لجريدة عمان:
2024-11-24@18:20:16 GMT

اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش

هذه حوارات مثيرة مختارة بعناية مع محمود درويش تناولت عقدًا كاملًا، 1970-1980، جمعها وقدمها (محب جميل) وصدرت عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن قبل عامين. المشترك بين هذه الحوارات الممتعة هو اقترابها من حياة محمود درويش الشخصية، خاصة في فلسطين قبل الخروج، وكونها تشكل محطات في حياته الشعرية والوطنية.

قارئ هذه الحوارات يعرف أو يتأكد من معرفة سابقة بأن محمود درويش سارد مذهل، وليس فقط شاعرًا عبقريًا. ومن يقرأ كتابه الشهير (ذاكرة النسيان) يندهش من قوة سرده ومتانة حبكته، وهناك من اعتبر أن هذا الكتاب بمثابة مذكرات أو يوميات حرب بيروت، وهناك من اعتبره قصيدة نثر كبيرة، والبعض أصر على كونه قريبًا من عالم السرد الروائي.

يختار الكاتب محب جميل حوارات لها علاقة بفترة زمنية مهمة في حياة محمود، شكلت مفاصل أو منعطفات لحياته وشعره. فمثلًا، هناك حوار أجراه معه الشاعر الفلسطيني الشهير معين بسيسو لجريدة الأهرام المصرية عام 1970 في فندق بموسكو، عنوانه (غيّرت موقعي ولم أغيّر موقفي)، يتناول بشكل جوهري فكرة خروج محمود درويش من فلسطين، إلى موسكو ثم إلى القاهرة للعمل بجريدة الأهرام. يجيب محمود عن أسئلة مباشرة وشجاعة مثل: هل وجودك في القاهرة هو الإجابة عن سؤال إلى أين؟ وإلى أي مستوى جماهيري يصل صوتك في الأرض المحتلة؟ ما هي الكلمات التي توجهها إلى زملائك في الأرض المحتلة مثل سميح القاسم وسالم جبران وتوفيق زياد؟ كعادته، يجيب محمود درويش بطرافة وذكاء. فقد أثار خروج محمود إلى خارج فلسطين وبقائه في القاهرة عاصفة من الاستهجان والغضب قادها الشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، رفيق محمود في الجريدة والقصيدة والحب والمدينة. وقد تبادل محمود وسميح الرسائل الغاضبة عبر صحف فلسطينية في المنفى، وتراشقا بعض الاتهامات المغلّفة بقشرة فكاهة ولطف، ولغة شعرية. وقد رد محمود على سميح وعلى الآخرين الناقمين ردًّا قويًّا وهو يشرح مفهوم الوطن: (فلسطين هي وطني. أنا لا أعقّد مفهوم الوطن، الوطن بكل بساطة هو المكان الذي يولد فيه الإنسان ويعيش فيه، وأنا ولدت في فلسطين فأنا فلسطيني، لكن فلسطينيتي لم تعد كما كانت. فقد واجهت تحديًا صعبًا عندما كنت أقيم في وطني؛ كان علي أن أبرهن لنفسي أن هذا هو وطني، وأن ترجمته إلى لغة أخرى وتقاليد أخرى لم تُسقط عنه صفة أنه وطني. ثم كان عليّ أن أبرهن للذي أصبح بقوة السلاح شريكًا لي في وطني أن لي حق الانتماء، وأن غيابي عن وطني هو شكل من أشكال الحضور. وفلسطين تبقى وطني وقد تطورت من كونها مكان ولادتي إلى قضيتي، فلسطين هي كل شيء. فلسطين ليست قوميتي، هي وطني، لكنني عربي، هنا يتسع انتمائي، إنني أنتمي إلى الشعوب العربية، إلى الحركة العربية التي أصبحت القاهرة).

حوار آخر لا أظنه تكرر بهذه الجرأة في الأسئلة وبهذه الصراحة من محمود درويش. حوار سياقه طريف وممتع، أجراه معه الكاتب ياسين رفاعية لمجلة الأسبوع العربي عام 1976. يقول ياسين رفاعية: كنت أحاول منذ فترة طويلة عقد حوار مع محمود درويش، وفي كل مرة كان يصمت أو يؤجل أو يعتذر، ومع أني كنت ألتقي به كثيرًا إلا أنه كان حذرًا في الحديث عن خصوصياته. كان طموحي أن أشده إلى الاعتراف. وأنا في زيارة لبيته، استقبلني بحب غريب وبادرني بجملة غريبة: (أنقذتني من الوحدة، ابقَ معي كل اليوم). وهنا تراءى لي أن اليوم هو يوم الحديث الذي كنت أنتظره. انتبه محمود وقال: لقد حشرتني. قلت: لا أريد حوارًا عاديًا، أريد أشياء لم تقلها من قبل. هز رأسه موافقًا. تركنا الصالون إلى دائرة مستطيلة وظلت جلستنا هذه من الرابعة عصرًا حتى العاشرة ليلًا، شربنا فيها عشرات فناجين القهوة ودخنّا حوالي خمس علب سجائر.

طالما سُئل محمود درويش عن سبب عدم كتابته لمذكراته أو يومياته، وهو صاحب التجارب الكبيرة في الشعر والحياة وشهد على كثير من محطات الثورة الفلسطينية، وكان دائمًا يجيب بأن حياته موجودة كلها في نصوصه. ولاحقًا انتبه بعض النقاد إلى أن حوارات محمود نفسها تشكل شكلًا من أشكال المذكرات، وبقراءة كتاب الحوارات هذا الذي بين أيدينا يستطيع القارئ أن يتعرف على مساحات واسعة من حياة محمود الشخصية والوطنية والشعرية.

كتاب ممتع وجديد وجانب واسع ومهم من شخصية شاعر كبير لم نعرفه من قبل وطالما أحببنا أن نعرفه، شارك في حواراته نخبة من صحفيي وشعراء العالم العربي: هيفاء زين الدين وغسان مطر وإبراهيم العريس وشربل داغر وسليمان الشيخ وآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محمود درویش

إقرأ أيضاً:

فلسطين تحصد جوائز في ختام الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي

حصدت فلسطين عدة جوائز في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، والتي أقيمت في الفترة من 13 - 22 الشهر الجاري، في دار الأوبرا المصرية، برئاسة الفنان حسين فهمي.

واستهلت فعاليات الحفل بقصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" للشاعر الراحل محمود درويش، وتقديم عرض فني من فلسطين، لفرقة "وطن للفنون الشعبية"، ومن ثم إعلان الفائزين من صناع الأفلام بجوائز مسابقات المهرجان المختلفة.

ومن فلسطين، حصد الفيلم الفلسطيني "حالة عشق: غسان أبو ستة"، للمخرجتين كارول منصور، ومنى الخالدي، على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وفي مسابقة الفيلم الفلسطيني فاز "أحلام كيلو متر مربع" بالجائزة الأولى وكانت الثانية من نصيب "حالة عشق" إخراج كارول منصور، وذهبت الجائزة الثالثة لفيلم "أحلام عابرة".

كما قررت لجنة التحكيم منح شهادة تقدير لكل من غسان أبو سنة، والمخرج رشيد مشهراوي عن فيلم "سن الغزال".

أما جوائز أفلام غزة ، ففاز بالجائزة الأولى فيلم "جلد ناعم" وذهبت الجائزة الثانية لفيلم "خارج التغطية" إخراج محمد شريف، أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب "يوم دراسي" إخراج أحمد الدنف.

من جانبه، ثمن المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين ناجي الناجي، مواقف الشقيقة مصر ودورها الثقافي الريادي المستمر، والذي تجسد أيضا عبر موقف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خاصة فيما يتعلق بالجهود المشرفة التي بذلها الفنان حسين فهمي لدعم صمود شعبنا. ودعا إلى ممارسة ضغط فكري وثقافي موحد لإعلاء الصوت من أجل مناصرة العدالة والوقف الفوري للحرب وإغاثة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عن آخر شعب يرزخ تحت آخر إحتلال على هذه الأرض .

يذكر أن المهرجان حرص أيضا على إعلان دعمه الكامل للقضية الفلسطينية، وإيلاءه اهتماما خاصا بالسينما الفلسطينية، وتخصيص جائزتين خاصين بالسينما الفلسطينية، وعروض أفلام من غزة لتسليط الضوء على السينما بفلسطين وصنّاع الأفلام في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية الحالية، بالإضافة إلى أعمال المنتجين الفلسطينيين من أجل إبراز شتى القضايا الفلسطينية من خلال الفن والسينما، ولإيصال رسائل قوية للعالم عن معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • انها مصر يا سادة.. فلسطين في قلب مهرجان القاهرة السينمائي
  • السفيرة الأمريكية بالقاهرة: مصر قلب الثقافة.. حسين فهمي أيقونة وكنز وطني
  • فلسطين تحصد عدة جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • فلسطين تحصد جوائز في ختام الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي
  • محمود عامر لـ "الفجر الفني": أسرار وكواليس جديدة في "المداح 5".. وحمادة هلال لديه كاريزما واحترام للجميع (حوار)
  • بعد حصده جوائز.. بسام مرتضي : لهذا السبب أستغرق تصوير "أبو زعبل " 7 سنوات .. وسيد رجب تحمس للمشاركة l حوار
  • "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".. محمود درويش يُزين ختام القاهرة السينمائي
  • فلسطين حاضرة.. شعر محمود درويش يفتتح حفل ختام القاهرة السينمائي
  • يوسف عمر في حوار لـ الفجر الفني:" خطوة عرض " مين يصدق " في مهرجان القاهرة مهمة.. وهذة كانت كواليس الفيلم
  • محافظة القاهرة تعلن طرح 15 قطعة أرض سكنية للبيع في المزاد العلني