بنكيران لماكرون: حماس حركة مقاومة وفرنسا تتحمل مسؤولية تاريخية عن جرائم إسرائيل
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
انتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي (معارض) عبد الإله بنكيران الموقف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم أمس الثلاثاء من عملية طوفان الأقصى، أثناء إلقائه كلمة أمام البرلمان المغربي بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها إلى المغرب منذ أيام.
وقال بنكيران -في رسالة باللغة الفرنسية وجهها اليوم الأربعاء إلى ماكرون- "نعبر لكم عن استغرابنا الشديد من محتوى خطابكم بشأن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة".
وبدأ ماكرون أول أمس الاثنين زيارة رسمية إلى المغرب أنهت سنوات من أزمة دبلوماسية بين البلدين، ووقع أثناءها اتفاقيات ثنائية، وألقى يوم أمس الثلاثاء خطابا أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه أشاد فيه بالعلاقات التاريخية التي تربط بين فرنسا والمغرب.
وقال ماكرون في خطابه إن العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 "هجوم همجي فظيع ارتكبته حماس ضد إسرائيل وشعبها"، وإن "من حق إسرائيل أن تدافع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد".
وأضاف بنكيران في رسالته أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "مثلها مثل حركة التحرر الوطنية المغربية (مجموعة من التنظيمات والأحزاب التي واجهت الاستعمار الفرنسي للمغرب)، والقوات الفرنسية الحرة (القوات التي جمعها الجنرال شارل ديغول سنة 1940 لموجهة الغزو الألماني لفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية) وجبهة التحرير الوطنية في الجزائر (التي واجهت الاستعمار الفرنسي للجزائر)، وكثير من حركات التحرر في العالم".
وأكد أن "حماس كانت وستظل حركة مقاومة تمارس حقها المشروع في الدفاع عن شعبها ضد الاحتلال والإبادة، وهو حق يضمنه القانون الدولي"، وأنها "وكل فصائل المقاومة الفلسطينية تقاوم عن حق ضد الاستعمار والاحتلال والتطهير العرقي والإحلال الكبير والإبادة الجماعية، وضد كل هذه العمليات الهمجية التي ترتكبها إسرائيل، والتي لا يعود تاريخها إلى 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل بدأت منذ زمن بعيد واستمرت ودون انقطاع لأكثر من 76 عاما".
واعتبرت رسالة بنكيران أن "ما تفعله إسرائيل بصفتها كيانا استيطانيا يحتل أرض فلسطين بشكل غير قانوني، لا علاقة له بالحق في الدفاع عن النفس"، وأن "الجرائم التي ارتكبتها منذ عقود، والإبادة المتصاعدة التي تمارسها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وخطة الجنرالات التي تطبقها في شمال غزة منذ أسابيع، ليس لها نظير في تاريخ الفظاعات والأعمال الوحشية".
وتابعت الرسالة أن "وصف هذه الجرائم بأنها حق في الدفاع عن النفس يشكل ظلما كبيرا وإهانة شنيعة للشعب الفلسطيني المضطهد منذ عام 1948 على الأقل، ولمئات الآلاف من النساء والأطفال المدنيين الذين أبادهم الجيش الإسرائيلي أو شوههم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشجيع وترخيص بالقتل لجيش الاحتلال الهمجي على مواصلة هذا التطهير العرقي وهذه المذابح غير المسبوقة".
وأضافت أن فرنسا "بلد إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أقر الحق في مقاومة الاضطهاد"، و"أرض المقاومة ضد النازية"، و"شعب الحرية والأخوة، والبلد الصديق والقريب من المنطقة، ولا سيما من لبنان، تتحمل مسؤولية تاريخية عن قلب الحقائق والتاريخ والمسؤوليات".
وقال بنكيران في رسالته إن فرنسا تتحمل المسؤولية "إزاء المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال والجيش الإسرائيلي بشكل منهجي ضد النساء والأطفال المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي ودون أدنى تردد من منازل ومستشفيات ومدارس ودور عبادة"، كما تتحمل المسؤولية عن الحصار والتجويع ومنع الغذاء والماء والدواء عن سكان قطاع غزة.
كما ذكرت رسالة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بـ"المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية" للمجتمع الدولي و"خاصة القوى الكبرى مثل فرنسا لإغاثة الشعب الفلسطيني وإنقاذه من حرب الإبادة والتهجير التي يتعرض لها والضغط على إسرائيل لكي تنهي فورا سياسة الفصل العنصري والإبادة الكلية في غزة، وكل فلسطين، ولبنان".
ودعا بنكيران المجتمع الدولي إلى "تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الكبير الذي ارتكبه عام 1948 من خلال تأسيس كيان استعماري على أساس كذبة استعمارية وإمبريالية مفضوحة تحت شعار (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)"، معتبرا أن "هذا الكيان هو أساس كل الفوضى والكوارث المستمرة منذ ذلك التاريخ في فلسطين وفي المنطقة وفي العالم".
كما دعا إلى "قيام الدولة الفلسطينية دون تأخير ودون شروط، دولة فلسطينية حرة ومستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، واعتبر أن ذلك "حق الشعب الفلسطيني المشروع وغير القابل للتصرف، والذي بدونه لا يمكن تحقيق السلام ومن أجله تبقى كل مقاومة مشروعة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بإنهاء حظر دخول المساعدات إلى غزة
طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا اليوم الأربعاء، إسرائيل بـ"إنهاء" الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من تزايد الوفيات بفعل "المجاعة وانتشار الأوبئة".
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك "يجب أن ينتهي ذلك، ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وبسرعة ودون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين التزاما بالقانون الدولي".
وقال الوزراء "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية مطلقا أداةً سياسية، ويجب ألا تقلَص مساحة الأراضي الفلسطينية أو تخضع لأي تغيير ديموغرافي".
وحث الوزراء أيضا جميع الأطراف على العودة إلى وقف إطلاق النار، كما طالبوا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإفراج الفوري عن الرهائن المتبقين لديها.
يذكر أن كافة المؤسسات الإنسانية الدولية والفلسطينية والأممية أصبحت غير قادرة على التعامل مع احتياجات الأهالي بسبب نفاد مخزونها وتوقف المخابز منذ مارس/آذار الماضي.
وقبل 3 أيام قالت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية إن غزة تختنق، وإن ما يحدث هو حرمان متعمد ومقصود، مؤكدة أن السكان في القطاع حرموا من الضروريات الأساسية للبقاء أحياء.
وأضافت المفوضية، أن أكثر من 50 يوما مرت دون أن يدخل غذاء أو وقود أو إمدادات صحية إلى القطاع.
إعلانكما طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، (أونروا)، بإعادة فتح المعابر لتدفق المساعدات باستمرار وتجديد وقف إطلاق النار في غزة.
وتقول أونروا، إن إسرائيل تمنع منذ 7 أسابيع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والتجارية، والأغذية، ولقاحات الأطفال، والوقود.