البابا فرنسيس يستقبل وفد بيت العائلة الإبراهيمية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
الفاتيكان-وام
استقبل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في الفاتيكان، وفداً من بيت العائلة الإبراهيمية التي تعد جزءاً من الجهود الرامية إلى تحقيق وثيقة الأخوة الإنسانية.
ترأس الوفد محمد خليفة المبارك، رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، وعبدالله الشحي، المدير التنفيذي بالإنابة لبيت العائلة الإبراهيمية.
وفي اجتماع خاص، قدم وفد بيت العائلة الإبراهيمية للبابا فرنسيس، هدية رمزية عبارة عن مجسم للكرسي الرسولي لكنيسة القديس فرنسيس، الواقعة في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، اعترافاً بقيادة البابا والتزامه بتعزيز الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وعلى هامش الزيارة التي تؤكد التزام الكرسي الرسولي وبيت العائلة الإبراهيمية، بتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان، قال محمد خليفة المبارك، إن بيت العائلة الإبراهيمية يجسد المبادئ الراسخة لدولة الإمارات في الاحترام المتبادل، وفهم الأديان والوئام، مشيراً إلى أن تلك القيم الجوهرية، تمثل دعوة إلى العمل في وثيقة الأخوة الإنسانية، كما أن الشراكة المستمرة مع الفاتيكان تعكس التزامنا تجاه البابا في ترسيخ مجتمع دولي يقوم على الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي.
ويعكس بيت العائلة الإبراهيمية المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي عام 2019، والتي تدعو إلى السلام بين جميع الشعوب، وتعزز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل والتعاون بين الأديان.
وترتبط دولة الإمارات بعلاقة وثيقة مع الكرسي الرسولي، حيث تتعاون الدولتان في مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السلام والتعاون بين الأديان، استناداً إلى القيم المشتركة وتاريخ الإمارات الطويل كمكان للتنوع والتلاقي والتبادل الثقافي.
وخلال الاجتماع، الذي حضره المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، توجه البابا فرنسيس بالشكر إلى وفد بيت العائلة الإبراهيمية على جهوده في تحقيق تطلعات وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش.
يذكر أن كنيسة القديس فرنسيس الواقعة في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، قد سميت بهذا الاسم تكريماً للقديس فرنسيس الأسيزي، الراهب الإيطالي من القرن الثالث عشر المعروف بتفانيه للسلام والحوار والتواضع والرحمة.
ومنذ افتتاح الكنيسة عام 2023، استقبلت 130 ألفاً من المصلين للمشاركة في الخدمات الدينية والصلوات، واستضافت أكثر من 100 فعالية متنوعة، مثل حفلات الزفاف والمعموديات، كما شهدت برنامجاً زاخراً بالمحاضرات المجتمعية، وورش العمل، والعروض من فرقة الصغار الشهيرة في باريس وجوقة «كنيسة سيستينا الحبرية».
ويقع بيت العائلة الإبراهيمية في منطقة السعديات الثقافية بأبوظبي، ويضم ثلاثة دور عبادة (مسجد الإمام أحمد الطيب، وكنيسة القديس فرنسيس، وكنيس موسى بن ميمون)، إضافة إلى مساحات مشتركة للتجمع والحوار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الاتفاق الإبراهيمي بابا الفاتيكان بیت العائلة الإبراهیمیة وثیقة الأخوة الإنسانیة بین الأدیان
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس.. القادر على بناء جسور التفاهم مع الديانات الأخرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمثل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ظاهرة فريدة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
فقد أطلق العديد من المبادرات التي لم يسبق أي من أسلافه الـ266، بدءًا من القديس بطرس في القرن الأول الميلادي، للقيام بها.
سجل البابا فرنسيس العديد من السوابق التاريخية في علاقته مع الإسلام والمسيحية على حد سواء.
سوابق تاريخية مع الإسلام
كان البابا فرنسيس أول بابا يزور الأزهر الشريف في القاهرة، وأول من يزور النجف في العراق، كما أنه أول بابا يوقع وثيقة تفاهم إسلامية-مسيحية لتعزيز التعاون بين الديانتين في معالجة القضايا الإنسانية (وثيقة أبوظبي). إضافة إلى ذلك، أبدى البابا فرنسيس تعاطفًا عمليًا مع مسلمي الروهينغا الذين طردوا من ميانمار.
سوابق مع المسيحية
أما مع المسيحية، فقد سجل البابا فرنسيس أيضًا خطوات تاريخية. فكان أول بابا يلتقي ببطريرك موسكو الأرثوذكسي في هافانا، وأول من يستقبل بطريرك إسطنبول الأرثوذكسي في الفاتيكان. كما كان أول بابا يزور الدول الإسكندنافية ويصلي في كنائسها الإنجيلية، مما يعكس التزامه بروح الوحدة المسيحية.
المبادرة مع الصين
تعد المبادرة مع الصين إحدى أبرز خطوات البابا فرنسيس، حيث عمل على تسوية الخلافات التي امتدت لعقود، مما أتاح للدولة الصينية دورًا في اختيار البطاركة المحليين، وهي خطوة كانت تعتبر من اختصاص الفاتيكان حصريًا.
لبنان في ظل الأزمة الصحية
لكن على الرغم من نشاطاته العديدة، كانت الحالة الصحية للبابا فرنسيس قد حرمت لبنان من زيارة تاريخية كان من المتوقع أن تكون مفعمة بالأمل. فقد كان لبنان، الذي لطالما اعتبره الفاتيكان دولة العيش المشترك، في حاجة ماسة لهذه الزيارة في وقت يعيش فيه أزمة صحية وسياسية عميقة.
التحديات والصراع مع فرنسا
البابا فرنسيس، الذي ينتمي إلى الحركة اليسوعية، شهد في مرسيليا في فرنسا استقبالًا غير تقليدي، حيث تباينت الأسئلة حول فائدة “فصل الدين عن الدولة” في ظل استقبال بابا ينتمي إلى حركة دينية تأثرت تاريخياً بالصراعات مع فرنسا.
المبادرات التي لم تتحقق
على الرغم من سجل البابا الحافل بالمبادرات التاريخية، فقد حرمه تدهور حالته الصحية من الاستمرار في هذه المبادرات، خاصة في لبنان. ورغم الآلام التي مر بها البابا بسبب عدم قدرته على توسيع جسور التفاهم مع الديانات الأخرى، فإن لبنان، الذي كان يوماً مركزًا للأمل والتعاون بين الثقافات، أصبح بعيدًا عن هذه المبادرات في وقت عصيب يعيشه.