الطريق إلى COP29.. التزام إماراتي بتوسيع نطاق الابتكارات والشراكات العالمية لتحقيق المرونة المائية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
تبذل دولة الإمارات جهوداً ريادية للمساهمة في تعزيز منظومة الأمن المائي المستدام على مستوى العالم، من خلال مجموعة من البرامج والمشاريع والمبادرات المبتكرة التي تستهدف تعزيز الوعي العالمي بضرورة حشد الجهود والطاقات الدولية لمواجهة المخاطر المتزايدة الناتجة عن أزمة ندرة المياه، وبهدف دفع عملية التنمية المستدامة، وحماية البشرية وسبل العيش ولبناء مستقبل أكثر استدامة.
ومع اقتراب مؤتمر الأطراف COP29 في باكو، تستمر دولة الإمارات في السير بخطى ثابتة نحو التزامها الطموح بتسريع العمل العالمي في ملف المياه من خلال الابتكار، والاستثمار في التكنولوجيا، والحلول القائمة على البيانات، والتعاون الدولي.
ولا تكتفي دولة الإمارات بتسليط الضوء على مخاطر مشكلة ندرة المياه، بل تعمل على تقديم حلول ناجعة ومبتكرة لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه المشكلة على مختلف دول العالم، كما تعمل في الوقت نفسه على ترسيخ التعاون الدولي وإبرام الشراكات الاستراتيجية التي تستهدف تسريع عملية تطوير حلول تقنية مبتكرة ومستدامة من أجل توظيفها في المجتمعات التي تعاني من آثار وتبعات ندرة الماء.
وتشكل أزمة ندرة الماء العالمية تحدياً متنامياً يؤثر بشكل مباشر على الأفراد والمجتمعات حول العالم، وهو ما واجهته دولة الإمارات بزيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي العالمي عبر البنية التحتية المتطورة وتشجيع ودعم الباحثين والمتخصصين في هذا المجال ومنحهم فرصاً أكبر للمساهمة في تخفيف شح المياه حول العالم، ونشر الحلول التي تساعد على تطبيق وتطوير آليات تحافظ على المياه وتضمن استدامتها.
وقال سعادة عبد الله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة «شكلت البيئة الجافة في الإمارات علاقتنا التاريخية بالمياه، الأمر الذي عزز من مرونة الدولة وقدرتها على الابتكار، وعمّق فهمها لندرة هذا المورد الحيوي وقد أفضت هذه العوامل إلى التزام الإمارات بتوسيع نطاق الابتكارات والشراكات على المستوى العالمي».
وأضاف سعادته «الماء هو مصدر الحياة، ومرونة المياه أمر حيوي لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة وفي الوقت الذي نستعد فيه للمشاركة في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026 بالشراكة مع السنغال، نعمل على الاستفادة من معارف أجدادنا، والأبحاث الرائدة والابتكارات التي يتم تطبيقها في جميع أنحاء دولة الإمارات، وشراكاتنا العالمية للمساهمة في بناء مستقبل موارد مائية أكثر تفاؤلاً واستدامة».
وقال «يمكن للجميع الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، من خلال الابتكار والتعاون والطموح المشترك، لذلك سنعمل على توسيع نطاق الحلول العملية لتحقيق المرونة المائية، وضمان مستقبل مستدام للأجيال الحالية والمستقبلية على حد سواء».
وتأتي دولة الإمارات على رأس قائمة الدول الأكثر مساهمة في تعزيز منظومة الأمن المائي المستدام على الصعيد العالمي، بمبادرات وبرامج متطورة جعلتها محل ثقة كبريات المنظمات الدولية والتي أسندت إليها تنظيم كبريات الفعاليات الدولية المتعلقة ببحث علاج مشاكل المياه.
وعلى رأس ذلك يأتي اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال79 قراراً يؤكد على اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة والسنغال لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول المياه، الذي سيعقد في الإمارات في ديسمبر 2026.
ويساهم هذا التجمع العالمي في تسريع العمل على تنفيذ هدف التنمية المستدامة السادس «SDG6»، الذي يسعى لتحقيق تقدم في ملف المياه النظيفة، والصرف الصحي، وإدارة المياه المستدامة، وبناء المرونة العالمية للجميع.
ومن المرتقب أن يُحدث مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026 تحولاً في مسار الحوار العالمي حول المياه، حيث يُسلط المؤتمر الضوء على الابتكارات والحلول المشتركة، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً من تحدي ندرة المياه وتداعياته.
وتُشير أبحاث الأمم المتحدة إلى أن نحو نصف سكان العالم يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، بينما يفتقر ربعهم إلى المياه الصالحة للشرب، فيما يواجه 80% من سكان العالم تهديدات خطيرة لمواردهم المائية.
أخبار ذات صلة ولي عهد أبوظبي يلتقي طلبة الإمارات المبتعثين ونخبة من الكوادر المواطنة في سنغافورة منتخب الإمارات يشارك في كأس العالم لمبارزة الفتياتويجسد هذا المؤتمر إدراك كل من دولة الإمارات والسنغال لأهمية التعاون الدولي في ابتكار حلول جديدة لضمان توفر المياه النظيفة والصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة، وسيجمع مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 العالم في دولة الإمارات لتأكيد الأهداف المتفق عليها دوليًا المتعلقة بالمياه والأهداف العالمية، بما في ذلك تلك المدرجة ضمن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وتعتبر مبادرة محمد بن زايد للمياه «MBZWI»، التي تم إطلاقها في عام 2024، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واحدة من الجهود المهمة التي أطلقتها دولة الإمارات لمواجهة مشكلة شح المياه عبر توسيع نطاق الابتكار في المجتمعات التي تعاني من الإجهاد المائي.
وتجسد مبادرة محمد بن زايد للمياه التزام دولة الإمارات بالعمل المستمر والإسهام الفاعل في معالجة تحديات ندرة المياه الملحّة محلياً وعالمياً، وذلك ضمن إطار استراتيجي يتكون من ثلاثة محاور رئيسة، تتضمن تسريع وتحفيز الابتكار، ورفع مستوى الوعي العالمي، وحشد الجهود الدولية في مجال ندرة المياه.
وفي أول مبادرة رئيسية لها، تعاونت مبادرة محمد بن زايد للمياه مع مؤسسة «إكس برايز» لإطلاق مسابقة «إكس برايز للحد من ندرة المياه» الموجهة نحو تحفيز الابتكار وتطوير حلول تحلية المياه لمواجهة هذه المشكلة، وهي مسابقة عالمية بقيمة 119 مليون دولار تمتد على خمس سنوات، وتهدف إلى تسريع الابتكارات في إيجاد حلول لمشكلة ندرة المياه وتعزيز تقنيات التحلية لضمان وصول عادل ومستدام إلى المياه النظيفة في جميع أنحاء العالم.
وتشمل التزامات الإمارات بتحويل أنظمة المياه على نطاق واسع لبناء مرونة عالمية للجميع مبادرات ذات تأثير عالمي مثل مؤسسة «الأنهار النظيفة»، وهي منظمة غير ربحية عالمية تهدف إلى مواجهة تحدي التلوث البلاستيكي النهري من خلال الشراكات.
وتدعم مؤسسة «الأنهار النظيفة» مشاريع مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الجديد الذي سيزيل 5000 طن من النفايات البلاستيكية سنوياً من على ضفاف ستة مناطق نهرية على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ويعتبر التعاون الدولي أمراً حيوياً لتسريع العمل على معالجة ندرة المياه، كما يتضح من التزامات مبادرة «تحدي المياه العذبة» التي أُطلقت في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 وتبنتها رئاسة COP28. في مؤتمر الأطراف COP28، حيث التزمت 38 دولة جديدة بحماية واستعادة 30% من النظم البيئية للمياه العذبة المتدهورة بحلول عام 2030.
وسيبني مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 على هذا الزخم، مما يعزز التزام الإمارات بالمرونة المائية العالمية والتنمية المستدامة.
وتنطلق دولة الإمارات في تعاونها مع دول العالم لمعالجة مشكلة ندرة المياه من واقع خبراتها الكبيرة في هذا المجال بعد أن فرضت عليها ظروف ندرة المياه العذبة البحث عن مصادر أخرى، حيث تضم محفظة الاستثمارات المنسقة لضمان مستقبل أنظمة المياه في جميع أنحاء الإمارات أكثر من 140 محطة لتحلية المياه، تشمل مبادرات مثل محطة التحلية بتقنية التناضح العكسي «RO» في أبوظبي ومشروع مجمع حصيان لتحلية مياه البحر.
ومن خلال استخدام تقنيات منخفضة الكربون ومصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، تعزز هذه المشاريع إنتاج المياه المحلاة وتحسن سبل العيش للجميع.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل استراتيجية الأمن المائي في الإمارات 2036 خريطة طريق قابلة للتطبيق من أجل الوصول المستمر والمستدام للمياه من خلال إعادة استخدام 95% من المياه المعالجة بشكل آمن، وتوفير أكثر من 75% من مياه الشرب عبر تقنية التناضح العكسي.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التغير المناخي الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمیاه التنمیة المستدامة المیاه النظیفة دولة الإمارات محمد بن زاید ندرة المیاه من خلال
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. مساعدات متواصلة لتخفيف معاناة “الشتاء” حول العالم
تواصل دولة الإمارات جهودها للتخفيف من تداعيات فصل الشتاء والبرد القارص على شريحة واسعة من البشر حول العالم، لاسيما المهجرين واللاجئين الذين اضطروا لترك منازلهم والسكن في الخيام.
ومع دخول فصل الشتاء هذا العام، باشرت الإمارات بإطلاق مجموعة من الحملات الإنسانية والإغاثية لإيصال المستلزمات والاحتياجات التي تساهم في حماية المتأثرين من تداعيات انخفاض درجات الحرارة في العديد من الدول، وذلك تجسيداً للقيم والروح الإنسانية الأصيلة لدى قيادة دولة الإمارات وشعبها، الذين لم يتأخروا يوماً عن إغاثة المحتاجين والمنكوبين أينما وجدوا.
ونفذت دولة الإمارات، أول أمس، إحدى حملاتها لتوزيع الكسوة الشتوية على سكان مخيمات الإيواء في جنوب قطاع غزة، ضمن المرحلة الأكبر من عملية “الفارس الشهم 3″، المشروع الإغاثي الأضخم في قطاع غزة.
واستهدفت الحملة، أكبر تجمع للنازحين جنوب القطاع بمحيط جامعة الأقصى في خانيونس، واستفاد منها 12 ألفاً و500 شخص.
وحرصت الإمارات، منذ بداية فصل الشتاء الحالي، على إيصال كسوة الشتاء والخيم والأغطية المضادة للماء والستر والبطانيات والقفازات لمساعدة الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الأوضاع في قطاع غزة، والعمل على رفع المعاناة عن الفئات المتضررة، لمواجهة البرد القارس.
درجت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تنفيذ برنامج المساعدات الشتوية، لتخفيف معاناة الشرائح الضعيفة في الدول التي تشتهر ببرودة طقسها وتقلباته خلال فصل الشتاء، إلى جانب اللاجئين داخل المخيمات وخارجها، الذين يواجهون الظروف الطبيعية القاسية.
ودشنت الهيئة، في نوفمبر الماضي، حملة مساعدات شتوية يستفيد منها 250 ألف شخص حول العالم، وذلك للحد من تداعيات برودة الطقس، خاصة في الدول المستضيفة للاجئين.
وتتضمن الحملة توزيع كميات كبيرة من الطرود الغذائية والصحية، والملابس الشتوية وأجهزة ومواد التدفئة والبطانيات، ومستلزمات الأطفال ومواد الإيواء الأخرى.
ونفذت الهيئة في 22 ديسمبر الماضي، حملة “كسوة الشتاء” في عدد من المناطق النائية والصحراوية في محافظة شبوة اليمنية، بهدف توفير الملابس والاحتياجات الشتوية الضرورية للأسر الأشد فقراً والنازحين والبدو الرحل الذين تأثروا بموجة البرد القارس التي اجتاحت المحافظة.
وفي 8 يناير الجاري أعلنت الهيئة استكمال استعداداتها لإرسال شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متمثلة في كسوة الشتاء، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية.
وفي جمهورية ألبانيا، قامت الهيئة عبر مكتبها بتوزيع معونات شتوية على 2415 مستفيدًا في عدة محافظات، تضمنت مدافئ الحطب والبطانيات لمساعدة المتضررين على مواجهة انخفاض درجات الحرارة وشدة البرودة.
ونفذت الهيئة حملة إغاثة شتوية للمتضررين من موجة البرد القارس والثلوج الكثيفة التي ضربت مناطق واسعة في جمهورية كازاخستان، وقدمت مساعدات إنسانية لـ 7500 مستفيد في عدد من المناطق.
من جهتها بدأت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، في أكتوبر الماضي، تنفيذ مبادرة “حقيبة الشتاء”، حيث ضاعفت أعداد المستفيدين لتصل إلى 50 ألف حقيبة مقارنة بـ 20 ألف حقيبة شتوية في موسم الشتاء الماضي.
وتشمل المبادرة هذا العام 19 دولة حول العالم تتمثل في الأردن ومصر والمغرب والعراق وسوريا وقطاع غزة، وباكستان وأذربيجان وتركمانستان وروسيا وتترستان وكازخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وتنزانيا ومنغوليا والنيبال وأفغانستان وكسوفو
واشتملت حقيبة الشتاء على البطانيات والملابس وغيرها من الاحتياجات التي تساهم في حماية المتأثرين من تداعيات انخفاض درجات الحرارة وشدة البرودة والحد من تفشي أمراض الشتاء خاصة بين الأطفال.
أطلقت “جمعية دبي الخيرية” حملة “شتاؤهم دافئ بعطائكم” لمواجهة مخاطر شتاء 2024 – 2025 في العديد من البلدان خارج الدولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا بالتنسيق مع ممثليها من الهيئات المحلية في هذه البلدان.
وتهدف الحملة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للأسر مثل الأغطية والملابس الشتوية والوقود والفحم الحجري والمدافئ وسخانات المياه وشبكات التدفئة للمساجد ومساكن الفقراء وغيرها من الاحتياجات التي تساهم في حماية المتأثرين من تداعيات انخفاض درجات الحرارة والحد من تفشي أمراض الشتاء.
دشنت جمعية الشارقة الخيرية وبتبرع من بنك دبي الإسلامي الشريك الإنساني لمشاريع الجمعية، حملة “دثروني”، في دولتي الجبل الأسود والبوسنة والهرسك.
وتهدف الحملة إلى حماية ما يزيد على 7000 مستفيد من سكان البلدين من الصقيع والبرد الشديد من خلال توزيع الملابس والأغطية الثقيلة إلى جانب وسائل التدفئة المتنوعة التي تقيهم برودة الشتاء.وام