استقبل قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في الفاتيكان، وفدا من بيت العائلة الإبراهيمية التي تعد جزءا من الجهود الرامية إلى تحقيق وثيقة الأخوة الإنسانية.

ترأس الوفد معالي محمد خليفة المبارك رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، وعبدالله الشحي المدير التنفيذي بالإنابة لبيت العائلة الابراهيمية.
وفي اجتماع خاص، قدم وفد بيت العائلة الإبراهيمية لقداسة البابا فرنسيس، هدية رمزية عبارة عن مجسم للكرسي الرسولي لكنيسة القديس فرنسيس، الواقعة في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، اعترافا بقيادة قداسة البابا والتزامه بتعزيز الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم.


وعلى هامش الزيارة التي تؤكد التزام الكرسي الرسولي وبيت العائلة الإبراهيمية بتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان، قال معالي محمد خليفة المبارك، إن بيت العائلة الإبراهيمية يجسد المبادئ الراسخة لدولة الإمارات في الاحترام المتبادل، وفهم الأديان والوئام، مشيرا إلى أن تلك القيم الجوهرية تمثل دعوة للعمل في وثيقة الأخوة الإنسانية، كما أن الشراكة المستمرة مع الفاتيكان تعكس التزامنا تجاه قداسة البابا في ترسيخ مجتمع دولي يقوم على الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي.
ويعكس بيت العائلة الإبراهيمية المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي عام 2019، والتي تدعو إلى السلام بين جميع الشعوب وتعزز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل والتعاون بين الأديان.
وترتبط دولة الإمارات بعلاقة وثيقة مع الكرسي الرسولي، حيث تتعاون الدولتان في مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السلام والتعاون بين الأديان، استنادا إلى القيم المشتركة وتاريخ الإمارات الطويل كمكان للتنوع والتلاقي والتبادل الثقافي.
وخلال الاجتماع، الذي حضره المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، توجه البابا فرنسيس بالشكر إلى وفد بيت العائلة الإبراهيمية على جهوده في تحقيق تطلعات وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش.
يذكر أن كنيسة القديس فرنسيس الواقعة في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي قد سميت بهذا الإسم تكريما للقديس فرنسيس الأسيزي، الراهب الإيطالي من القرن الثالث عشر المعروف بتفانيه للسلام والحوار والتواضع والرحمة.
ومنذ افتتاح الكنيسة عام 2023، استقبلت 130 ألفا من المصلين للمشاركة في الخدمات الدينية والصلوات، واستضافت أكثر من 100 فعالية متنوعة، مثل حفلات الزفاف والمعموديات، كما شهدت برنامجا زاخرا بالمحاضرات المجتمعية، وورش العمل، والعروض من فرقة الصغار الشهيرة في باريس وجوقة “كنيسة سيستينا الحبرية”.
ويقع بيت العائلة الإبراهيمية في منطقة السعديات الثقافية بأبوظبي، ويضم ثلاثة دور عبادة (مسجد الإمام أحمد الطيب، وكنيسة القديس فرنسيس، وكنيس موسى بن ميمون)، بالإضافة إلى مساحات مشتركة للتجمع والحوار.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بیت العائلة الإبراهیمیة وثیقة الأخوة الإنسانیة البابا فرنسیس بین الأدیان

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس.. إنجازات استثنائية لرجل "الأخوة الإنسانية"

يعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل واحدا من أبرز من اعتلوا الكرسي الباباوي، لا سيما أن فترة توليه التي بدأت عام 2013 شهدت محطات ومواقف بارزة، من تعزيزه للتقارب بين الأديان إلى إصلاح الكنيسة، فضلا عن مواقفه الإنسانية والاجتماعية اللافتة.

والبابا فرنسيس ولد في بوينس آيرس بالأرجنتين وفي 13 مارس من عام 2013 أصبح البابا رقم 66 للكنيسة الكاثوليكية، ويعد أول بابا من الأميركتين، وأول بابا يسوعي، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

التقارب بين الأديان وتعزيز الحوار

 جذب البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنظار العالم عندما التقيا في الرابع من فبراير 2019 في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تمثل إعلانا مشتركا يحث على السلام بين الناس في العالم.

جاءت الوثيقة ثمرة للصداقة الأخوية بين الشخصيتين الدينيتين البارزتين، حيث قدمت مخططا لثقافة الحوار والتعاون بين الأديان، وهدفت إلى أن تكون دليلا للأجيال المقبلة لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، اعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة.

واعتبرت الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، لتكون نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها.

كما أكدت الوثيقة على عظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، وجعلتها رمزا للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.

وفي مارس 2021، أجرى البابا زيارة تاريخية إلى العراق، حيث التقى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وزار مدينة أور التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم، تعزيزا للحوار بين الأديان.

وفي 12 فبراير 2016، التقى بالبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، في كوبا، في لقاء تاريخي هو الأول منذ الانشقاق الكبير عام 1054.

الإصلاحات الإدارية والمالية

منذ بداية حبريته، ركز البابا فرنسيس على إصلاح الكوريا الرومانية (الإدارة المركزية للفاتيكان) لتعزيز الشفافية والفعالية.

وفي عام 2022، أصدر الدستور الرسولي الجديد "إعلان الإنجيل"، الذي أعاد هيكلة الكوريا وفتح مناصبها أمام النساء.

وأطلق إصلاحات داخل الفاتيكان لمحاربة الفساد المالي، وأقال عددا من المسؤولين في إدارة الكنيسة بسبب قضايا مالية مشبوهة.

كما شدد على ضرورة أن تكون الكنيسة نموذجا في الشفافية والنزاهة.

وخفف البابا من صرامة القوانين المتعلقة بالطلاق والزواج، وسمح لبعض المطلقين الذين تزوجوا مجددا بتلقي المناولة المقدسة.

القضايا الاجتماعية والبيئية

في 24 مايو 2015، أصدر الرسالة العامة "كنْ مُسَبَّحًا"، التي تناولت قضايا البيئة والتغير المناخي، داعيا إلى حماية "البيت المشترك".

كما أعلن عن "اليوم العالمي للفقراء" لتعزيز الوعي والتضامن مع الفقراء والمهمشين.

القضايا الأخلاقية والاجتماعية

 دعا البابا فرنسيس إلى معاملة المهاجرين واللاجئين بكرامة واحترام، مؤكدا على أهمية استقبالهم ومساعدتهم.

في عام 2020، أصدر الرسالة العامة "كلنا إخوة"، التي تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والأخوة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الجالية المصرية في شمال إيطاليا: تكريم اسم البابا فرنسيس في مؤتمر الأديان بتورينو
  • الأرجنتينيّون يودعون البابا فرنسيس في بوينس آيرس والعالم بالصلوات والذكريات... "كان بابا الإنسانية"
  • رئيس الجالية المصرية بشمال إيطاليا: تكريم اسم البابا فرنسيس بمؤتمر تكريم الأديان المقبل
  • رئيس الجالية المصرية بشمال إيطاليا: تكريم اسم البابا فرنسيس بمؤتمر تكريم الأديان المقبل بتورينو
  • توضيح تصريحات البابا فرنسيس حول الأديان الأخرى.. الحقيقة كما هي
  • شيخ العقل عزّى بالبابا فرنسيس: رمزيّة عالميّة للسلام والحوار بين الأديان
  • «الأخوة الإنسانية».. قصة وثيقة جسدت الصداقة بين البابا فرانسيس وشيخ الأزهر؟
  • من الأزمات الإنسانية إلى الملفات الحساسة في الفاتيكان: قراءة في مسيرة البابا فرنسيس
  • محمد بن راشد ناعياً البابا فرنسيس: إرثه في التواضع والوحدة بين الأديان مصدر إلهام في العالم
  • البابا فرنسيس.. إنجازات استثنائية لرجل "الأخوة الإنسانية"