جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@03:18:17 GMT

المشهد الأخير.. عصا الحياة

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

المشهد الأخير.. عصا الحياة

 


المعتصم البوسعيدي

"تموتُ الكلمات حين تقالُ" وتتماهى الاهتمامات على عتباتِ مشهد طفلٍ أو اشلاء طفل، مع صرخة أم ودمعة أب، كمدًا على فلذات الأكباد، أو العكس صحيح؛ مشهد طفلٍ يجمع ما تبقى من جسد أمه وأبيه، وتلك الجموع الهادرة غثاء لا تروي العطاشا ولا تسد الرمق، فهي بين بياناتِ شجبٍ وتنديد، وبين اكتفاءً بمرثيات الكلمات والأشعار، جلوسًا على أريكة فيها ما لذَّ وطاب، وربما تكون عامرة بمنتجات الكيان اللقيط أو إحدى المنتجات الداعمة له والتي وجدت إلى بيوتنا سبيل.

 

ويا ليت اكتفينا بذلك؛ ليخرج من ظهرانينا من يشكك في المقاومة، ويقدح في مآرب الناس، ويطعن في الأعراض، ولو أنه لاكَ بلسانه مسؤولاً لقامت الدنيا ولم تقعد، فما خجلنا من تقصير أفعالنا وأقوالنا حتى نساهم في شتات الأمة وتمزيق وحدة الصف وتمرير روايات صهيونية مقيتة، بنظرةٍ استعلائية مقززة؛ دول لا أمم، وقبيلة لا وطن، لنصل إلى مبتغى الاحتلال؛ "يأكلُ ثورنا الأسود، بعدما أكل الثور الأبيض منذ عهد مضى".

المشهد الأخير للشهيد المقاوم المُشتَبِك يحيى السنوار القائد السياسي لحركة حماس، وقائد الطوفان العظيم على أرض غزة العزة، مشهدٌ مُدهش، أراده الكيان "السرطاني" مشهد ذلٌ للرجل وعبرة للمقاومة، فإذ به يخلده أيقونة ثورية لا مثيل لها، مشهد موت لحياة أكبر، لا يفهمها إلا المؤمن المستيقن بالتضحيات، بأنَّ الحياة الفانية هي امتدادٌ لحياةٍ أُخرى دائمة "عند مليك مقتدر"، وما عصا السنوار إلا ريشة ترسم ملامحها، ونظرة تجسد مشهدها، وأريكة باذخة من أثاثِ قصرٍ تجري من تحته الأنهار.

لا تقتصر دلالات عصا السنوار على قولٍ واحد، فالعصا هي الركن الأساسي لبيت الأمة الحرة، وغزة الجريحة المكلومة بخذلان الأخوة، مدينة فاضحة- كما قال شهيدها السنوار- لكل مطبع ومتخاذِل، "والعبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة". وعبيد الاحتلال كُثر، يحسبون التحرير يأتي بالوسادة والمهجع الأثير، والنصر يكمنُ في ملاعب الكرة، والكرامة دماء يتبرع بها من "هب ودب"، لم يتعلموا من التاريخ فتجدهم يستحقرونه، وينظرون للمستقبل من حواضر المواسم والمهرجانات الراقصة.

هل نكتب في الرياضة؟ قد نكتب لكن ما قيمة الرياضة في ملاعب الحياة التي حُمِّرت بالدماء الزاكية، ملاعب لا يمكن بأي حال من الأحول أن تُداس بالأقدام؛ بل يُقبَّلُ ثراها لعلَّها تتغلغل في شرايين الأحياء الأموات، فتلك دماء- لعمري- للأموات الذين عند ربهم أحياء يرزقون، والمشهد الأخير في حياة القائد الشهيد ملخصٌ لمن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) أما البقية فسيعلمون (أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ).

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفتي سلطنة عمان يصف عمليات قوات صنعاء ضد السفن الأمريكية بهذه الكلمات

جدد مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي، الأربعاء، إشادته باليمنيين الذين يواصلون تصديهم للتحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني. وكتب الشيخ الخليلي على حسابه بمنصة “إكس”.. قائلاً: “لا تزال همم أبطال اليمن المغاوير تواصل صدها للعدوان وتحديها للقوى الكبرى بعزيمة لا تعرف الفتور”. وأكد أن جبهة المقاومة الجهادية في غزة والضفة الغربية المحتلة لا تزال تواجه التحديات الصهيونية بكل قوة وإقدام. يأتي ذلك في ظل استمرار القوات اليمنية تنفيذ عملياتها العسكرية إسنادا لغزة عبر الضربات الموجهة إلى عمق الكيان الصهيوني الغاصب وأيضا العمليات التي تستهدف السفن التي لها علاقة بالكيان الصهيوني في البحرين العربي والأحمر بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط.

مقالات مشابهة

  • مأساة الكلمات الكبيرة: وحدة، حرية، اشتراكية!
  • ضخ دماء جديدة وتحفيز المتميزين.. أهداف حركة تنقلات المحليات الجديدة
  • حادثة الدهس في ألمانيا.. هل يُعيد الإلحاد تشكيل مشهد التطرف العالمي؟
  • اليوم العالمي للعبة الأمتع في العالم.. من مبتكر الكلمات المتقاطعة؟
  • «المحظورات السبعة» في ملاعب «خليجي 26»
  • إنبي يفوز على وادي دجلة في دوري الجمهورية 2010
  • عاجل- «دماء على أضواء عيد الميلاد».. هجوم دهس مروع في سوق بألمانيا ( تفاصيل)
  • من ملاعب كرة القدم إلى السجن.. النائب العام يفتح ملف 5 ليبيين في إيطاليا
  • رئيس الوزراء الباكستاني: الحرب الحالية بغزة تتغذى على دماء الأبرياء
  • مفتي سلطنة عمان يصف عمليات قوات صنعاء ضد السفن الأمريكية بهذه الكلمات