فلسطينيون "شبه عراة" في جباليا.. قصة "الصورة المأساة"
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أظهرت صور منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي مئات الأشخاص معظمهم شبه عراة، وهم يجلسون أمام أنقاض منازل تعرضت لقصف إسرائيلي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وتشن إسرائيل منذ أسابيع حملة عسكرية عنيفة على شمال قطاع غزة قتل خلالها مئات الفلسطينيين، كما تحاصر مئات الآلاف في ظروف صعبة.
وقال شهود لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن الجيش الإسرائيلي اعتقلهم وأمر معظمهم بالتجرد من الملابس، أثناء محاولتهم الفرار من منازلهم في مخيم جباليا، ثم احتجزهم لساعات في الهواء الطلق.
وأضافوا أن الصورة، التي تم التقاطها في جباليا الجمعة، تظهر سكان مخيم اللاجئين الذين حاولوا مغادرة المنطقة بعد أن أجبرهم الجيش الإسرائيلي على الإخلاء، وسط عمليته البرية الجارية هناك.
شهادة نازح
ورغم أنه من غير الواضح من التقط الصورة، فقد أكد العديد من الرجال الذين ظهروا في الصورة لـ"سي إن إن"، أن الجنود الإسرائيليين كانوا يصورونهم أثناء احتجازهم.
وأكد أحد الأشخاص الذين ظهروا في الصورة، ويدعى مهند خلف، أنه وزوجته وابنهما الرضيع كانوا يحاولون الهروب من المخيم باستخدام ما قالت إسرائيل إنه "ممر آمن"، عندما أوقفهم الجيش الإسرائيلي.
وأضاف: "كنا متجمعين في مكان واحد، رجال ونساء وأطفال وكبار سن. كان ذلك الساعة 11 صباحا. وبعد 5 ساعات طلبوا من النساء والأطفال التقدم وحمل جميع حقائبنا وممتلكاتنا، حيث سمح لهم بالمغادرة".
وتابع: "بمجرد مغادرتهم، أُمر الرجال بخلع ملابسهم والبقاء بملابسهم الداخلية فقط. جلسنا لعدة ساعات أخرى وكان الطقس شديد البرودة".
ووفقا لخلف، فقد طُلب من الرجال الذين شوهدوا في الصورة التقدم عبر مجموعات مكونة من 5 أشخاص، ليتم فحصهم من قبل الجيش الإسرائيلي، قبل السماح لهم بالتوجه إلى مدينة غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي كمكان آمن.
وأوضح: "تم احتجاز بعض الأفراد بينما أطلق سراح آخرين. وانتهى الأمر بمعظمنا في مدينة غزة. كان الوضع مرعبا ومحزنا للغاية حيث شهدنا رجالا مسنين وأفرادا مصابين، من دون أن يظهر لهم أحد التعاطف أو الرحمة".
تعليق الجيش الإسرئيلي
وفي حين رفض الجيش الإسرائيلي توضيح الظروف التي تم خلالها التقاط الصورة، فقد أكد أنه كان يحتجز السكان ويفتشهم بشكل روتيني كجزء من عملياته القتالية في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في تعليقه على الصورة: "يتم احتجاز واستجواب الأفراد المشتبه في تورطهم في أنشطة إرهابية".
وأضاف في بيان أن "المعتقلين يعاملون وفقا للقانون الدولي"، لكنه أشار إلى أنه "غالبا ما يكون من الضروري أن يسلم المشتبه بهم في الإرهاب ملابسهم حتى يمكن تفتيشهم والتأكد من أنهم لا يخفون سترات ناسفة أو أسلحة أخرى".
وتابع بيان الجيش: "بسبب بروتوكول الأمن، لا يتم إعادة الملابس إلى المعتقلين على الفور"، مضيفا أن الملابس تعاد "بمجرد أن يكون ذلك ممكنا".
محاصرة وقصف جباليا
وحاصر الجيش الإسرائيلي جباليا وأطلق عملية برية جديدة هناك منذ أكثر من 3 أسابيع، حيث قطع معظم الإمدادات وأجبر السكان على المغادرة وسط قتال عنيف.
وقال الجيش إن علامات على إعادة بناء حماس قواتها ظهرت في المنطقة، رغم مرور أكثر من عام من القصف العنيف، وعمليتين بريتين سابقتين أكد الجيش أنهما كانتا ناجحتين.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء متكررة لشمال غزة، بما في ذلك إسقاط منشورات فوق جباليا تدعو السكان إللى "الرحيل على الفور".
وقال العديد من الفلسطينيين لـ"سي إن إن" في وقت سابق إنهم تعرضوا لإطلاق النار أثناء محاولتهم اتباع أوامر الإخلاء.
استنكار منظمات حقوقية
وتنص الاتفاقات الدولية التي تحدد قواعد الصراعات المسلح، على أنه يجب معاملة أي معتقل بشكل إنساني، وتحظر صراحة الأفعال التي "تنتهك الكرامة الشخصية، خاصة المعاملة المهينة والمذلة".
ويقول الصليب الأحمر الدولي إن عمليات التفتيش، بما في ذلك تفتيش المعتقلين العاريين "يجب أن تتم فقط إذا كان ذلك ضروريا للغاية وليس أمام المعتقلين الآخرين".
كما انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى الجيش الإسرائيلي لاحتجاز سكان غزة وتجريدهم من ملابسهم، أثناء حملته العسكرية على القطاع.
وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل الشهر الماضي، إنها وجدت أن "التعري القسري بهدف إهانة وإذلال الضحايا أمام الجنود والمحتجزين الآخرين كان يستخدم بشكل متكرر ضد الضحايا الذكور".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مخيم جباليا الجيش الإسرائيلي مدينة غزة الجيش الإسرائيلي عملية برية الاتفاقات الدولية الصليب الأحمر الدولي إسرائيل الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا قطاع غزة حركة حماس مخيم جباليا الجيش الإسرائيلي مدينة غزة الجيش الإسرائيلي عملية برية الاتفاقات الدولية الصليب الأحمر الدولي إسرائيل أخبار إسرائيل الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
شاهد.. إصابة 6 سوريين برصاص الجيش الإسرائيلي
قالت وسائل إعلام سورية، إن 6 مواطنين من أهالي قرية سويسة في جنوب سوريا، أصيبوا بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي النيران على متظاهرين ضد توغله في المنطقة.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر طبي في "مستشفى الجولان الوطني أن الإصابات تراوحت بين خمس حالات في الأرجل وحالة سادسة حرجة تم إدخالها إلى غرفة العمليات نتيجة إصابة جراحية خطيرة".
من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه" تم رصد تجمعات في المنطقة، وأطلقت نيراناً تحذيرية لإبعاد المتظاهرين، مشيراً إلى أن الجيش يحقق في ادعاءات عن وقوع إصابات".
وعقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تزايدت هجمات إسرائيل على البلاد متسببة في تدمير البينة التحتية العسكرية والمنشآت المتبقية وتوسيع الاحتلال لمرتفعات الجولان.
ومنذ حرب 5 يونيو (حزيران) 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.