اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
هذه حوارات مثيرة مختارة بعناية مع محمود درويش تناولت عقدًا كاملًا، 1970-1980، جمعها وقدمها (محب جميل) وصدرت عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن قبل عامين. المشترك بين هذه الحوارات الممتعة هو اقترابها من حياة محمود درويش الشخصية، خاصة في فلسطين قبل الخروج، وكونها تشكل محطات في حياته الشعرية والوطنية.
يختار الكاتب محب جميل حوارات لها علاقة بفترة زمنية مهمة في حياة محمود، شكلت مفاصل أو منعطفات لحياته وشعره. فمثلًا، هناك حوار أجراه معه الشاعر الفلسطيني الشهير معين بسيسو لجريدة الأهرام المصرية عام 1970 في فندق بموسكو، عنوانه (غيّرت موقعي ولم أغيّر موقفي)، يتناول بشكل جوهري فكرة خروج محمود درويش من فلسطين، إلى موسكو ثم إلى القاهرة للعمل بجريدة الأهرام. يجيب محمود عن أسئلة مباشرة وشجاعة مثل: هل وجودك في القاهرة هو الإجابة عن سؤال إلى أين؟ وإلى أي مستوى جماهيري يصل صوتك في الأرض المحتلة؟ ما هي الكلمات التي توجهها إلى زملائك في الأرض المحتلة مثل سميح القاسم وسالم جبران وتوفيق زياد؟ كعادته، يجيب محمود درويش بطرافة وذكاء. فقد أثار خروج محمود إلى خارج فلسطين وبقائه في القاهرة عاصفة من الاستهجان والغضب قادها الشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، رفيق محمود في الجريدة والقصيدة والحب والمدينة. وقد تبادل محمود وسميح الرسائل الغاضبة عبر صحف فلسطينية في المنفى، وتراشقا بعض الاتهامات المغلّفة بقشرة فكاهة ولطف، ولغة شعرية. وقد رد محمود على سميح وعلى الآخرين الناقمين ردًّا قويًّا وهو يشرح مفهوم الوطن: (فلسطين هي وطني. أنا لا أعقّد مفهوم الوطن، الوطن بكل بساطة هو المكان الذي يولد فيه الإنسان ويعيش فيه، وأنا ولدت في فلسطين فأنا فلسطيني، لكن فلسطينيتي لم تعد كما كانت. فقد واجهت تحديًا صعبًا عندما كنت أقيم في وطني؛ كان علي أن أبرهن لنفسي أن هذا هو وطني، وأن ترجمته إلى لغة أخرى وتقاليد أخرى لم تُسقط عنه صفة أنه وطني. ثم كان عليّ أن أبرهن للذي أصبح بقوة السلاح شريكًا لي في وطني أن لي حق الانتماء، وأن غيابي عن وطني هو شكل من أشكال الحضور. وفلسطين تبقى وطني وقد تطورت من كونها مكان ولادتي إلى قضيتي، فلسطين هي كل شيء. فلسطين ليست قوميتي، هي وطني، لكنني عربي، هنا يتسع انتمائي، إنني أنتمي إلى الشعوب العربية، إلى الحركة العربية التي أصبحت القاهرة).
حوار آخر لا أظنه تكرر بهذه الجرأة في الأسئلة وبهذه الصراحة من محمود درويش. حوار سياقه طريف وممتع، أجراه معه الكاتب ياسين رفاعية لمجلة الأسبوع العربي عام 1976. يقول ياسين رفاعية: كنت أحاول منذ فترة طويلة عقد حوار مع محمود درويش، وفي كل مرة كان يصمت أو يؤجل أو يعتذر، ومع أني كنت ألتقي به كثيرًا إلا أنه كان حذرًا في الحديث عن خصوصياته. كان طموحي أن أشده إلى الاعتراف. وأنا في زيارة لبيته، استقبلني بحب غريب وبادرني بجملة غريبة: (أنقذتني من الوحدة، ابقَ معي كل اليوم). وهنا تراءى لي أن اليوم هو يوم الحديث الذي كنت أنتظره. انتبه محمود وقال: لقد حشرتني. قلت: لا أريد حوارًا عاديًا، أريد أشياء لم تقلها من قبل. هز رأسه موافقًا. تركنا الصالون إلى دائرة مستطيلة وظلت جلستنا هذه من الرابعة عصرًا حتى العاشرة ليلًا، شربنا فيها عشرات فناجين القهوة ودخنّا حوالي خمس علب سجائر.
طالما سُئل محمود درويش عن سبب عدم كتابته لمذكراته أو يومياته، وهو صاحب التجارب الكبيرة في الشعر والحياة وشهد على كثير من محطات الثورة الفلسطينية، وكان دائمًا يجيب بأن حياته موجودة كلها في نصوصه. ولاحقًا انتبه بعض النقاد إلى أن حوارات محمود نفسها تشكل شكلًا من أشكال المذكرات، وبقراءة كتاب الحوارات هذا الذي بين أيدينا يستطيع القارئ أن يتعرف على مساحات واسعة من حياة محمود الشخصية والوطنية والشعرية.
كتاب ممتع وجديد وجانب واسع ومهم من شخصية شاعر كبير لم نعرفه من قبل وطالما أحببنا أن نعرفه، شارك في حواراته نخبة من صحفيي وشعراء العالم العربي: هيفاء زين الدين وغسان مطر وإبراهيم العريس وشربل داغر وسليمان الشيخ وآخرين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محمود درویش
إقرأ أيضاً:
النسر الأصلع.. من ختم عظيم إلى رمز وطني رسمي للولايات المتحدة
أصبح النسر الأصلع رسميًا الطائر الوطني للولايات المتحدة بعد توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون للاعتراف رسميًا بالشعار الأمريكي غير الرسمي سابقًا، لكن ماذا تُعني هذه الخطوة، وما هو النسر الأصلع؟
موقع «أكسيوس» الأمريكي، قال إن النسر الأصلع يرمز إلى المُثل الأمريكية منذ وضعه على الختم العظيم في عام 1782، وفقًا لبيان من بريستون كوك، الرئيس المشارك لمبادرة الطيور الوطنية لمركز النسر الوطني.
وأضاف «كوك» الذي قاد الجهود للاعتراف بالنسر الوطني مع نواب آخرين في الكونجرس: «من خلال هذا التشريع، فإننا نكرم دورها التاريخي ونعزز مكانتها باعتبارها طائرنا الوطني ورمزًا لهويتنا الوطنية».
وكان مشروع القانون الذي يعترف رسميًا بالطائر الجارح من بين 50 مشروع قانون وقع عليها بايدن ليصبح قانونًا قبل عيد الميلاد، وقد أصبح النسر الأصلع هو الطائر الوطني بشكل غير رسمي منذ ظهوره على الختم العظيم، الذي يرمز إلى سيادة الولايات المتحدة كأمة، وهو ختم يستخدم لإضفاء الشرعية على وثائق معينة تصدر عن طريق الحكومة الفيدرالية الأمريكية.
في السطور التالية، أبرز المعلومات عن النسر الأصلع:
ما هو النسر الأصلع؟- تشير تقديرات هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية إلى أن عدد النسور الأصلع التي عاشت في الولايات المتحدة عام 2020 بلغ نحو 316700 ، وتقول الهيئة إن هذا العدد تضاعف 4 مرات منذ آخر مجموعة بيانات لها قبل عقد من الزمان.
- عاش النسر الأصلع بين السكان الأصليين الأمريكيين لأجيال وكانت وفيرة في الولايات المتحدة عندما تم اختيارها كنجم الختم في عام 1782، لكن أعدادها تضاءلت بشكل كبير في بعض الأوقات.
- ولعقود، كان يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المبيدات الحشرية، وإطلاق النار المتعمد عليها لاصطيادها، واصطدامها بالسيارات وخطوط الكهرباء، وفقدان الموائل للتكاثر والبحث عن الطعام.
- في عام 1940، أقر الكونجرس قانون حماية النسر الأصلع، والذي جعل امتلاك أو قتل أو بيع الطيور أمرًا غير قانوني.