30 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: مع اقتراب موعد الخميس، تتكثف الجهود والضغوط داخل قبة البرلمان العراقي، لاختيار رئيس جديد للمجلس، بعد جلسات مطولة لم تفضِ إلى توافق بسبب الخلافات الحادة والمشادات الكلامية، التي دفعت برفع الجلسة السابقة دون التوصل لحسم، لتترك المنافسة في النهاية بين شخصين بارزين، وهما سالم العيساوي عن تحالف السيادة، ومحمود المشهداني المدعوم من زعيم “دولة القانون”.

ورغم رغبة بعض الأطراف بضرورة اتفاق القوى السنية على مرشح واحد، إلا أن الانقسامات الداخلية بين القوى السنية لا تزال تشكل عقبة رئيسية أمام أي اتفاق نهائي.

و أفادت تحليلات سياسية بأن الأطراف السنية تبدو غير متوافقة، في حين تحاول قوى “الإطار التنسيقي” الدفع نحو مرشح يحظى بقبول الجميع، لكن الأمر لم يخلُ من المساومات السياسية، فالخلاف السني-السني أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأطراف بالفعل تسعى للاتفاق، أم أنها تخضع لتأثيرات خارجية تؤجج الخلافات وتزيد من تعقيد عملية الاختيار.

وتشير مصادر مقربة من الأوساط السنية إلى أن رغبة كتلة شيعية مؤثرة، وهي كتلة “دولة القانون”، بدعم المشهداني لرئاسة البرلمان، لم تلقَ قبولاً واسعاً داخل الأوساط السنية، ما يعني أن هذا الدعم رغم ثقله قد لا يكون كافياً.

في المقابل، فأن حزب “تقدم” برئاسة محمد الحلبوسي، والذي كان داعماً للمشهداني وربما لا يزال، بدأ في إعادة النظر في موقفه وربما يتجه نحو إعادة فتح باب الترشيح مجدداً، في خطوة قد تعيد تشكيل التحالفات داخل المجلس.

وقد برزت محاولات لدفع العيساوي نحو سحب ترشيحه، لكن محاولات الإقناع باءت بالفشل، وبدلاً من ذلك، يُواصل العيساوي تمسكه بترشيحه بوصفه مرشحاً مستقلاً. ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن تراجع حزب السيادة عن دعمه للعيساوي جاء بمثابة ضربة لفرصه، خاصةً وأنه يواجه منافساً يحظى بدعم قوي من شخصيات سياسية نافذة مثل نوري المالكي.

من جهة أخرى، يرى العيساوي في علاقاته الجيدة مع معظم أعضاء البرلمان العراقي فرصةً سانحةً قد تمكنه من الحصول على دعم كافٍ للفوز، مع تلميحات إلى وجود ضمانات تلقاها من بعض النواب، تؤكد تأييده عند بدء الانتخاب.

وفي ظل هذا المشهد المعقد، يتحدث النائب عدنان الجحيشي عن ثلاث سيناريوهات محتملة في جلسة الخميس المقبل، أحدها استقالة كل من العيساوي والمشهداني لفسح المجال أمام ترشيح أسماء جديدة، وهو سيناريو قد يبدو غير واقعي بالنظر إلى تمسك كل منهما بموقعه.

وكان العيساوي خاض السباق الانتخابي مرتين، وحصل على عدد كبير من الأصوات. الأولى في شهر يناير (كانون الثاني) 2024 حيث حصل على 97 صوتاً بينما حصل المرشح المدعوم من تقدم في وقتها شعلان الكريم على 152 صوتاً، بينما حصل محمود المشهداني على 48 صوتاً.

وفي المرة الثانية خلال شهر مايو (أيار) الماضي تنافس كل من المشهداني والعيساوي بعد انسحاب الكريم بسبب دعاوى قضائية أقيمت ضده بدعوى تمجيد صدام حسين، حيث حصل العيساوي على 159 صوتاً بينما حصل المشهداني على 138 صوتاً.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

???? معركة السودان

بات في حكم المؤكد بأن معركة الفاشر التي أقترب ميعادها وفقاً لمجريات الأحداث، لها لونية خاصة، وهي لا تقل أهمية عن معركة تحرير رمز السيادة (القصر الجمهوري). الفاشر عند المشتركة مسألة وجودية،

وعند آل دقسو آخر رئة تنفس، وعند الأمارات عصاة موسى تهش بها على غنمها (جنجاتقزم)، ولها فيها مآرب أخرى، على أقل الفروض قفل الملاحقة القانونية، وعند الجيش واجب وطني ببسط الأمن في ربوع الدولة عامة. وما جاء بعاليه نجزم بأن الاستعدادات المادية لخوض تلك المعركة من طرف المرتزقة قد بلغت مراحل متقدمة.

كل إمكانيات الأمارات تحت إمرتهم (سلاح وأقمار صناعية)، والدليل ما ظهر من نوعية السلاح المستخدم في هجومهم رقم (٢٠٣) على الفاشر مؤخراً، وإنتقاء الأهداف بدقة عالية. صحيح ثقتنا في الله ومن ثم في الجيش كبيرة، ولكن التهاون في مقدرات العدو القتالية كما يظن الكثيرون بعد هروبهم من العاصمة لأمرٍ في غاية الخطورة. ولنكن واقعيين بأن شوكة العدو لم تنكسر بالتمام بعد، ومازال في جعبته الكثير والمثير.

وبلغة الرياضيين نؤكد بأن المرتزقة مقبلون على المعركة بفرصة واحدة فقط (النصر). وهي لا تترك خلفها عتاد أو مرتزق، سوف تدفع بالكل في أتون المعركة. وخلاصة الأمر رسالتنا للشعب السوداني بأن معركة الفاشر تعتبر معركة السودان كله، عليه ليشارك كل مواطن بالسلاح الذي يجيده، حتى نحقق النصر العسكري على هؤلاء الأوباش، لننطلق بعدها لمعركة بناء ما دمرته الحرب.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٤/١٤

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرلمان يوافق على محافظة الزبير
  • رئاسة البرلمان توافق على استحداث محافظة الزبير وترفع الطلب لمجلس الوزراء (وثيقة)
  • السني: «تيته» استعرضت معي نتائج اجتماعاتها في ليبيا قبل إحاطتها أمام مجلس الأمن
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يزور النّصب التّذكاريّ بمدينة أمستردام
  • ???? معركة السودان
  • عندما يصير الجسد ساحة معركة: تراجيديا الإنسان السوداني بين القنص والاغتصاب
  • من يقود ديوان الوقف السني؟ الحرب الباردة تشتعل بين الكتل السنية!
  • التجويع كسلاح… كيف تحوّلت بطون أطفال غزة إلى ساحة حرب؟
  • البرلمان يصوت علی استحداث محافظة حلبجة
  • إقالة رئاسة البرلمان.. أول تحرك نيابي بعد جلسة اليوم