التعديلات القضائية تفتح باب الهجرة من إسرائيل
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
يفكر واحد من كل 3 إسرائيليين بالمغادرة إلى دولة أخرى، مع تصاعد الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية، وإصرار حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية على تمرير قراراتها في الكنيست.
انضم عدد كبير من الإسرائيليين إلى الاحتجاجات، ومن فئات عمرية مختلفة.
أصبح البروفيسور "تشين هوفمان" وعائلته جزءاً من المعارضة، وغيّروا ما دأبوا عليه مساء كل يوم جمعة، فبدلاً من الاجتماع على طاولة الطعام، صاروا يخرجون مع المحتجين، للتنديد بخطط نتانياهو، وفقاً لما ذكرته "سي أن أن" في تقرير لها، الإثنين.
يقول البروفيسور، "ليس من طقوسنا أن نذهب ونحتج في الشوارع، لكننا مجبرون على ذلك لأننا نفقد بلدنا، هذا ما نشعر به".
لم يُحدث صوت هوفمان أي تغيير، فحكومة نتانياهو ماضية في خطتها، دون رجعة حسب ما يبدو، وبسبب ذلك التعنت بدأ بروفيسور الأشعة التحضير للانتقال إلى عمله الجديد في أحد مستشفيات المملكة المتحدة، وعلاوة على ذلك، يحاول إقناع أفراد عائلته الآخرين، وجميعهم يحملون جوازات سفر أوروبية، بالتفكير في المغادرة أيضاً.
تقويض الديمقراطيةمعظم المتظاهرين يعتقدون أن إجراءات نتانياهو تقوض الديمقراطية في إسرائيل، ومع ذلك يصر رئيس الحكومة على أن ما يقوم به من تعديلات قضائية بخلاف ذلك، فهو يصب في مصلحة الديمقراطية.
كان الإصرار على تغيير الواقع وثني نتانياهو عن خطته الإصلاحية هو وقود الأمل لملايين المحتجين في إسرائيل، ورغم هدوء صوت الاحتجاجات، وتراجعها، لا يزال جزءاً كبيراً من المعارضين يأملون بانفراجة تغيّر الواقع لصالحهم، أما الجزء الآخر الذي استسلم وتراجع عن الخروج في أي احتجاجات جديدة، بدأ يفكر بالرحيل، بحسب التقرير. تقول سارة، وهي إحدى الأمهات المشاركات في الاحتجاجات، "ما يحدث هنا مفجع، لن أربي أطفالي في بلد غير ديمقراطي، فإذا لم أستطع التأكد من ضمان حقوق ابنتي كامرأة شابة، فلن نبقى هنا".
خبراء إعادة التوطين الإسرائيليين يقولون بدورهم، إنهم شهدوا في الأشهر القليلة الماضية طفرة في الأعمال التجارية. كما أن التداعيات الاقتصادية السلبية المتوقعة بسبب التغييرات القضائية للحكومة، وارتفاع تكاليف المعيشة، تعد عوامل أساسية تدفع أولئك الراغبين في المغادرة لحزم حقائبهم وترك إسرائيل.
ويضيف الخبراء، "لقد شهدنا زيادة كبيرة في عدد طلبات الهجرة العكسية، كثيرون يأتون أو يتصلون ليسألوا: نريد الانتقال إلى بلد آخر، كيف نبدأ العملية؟".
يقول شاي أوبازانيك، وهو مدير في إحدى الشركات الكبرى المختصة بإعادة التوطين، "الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر أجنبية وقادرون على الحركة بسهولة يطلبون النصيحة فقط، بمعنى إلى أي وجهة نذهب".
صدمةشركة "روث نيفو"، المتخصصة في إعادة التوطين ومقرها البرتغال، بدأت مؤخراً في معالجة طلبات توطين إسرائيلية. وتقول الشركة: "ما نشهده بمثابة صدمة، فمن لا شيء لسنوات، إلى مثل 25 استفساراً حول إعادة التوطين من قبل إسرائيليين في اليوم". وتؤكد الشركة، "الأشخاص الذين يستفسرون هم متعلمون جيداً. أتحدث عن محامين وقضاة ورجال شرطة ومحاضرين جامعيين وموظفي تكنولوجيا المعلومات؛ إنهم قلقون للغاية بشأن ما يحدث".
انقساماتوفتحت الاضطرابات السياسية الأخيرة في إسرائيل باب الانقسامات الاجتماعية العميقة، وأثارت القلق بشأن تغيير التركيبة السكانية.
وتعتمد الحكومة الائتلافية الحالية على اليهود الأرثوذكس المتطرفين والقوميين الدينيين، الذين لديهم قيم محافظة اجتماعياً، ويمثلون قطاعات سريعة النمو من السكان بسبب معدلات المواليد المرتفعة نسبياً.
وعلى الطرف الآخر، تسبب صعود اليمين في قلق كبير للعلمانيين الذين باتوا أقلية في إسرائيل، فهم يرون ما يحدث تهديداً لأنماط حياتهم الليبرالية، والآن يخشون أن المحاكم لن تكون قادرة على حماية حقوقهم المدنية.
يقول رئيس قسم السياسة العامة في جامعة تل أبيب البروفيسور ألون تال: "ما حدث خلال الأشهر الستة الماضية هو عملية تغيير ديموغرافية، بدأت بطيئة، وأصبحت واضحة للغاية اليوم".
ويشير إلى أن اليهود العلمانيين يواصلون تحمل القسط الأكبر من العبء الضريبي في إسرائيل، ويقومون بمعظم الخدمة العسكرية الإجبارية، وغالباً ما يقضون سنوات طويلة في الجيش، في حين تستفيد الطائفة الأرثوذكسية المتشددة من إعفاءات التجنيد، منذ عقود.
ويحذر البروفيسور تال من أن الخروج الجماعي من إسرائيل، إذا حدث، يمكن أن يكون مدمراً، مع تأثير غير متناسب على القطاعات الرئيسية، مثل التكنولوجيا الفائقة والطب والأوساط الأكاديمية.
وأظهرت نتائج استطلاع جديد نشرت مؤخراً، أن أكثر من ثلث الأطباء وطلاب الطب الإسرائيليين الشباب باتوا يخططون لمغادرة البلاد قريباً، حتى أصبح هناك نقصاً بعدد الأطباء في إسرائيل بنسبة 5%.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل الإصلاحات القضائية في إسرائيل اليمين الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية مظاهرات إسرائيل فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
توسع الاحتجاجات الشعبية في أبين تنديداً بتردي الأوضاع المعيشية
الثورة نت/..
تتوسع الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في مختلف مديريات ومناطق محافظة أبين المحتلة، والمستمرة للأسبوع الثالث على التوالي، تنديداً بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وانهيار قيمة العملة والذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية الضرورية..وفقا لما نشره موقع “26 سبتمبر نت”.
وشهدت مدينة زنجبار، المركز الإداري لمحافظة أبين المحتلة، الإثنين، تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من الأهالي، وذلك احتجاجاً على انهيار قيمة الريال أمام العملات الأجنبية بشكل كارثي وغير مسبوق، ما انعكس سلباً على أسعار المواد الغذائية.
وندد المشاركون في الاحتجاجات، بتجاهل وصمت حكومة المرتزقة تجاه المعاناة الصعبة والقاسية التي يعيشها سكان المحافظات المحتلة، وعجزها عن تقديم الحلول ومعالجة الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وتتزامن تظاهرات أبين مع احتجاجات شعبية مماثلة في حضرموت وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان والاحتلال وحكومة الفنادق، تنديدا بانهيار الأوضاع المعيشية إلى مستويات قياسية، والتي أوصلت جميع سكان المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة إلى تحت خط الفقر والجوع.