"مدينة الله" تتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور ثقافي
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
صدرت حديثا رواية "مدينة الله" للكاتب الفلسطيني حسام شحادة، عن دار سمير منصور للنشر والتوزيع في غزة، وكان يفترض أن تُنشر الرواية في غزة، لكن بسبب الحرب الأخيرة اضطرت الدار لتأجيل إصدارها، فتمت طباعتها في القاهرة.
. من المقرر أن تشارك هذه الرواية في عدد من المعارض الأدبية الدولية، منها معرض القاهرة الدولي للكتاب، والشارقة الدولي للكتاب.وبسبب شدة الألم في المشهد الفلسطيني، أصبحت الكتابة ملجأ لا غنى عنه للكاتب شحادة، والذي حظي عمله الجديد "مدينة الله" باحتفاء خاص ضمن فعاليات صالون "جسور الأدبي" في جمعية الثقافة والفكر الحر، ويعتبر هذا الاحتفاء تقديراً للدور الذي تلعبه الرواية في الحفاظ على الرواية الثقافية الفلسطينية، وطرح قضاياها العميقة والمتجذرة.
وأوضح الشاعر والناقد جبر جميل شعث أن الرواية الفلسطينية كانت دائماً جزءاً من الجبهة الثقافية المتينة التي وقفت إلى جانب المقاومة المسلحة، مضيفاً أن النضال بالكلمة كان شاقاً ودفع أصحابه –من الشعراء وكتّاب الرواية والقصة والمسرح– أثماناً باهظة، من الأسر والنفي وحتى الاغتيال. وقد امتدت هذه المعاناة لتشمل الفلسطينيين في الداخل، على اختلاف جغرافياتهم، وكذلك في دول المهجر.
ويذكر مؤلف الرواية، أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ذو أبعاد ثقافية بحتة، إذ إن العدو يسعى إلى فرض رواية مضادة للوعي الفلسطيني، زاعماً أن الأرض، وخصوصاً القدس، تعود له استناداً إلى أسس تاريخية ودينية زائفة، وهي رواية تُدحض بشدة في "مدينة الله". تدور أحداث الرواية حول طالبة فلسطينية تُكلف ببحثٍ تاريخي عن القدس في مؤتمرٍ بالجامعة العبرية، حيث تنطلق أحداث الرواية لتعري الادعاءات الصهيونية وتؤكد الحقوق التاريخية الفلسطينية. يتناول الكاتب هذا الصراع من منظور ثقافي، مستعرضاً معالم القدس التاريخية برؤية تؤكد أصالة الرواية الفلسطينية، كما يبرز الطقوس والرموز التي تثري المشهد الثقافي في المدينة، ومنها جماعة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة لدولة الاحتلال، إلى جانب الأبحاث التي تدحض ادعاءات الاحتلال.
ومن المميز أن شحادة لجأ في سرده إلى استخدام الراوي العليم، حيث سمح للشخصيات بالتعبير عن رؤيته وأفكاره بأسلوب محكم ودقيق، متوغلاً في أعماقها النفسية ومعبراً عن أبعادها الفيزيائية والاجتماعية، ليصوغ بذلك قصة تثير التساؤل والتأمل حول مكانة القدس ومركزيتها في الصراع العربي–الفلسطيني. وبذلك، نجح الكاتب في توظيف المكان، فالقدس ليست مجرد خلفية للأحداث، بل هي المحور الذي تدور حوله، وهي قلب الرواية وملهمتها.
تميزت الرواية بوصف دقيق للقدس وأزقتها وشوارعها ومعالمها، ليتماهى بذلك مع أسلوب توثيقي يقرب القارئ من هذه المدينة. ويبدو أن هذا التوظيف يأتي ضمن إدراك الكاتب لأهمية الوصف في تجسيد روح السرد، وقد امتد هذا التوثيق ليشمل الانتقال بين أماكن عديدة كـلندن، ورام الله، والناصرة، والقاهرة، وحتى قرية يمنية تُدعى "صرم رداع قدس"، ليظهر بذلك البعد الثقافي والجغرافي في أحداث الرواية، ويؤكد تداخل الزمان والمكان في الصراع الذي يعود بجذوره إلى آلاف السنين.
وبالنسبة لزمن الرواية تبدأ الأحداث من لندن، وتنتقل بين المدن بشكل متسارع، نجد أن الخطوط الخلفية للرواية تستدعي تاريخ القدس عبر العصور، مما يمنح الزمن امتداداً تاريخياً يتجاوز الأحداث الحاضرة ويغوص في جذور الصراع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة الشارقة الدولي للكتاب عام على حرب غزة السنوار غزة وإسرائيل مدینة الله
إقرأ أيضاً:
عشرات المستوطنين يقتحمون باحة المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن مستوطنين اقتحموا المسجد "الأقصى" عبر مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، كما شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة، والمسجد الأقصى.
في سياق متصل، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم عشرات الشبان والأطفال الفلسطينيين وحققت معهم، خلال اقتحامها قرية حوسان غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
غارة إسرائيلية تهز البقاع وتحذيرات من تفجر الأوضاع .. الاحتلال يتهم حزب الله بانتهاك التفاهمات
اعترضت على دعم الاحتلال.. مايكروسوفت تفصل المهندسة ابتهال أبو سعدة عن العمل
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية حوسان، وتمركزت في مناطق عدة، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها، واعتقلت عددا من الشبان والأطفال واقتادتهم إلى ساحة مسجد أبو بكر الصديق، وحققت معهم، قبل أن تطلق سراحهم.
في ذات السياق، فجرت قوات الاحتلال الاسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزل شهيد في بلدة دير إبزيع غرب رام الله، حيث اقتحمت المنزل فجر اليوم، وشرعت بتفخيخه قبل أن تفجره، بعد اقتحام استمر لعدة ساعات.
وأشار شهود عيان إلى أن قوات الاحتلال أجبرت عددا من العائلات على إخلاء منازلها في المنطقة المحيطة بالمنزل، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المنزل بعد تفجيره
كما داهمت قوات الاحتلال عدة منازل خلال اقتحامها حي البالوع وجبل الطويل في مدينة البيرة، وبلدات وقرى: عابود، عين قينيا، وراس كركر، ودير أبو مشعل، والنبي صالح.
وشددت أيضا إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا بالأغوار الشمالية.
وقالت مصادر محلية إن الاحتلال أعاق مرور مركبات المواطنين عبر الحاجز باتجاه الأغوار، ما خلق أزمة مركبات على طول مئات الأمتار، وإعاقة وصول المواطنين إلى أماكن عملهم.
ويشهد الحاجز منذ عامين تشديدات عسكرية وإغلاقات متكررة أمام حركة المواطنين، ما تسبب في إعاقة وصولهم وتنقلهم.
كما أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مواطنا على هدم منزله في بلدة بيت صفافا، جنوب شرق القدس المحتلة.
وتجبر سلطات الاحتلال المواطنين، خاصة في مدينة القدس، على هدم منازلهم ذاتيا بحجة عدم الترخيص، ومن يرفض هذا الإجراء تهدم جرافات الاحتلال المنزل وتُفرض تكاليف باهظة على المالك.
كما هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، خزان مياه في الدير بالأغوار الشمالية.وأفاد رئيس مجلس قروي عين البيضا عمر فقها ، بأن الاحتلال هدم خزان مياه يستوعب 10 آلاف كوب، يخدم مزارعي المنطقة، بحجة البناء دون ترخيص.
وتشتهر الدير الحدودية بالزراعة المروية، وسجل خلال العامين الماضيين إتلاف الاحتلال لعدد من مضخات المياه، وهدم خلايا طاقة شمسية تستخدم لتشغيلها، عدا عن سرقة المستعمرين لمعدات زراعية، وإتلاف شبكات ري المحاصيل المروية للمواطنين في المنطقة.