أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم ، أن الحزب مستعد لمواصلة القتال في حرب طويلة الأمد، موضحًا أن مقاتلي الحزب يتسمون بالشجاعة والثبات، وأنهم ينطلقون إلى الجبهة بروح استشهادية ، جاءت تصريحاته وسط تصاعد التوتر مع الاحتلال، في ظل ما وصفه بـ"معركة ذوي البأس"، مشيرًا إلى أن بيئة المقاومة والمجتمع اللبناني متماسكان خلف حزب الله، ومؤكدًا أن المعركة ستنتهي بـ"النصر الأكيد".

 

أعلنت غرفة عمليات المقاومة، التابعة لحزب الله، عن مقتل 90 عسكريًا إسرائيليًا وإصابة 750 آخرين خلال الأيام الأخيرة من المواجهات، مشيرة إلى أن قوات المقاومة دمرت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية، وأسقطت طائرات مسيّرة ، وأكد قاسم أن عمليات المقاومة تتم بتخطيط مستمر ومحدد، بحيث تتواصل الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات المسيّرة على أهداف عسكرية إسرائيلية بشكل يومي.

 

أوضح قاسم أن المقاومة أظهرت قدرة استثنائية على نصب منصات إطلاق الصواريخ رغم القصف الجوي المتواصل من قبل إسرائيل، مؤكدًا أن الهجمات تركز على استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية، في حين يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين والمنازل لإيقاع أكبر قدر من الأذى بالمدنيين.

 

أضاف قاسم في تصريح لافت أن المقاومة استطاعت إرسال طائرة مسيّرة وصلت إلى "غرفة نوم" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الوضع في إسرائيل يشهد اضطرابات كبيرة، وأن نتنياهو يواجه ضغوطًا كبيرة، مضيفًا: "قد يأتي سقوطه على يد شخص إسرائيلي."

 

أفاد قاسم أن المقاومة ضربت قاعدة عسكرية في منطقة بنيامينا، مما أدى إلى سقوط أكثر من 80 بين قتيل وجريح، مؤكدًا أن العمليات المستمرة تواصل إلحاق الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.

 

نقل قاسم تصريحات عن وزارة الصحة الإسرائيلية أشارت إلى أن أكثر من 300 ألف شخص في إسرائيل يحتاجون إلى علاج نفسي بسبب تداعيات الحرب ، وتحدث قاسم عن "تماسك الشعب اللبناني حول المقاومة"، موضحًا أن هذه الحرب، التي أطلقوا عليها "معركة أولي البأس"، هي محاولة للدفاع عن الأرض والوجود، ومؤكدًا أن المقاومة ستواصل نضالها حتى رحيل القوات الإسرائيلية.

 

صاروخ من لبنان يصيب مبنى في منطقة دلتون قرب صفد

 

أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أن صاروخًا أُطلق من الأراضي اللبنانية سقط على مبنى في منطقة دلتون، قرب مدينة صفد شمال إسرائيل. وقد أحدث هذا الهجوم حالة من القلق والتوتر في المنطقة، وسط تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل على الحدود.

 

ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الصاروخ تسبب في أضرار مادية بالمبنى المستهدف في دلتون، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات. وعقب الحادث، أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في شمال البلاد، ورفعت من وتيرة الإجراءات الأمنية في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

 

في ضوء هذه التطورات، توقع مراقبون تصعيدًا إضافيًا في العمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي، حيث غالبًا ما يرد الجيش الإسرائيلي على أي هجوم صاروخي من لبنان بضرب أهداف داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت مصادر محلية في إسرائيل بأن السلطات تُجري حاليًا تقييمًا أمنيًا لتحديد طبيعة الرد العسكري المحتمل.

 

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من التوتر المتصاعد خلال الفترة الأخيرة، مع تبادل عمليات إطلاق الصواريخ والقصف بين الطرفين. وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الذي يعتبره الإسرائيليون التهديد الرئيسي من الجانب اللبناني.

 

على إثر الهجوم، نصحت السلطات الإسرائيلية السكان في شمال البلاد بتجنب المناطق المفتوحة والبقاء في أماكن آمنة تحسبًا لأي تصعيد إضافي. وتم نشر قوات إضافية على الحدود لتعزيز الأمن، مع مراقبة دقيقة لأي تحركات أو تهديدات محتملة.

 

في ظل تصاعد التوترات، دعت الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى إلى التهدئة وتجنب التصعيد. ودعا المنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس واتباع السبل الدبلوماسية لتجنب تصعيد جديد في المنطقة التي تعاني بالفعل من توترات شديدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم حرب طويلة الأمد مقاتلي الحزب أن المقاومة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما وراء الاجتياح الإسرائيلي للأراضي السورية؟

يمانيون../
يواصل جيش العدوّ الإسرائيلي منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد توغله في الأراضي السورية واحتلال أجزاء واسعة منها، وُصُـولًا إلى ريف دمشق، وبمسافة لا تزيد عن العاصمة دمشق 20 كيلو مترًا.

وبالتوازي مع التوغل الصهيوني في سوريا، تأتي الضربات الصهيونية لكافة الأسلحة الاستراتيجية للدولة السورية في مؤشر واضح على النوايا الصهيونية، في إبقاء سوريا دولة منزوعة السيادة والاستقلال.

ووفق سياسيين، فَــإنَّ الكيان الصهيوني سيجعل من الحكومة الجديدة في سوريا حكومة منقوصة السيادة غير ممتلكة السلاح، وجعل مهمتها حكومة بلدية توفر الخدمات للسوريين فقط، بعيدًا عن الدور السوري في الصراع العربي الإسرائيلي.

وفيما تشهد سوريا اعتداءات إسرائيلية، واحتلالًا لم يسبق له مثيل، يواصل العدوّ الصهيوني تصعيد جرائمه في قطاع غزة، إضافة إلى التلويح الصهيوني بفتح جبهة في الضفة الغربية، والتي بدأ تمهيدها السلطة الفلسطينية بالاعتداءات الغادرة على المقاومين في مخيم جنين.

ويؤكّـد الكاتب والباحث السياسي جهاد سعد، أن العدوّ الصهيوني يواصل التوغل في الأراضي السورية وذلك؛ بهَدفِ تكريس الاحتلال، مُشيرًا إلى أن الاجتياح الإسرائيلي لسوريا يأتي ضمن المخطّط الثلاثي التركي الأمريكي الإسرائيلي لتقاسم الأراضي السورية وبعثرة وحدة أراضيها ومصادرة سيادة البلد.

ويبين أن الكيان الصهيوني أمعن في توغله داخل الأراضي السورية، وُصُـولًا إلى ريف دمشق، وأن المسافة التي تفصله عن العاصمة دمشق 15 كيلو مترًا فقط، موضحًا أن “إسرائيل” تسعى للسيطرة على المناطق السورية الحدودية مع لبنان.

ويذكر سعد أن الصهاينة يعيدون في سوريا السيناريو القديم أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان والسيطرة على بيروت عام 1982م والتي قامت المقاومة اللبنانية بطردهم من كافة الأراضي اللبنانية، موضحًا أن التوغل الصهيوني في سوريا سيكلف الصهاينة الكثير.

ويشير إلى أن تكريس التوغل الإسرائيلي لسوريا يأتي؛ بهَدفِ إنهاء الدور التاريخي المشرف لسوريا في مناهضة “إسرائيل”، داعيًا الشعب السوري إلى إدراك بأن الجماعات المسيطرة على سوريا هم عملاء للصهاينة والأمريكيين، وَتم صناعتهم في سجون باكو في العراق، وخرجوا لخدمة الكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية في المنطقة.

ويواصل: “واضح جِـدًّا من سياسة الحكم الحالي في سوريا أن مهمة رؤساء البلدية، يقومون بتوفير الخدمات العامة التي يحتاجها البلد، وَيعيدون الجامعات والمدارس والمطارات وغيرها من الخدمات التي يحتاجها الإنسان، فحين لا علاقة لهذه الحكومة بالسيادة السورية ووحدة أراضيها لا علاقة لها بالكرامة ولا بقضايا الأُمَّــة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

ويضيف: “الجماعات المسلحة في سوريا تريد أن تمسح الدور التاريخي لسوريا في مساندة المقاومة ومواجهة الكيان الصهيوني، وتريد أن تطمس المقولة التاريخية المشهورة “سوريا قلب العروبة النابض”، مبينًا أن المخطّطات الصهيونية والأمريكية ستنفذ في الشرق الأوسط خطة تلو أُخرى، وأن المخطّطات الصهيونية لا يمكن إيقافها، وإفشالها إلا بصحوة الشعوب العربية، وإدراكها خطورة المرحلة.

ويؤكّـد أن العالم العربي بحاجة لصحوة، ويقظة من الشعوب تحول الغضب العربي إلى إنجاز سياسي ينعكس في الواقع الميداني، مؤكّـدًا أن إسقاط حكومة واحدة على أيدي الشعب العربي، كفيل بتغيير كُـلّ المعادلات؛ لأَنَّ وجود الأنظمة العربية يسهم في تحقيق الأجندة الأمريكية والصهيونية بامتيَاز.

ويتطرق إلى أن الجماعات الحاكمة لسوريا تهدف لتقزيم الدور السوري العروبي المشرف وجعل سوريا خارجة عن معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.

ويرى سعد أن المخطّط التركي الأمريكي الإسرائيلي يسعى لجعل سوريا منطلقاً لتنفيذ الأجندة الأجنبية مستهدفًا بذلك الدول المحيطة بسوريا.

ويقول سعد: “الأيّام القادمة سنشهد مساعيَ إسرائيليةً للالتفاف العسكري على المقاومة اللبنانية وتطويقها وكذا تطويق الأردن ولبنان بشكل عام؛ وذلك كون “إسرائيل” تسعى لتحقيق “إسرائيل” الكبرى.

ويضيف: “من المخطّطات الصهيونية القادمة تهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن؛ بهَدفِ احتلال الضفة”.

إشعال الفتنة في الضفة الغربية:

وفي حين تشهد الأراضي السورية اعتداءات صهيونية وتوغل إسرائيلي يصعد العدوّ الصهيوني أعماله الإجرامية في قطاع غزة والضفة الغربية.

ومؤخّرًا قامت السلطة الفلسطينية بالاشتباك مع فصائل من المقاومة في مخيم جنين؛ ما أَدَّى إلى استشهاد أحد قادة المقاومة في جنين.

وتعليقًا على ذلك يؤكّـد الكاتب والمحلل السياسي حسن إبراهيم، أن إقدام السلطة الفلسطينية على الاعتداء على المقاومين في جنين يشكل خطرًا كَبيرًا على السلطة الفلسطينية، وأنها خطوة تأتي لخدمة الكيان الصهيوني.

ويوضح في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن الصهاينة يمهدون الوضع لاقتحام الضفة الغربية واحتلالها، مستدلًا بتصريحات مسؤولين صهاينة قولهم إن مجتمع الضفة الغربية يشهد انهيارات واختلافات بين المقاومة والسلطة الفلسطينية.

ويبين أن رضوخ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الكامل لـ”إسرائيل” وقيامه بتنفيذ كُـلّ أوامرها لن يحمي منصبه الشخصي وذلك كون الصهاينة يريدون احتلال كافة الأراضي الفلسطينية والقضاء على السلطة، مُشيرًا إلى أن تنفيذ الرئيس عباس لكل الأوامر الصهيونية تجعله منبوذًا لدى كافة الشعب الفلسطيني وأن عليه التقرب من شعبه وأبناء جلدته الذين سيشكلون حماية له ولسلطته.

ويلفت إلى أن العدوّ الصهيوني لا يحترم أي حليف يضع يده معه، مستدلًا بعلاقة الكيان الصهيوني الحميمة مع الجماعات المسلحة في سوريا، وبالرغم من ذلك وسع رقعة الاحتلال في الأراضي السورية بالرغم من أن السلطة الحالية في سوريا لا تحمل العداء للكيان الصهيوني.

ويتطرق إلى أن المصلحة الحقيقية للسلطة الفلسطينية تقتضي في التقرب من المقاومة الفلسطينية وتوحيد بوصلة العداء باتّجاه الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين.

المسيرة محمد ناصر حتروش

مقالات مشابهة

  • ما وراء الاجتياح الإسرائيلي للأراضي السورية؟
  • حسين العزي: أمريكا وإسرائيل تدفعان نحو التصعيد.. واليمن مستعد لحرب طويلة الأمد
  • التحديات الإسرائيلية في 2025.. مسار متشابك لتبادل الأخرى بغزة وتهديدات إيرانية من جهة الشرق
  • شاهد | العدو الإسرائيلي والخشية من المقاومة في سوريا بسبب المنطقة العازلة
  • عقيص: الشيخ نعيم قاسم يقول للبنانيين إن حزب الله لا يريد أن يبني دولة
  • وزير دفاع إسرائيل: هدفنا تجنيد 50% من الحريديم في الجيش
  • مخاوف إسرائيلية من اشتعال الضفة وضغط على الأردن بسبب المقاومة
  • النائب فضل الله: نتابع مع الحكومة الخروق الإسرائيلية لتقوم بدورها لكن لا يحمينا غير مقاومتنا
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • إسرائيل ترى في خطاب نعيم قاسم اعترافاً بأزمة غير مسبوقة