من طوفان الأقصى إلى العدوان الصهيوني على لبنان: معركة كيّ الوعي
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
منذ بدء معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وصولا إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ حوالي الشهر تقريبا، والعدو الإسرائيلي يشن حربا وجودية على الشعب الفلسطيني واللبناني. لا تهدف هذه الحرب فقط على القضاء على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، أو استعادة الأسرى أو إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم، بل إن هذه الحرب لها هدف أخطر وأكبر وهو القضاء على فكرة المقاومة أو مشروع المقاومة أو ما يسميه بعض المختصين "معركة كيّ الوعي"، أي أنها معركة تستهدف منع التفكير بالمقاومة والرفض للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، ومن أجل القبول بالواقع الاحتلالي والتطبيعي مع العدو الصهيوني والاستسلام لهذا الواقع الظالم دون التفكير بمقاومته أو مواجهته، وتحويل كل الشعوب في المنطقة إلى مجرد رعايا في نظام الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى إليه الأمريكيون والصهاينة منذ سنوات طويلة.
فما هي تجليات هذه المعركة في فلسطين ولبنان اليوم؟ وكيف نواجه هذا المشروع اليوم ومستقبلا؟
من أجل تحديد تجليات المعركة التي يخوضها العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، ولتحقيق هدفه في معركة كيّ الوعي طيلة المرحلة الممتدة من معركة طوفان الأقصى وصولا إلى الحرب، فإن علينا استعادة ما قام به العدو طيلة سنة تقريبا وحتى اليوم، وهذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: التدمير الممنهج لكل البنى التحتية والمدنية والتربوية والثقافية والصحية والعلمية: لم يكتف العدو بمواجهة قوى المقاومة في قطاع غزة وفي لبنان، بل عمد إلى تدمير كل البنى التحتية من مستشفيات ومراكز صحية وثقافية واجتماعية وثقافية وتربوية ومؤسسات مالية، وذلك لتدمير كل البيئة المؤيدة للمقاومة ومن أجل توجيه رسالة واضحة لهذه البيئة بأن دعم المقاومة سيؤدي إلى تدمير كامل لكل البنى التحتية، وأن من يدعم المقاومة سيحرم من كل وسائل الحياة.
ثانيا: التدمير الكامل للمدن والقرى والأحياء والمنازل والأبنية: أي تدمير كل إمكانية السكن والإقامة، وطبعا هناك أهداف أمنية وعسكرية وراء هذا التدمير، لكن الهدف الأخطر هو تدمير كل إمكانية للعودة إلى هذه المدن والقرى وتحويلها إلى مناطق مدمرة، واستخدام صواريخ وقنابل ضخمة من أجل التمدير الشامل، وكي تبقى صورة التدمير حاضرة لمنع التفكير مستقبلا بأي شكل من أشكال المقاومة أو دعم المقاومة أو التعاون مع المقاومين أو حتى العيش معهم.
ثالثا: استهداف قيادات المقاومة الدينية والسياسية والعسكرية والأمنية، والسعي لقتل أكبر عدد من المقاومين بأشكال متعددة، واستخدام التقنيات الجديدة ومنها الذكاء الالكتروني أو العملية الضخمة عبر تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، أو من خلال استهداف المناطق والأنفاق التي يمكن أن يلجأ إليها القادة والمقاومون. والهدف من وراء ذلك، إضافة للقضاء على قادة المقاومة وضرب البنية التنظيمية والعسكرية، القضاء على كل من يحمل الفكر المقاوم ويدعو له أو أن يكون من الذين ساهموا في نشر الفكر المقاوم وتعبئة الجماهير. واستهداف الرموز له أبعاد خطيرة ثقافيا واجتماعيا ونفسيا.
رابعا: حجم الاعتقالات للشباب والرجال والفتيان والنساء في غزة والضفة الغربية، والسعي لأسر المقاومين في جنوب لبنان، ونشر صور الاعتقالات والتعذيب في السجون والهدف من ذلك نشر الرعب في صفوف كل من يفكر بالمقاومة ومحاصرة كل مجتمع المقاومة.
خامسا: الادعاء بتحقيق النصر والقضاء على قوى المقاومة، وأن حركات المقاومة انتهت وأن العدو الإسرائيلي قادر على الوصول إلى أي مكان في كل المنطقة واستعادة مقولة الجيش الإسرائيلي الذي يقهر وقدرة المخابرات الإسرائيلية إلى الوصول إلى المقاومين وقادة المقاومة. ومع أنه علينا الاعتراف بأن العدو الإسرائيلي حقق بعض النجاحات بعد الضربة القاسية التي تلقاها في معركة طوفان الأقصى، فإن ذلك لا يعني أبدا لأنه استعاد زمام المبادرة وأنهى قوى المقاومة، والدليل استمرار المقاومة في غزة وما يجري في القدس والضفة والمواجهات الحاصلة في جنوب لبنان.
سادسا: نشر بعض المقولات بأن المقاومة أصبحت وحيدة وأن العالم تخلى عنا وأن الشعوب العربية والإسلامية تخلت عن القضية الفلسطينية، كذلك إثارة الخلافات بين قوى المقاومة وبين هذه القوى وإيران، واستعادة الخلافات المذهبية، وكل ذلك بهدف نشر الخوف والوهن والإحباط في صفوف المقاومين وبيئات المقاومة. طبعا علينا الاعتراف بوجود ثغرات في واقعنا، وأن الوضع العربي والإسلامي والدولي ليس بالمستوى المطلوب، لكن هناك مؤشرات إيجابية كبيرة في العالم لصالح المقاومة، وأن العلاقات بين قوى المقاومة أصبحت أقوى، وهناك تنسيق مستمر بين هذه القوى وبين إيران الداعمة الأكبر لقوى المقاومة اليوم.
سابعا: إبراز التفوق التكنولوجي والتقني والعسكري الإسرائيلي والمدعوم أمريكيا وغربيا في مواجهة قوى المقاومة، للقول بأن لا جدوى من المقاومة وأن الأفضل الذهاب للتطبيع والقبول بالمشروع الإسرائيلي الأمريكي. وهذه المقولة تتنافي مع ما حققته قوى المقاومة من إنجازات ومن أن معركة العقول والتكنولوجيا هي معركة مستمرة ولن تتوقف.
هذه نماذج من تجليات معركة كيّ الوعي التي يخوضها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي وغربي وأحيانا بدعم عربي، وخصوصا قي صفوف النخب العربية والمثقفين العرب، وفي مواجهة ذلك يتطلب وضع مشروع متكامل لمواجهة هذا المشروع الخطير، فما يحققه المقاومون على أرض الواقع من انتصارات مهم جدا، وما يسطرونه في مواجهة الجيش الإسرائيلي مهم جدا، لكن بموازاة ذلك على كل المفكرين والعلماء والشخصيات الفكرية والإعلامية والثقافية والتربوية ومراكز الدراسات والأبحاث والمؤتمرات القومية والعربية والإسلامية؛ أن يواجهوا هذه المعركة بقوة، وأن يساهموا في نشر الوعي المقاوم والرافض للتطبيع والقبول بالهزيمة، كما فعل كل العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء والفنانين الذين دافعوا عن خيار المقاومة طيلة المراحل السابقة وكان لدورهم التأثير المهم في الصمود وتحقيق الانتصارات وحماية فلسطين من التهويد والذوبان كما كان يراهن قادة العدو.
نحن أمام معركة قاسية جدا تتطلب شخذ الهمم والاستفادة من كل القدرات والإمكانيات في كل المجالات، وسنظل نردد مع الشاعر المصري أمل دنقل:
لا تصالح ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى
x.com/kassirkassem
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة لبنان المقاومة الوعي التدمير لبنان إسرائيل غزة تدمير المقاومة مقالات مقالات مقالات صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدو الإسرائیلی طوفان الأقصى قوى المقاومة المقاومة أو تدمیر کل من أجل
إقرأ أيضاً:
قبائل ماوية تعلن النفير في مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
الثورة نت/..
أعلنت قبائل ماوية بمحافظة تعز خلال لقاء مسلح اليوم النفير العام في مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني، والثبات على موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني.
وجددت قبائل ماوية في اللقاء الذي شارك فيه مدير المديرية عبدالسلام محمد هاشم ومسؤول الوحدة الاجتماعية بالمحافظة حامس الحباري وقيادات محلية وعسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ كافة الخيارات للتصدي للعدوان على اليمن وإسناد غزة.. مؤكدة الاستمرار في التعبئة ورفع الجاهزية لمواجهة العدوان الأمريكي.
وفي اللقاء وقعت قبائل ماوية على وثيقة الشرف القبلية التي تقضي بتجريم العمالة مع العدوان والتخابر مع الجهات الخارجية.
وأعلن بيان صادر عن اللقاء النفير العام والنكف ورفع الجهوزية استعدادا لمواجهة العدوان على اليمن ومواصلة نصرة غزة.
وأكد الاستمرار في الالتحاق بمراكز التدريب لقوات التعبئة.. مباركا العمليات العسكرية للقوات المسلحة في منع مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية من العبور في منطقة العمليات، وكذا استهداف عمق الكيان الصهيوني وحاملة الطائرات الأمريكية.
وندد البيان بجرائم العدوان الإسرائيلي المستمرة بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان، ومحاولات تهجير أبناء غزة، وتصعيد العدو الأمريكي على اليمن واستهدافه للمدنيين.
واعتبر أي تعاون أو تخابر مع أي قوى خارجية، خيانة عظمى تتبرأ منها القبيلة وترفع يد الحماية عن كل خائن يشارك العدو في جرائمه ويعبث بأمن واستقرار اليمن.
وحذر البيان من أي تحرك لمساندة العدو الإسرائيلي والأمريكي كونه يمثل شراكة في جرائمه البشعة بحق الشعبين الفلسطيني واليمني.. معتبرا التورط مع العدو الأمريكي في تقديم المعلومات جريمة كبرى وعيبا أسودا.
ودعا الجهات الأمنية إلى ملاحقة العملاء والخونة وشبكات الرصد والتجسس ومعاقبتهم.. مجددا التأكيد على أهمية تعاون الجميع مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للعملاء والخونة.
وشدد البيان على ضرورة عقد الصلح العام وتوحيد الصف والحفاظ على الجبهة الداخلية ودعم الدورات الصيفية.. داعيا كافة القبائل اليمنية والعربية إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية والقومية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر إبادة، وما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان أمريكي.
وأكد المضي في الموقف الإيماني الثابت المناصر للشعب الفلسطيني في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.. لافتا إلى أن القبيلة اليمنية ستبقى حاضرة بقوة في معركة إسناد غزة، والتصدي للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
ووجه البيان دعوة خاصة لقبائل المحافظات الجنوبية والشرقية للالتحاق بمعركة العزة والكرامة والشرف في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتوحيد الصف لمواجهة عدو الأمة الذي يستهدف الجميع.