كيف تحول الحوثيون إلى قوة يحسب لها حساب في المنطقة بعد السابع من أكتوبر؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
شدد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" على تحول جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن إلى قوة يحسب لها حساب وتقيم علاقات دولية مع القوى الفاعلة في الشرق الأوسط بما في ذلك روسيا، بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023.
وقال الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "جماعة الحوثي في اليمن تحولت من مجموعة من المقاتلين الحفاة إلى تهديد دولي ووسعت علاقاتها مع الميليشيات العراقية والحركات الجهادية في أفريقيا وروسيا، والسبب هو حرب غزة".
وأضاف أنه "في الوقت الذي تلقى فيه محور المقاومة ضربات من إسرائيل خلال الشهر الماضي بما فيها مقتل زعيمي حماس وحزب الله والهجمات الصاروخية ضد إيران السبت الماضي، إلا أن هذا لم يمنع جماعة الحوثيين في اليمن من استهداف السفن هذا الأسبوع في البحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات القتالية".
وبحسب التقرير، فإن ذلك يعد مثالا آخر عن الطريقة التي عززت فيها الحرب الإقليمية المتوسعة من تأثير ومدى حركة كانت هامشية ولاعب مدعوم من إيران في المنطقة.
وقالت "وول ستريت جورنال"، إن "الحوثيين تجنبوا حتى الآن الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت الزعيم الجذاب لحزب الله، حسن نصر الله والذي حول جماعته في لبنان إلى أقوى جماعة مسلحة ما دون الدولة في العالم. وبعد أسابيع قتل (استشهد) زعيم حماس، يحيى السنوار في مواجهة مع الجنود الإسرائيليين في رفح جنوب غزة".
وبالمقارنة مع الحركتين، فقد استفاد الحوثيون من خلال الدخول في الحرب بغزة، حسب محللين ومسؤولين غربيين تحدثوا إلى الصحيفة.
ومنذ بداية الحرب في العام الماضي، شنت جماعة الحوثي هجمات بالصواريخ والمسيرات على أكثر من 80 سفينة تجارية ما أدى لإعاقة حركة التجارة العالمية وزاد من الكلفة على شركات الملاحة والتأمين.
ويتوسع الحوثيون في الخارج ويمنحون قدراتهم القتالية لنزاعات في الخارج ويقيمون علاقات دولية مع عدد من اللاعبين في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى روسيا، حسب مسؤولين غربيين.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموتي ليندركينغ قوله: "إحدى التداعيات المؤسفة للنزاع في غزة هي أن الحوثيين ضاعفوا من اتصالاتهم مع لاعبين خبثاء في المنطقة وأبعد".
وقال ليندركينغ في مقابلة مع الصحيفة، إن التوجه هذا "مقلق للغاية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتحدث مع شركائها في المنطقة بشأن كيفية الرد.
وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014 ما دفع السعودية والإمارات لشن هجمات جوية لدفعهم إلى الخروج من صنعاء وتأمين عودة الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي. وردت إيران بدعم الحوثيين بالسلاح والتدريب مما قرب المجموعة إلى طهران، حسب التقرير.
لكنهم واجهوا بعد ما يقرب من عقد في السلطة سخطا بسبب الأزمة المالية المتصاعدة وعدم دفع الرواتب للموظفين. وعندما اندلعت الحرب في غزة، دخل الحوثيون من خلال إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل واستهداف السفن التجارية أثناء مرورها بالبحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات.
وبحسب محمد الباشا، المحلل بأمن الشرق الأوسط المقيم في الولايات المتحدة، فإن دخول الحوثيون في الحرب "منحهم شرعية محلية وإقليمية جديدة وقدموا أنفسهم كمدافعين عن غزة وفي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني الأوسع".
وبحسب الصحيفة، فإنه هذه الاستراتيجية نجحت على ما يبدو، وأدت لبناء المزيد من الدعم محليا ودوليا. فقد ارتفعت وتيرة الانضمام والتجنيد في الحوثيين داخل اليمن.
وفي أيار/مايو الماضي، قال زعيم كتائب حزب الله العراقية إن مجموعته ستعمل مع الحوثيين على ضرب إسرائيل. وقال مايكل نايتس، المؤسس المشارك لمنصة "ميليشيا سبوت لايت"، التي تدرس الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط: "لقد تحول الحوثيون من مقاتلين يرتدون الصنادل إلى نجوم موسيقى الروك وصاروا الأشخاص الذين تريد أن ترتبط بهم الآن".
وفي تقرير أخير صدر عن الأمم المتحدة وأعدته مجموعة الخبراء، وجد أدلة قوية بشأن تعاون الحوثيين مع الجماعات الأجنبية المسلحة. ومن بين الأدلة التي وردت في التقرير، تعاون الحوثيين مع الميليشيات في العراق ولبنان، من أجل تنسيق عمليات الكتلة التي تدعمها إيران.
ووصف التقرير الحوثيين بأنهم "يتحولون من مجموعة محلية مسلحة وبقدرات محدودة إلى منظمة عسكرية قوية".
وقادت هجمات الحوثيين على السفن التجارية إلى ردود فعل انتقامية من الولايات المتحدة وحلفائها، بما فيها هجمات من سلاح الجو الأمريكي وقوات البحرية في 16 تشرين الأول/أكتوبر، بما فيها مقاتلات بي-2 سبريت، حيث استهدفت مخازن أسلحة. ورغم ما تركته الغارات الأمريكية إلا أنها لم تترك الضرر الكافي لمنع هجمات الحوثيين. وشنت إسرائيل بعض الغارات إلا أنها تركت الولايات المتحدة والدول الغربية للتعامل مع الجماعة اليمنية.
إلا أن تركيز إسرائيل على إيران، نفع بطريقة غير مقصودة الحوثيين، كما يناقش بعض المحللين. ويقول الباشا، إن الحوثيين بعد اغتيال زعيم حزب الله، نصر الله "سارعوا لملء الفراغ السياسي والعسكري داخل محور المقاومة".
والمثير للدهشة، بحسب الصحيفة، أن الحوثيين أصبحوا أكثر قربا لحركة الشباب في الصومال والتي يقول ليندركينغ إن العلاقة بينهما "أصبحت قوية جدا"، مضيفا إلى أن الحركتين بحثتا طرقا لزيادة "مخاطر وتهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر".
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فقد وافق الحوثيون على تقديم مسيرات وصواريخ حرارية ومتفجرات إلى تنظيم القاعدة شبه الجزيرة العربية وناقشوا عمليات ضد الحكومة المعترف بها دوليا في عدن واستهداف الملاحة الدولية.
وعلق ليندركينغ بالقول إن دولا مثل السعودية وعمان وجيبوتي عبرت عن قلقها من التحولات، فيما تناقش الولايات المتحدة مع حلفائها زيادة التشارك في المعلومات الاستخباراتية واعتراض نقل الأسلحة. كما ويسعى الحوثيون للبحث عن طرق للحصول على إمدادات من الأسلحة وتمويل من الخارج، بما في ذلك موسكو.
ويحاول تاجر السلاح الروسي، فيكتور باوت، الذي تم تبادله قبل عامين بلاعب كرة السلة بريتاني غراينر، بيع الحوثيين بنادق قتالية. وفي خطوة تؤكد على تورط موسكو المتزايد في اليمن، قامت سفينة حربية روسية في أبريل/نيسان بإجلاء قائد الحرس الثوري الإسلامي المسؤول عن برنامج الصواريخ والمسيرات الإيرانية في اليمن، من ميناء الحديدة، حسب قول مسؤول أمني غربي.
وتعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار للقائد عبد الرضا شهلاي لتوجيهه مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وهجوم منفصل كان من شأنه أن يقتل 200 مدنيا على الأراضي الأمريكية.
وقال مسؤولون أمريكيون، حسب التقرير، إن روسيا قدمت بيانات الاستهداف للمتمردين أثناء مهاجمتهم للسفن الغربية في البحر الأحمر، وتدرس تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين. وتستخدم الولايات المتحدة الدبلوماسية لمحاولة منع هذا النقل الأخير.
ويبدو أن الخطوة المحتملة من جانب موسكو تأتي ردا على الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وخاصة احتمال أن تسمح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ طويلة المدى التي تزودها بها الدول الغربية ضد روسيا. وقال ليندركينغ إن موسكو "تستخدم اليمن كوسيلة للانتقام من الولايات المتحدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحوثي اليمن روسيا غزة إيران إيران غزة اليمن روسيا الحوثي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی المنطقة فی الیمن إلا أن بما فی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها
بيروت- شنّت إسرائيل الأحد 27ابريل2025، غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت قالت إنها استهدفت مخزن صواريخ لحزب الله، في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على إثرها لبنان الطرفين الضامنين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، "إجبار" الدولة العبرية على وقف هجماتها.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل وحزب الله استمر نحو عام وتحوّل مواجهة مفتوحة في أيلول/سبتمبر 2024.
لكن الدولة العبرية واصلت شنّ ضربات في لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددة على أنها لن تتيح للحزب الذي تكبّد خسائر كبيرة خلال الحرب، إعادة بناء قدراته.
ونفّذ سلاح الجو الإسرائيلي الأحد غارة على حيّ الحدث عند أطراف الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلا لحزب الله، بعدما أنذر سكان المنطقة بإخلائها.
وأظهرت لقطات لفرانس برس تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود بعد الضربة وتناثر قطع من الحطام على ارتفاع شاهق. واندلعت النيران في المكان الذي دمّر بالكامل، بينما لحقت أضرار واسعة بمبانٍ وسيارات قريبة.
وعمل عناصر من فرق الانقاذ والدفاع المدني على إخماد النيران، بينما استخدم آخرون جرافة لإزاحة الركام.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الطيران أطلق "ثلاثة صواريخ" على المكان، وهو عبارة عن "هنغار" (عنبر) بحسب قنوات محلية.
وقالت إسرائيل إن الموقع مخزن أسلحة للحزب المدعوم من إيران، يحوي "صواريخ دقيقة".
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه بتوجيه من بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس "شنّ الجيش ضربة قوية على مخزن في بيروت حيث خزّن حزب الله صواريخ دقيقة، تشكل تهديدا كبيرا لدولة إسرائيل".
وأضاف أن إسرائيل "لن تسمح لحزب الله بتعزيز قوته أو خلق أي تهديد ضدها - في أي مكان في لبنان"، متابعا "لن تكون الضاحية في بيروت ملاذًا آمنًا لمنظمة حزب الله الإرهابية. وتتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة في منع هذه التهديدات".
واعتبر الجيش أن "تخزين الصواريخ في هذا الموقع يشكل انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ويشكل تهديدًا لدولة إسرائيل ولمواطنيها".
- "حياتهم الطبيعية" -
وهي المرة الثالثة تتعرض الضاحية الجنوبية لضربة منذ وقف إطلاق النار. وقتل أربعة أشخاص في غارة نفذتها إسرائيل في الأول من نيسان/أبريل، وأكدت حينها "القضاء" على القيادي في الحزب حسن بدير. كما أعلنت في 28 آذار/مارس، شنّ غارة على موقع قالت إن حزب الله يستخدمه لتخزين المسيّرات.
ودان رئيس الجمهورية جوزاف عون في بيان الغارة الإسرائيلية الجديدة.
وقال "على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فورا عن اعتداءاتها".
وحذّر من أن "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
وندد رئيس الوزراء نواف سلام بـ"مواصلة اسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم وهم التواقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية". وناشد رعاة الاتفاق "التحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية".
وأتت ضربة الضاحية الجنوبية بعد ساعات من مقتل شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا في جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قضى" على "إرهابي" من حزب الله في تلك الضربة، كان يعمل "على إعادة ترميم قدرات المنظمة الإرهابية في المنطقة".
ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت "جميع الأطراف إلى وقف أي اعمال من شأنها تقويض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701".
وصدر القرار عن مجلس الأمن الدولي، وأنهى حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل في صيف 2006. وشكّل هذا القرار كذلك أساسا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
ودخل وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وتتولى مراقبته لجنة خماسية تضم لبنان وإسرائيل، إضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة.
ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارهما قرب الحدود مع اسرائيل.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق.
ويؤكد لبنان التزامه بالبنود، محمّلا إسرائيل مسؤولية عدم احترامها.
وقال قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل في مطالعة أمام مجلس الوزراء في 17 نيسان/أبريل، أن لبنان وجيشه "التزما... خلافا لإسرائيل، مما أثر سلبا على استكمال انتشار الجيش اللبناني وبسط سلطة الدولة"، بحسب ما جاء في بيان حكومي في حينه.
وكان مصدر في حزب الله أفاد فرانس برس في وقت سابق من نيسان/أبريل، أن الحزب سلّم الجيش 190 من 265 نقطة عسكرية تابعة له جنوب الليطاني.
وأعادت الحرب والخسائر التي تكبدها الحزب والدمار الذي لحق بمناطق لبنانية، إثارة الجدل بشأن سحب ترسانته العسكرية و"حصر السلاح بيد الدولة"، في ظل ضغوط أميركية متزايدة على القيادة اللبنانية.
وأكد عون هذا الشهر أن القرار بذلك "اتخذ"، لكنه يبقى ملفا "حسّاسا" وتحقيقه رهن "الظروف" الملائمة.