جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-24@02:03:19 GMT

المشهد الأخير.. عصا الحياة

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

المشهد الأخير.. عصا الحياة

 


المعتصم البوسعيدي

"تموتُ الكلمات حين تقالُ" وتتماهى الاهتمامات على عتباتِ مشهد طفلٍ أو اشلاء طفل، مع صرخة أم ودمعة أب، كمدًا على فلذات الأكباد، أو العكس صحيح؛ مشهد طفلٍ يجمع ما تبقى من جسد أمه وأبيه، وتلك الجموع الهادرة غثاء لا تروي العطاشا ولا تسد الرمق، فهي بين بياناتِ شجبٍ وتنديد، وبين اكتفاءً بمرثيات الكلمات والأشعار، جلوسًا على أريكة فيها ما لذَّ وطاب، وربما تكون عامرة بمنتجات الكيان اللقيط أو إحدى المنتجات الداعمة له والتي وجدت إلى بيوتنا سبيل.

 

ويا ليت اكتفينا بذلك؛ ليخرج من ظهرانينا من يشكك في المقاومة، ويقدح في مآرب الناس، ويطعن في الأعراض، ولو أنه لاكَ بلسانه مسؤولاً لقامت الدنيا ولم تقعد، فما خجلنا من تقصير أفعالنا وأقوالنا حتى نساهم في شتات الأمة وتمزيق وحدة الصف وتمرير روايات صهيونية مقيتة، بنظرةٍ استعلائية مقززة؛ دول لا أمم، وقبيلة لا وطن، لنصل إلى مبتغى الاحتلال؛ "يأكلُ ثورنا الأسود، بعدما أكل الثور الأبيض منذ عهد مضى".

المشهد الأخير للشهيد المقاوم المُشتَبِك يحيى السنوار القائد السياسي لحركة حماس، وقائد الطوفان العظيم على أرض غزة العزة، مشهدٌ مُدهش، أراده الكيان "السرطاني" مشهد ذلٌ للرجل وعبرة للمقاومة، فإذ به يخلده أيقونة ثورية لا مثيل لها، مشهد موت لحياة أكبر، لا يفهمها إلا المؤمن المستيقن بالتضحيات، بأنَّ الحياة الفانية هي امتدادٌ لحياةٍ أُخرى دائمة "عند مليك مقتدر"، وما عصا السنوار إلا ريشة ترسم ملامحها، ونظرة تجسد مشهدها، وأريكة باذخة من أثاثِ قصرٍ تجري من تحته الأنهار.

لا تقتصر دلالات عصا السنوار على قولٍ واحد، فالعصا هي الركن الأساسي لبيت الأمة الحرة، وغزة الجريحة المكلومة بخذلان الأخوة، مدينة فاضحة- كما قال شهيدها السنوار- لكل مطبع ومتخاذِل، "والعبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة". وعبيد الاحتلال كُثر، يحسبون التحرير يأتي بالوسادة والمهجع الأثير، والنصر يكمنُ في ملاعب الكرة، والكرامة دماء يتبرع بها من "هب ودب"، لم يتعلموا من التاريخ فتجدهم يستحقرونه، وينظرون للمستقبل من حواضر المواسم والمهرجانات الراقصة.

هل نكتب في الرياضة؟ قد نكتب لكن ما قيمة الرياضة في ملاعب الحياة التي حُمِّرت بالدماء الزاكية، ملاعب لا يمكن بأي حال من الأحول أن تُداس بالأقدام؛ بل يُقبَّلُ ثراها لعلَّها تتغلغل في شرايين الأحياء الأموات، فتلك دماء- لعمري- للأموات الذين عند ربهم أحياء يرزقون، والمشهد الأخير في حياة القائد الشهيد ملخصٌ لمن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) أما البقية فسيعلمون (أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ).

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حنفي جبالي: مصر تحركت على عدة محاور لحقن دماء الشعب الفلسطيني

عرضت فضائية إكسترا نيوز، خبرا عاجلا، حيث يلقي رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي كلمة خلال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية.


وقال حنفي جبالي، المنطقة تمر بمرحلة مصيرية جراء ما يحاك ضد القضية الفلسطينية من خطر وجودي لتصفيتها، متابعا: الاحتلال يسعى لتمرير مخططات خبيثة لتهجير الفلسطينيين بما يشكل تهديدا للأمن القومي العربي.
 

ولفت رئيس مجلس النواب إلى أن مصر تحركت على عدة محاور لحقن دماء الشعب الفلسطيني من خلال وقف مستدام لإطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • بلدية دبي تُنجز تصميم ملاعب رياضية في حدائقها العامة
  • في وداع القادة العظماء.. دماء الشهداء ترسم الطريق إلى القدس
  • عندما تُصبح الكلمات جروحًا لا تُنسى
  • أستاذ العلوم السياسية: مصر تتحمل العبء الأكبر لحقن دماء الفلسطينيين
  • دماء على الآيفون.. لماذا يشتعل الصراع بين الصين وأميركا على الكونغو الديمقراطية؟
  • حنفي جبالي: مصر تحركت على عدة محاور لحقن دماء الشعب الفلسطيني
  • تهديد مرعب من كوريا الشمالية لأمريكا وتفاصيل جنازة حسن نصره في ملاعب لبنان والطب الشرعي الإسرائيلي يعلن نتائج تحليل رفات شيري بيباس | عاجل
  • تفاصيل جديدة تكشفها جثة السنوار.. ما هو مصيرها؟
  • ترامب يحدد الكلمات الأربع الأحب إلى قلبه
  • تركتها في بركة دماء.. ابنة تطعن والدتها في رأسها