كشفت القناة 12 الإسرائيلية ، اليوم ، في تقرير لها أن الطائرة المسيرة التي استهدفت مصنع المكونات الجوية العسكرية في مدينة نهاريا، شمال فلسطين المحتلة ، تم إطلاقها من العراق، يأتي هذا التصريح في سياق تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد المخاوف من الهجمات عبر الحدود.

 

وأفادت القناة بأن الهجوم الذي استهدف المصنع، الذي يُعتبر جزءاً أساسياً من الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وقع خلال ساعات الليل، وقد أدى الهجوم إلى تدمير جزء من المنشأة، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

كما أضافت أن قوات الأمن الإسرائيلية تعمل على تحليل الأدلة المجمعة لتحديد المسار الذي سلكته الطائرة المسيرة قبل تنفيذ الهجوم.

 

هذا الهجوم يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة بين الاحتلال الإسرائيل وبعض الدول المجاورة، بما في ذلك العراق ، ويُعتبر استهداف المنشآت العسكرية الإسرائيلية رسالة قوية حول قدرة الجماعات المسلحة على تنفيذ هجمات معقدة على الأراضي الإسرائيلية، مما يزيد من القلق الأمني في تل أبيب.

 

وفي تعليق على الحادث، قالت مصادر رسمية في الجيش الاحتلال الإسرائيلي إنهم يتعاملون بجدية مع الهجوم، مؤكدين أن هناك إجراءات قيد التنفيذ لتعزيز الدفاعات الجوية لحماية المنشآت العسكرية، كما تم فتح تحقيق شامل لمعرفة المزيد حول الجهات التي تقف وراء هذا الهجوم.

 

من جانبها، حذرت أوساط أمنية من أن هذا الهجوم قد يفضي إلى تصعيد عسكري في المنطقة ، حيث تشير التوقعات إلى أن الاحتلال إسرائيل قد تتخذ خطوات استباقية لضرب الأهداف المرتبطة بالهجمات في العراق أو في مناطق أخرى في المنطقة.

 

وفي ظل الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة في النزاعات المسلحة، تزايدت الدعوات من قبل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين لتطوير أنظمة الدفاع الجوي للتصدي لهذه التهديدات، يعتبر الهجوم على مصنع نهاريا دليلاً على التطور التكنولوجي الذي وصلت إليه الجماعات المسلحة وقدرتها على تنفيذ هجمات موجهة بدقة.

 

لجنة التحقيق الدولية: إسرائيل نفذت مئات الهجمات على المستشفيات في غزة

 

أكدت نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن إسرائيل قامت بتنفيذ مئات الهجمات على المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة ، هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه القطاع أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يتعرض النظام الصحي هناك لضغوط غير مسبوقة.

 

وفي حديثها خلال مؤتمر صحفي، أشارت بيلاي إلى أن الهجمات الإسرائيلية لم تستهدف فقط الأفراد، بل دمرت بشكل ممنهج نظام الرعاية الصحية في غزة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي في المنطقة ، ووصفت هذا التدمير بأنه جزء من سياسة عقاب جماعي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

 

وأضافت بيلاي أن الأفعال التي قامت بها إسرائيل تُعتبر جرائم حرب، حيث تشمل القتل العمد للأبرياء واستهداف المدنيين، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية، وأكدت أن هذه الهجمات تتنافى مع القواعد الإنسانية الأساسية التي تحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

 

طالبت بيلاي المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ملموسة للتحقيق في هذه الانتهاكات والمحاسبة على الجرائم المرتكبة، وشددت على أهمية الحفاظ على حقوق الفلسطينيين وضمان تقديم الدعم الإنساني لهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.

 

تُظهر تقارير منظمات حقوق الإنسان أن القطاع الصحي في غزة يعاني من نقص حاد في المعدات والأدوية، مما يجعل من الصعب تقديم الرعاية اللازمة للجرحى والمرضى ، يزداد الوضع تعقيدًا مع استمرار الهجمات، حيث يواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية تحديات كبيرة في أداء مهامهم.

 

ختامًا، أكدت بيلاي على ضرورة البحث عن حلول دائمة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الأوضاع الحالية لا يمكن تحملها، وأن العمل الجماعي مطلوب لتحقيق السلام والأمن للمدنيين في المنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الطائرة المسيرة العسكرية مدينة نهاريا فلسطين المحتلة إطلاقها من العراق المنطقة وتزايد المخاوف الهجمات عبر الحدود فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

موقف مصر من إدارة قطاع غزة بين التحديات والمخططات الإسرائيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 في الآونة الأخيرة، طرح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اقتراحًا مثيرًا للجدل ‏يتمثل في تولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة، وذلك ضمن خطة إسرائيلية ‏للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب في غزة. وبحسب الاقتراح، فإن الإدارة المصرية ‏للقطاع ستستمر لمدة تتراوح بين 7 إلى 15 عامًا، مع تقديم تمويل دولي لدعم إعادة ‏الإعمار، يشمل مساهمات أمريكية وأوروبية، فضلًا عن إقامة ‏حكومة فلسطينية معتدلة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.‏

  لكن مصر، التي لطالما حافظت على سيادتها واستقلالها السياسي، رفضت هذا ‏الاقتراح بشكل قاطع. إذ اعتبرت أن هذا الطرح يُعد تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية ‏الفلسطينية والإقليمية. مصر لا ترغب في أن تكون جزءًا من إدارة قطاع غزة أو في ‏اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تغيير الوضع السياسي والإنساني في القطاع، خصوصًا ‏أن ذلك قد يُعتبر تحولًا جذريًا في علاقتها التاريخية بفلسطين. رفض مصر لهذا ‏الاقتراح جاء نتيجة فهم عميق لتداعياته المحتملة على أمنها القومي وعلى الاستقرار ‏في المنطقة.‏

  من المعروف أن قضية غزة هي جزء من صراع أوسع يرتبط بالتاريخ الحديث ‏للمنطقة، ويعود إلى وعد بلفور الذي يشير إلى إنشاء دولة إسرائيل. تأسيس هذه ‏الدولة كان بمثابة خطوة استراتيجية لتوسيع النفوذ الغربي في الشرق الأوسط، وهو ما ‏جعل المنطقة محط أنظار القوى الكبرى التي سعت إلى تنفيذ مخطط "الشرق الأوسط ‏الجديد"، الذي يهدف إلى تقوية إسرائيل وتقسيم دول المنطقة الكبرى مثل مصر ‏والعراق وسوريا. في هذا السياق، جاء مخطط تحويل غزة إلى نقطة انطلاق لأجندات ‏إسرائيلية، في محاولة لزعزعة استقرار مصر ومنطقة الشرق الأوسط ككل.‏

  مصر، التي لطالما كانت في قلب هذا الصراع، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه ‏المخططات. بل عملت على تحصين نفسها سياسيًا واقتصاديًا، وتمكنت من الحفاظ ‏على استقلالها رغم الضغوط والتحديات التي مرت بها. على الرغم من محاولات ‏القوى الغربية للإغراء والضغط على مصر لتحجيم دورها الإقليمي والاقتصادي، إلا ‏أن القاهرة نجحت في الحفاظ على قوتها وحرصها على ضمان موقعها الاستراتيجي.‏

  في السنوات الأخيرة، نجحت مصر، على المستوى السياسي، في توثيق علاقاتها مع قوى عالمية جديدة، مثل ‏انضمامها إلى مجموعة "بريكس" وارتباطها بمبادرة "طريق الحرير" الصينية، مما ‏يعكس تحركاتها الاستراتيجية نحو تعزيز مكانتها في النظام العالمي الجديد. كما قامت ‏مصر بتحقيق تقدم كبير في مشروعاتها الاقتصادية الداخلية، خاصة في مجالات النقل ‏واللوجستيات، حيث أنشأت شبكة ضخمة من المشروعات الكبرى التي تهدف إلى ‏تعزيز موقعها كمركز إقليمي رئيسي يربط بين قارات العالم.‏

  هذه التحركات تمثل جزءًا من الاستراتيجية المصرية لتعزيز قوتها الاقتصادية ‏والجيوسياسية، والحفاظ على مكانتها الإقليمية. إذ أن مصر تسعى من خلال تلك ‏المشروعات إلى توفير بدائل اقتصادية وسياسية تمنع محاولات تحجيم دورها ‏الإقليمي، وتمنع فرض أي مشاريع قد تهدد استقرارها.‏

  في هذا السياق، يأتي رفض مصر لمقترح إسرائيل بشأن إدارة قطاع غزة ليكون ‏جزءًا من استراتيجيتها المستمرة لحماية سيادتها الوطنية وتعزيز قوتها الإقليمية. إذا ‏كانت إسرائيل تأمل في أن تتحول غزة إلى نقطة انطلاق لزعزعة استقرار مصر، ‏فإن القاهرة بدورها تؤكد قدرتها على تحجيم هذه المحاولات، وتُظهر استعدادها التام ‏لمواجهة أي مخططات تهدف إلى إضعاف مكانتها في المنطقة.‏

  من المتوقع أن يتبلور الموقف المصري بشكل أكبر في القمة العربية المقررة في 4 ‏مارس المقبل، والتي ستعقد في القاهرة. القمة ستكون فرصة هامة لمصر لعرض ‏رؤيتها تجاه الأوضاع في غزة، وتأكيد موقفها الرافض لأي تدخلات خارجية في ‏الشؤون الفلسطينية. كما أن القمة ستشهد نقاشًا حول الأزمات الإقليمية المتزايدة، ‏وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تظل في صلب اهتمامات السياسة المصرية.‏

   إن الموقف المصري من إدارة قطاع غزة يتجاوز مجرد رفض عرض سياسي ‏إسرائيلي، ليعكس رؤية أوسع تقوم على الحفاظ على سيادة مصر ومكانتها الإقليمية. ‏وفي ظل التحديات المتزايدة في المنطقة، فإن مصر تظل لاعبًا ‏رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط، مع تأكيدها على ضرورة ‏تحصين أمنها القومي ضد أي محاولات لزعزعة استقرارها.‏

 

مقالات مشابهة

  • الأردن: إحباط تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة
  • أوكرانيا: إسقاط 46 من 83 مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل
  • الخولي: الانتهاكات الجوية الإسرائيلية حرب نفسية على كرامة لبنان
  • المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بوساطة طائرة مسيّرة
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • سلوفينيا: قلقون من التأثير المستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة
  • الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه العميق إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة ويدعم حل الدولتين
  • إيلون ماسك في ورطة فيدرالية بسبب مراقبي الحركة الجوية
  • ما الإستراتيجية العسكرية التي ينفذها الاحتلال بالضفة؟ الفلاحي يجيب
  • موقف مصر من إدارة قطاع غزة بين التحديات والمخططات الإسرائيلية