بيروت - صفا

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني الجديد نعيم قاسم، في أول كلمة له بعد توليه المنصب، إنه سيتسمر على نهج الراحل حسن نصر الله، وأكد الاستمرار في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها الأمين العام السابق مع قيادة المقاومة، مع التعامل وفق تطورات كل مرحلة.

 وشدد قاسم، في تصريح له، على أن مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر اسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة، ولحق أهل غزة على الجميع أن ينصرونهم، معتبراً أن السؤال لا يجب أن يوجه إلى الحزب عن أسباب مساندته غزة بل إلى الآخرين عن أسباب عدم مساندتهم لأهل غزة.

وأكد: لا نقاتل نيابة عن أحد بل من أجل حماية لبنان وتحرير أرضنا وإسنادا لغزة، مؤكدا أن" إيران تدعم مشروعنا ولا تريد شيئا منا وقناعاتنا مشتركة."

ووصف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد يحيى السنواربأنه "أيقونة البطولة لفلسطين وأحرار العالم وقاوم حتى آخر رمق".

 وأضاف "إن المقاومة اللبنانية وجدت لتحرير الأرض ومواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية"، ولفت إلى أن المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل من لبنان وليست القرارات الدولية.

وتابع: "خلال 11 شهرا قلنا إننا لا نريد حربا لكننا جاهزون إذا فرضت علينا، ونحن في لبنان لا نقاتل نيابة عن إيران أو تنفيذا لمشروعها، بل لحماية أرضنا وتحريرها".

وذكر قاسم أن "الميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرض لها لأنّه مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة حزب الله ذو تاريخ جهادي حقيقي وكان يقوى عاما بعد عام ويكسب المزيد من الخبرات".

وشدّد القاسم أنه "على العدو أن يعلم أنّ قصفه لقرانا ومدننا لن يجعلنا نتراجع والمقاومة قوية وهي تمكنت من إيصال مُسيّرة إلى غرفة نتنياهو".

وانتقد قاسم التواطؤ الغربي قائلا: "هذه الحرب ليست إسرائيلية فقط، بل إسرائيلية أمريكية أوروبية عالمية فيها كل الإمكانات للقضاء على المقاومة وشعوب المنطقة تستخدم فيها كل الوحشية والإبادة والإجرام".

 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حزب الله نعيم قاسم

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»

في الجزء الأول من هذا المقال تمت مناقشة أن قرار طوفان الأقصى كان قرارا صائبا بل قرارا محتوما وقدرا مقدورا لمنع تصفية القضية الفلسطينية وشطبها من التاريخ. وتمت مناقشة كيف كان الطوفان هزيمة تاريخية لإسرائيل لن تمحى مهما حققت من إنجازات عسكرية بعدها.

السؤال هو هل كانت هذه الإنجازات العسكرية وهي ليست قليلة «اغتيال هنية ونصر الله والسنوار، إضعاف قدرات حماس والجهاد وحزب الله البشرية والتسليحية، القضاء على ممر أسلحة المقاومة اللبنانية والفلسطينية القادم من إيران عبر سوريا، احتلال كامل الجولان السوري والتقدم نحو ريف دمشق» انتصارا ساحقا لإسرائيل والولايات المتحدة وهزيمة ساحقة للعرب؟

الجواب على ذلك بأفصح لسان ممكن قدمه اتفاق غزة الذي أعلن عنه في ١٥ يناير ٢٠٢٥ والذي اعتبره الإسرائيليون قبل غيرهم هزيمة استراتيجية إذ لم يحققوا فيه هدفا واحدا من أهدافهم المعلنة في الحرب.

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وهو أحد روافد العقل الجيوسياسي والأمني للكيان يعترف بأن الجيش الإسرائيلي فشل في القضاء على حماس عسكريا إسرائيل لم تقض على«حماس ولن تقضي عليها لأنها لم تكن قادرة على فعل ذلك أبدًا». وزير الخارجية يسرائيل كاتس يعترف بأن جيشه فشل في تحقيق الهدف الثاني وهو استعادة أسير واحد في يد المقاومة في غزة عن طريق القتال والضغط العسكري ولم يكن هناك غير طريق واحد هو النزول على شروط حماس بأن يستعيد هؤلاء الأسرى عن طريق التفاوض ومبادلتهم بمئات من الأسرى الفلسطينيين. حتى الهدف الثالث الذي تبناه نتنياهو في الشهور الأخيرة بتحويل شمال غزة لمنطقة محروقة وتهجير سكانها للجنوب تمهيدا لاستيطان إسرائيلي فيها وتنفيذ خطة الترانسفير لمصر والأردن فشلت فشلا ذريعا. فنحو ٥٥ جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بدء هذه الحملة على الشمال و١٠٠ منهم قتلوا منذ ٣١ مايو الماضي بسبب رفض نتنياهو وقتها إبرام الصفقة نفسها الذي عاد وجثا على ركبتيه وقبلها أخيرا كما هي دون تعديلات بعد أن أظهر له ترامب العين الحمراء. المعنى هنا أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية كانت إنجازات تكتيكية لم تستطع تغيير المشهد الاستراتيجي للتفاوض ولم تفرض على حماس استسلاما أو تخليا عن شروطها الأساسية. في مفاهيم كلاوزفيتز وكل أساتذة الحرب والاستراتيجية التقدم العسكري في المعركة الذي لا يترجم نفسه لمكاسب سياسية ليس نصرا.

إن حقيقة أن إسرائيل عندما كسبت جولة بين ٣١ يوليو ٢٠٢٤ «اغتيال هنية» والأسبوع الثاني من ديسمبر الماضي التقدم الاحتلالي لها لمئات الكيلومترات في سوريا لم تكسب الحرب وأنها أجبرت على التخلي عن هدف نزع سلاح حزب الله في الشمال وهدف نزع سلاح حماس وفصائل المقاومة الأخرى في الجنوب. هذه هي الهزيمة الحقيقية لإسرائيل فهذه الحرب لم تكن بين الجيش النظامي الإسرائيلي وجيوش عربية نظامية بل بينه وبين منظمات مقاومة غير حكومية. معيار النصر هنا ليس فوز حماس وشقيقاتها في المقاومة بجولة وفوز إسرائيل بجولة أخرى وإنما هي في الاحتفاظ بالسلاح وبخيار المقاومة قائمين أو كما قال حسن نصر الله «عندما لا ننهزم ننتصر».

إذا أخذت حماس كمثال فحتى لو وافقنا على التقديرات الإسرائيلية التي تباهى بها واحد من أهم الصهاينة الأمريكيين السفير دينيس روس والتي تزعم أن حماس خسرت نحو ٦٠٪ من مقاتليها. فإن من رد عليه بشكل مباشر هو بلينكن الذي قال إن حماس استعوضت ما فقدته من المقاتلين وجندت أعدادا مثلهم. هؤلاء سيكون غضبهم ورغبتهم في أخذ الثأر لا تقارن بجيل فلسطيني سابق منذ النكبة. بعض هؤلاء المقاتلين بحثوا عن الحماس والجهاد وغيرها وانتقلوا من حياة المدني لحياة المجاهد فقط لكي ينتقموا من العدو الذي أباد في الـ١٥ شهرا الماضية أكثر من مائة طفل وامرأة وشيخ في العائلة الواحدة في كثير من الحالات.

وسيقال هنا لكن القادة المجرَّبين الملهمين في الصف الأول خاصة في الجناح العسكري تم اغتيالهم ولم يبق منهم إلا قليل. ينسى هؤلاء أن الجهاد وحماس والشعبية ومن قبلهم فتح -عندما كانت ترفع البندقية وقبل أن تتحول سلطة للتنسيق الأمني مع العدو - تم اغتيال جميع مؤسسيها من الجيل الأول. وينسون وهذا هو الأهم المفاعيل الإيجابية التي ستأتي بها صفقة تبادل الأسرى إذ من الذين ستستردهم حماس مثلا قيادات وسيطة مثل عبد الله البرغوثي وفتحي السيد وهؤلاء مرشحون ليكونوا الجيل الثالث القيادي لحماس تماما كما خرج يحيى السنوار وصالح العاروري كجيل قيادة ثان في صفقة تبادل مماثلة «صفقة شاليط الشهيرة» وصار لاحقا الجيل الأول. سيقولون لكن حماس دمر معظم سلاحها وقطع طريق الإمداد عنها بعد إغلاق الطريق الإيراني عبر سوريا بعد تسلم السلطة في دمشق مجموعة سياسية بادرت بطمأنة إسرائيل أنها لن تسمح بأي شيء من إيران أو غيرها يهدد الأمن الإسرائيلي. مرة أخرى يتجاهل هؤلاء أن مقاتلي غزة يحاربون إسرائيل وأمريكا والناتو منذ عام ونصف دون أن تدخل إليهم قطعة سلاح واحدة تقريبا مع تواطؤ الجميع على حصارهم. السر هنا هو في النقلة النوعية التي كان حققها يحيى السنوار وصالح العاروري في غزة وبشكل نسبي في الضفة هو تحويل المصدر الرئيس للسلاح نحو التصنيع الذاتي بعد الحصول على تقنيات التصنيع من طهران، أما المصدر الثاني tهو إعادة تدوير واستخدام قذائف وقنابل إسرائيل التي لم تنفجر والمصدر الثالث وهو تسرب الفساد إلى أقسام في الجيش الإسرائيلي تبيع السلاح للمقاومة عبر التجار. كل هذا مستمر وسوف يزداد خاصة وأن الأنفاق كمواقع لتصنيع وتخزين السلاح لم تدمر بشكل كامل كما سعت أو ادعت إسرائيل. وما تحسر بايدن قبل يومين من خروجه مهزوما عليه من أن شبكة الأنفاق في غزة عمل مذهل ووصلت بعضها لنحو ٦ أقدام، وما فشل الجيش الأمريكي قبل الإسرائيلي في الوصول للرهائن ٤٧٢ يوما وهم محروسون في أنفاق إلا دليل على أن جزءا مهما منها مازال قائما وإعادة بناء ما تهدم منها ليس مستحيلا.

وحتى ممرات الأسلحة قد تعود في أول تغير جيوسياسي، ما زالت تبعات طوفان الأقصى حبلى بالكثير منها. قد يكون اتفاق غزة نصرا منقوصا للمقاومة تنغص عليه مرارة نحو ١٧٠ ألفا من الشهداء والمصابين والمفقودين من ضحايا جريمة الحرب الأمريكية -الإسرائيلية التي أنفق فيها خمسون مليار دولار على منطقة لا تزيد عن مساحة حي كبير في العواصم الكبيرة.. وقد تكون هزيمة غير مكتملة لإسرائيل لما حققته من بعض الإنجازات في الشهور الأربعة الأخيرة من العام الماضي.. لكن المؤكد أن ٧ أكتوبر دخل التاريخ فعلا كنصر عربي وهزيمة إسرائيلية وأن جولات قادمة للصراع ستندلع عندما تنتهي استراحة المحارب الفلسطيني واللبناني وتضمد منظماته جراحها وتستعيد قوتها.

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • القوات: كلام قاسم عن جهوز المقاومة يناقض خطاب القسم وكلمة سلام بعد تكليفه
  • من حماس إلى حزب الله والحوثيين.. ماذا سيحدث الآن لـمحور المقاومة؟
  • طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»
  • هاشم: على البعض الإقلاع عن رهاناته الإلغائية
  • انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس
  • حزب الله يتمسّك بسلاحه.. يزبك: ضربة قوية للعهد الجديد