لجريدة عمان:
2025-04-24@09:43:15 GMT

اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش

هذه حوارات مثيرة مختارة بعناية مع محمود درويش تناولت عقدًا كاملًا، 1970-1980، جمعها وقدمها (محب جميل) وصدرت عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن قبل عامين. المشترك بين هذه الحوارات الممتعة هو اقترابها من حياة محمود درويش الشخصية، خاصة في فلسطين قبل الخروج، وكونها تشكل محطات في حياته الشعرية والوطنية.

قارئ هذه الحوارات يعرف أو يتأكد من معرفة سابقة بأن محمود درويش سارد مذهل، وليس فقط شاعرًا عبقريًا. ومن يقرأ كتابه الشهير (ذاكرة النسيان) يندهش من قوة سرده ومتانة حبكته، وهناك من اعتبر أن هذا الكتاب بمثابة مذكرات أو يوميات حرب بيروت، وهناك من اعتبره قصيدة نثر كبيرة، والبعض أصر على كونه قريبًا من عالم السرد الروائي.

يختار الكاتب محب جميل حوارات لها علاقة بفترة زمنية مهمة في حياة محمود، شكلت مفاصل أو منعطفات لحياته وشعره. فمثلًا، هناك حوار أجراه معه الشاعر الفلسطيني الشهير معين بسيسو لجريدة الأهرام المصرية عام 1970 في فندق بموسكو، عنوانه (غيّرت موقعي ولم أغيّر موقفي)، يتناول بشكل جوهري فكرة خروج محمود درويش من فلسطين، إلى موسكو ثم إلى القاهرة للعمل بجريدة الأهرام. يجيب محمود عن أسئلة مباشرة وشجاعة مثل: هل وجودك في القاهرة هو الإجابة عن سؤال إلى أين؟ وإلى أي مستوى جماهيري يصل صوتك في الأرض المحتلة؟ ما هي الكلمات التي توجهها إلى زملائك في الأرض المحتلة مثل سميح القاسم وسالم جبران وتوفيق زياد؟ كعادته، يجيب محمود درويش بطرافة وذكاء. فقد أثار خروج محمود إلى خارج فلسطين وبقائه في القاهرة عاصفة من الاستهجان والغضب قادها الشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، رفيق محمود في الجريدة والقصيدة والحب والمدينة. وقد تبادل محمود وسميح الرسائل الغاضبة عبر صحف فلسطينية في المنفى، وتراشقا بعض الاتهامات المغلّفة بقشرة فكاهة ولطف، ولغة شعرية. وقد رد محمود على سميح وعلى الآخرين الناقمين ردًّا قويًّا وهو يشرح مفهوم الوطن: (فلسطين هي وطني. أنا لا أعقّد مفهوم الوطن، الوطن بكل بساطة هو المكان الذي يولد فيه الإنسان ويعيش فيه، وأنا ولدت في فلسطين فأنا فلسطيني، لكن فلسطينيتي لم تعد كما كانت. فقد واجهت تحديًا صعبًا عندما كنت أقيم في وطني؛ كان علي أن أبرهن لنفسي أن هذا هو وطني، وأن ترجمته إلى لغة أخرى وتقاليد أخرى لم تُسقط عنه صفة أنه وطني. ثم كان عليّ أن أبرهن للذي أصبح بقوة السلاح شريكًا لي في وطني أن لي حق الانتماء، وأن غيابي عن وطني هو شكل من أشكال الحضور. وفلسطين تبقى وطني وقد تطورت من كونها مكان ولادتي إلى قضيتي، فلسطين هي كل شيء. فلسطين ليست قوميتي، هي وطني، لكنني عربي، هنا يتسع انتمائي، إنني أنتمي إلى الشعوب العربية، إلى الحركة العربية التي أصبحت القاهرة).

حوار آخر لا أظنه تكرر بهذه الجرأة في الأسئلة وبهذه الصراحة من محمود درويش. حوار سياقه طريف وممتع، أجراه معه الكاتب ياسين رفاعية لمجلة الأسبوع العربي عام 1976. يقول ياسين رفاعية: كنت أحاول منذ فترة طويلة عقد حوار مع محمود درويش، وفي كل مرة كان يصمت أو يؤجل أو يعتذر، ومع أني كنت ألتقي به كثيرًا إلا أنه كان حذرًا في الحديث عن خصوصياته. كان طموحي أن أشده إلى الاعتراف. وأنا في زيارة لبيته، استقبلني بحب غريب وبادرني بجملة غريبة: (أنقذتني من الوحدة، ابقَ معي كل اليوم). وهنا تراءى لي أن اليوم هو يوم الحديث الذي كنت أنتظره. انتبه محمود وقال: لقد حشرتني. قلت: لا أريد حوارًا عاديًا، أريد أشياء لم تقلها من قبل. هز رأسه موافقًا. تركنا الصالون إلى دائرة مستطيلة وظلت جلستنا هذه من الرابعة عصرًا حتى العاشرة ليلًا، شربنا فيها عشرات فناجين القهوة ودخنّا حوالي خمس علب سجائر.

طالما سُئل محمود درويش عن سبب عدم كتابته لمذكراته أو يومياته، وهو صاحب التجارب الكبيرة في الشعر والحياة وشهد على كثير من محطات الثورة الفلسطينية، وكان دائمًا يجيب بأن حياته موجودة كلها في نصوصه. ولاحقًا انتبه بعض النقاد إلى أن حوارات محمود نفسها تشكل شكلًا من أشكال المذكرات، وبقراءة كتاب الحوارات هذا الذي بين أيدينا يستطيع القارئ أن يتعرف على مساحات واسعة من حياة محمود الشخصية والوطنية والشعرية.

كتاب ممتع وجديد وجانب واسع ومهم من شخصية شاعر كبير لم نعرفه من قبل وطالما أحببنا أن نعرفه، شارك في حواراته نخبة من صحفيي وشعراء العالم العربي: هيفاء زين الدين وغسان مطر وإبراهيم العريس وشربل داغر وسليمان الشيخ وآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محمود درویش

إقرأ أيضاً:

برلمانية: دعم ذوي الهمم لم يعد خيارًا.. بل واجب وطني

قالت النائبة نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن ما أعلنه الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حول دعم الدولة المصرية لذوي الاحتياجات الخاصة، يعكس التوجه الحقيقي للدولة نحو بناء نظام تعليمي شامل لا يُقصي أحدًا، ويضمن تكافؤ الفرص لكل طفل مهما كانت قدراته أو تحدياته.

وأضافت العسيلي أن زيارة الوزير لمركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، برفقة وفد التعليم من طوكيو، تعكس اهتمامًا غير مسبوق بهذا الملف، مشيرة إلى أن المركز يُعد نموذجًا يُحتذى به في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية والتعليمية لأبنائنا من أصحاب الهمم.

وأشادت العسيلي بما وصفته بـ"التحول النوعي" في رؤية الدولة تجاه دمج ذوي الاحتياجات الخاصة داخل منظومة التعليم، مؤكدة أن الدمج الحقيقي لا يكون فقط بإلحاق الطلاب داخل الفصول، بل بتوفير بيئة داعمة، كوادر مدربة، ومحتوى تعليمي مناسب لاحتياجاتهم.

وأكدت أن لجنة التعليم في البرلمان ستتابع مع الوزارة خطوات دعم هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق المراكز المتخصصة مثل مركز ريادة، وتدريب المعلمين على التعامل مع الطلاب المدمجين، مع ضمان تيسير المناهج وتوفير وسائل تكنولوجية مساعدة.

وطالبت العسيلي بتضمين ملف ذوي الاحتياجات الخاصة في الخطط التنفيذية للتعليم الفني والتكنولوجي، لإتاحة مسارات متخصصة تؤهلهم لسوق العمل، مضيفة: "نحن أمام مسؤولية مشتركة لبناء جيل لا يُستثنى منه أحد".

من جانبه أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.

جاء ذلك خلال قيام وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، بزيارة تفقدية لمركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة العاشر من رمضان، برفقة وفد رفيع المستوى من مجلس التعليم بمحافظة طوكيو باليابان.

وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : أن مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة يعد من أكبر المراكز التي تقدم خدمات علاجية وتأهيلية للطلاب المدمجين وذوي الاحتياجات الخاصة أفريقيا وعربيا، مشيرا إلى أن ملف ذوي الاحتياجات الخاصة على رأس أولويات القيادة السياسية.

وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، على أهمية الشراكة الدولية في نقل وتوطين التجارب الناجحة.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز أواصر التعاون التعليمي والتربوي بين جمهورية مصر العربية واليابان، وامتدادًا للنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارة السيد الوزير محمد عبد اللطيف إلى طوكيو، وأيضا في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعكس التزام الجانبين بتطوير منظومة التعليم الدامج وتحقيق التكافؤ في الفرص التعليمية.
وخلال الجولة التفقدية، قام الوزير محمد عبد اللطيف والوفد الياباني بزيارة منطقة العلاج المائي ضمن المركز المتكامل لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اطلع الوفد المرافق على البنية اللوجستية للمركز، والنماذج التخطيطية (الماكيت) التي توضح تصميم المرافق، بالإضافة إلى غرف التأهيل والمعامل، والدور الفندقي المُخصص لاستقبال أولياء الأمور خلال جلسات العلاج.

وشملت الجولة التفقدية أيضًا قسم العيادات، والذي يبدأ بغرف حفظ المعلومات وتسجيل الأطفال، مرورًا بعيادات اختبارات السمع الأساسية وقياس كفاءة السماعات.

كما تضمنت الجولة التفقدية منطقة انتظار التقييمات، وقاعات العلاج الوظيفي التي تُعنى بتأهيل الأطفال للتفاعل الطبيعي من خلال تمارين التوازن والتنسيق الحركي ، حيث اطلعوا على غرف العلاج الحسي، وتأهيل وظائف الحركة، وغرف الإرشاد الأسري، والعلاج السلوكي المعرفي.

وشملت الجولة أيضًا غرف اللعب والتخاطب، واختبارات النطق، والتأهيل لتحسين مخارج الحروف والتعرف على الأصوات، بالإضافة إلى غرف متخصصة لإجراء عمليات التأهيل، ووحدات لبرامج تنمية المهارات، والتعامل مع الأطفال في حالات نوبات الغضب والانفعالات.

مقالات مشابهة

  • «اللافي» من الزاوية: نحن ماضون بثبات نحو جيش وطني موحد يخدم كل الليبيين
  • حوار عون وحزب الله لم ينطلق بعد
  • نجوم أوبرا الإسكندرية يغنّون للربيع على مسرح سيد درويش.. غدًا
  • بعد طرح البوستر التشويقي.. موعد عرض فيلم «درويش»
  • بعد طرح البوستر التشويقي.. موعد عرض فيلم «درويش» في السينما | صور
  • إيران: الغرب يغض الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية ونرفض التفاوض العلني
  • برلمانية: دعم ذوي الهمم لم يعد خيارًا.. بل واجب وطني
  • 90 رقماً مميزاً في المزاد العلني الـ 118
  • اقرأ غدًا في عدد البوابة: فرنسيس الثاني.. رحيل بابا الفقراء
  • رئيس جامعة أسيوط يُصدر قرارًا بتكليف الدكتورة مديحة درويش عميدًا لكلية الطب البيطري