مجزرة بيت لاهيا تهز الأرجاء.. وواشنطن تطالب إسرائيل بتفسير وتقترح هدنة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
شهدت بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة واحدة من أكثر الغارات الإسرائيلية دموية، حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنياً كان يضم عشرات النازحين، ما أسفر عن مقتل 93 شخصاً وإصابة العديد، في مشهد وُصف بـ "المروع" من قبل واشنطن. يأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد عسكري إسرائيلي واسع في القطاع، دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح وسط تزايد القلق الدولي.
عمال الإغاثة، إلى جانب مدنيين، يكافحون لإنقاذ الناجين بين أنقاض المبنى المدمر، بينما أظهرت صور وكالة "فرانس برس" مشاهد مؤلمة لجثث وجرحى ملفوفين بأغطية ملطخة بالدماء. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمدنيين يشيعون ضحاياهم وسط حالة من الحزن الشديد.
وفي سياق متصل، قصف الجيش الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في دير البلح، مما أسفر عن سقوط قتلى، كما أفادت تقارير بمقتل ثلاثة مواطنين في قصف آخر على خان يونس، ما يبرز توسع نطاق الهجمات الإسرائيلية في مختلف مناطق القطاع.
ومن جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" تجاه الغارة، إذ وصفها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بـ"الحادث المروع". كما أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه يحقق في ملابسات الحادث، موضحاً أن القوات كانت تستهدف مسلحاً مشتبهاً في المنطقة.
وفي المقابل، أدانت الأمم المتحدة هذا الهجوم واصفة إياه بأنه "من أكثر الهجمات دموية في غزة خلال الشهور الأخيرة". وعبّر المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورنس، عن "صدمته" من تصاعد الأوضاع، فيما لم تُصدر الأمم المتحدة أي إجراءات حاسمة حتى الآن.
ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر، تتعرض مناطق بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون لهجمات مكثفة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وفقاً للدفاع المدني في غزة. وتسببت هذه العمليات بتهجير آلاف الفلسطينيين، وسط نقص حاد في المساعدات الطبية والخدمات الإنسانية، في وقت تعاني فيه غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتشهد الأوضاع في غزة محاولات متعددة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، مع استمرار اللقاءات في الدوحة وطرح مبادرة مصرية للتهدئة، إلا أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى مرحلة النضج، وفقًا لما أوضحه الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح.
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن الجهود الأمريكية تركز أساسًا على كسر الجمود، لكنها تفتقر إلى رؤية واضحة وشاملة للوضع. وأوضح الرقب، أن اللقاءات الجارية للهدنة في غزة، لم تنضج بعد، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية تسعى أساسًا لكسر حالة الجمود، لكنها لم تتوصل إلى رؤية واضحة وشاملة.
وفي تصريحاته لـ"صدى البلد"، أشار الرقب إلى أن الولايات المتحدة تتطلع لإبرام اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن فرص تحقيق هذا الهدف تبدو ضئيلة، حيث إن تمرير أي اتفاق عبر الكنيست والحكومة الإسرائيلية قد يستغرق أسبوعًا على الأقل، مما يجعل الوصول إلى اتفاق نهائي قبل الانتخابات أمرًا بالغ الصعوبة.
وأضاف الرقب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل الانتظار حتى تتضح نتائج الانتخابات الأمريكية قبل اتخاذ أي خطوات بشأن التهدئة، لافتًا إلى أن المقترح الأمريكي المطروح غير مكتمل ويشمل تعديلات رئيسية؛ حيث تم تقليص مدة الهدنة من 42 إلى 28 يومًا، بالإضافة إلى تقليل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، واقتراح انسحاب متدرج من غزة بدلًا من الانسحاب الكامل.
واختتم الرقب تصريحاته بأن الأمريكيين يدركون أن الوصول إلى توافق قبل الانتخابات قد يكون غير ممكن، مما يستدعي وقتًا أطول للتوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الفلسطينية ويحقق استقرارًا في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بيت لاهيا غزة قطاع غزة شمال قطاع غزة واشنطن الجيش الإسرائيلي فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع إيلون ماسك التأثير على الانتخابات في المملكة المتحدة؟
تزداد التكهنات حول الدور الذي قد يلعبه الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، في خضم الانتخابات العامة في المملكة المتحدة لعام 2025، حيث تشير التقديرات إلى أنه قد يقدم تبرعًا ضخمًا يصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني، أي 100 مليون دولار لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» بزعامة نايجل فاراج، بينما بلغت التبرعات الإجمالية لكل الأحزاب السياسية نحو 50 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لصحيفة «تليجراف» البريطانية.
التبرعات أثارت تساؤلات بشأن تأثير الأموال الكبيرة على مسار الانتخابات البريطانية، وهل سيكون للتبرع دور حاسم في تغيير نتائج الانتخابات العام المقبل؟
كيف يمكن للحزب استثمار أموال ماسك؟يعتبر أي ضخ أموال ضخمة لحزب سياسي، خاصةً إذا كان من شخصية بارزة مثل إيلون ماسك، قد يغير من موازين الانتخابات العامة في بريطانيا، حيث يمكن لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» استثمار أموال ماسك في تحسين تواجده علي الساحة من خلال حملاته الإعلامية، وزيادة دعواته السياسية، بحسب الصحيفة.
وأحد الأفكار المطروحة هو استثمار جزء من المبلغ في مراكز لدعم الأيديولوجية الإصلاحية وتعزيز مكانة الحزب علي الساحة السياسية، كما يمكن استخدام الأموال في تعزيز التواصل مع الناخبين الشباب، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من استراتيجية رئيس الحزب «فاراج»، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الرقمية، بحسب تقرير لصحيفة «الجارديان».
ومن ناحية أخرى، اقترح ريتشارد تايس، نائب «فاراج»، أن يتم تخصيص جزء من الأموال لزيادة حجم الحزب على الأرض عبر توظيف موظفين إضافيين وتنظيم حملات تواصل مباشرة مع الناخبين.
التحديات المرتبطة بتمويل ماسكوفقًا للقوانين الانتخابية في المملكة المتحدة، يقتصر إنفاق الأحزاب على مبلغ محدد في كل دائرة انتخابية يبلغ حوالي 54 ألف جنيه إسترليني، ورغم أن التبرع المحتمل من إيلون ماسك يتجاوز بكثير هذا الحد، إلا أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» سيحتاج إلى استغلال هذه الأموال بحذر ضمن الإطار القانوني المعمول به.
ورغم أن ضخ الأموال في الحملة الانتخابية قد يعزز من قدرة الحزب على المنافسة، فإن هناك تحديات كبيرة قد تواجهه، فقد أشار بعض الخبراء إلى أن الحصول على تمويل ضخم قد يؤدي إلى تعقيد الأمور داخل الحزب، كما حدث مع حزب «المحافظين» الذي عانى من مشاكل تنظيمية بعد حصوله على تمويل كبير.
وذلك، إلى جانب أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» لا يزال في مرحلة نمو مقارنةً بالأحزاب الكبرى مثل حزب العمال أو حزب المحافظين، فإن تبرع ماسك الضخم لن يكون كافيًا لبناء حركة جماهيرية واسعة، وأن استغلال هذه الأموال قد يستغرق وقتًا ويواجه تحديات كبيرة.
كما يواجه «فاراج» نفسه انقسامات داخلية في دعم الناخبين، فهو يحظى بشعبية لدى بعض الفئات، بينما يلقى رفضًا كبيرًا من الأخرين، مما يجعل من الصعب توسيع قاعدة الدعم لجذب مجموعة واسعة من الناخبين.
الأثار المحتملة علي باقي الأحزابقد يستفيد حزب «إصلاح المملكة المتحدة» من تبرع إبون ماسك في تعزيز وجوده، ولكن يظل قادة حزب العمال متخوفين من تأثير هذه الأموال على المنافسة، حيث يرى بعض أعضاء حزب العمال أن ضخ تلك الأموال يمكن أن يعزز من ظهور «فاراج» الشعبوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يكن متاحًا للأحزاب الرئيسية.