى الدينية لا يجب أن يكون مبررًا لتفتيت النسيج الاجتماعي أو تمزيق الوحدة بين أبناء الأرض الواحدة.

وسلطنة عُمان الأرض الطيبة التي لطالما كانت منارة للتسامح والتعايش السلمي، شهدت تاريخًا طويلًا من التنوع الثقافي والديني والعرقي. وأبناء عُمان، مسلمون بكافة مذاهبهم وتوجهاتهم، يتشاركون بالإيمان بالله الواحد، ويجمعهم نداء الحق: "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وهذا التوحيد في العقيدة هو الأساس المتين الذي ينبغي أن نقف عليه جميعًا، محافظين على الوئام والاحترام.

لا شك أن لكل منا اجتهاده في فهم الدين، ومذهبه الذي ينهل منه، وشيخه الذي يعلمه، ولكن هذا التنوع ليس ضعفًا. بل على العكس، هو مصدر قوة وغنى.

وإذا ما تم استثماره في حوار بناء، فإنه يمكن أن يكون رافدًا للوحدة الوطنية ولتطور المجتمع. يجب أن نتعلم كيف نرتقي بهذا التنوع إلى مستوى يحترم الآخر، ويبحث عن القواسم المشتركة بدلًا من الاختلافات؛ ففي قانون الجزاء العُماني (الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 7/2018)، توجد عدة مواد تعاقب على العنصرية والكراهية وجرائم الإنترنت؛ حيث ذكر في المادة 118: "يُجرّم نشر أو ترويج الأفكار التي تهدف إلى بث الكراهية أو العنصرية أو التمييز أو التحريض ضد فئة معينة بسبب العرق أو الدين أو المذهب أو الجنس. تشمل العقوبات السجن والغرامات".

أما المادة 19 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 12/2011) تتعلق بتجريم استخدام وسائل تقنية المعلومات لنشر الكراهية أو التمييز أو العنصرية أو التحريض على أعمال العنف أو الجرائم ضد فئات معينة. تنص المادة على عقوبات تشمل السجن والغرامات.

وبالتالي، يتم التعامل مع هذه الجرائم بموجب قوانين محددة تغطي العنصرية والكراهية بشكل عام وجرائم الإنترنت المتعلقة بها بشكل خاص.

والعقوبات المنصوص عليها قد تشمل السجن والغرامات، ويختلف حجم العقوبة حسب جسامة الجريمة وظروفها.

إن عُماننا الحبيبة تحتاج منا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نكون يدًا واحدة، متعاونين في نشر الخير والرحمة، متجاوزين كل الفتن والأحقاد. لأن قوتنا تكمن في وحدتنا، ولأن المستقبل المشرق لعُمان يعتمد على هذا التماسك.

فلندع الفتن، ولنزرع في أرضنا الطيبة بذور المحبة والسلام، سائلين الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه خير الأمة، وأن يحفظ عُمان وسلطانها وشعبها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سمير فرج يفضح الكتائب الإلكترونية: تستغل أخبار محمد صلاح والأهلي والزمالك لإحداث الفتن

كشف اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أنه في عصر السوشيال ميديا والإنترنت باتت الشائعات تنتشر بسرعة كبيرة وربما تصل إلى 5 ملايين شخص في دقائق.

وتابع خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، ببرنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، أن الإخوان انتهوا من الفعاليات في الشوارع، وأصبحوا يعطلون المصالح الخاصة بالمواطنين من خلال عبارة «السيستم بايظ فوت علينا بكرة».

وأكد اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن هذه التصرفات تجعل المواطن «مش طايق الدولة دون طلقة واحدة من بندقية أو دبابة» ويثيرون قضايا أخرى.

وأردف أن الذكاء الاصطناعي يجعل الشخص يقول كلام لم ينطق به من خلال تركيب الصوت والصورة، ويتم تبادلها والتفاعل معها ومشاركتها على منصات السوشيال ميديا وحدثت مع بوتين وترامب، محذرا من الكتائب الإلكترونية والحروب النفسية التي يقوم بها الإخوان.

وأشار إلى أن هناك حسابات وهمية تستغل برامج الطبخ على السوشيال ميديا ويسربون وسط الوصفة التي تسمعها ربات البيوت خبرين تلاتة من إياهم، إلى جانب استغلال الأهلي والزمالك ومحمد صلاح لإحداث الفتن والوقيعة بين المصريين.

مقالات مشابهة

  • ما المادة التي تفرزها الغدة الدرقية؟
  • ماذا يفعل الأمي الذي لا يحفظ إلا قصار السور؟
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • مشيرة خطاب تطالب بتعديل المادة 80 من الدستور لتحديد سن الطفل
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • سمير فرج يفضح الكتائب الإلكترونية: تستغل أخبار محمد صلاح والأهلي والزمالك لإحداث الفتن
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • بهجت العبيدي يدين الحادث الإرهابي المروع الذي وقع اليوم في ألمانيا