المشهد الأخير.. عصا الحياة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
المعتصم البوسعيدي
"تموتُ الكلمات حين تقالُ" وتتماهى الاهتمامات على عتباتِ مشهد طفلٍ أو اشلاء طفل، مع صرخة أم ودمعة أب، كمدًا على فلذات الأكباد، أو العكس صحيح؛ مشهد طفلٍ يجمع ما تبقى من جسد أمه وأبيه، وتلك الجموع الهادرة غثاء لا تروي العطاشا ولا تسد الرمق، فهي بين بياناتِ شجبٍ وتنديد، وبين اكتفاءً بمرثيات الكلمات والأشعار، جلوسًا على أريكة فيها ما لذَّ وطاب، وربما تكون عامرة بمنتجات الكيان اللقيط أو إحدى المنتجات الداعمة له والتي وجدت إلى بيوتنا سبيل.
ويا ليت اكتفينا بذلك؛ ليخرج من ظهرانينا من يشكك في المقاومة، ويقدح في مآرب الناس، ويطعن في الأعراض، ولو أنه لاكَ بلسانه مسؤولاً لقامت الدنيا ولم تقعد، فما خجلنا من تقصير أفعالنا وأقوالنا حتى نساهم في شتات الأمة وتمزيق وحدة الصف وتمرير روايات صهيونية مقيتة، بنظرةٍ استعلائية مقززة؛ دول لا أمم، وقبيلة لا وطن، لنصل إلى مبتغى الاحتلال؛ "يأكلُ ثورنا الأسود، بعدما أكل الثور الأبيض منذ عهد مضى".
المشهد الأخير للشهيد المقاوم المُشتَبِك يحيى السنوار القائد السياسي لحركة حماس، وقائد الطوفان العظيم على أرض غزة العزة، مشهدٌ مُدهش، أراده الكيان "السرطاني" مشهد ذلٌ للرجل وعبرة للمقاومة، فإذ به يخلده أيقونة ثورية لا مثيل لها، مشهد موت لحياة أكبر، لا يفهمها إلا المؤمن المستيقن بالتضحيات، بأنَّ الحياة الفانية هي امتدادٌ لحياةٍ أُخرى دائمة "عند مليك مقتدر"، وما عصا السنوار إلا ريشة ترسم ملامحها، ونظرة تجسد مشهدها، وأريكة باذخة من أثاثِ قصرٍ تجري من تحته الأنهار.
لا تقتصر دلالات عصا السنوار على قولٍ واحد، فالعصا هي الركن الأساسي لبيت الأمة الحرة، وغزة الجريحة المكلومة بخذلان الأخوة، مدينة فاضحة- كما قال شهيدها السنوار- لكل مطبع ومتخاذِل، "والعبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة". وعبيد الاحتلال كُثر، يحسبون التحرير يأتي بالوسادة والمهجع الأثير، والنصر يكمنُ في ملاعب الكرة، والكرامة دماء يتبرع بها من "هب ودب"، لم يتعلموا من التاريخ فتجدهم يستحقرونه، وينظرون للمستقبل من حواضر المواسم والمهرجانات الراقصة.
هل نكتب في الرياضة؟ قد نكتب لكن ما قيمة الرياضة في ملاعب الحياة التي حُمِّرت بالدماء الزاكية، ملاعب لا يمكن بأي حال من الأحول أن تُداس بالأقدام؛ بل يُقبَّلُ ثراها لعلَّها تتغلغل في شرايين الأحياء الأموات، فتلك دماء- لعمري- للأموات الذين عند ربهم أحياء يرزقون، والمشهد الأخير في حياة القائد الشهيد ملخصٌ لمن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) أما البقية فسيعلمون (أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ).
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فوبيا الكلمات الطويلة.. نوع نادر من الرهاب سببه حروف الهجاء
الفوبيا إحدى الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الكثيرون، بعضها يبدو تقليديا كالخوف من المرتفعات أو الظلام أو ما شابه، والآخر غريبًا وغير مألوف مثل رؤية حروف الهجاء أو الكلمات الطويلة الأمر الذي يسبب هلعًا في بعض الأحيان للكثير من الأشخاص ليصنف ذلك على كونه من أنواع الفوبيا الغريبة.
أغرب نوع فوبيا في العالمنوع نادر من الفوبيا يسبب لصاحبه إحراجا كبيرا، فور رؤية أي كلمة طويلة أمامه، ويعرف هذا النوع من الفوبيا باسم «Hippopotomonstrosesquippedaliophobia» وهذا النوع من الفوبيا على وجه التحديد، يجعل أصحابه يشعرون بالقلق والخوف والهلع فور رؤية أي كلمة طويلة في أي موضع وفقًا لما أشار إليه موقع «health line».
يتجنب هؤلاء الأشخاص المصابون بهذا النوع من الفوبيا، قدر الإمكان، محاولة التعرض للكلمات الطويلة، أو على الأقل عدم قراءتها، إلا أن الأمر يسوء كثيرًا عند مصادفتهم لأي كلمة فذلك كفيل لإصابتهم بالذعر، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، فهم يشعرون بالإحراج والسخرية حين يطلب منهم أحد نطق هذا الكلمات الطويلة أو قراءتها.
أعراض فوبيا الكلمات الطويلةوتوجد بعض الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بفوبيا الكلمات الطويلة، والتي تشير إلى إصابته به والتي يمكن تناولها على النحو التالي:
ارتجاف تعرق دوخة إغماء جفاف الفم صداع الرأس مشكلة في التنفس الشعور بالقلق من الأشخاص الذين تجبرهم طبيعية عملهم على التعامل مع الكلمات الطويلة مثل الأطباء أو الأكاديميين وغيرهم. أسباب فوبيا الكلمات الطويلةتشير بعض الأسباب والعوامل إلى الإصابة بهذا النوع من الفوبيا، ويرجع بعضها في الكثير من الأحيان إلى معاناة الشخص في طفولته من تعلم الكلمات أو الهجاء، وذلك ما جعله يشعر بالهلع والخوف عندما يرى كلمات طويلة أمام عينيه لأنه يتذكر ما مر به في وقت سابق.