تعديلات باكستان الدستورية تفتح باب الجدل أمام استقلالية القضاء
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
إسلام آباد- بعد شد وجذب مع المعارضة طال لأشهر، تمكنت الحكومة الباكستانية بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف من تمرير التعديلات الدستورية، وهي التعديلات رقم 26 منذ إقرار الدستور عام 1973، وتمت الموافقة عليها في جلسة استثنائية للبرلمان انعقدت يوم عطلة الأحد واستمرت طوال الليل لتنتهي قرب فجر يوم الاثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وحصلت حزمة التعديلات الدستورية المكونة من 22 نقطة على دعم 65 عضوا في مجلس الشيوخ و225 عضوا في الجمعية الوطنية، وهو ما يكفي لتلبية متطلبات أغلبية الثلثين لتغيير الدستور في باكستان.
وقاطع حزب حركة الإنصاف الباكستاني المعارض -الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عمران خان– التصويت على التعديلات الدستورية، إلا أن 4 من نواب الحزب صوتوا لصالحها خلافا لموقف حزبهم، في حين قال زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ علي ظفر إن حزب حركة الإنصاف وحلفاءه لم يشاركوا في التصويت احتجاجا على أن "التعديلات الجديدة تضر بالدستور"، حسب تعبيره.
وتتركز هذه التعديلات على الأحكام المتعلقة بالسلطة القضائية، وأبرز ما تتضمنها هو تمكين البرلمان من اختيار رئيس المحكمة العليا عبر لجنة برلمانية خاصة، حيث جاء في مشروع قانون التعديل أنه يتم ترشيح رئيس المحكمة العليا في باكستان من بين أقدم 3 قضاة فيها، من قبل اللجنة البرلمانية الخاصة، أما قبل التعديل الدستوري الأخير فكان ثاني أقدم قاض في المحكمة يصبح تلقائيا رئيسا لها عندما يتقاعد كبير القضاة.
ارتياح وتذمرعبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن ارتياح حزبه الرابطة الإسلامية والأحزاب المتحالفة معه للتعديلات الدستورية، وقال إنها "تأكيد على أن البرلمان يمثل أعلى سلطة في البلاد"، كما دافع شريف عن التعديلات قائلا إن أحكاما صادرة عن المحكمة العليا في السابق أدت إلى إقالة رؤساء للوزراء، وإلى تأييد الدكتاتوريات العسكرية، وتقويض الديمقراطية والبرلمان.
ولطالما اشتكى الساسة الباكستانيون من تدخل السلطة القضائية في شؤون الحكم، وهو ما أدى إلى تأجيج التوترات بين السلطتين القضائية والتشريعية من طرف، وبين السلطة القضائية والحكومة من جانب آخر.
أما الأحزاب المعارضة، وفي مقدمتها حزب حركة الإنصاف، فقد وصفت التعديلات بأنها "محاولة لتقويض السلطة القضائية في البلاد"، وقال رئيس الحركة وعضو البرلمان جوهر علي خان إنه "يوم أسود في تاريخنا الدستوري واستقلال القضاء".
وجاءت التعديلات الدستورية قبل تقاعد رئيس المحكمة العليا القاضي فائز عيسى في 25 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، حيث يقول محللون إنه كانت ثمة مخاوف لدى الحكومة والتحالف الحاكم من أن بعض كبار القضاة في المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف أبدوا تساهلا مع رئيس الوزراء السابق عمران خان في عدد من القضايا التي يحاكم بناء عليها.
ويقبع رئيس الوزراء السابق عمران خان (71 عاما) في السجن منذ أكثر من عام، حيث أدى عزله من منصبه عام 2022 وما تبع ذلك من اشتباكات بين أنصار حزبه والجيش الباكستاني إلى إثارة أسوأ اضطرابات سياسية في البلد منذ عقود.
أبرز التعديلاتوفقا للتعديلات الأخيرة في الدستور، سيتم تعيين رئيس المحكمة العليا لمدة 3 سنوات، بناء على اختيار وتوصية لجنة برلمانية مكونة من 12 عضوا، وموافقة الحكومة، واعتماد رئيس الجمهورية.
وستقوم اللجنة التي تتشكل حسب نظام العضوية المتناسبة من الأحزاب في البرلمان، باختيار رئيس القضاة من بين أقدم 3 قضاة، بأغلبية أصوات ثلثي الأعضاء، أما في السابق فكان القاضي الأقدم يصبح تلقائيا رئيسا للقضاة، ويستمر في الخدمة حتى سن التقاعد وهو 65 عاما.
بالإضافة إلى ذلك، ستتولى لجنة قضائية مهمة تعيين قضاة المحكمة العليا الجدد، وسيرأس اللجنة رئيس المحكمة العليا، وتتألف من 4 من كبار القضاة، إلى جانب 4 أعضاء من البرلمان، وممثل عن مجلس نقابة المحامين الباكستاني.
وبدلا من رئيس المحكمة العليا، ستقرر اللجنة القضائية تعيين الهيئات القضائية وأعضائها، كما ستنظر "هيئة قضائية دستورية" مكونة من 5 أعضاء في المحكمة العليا في القضايا السياسية والدستورية.
ومن جهة أخرى، تضمنت الحزمة أيضا إنهاء النظام المالي القائم على الربا في البلاد بحلول عام 2028.
انتقادات داخليةبينما اعتبرت الحكومة الباكستانية التعديلات الدستورية أنها داعمة للديمقراطية وتقوي مؤسسات الدولة، فإنها أثارت انتقادات داخلية وخارجية.
فقد اعتبر الأمين العام لحزب حركة الإنصاف سلمان أكرم راجا التعديلات الجديدة أنها تمثل "نهاية استقلال القضاء"، وزعم أنها تهدف إلى "ضمان خضوع كبار القضاة في البلاد لأجندة الحكومة"، وأضاف "كل شيء سيقرره قضاة تختارهم الحكومة".
لكن وزير القانون الباكستاني أعظم نذير تارار نفى هذه المزاعم، وقال إن اللجنة البرلمانية التي ستختار رئيس المحكمة العليا سيكون فيها تمثيل لجميع الأحزاب الرئيسية بما فيها أحزاب المعارضة، وبالتالي فإن التعيينات لن تكون ذات دوافع سياسية، وأضاف أن "التعديلات دستورية".
ويرى بعض المحامين ورجال القانون في باكستان أن التعديلات الدستورية ستحد من استقلال القضاة، وتفتح المجال أمام الحكومة للتدخل في شؤون القضاء، حيث ذكر صلاح الدين أحمد -وهو أحد كبار المحامين- أن التعديلات الجديدة "تضع المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف بشكل دائم تحت سيطرة السياسيين، وتدفع باكستان بشكل حاسم نحو دولة استبدادية، وهو ما يدمر جوهر المراجعة القضائية".
من جانبها، شككت نقابة المحامين في كراتشي في التعديل الأخير للدستور، وقالت إننا "نعتبر هذه الأحكام بمثابة تهديد خطير لاستقلال القضاء، وتقويض إمكانية وصول جميع المواطنين إلى العدالة".
أما صحيفة "دان" الباكستانية، فكتبت في افتتاحيتها "إن استقلال القضاء مكرس باعتباره أحد المبادئ الأساسية للدستور، وإن أي تحرك من جانب الحكومة لمعاقبة القضاة بسبب اعتناقهم آراء مستقلة لن يكون مقبولا في هذه الأوقات العصيبة".
ودعت الصحيفة الحكومة الباكستانية إلى ضبط النفس قائلة "والآن بعد أن ضمت الحكومة المزيد من السلطات القضائية لنفسها، فيتعين عليها أن تتصرف بحكمة وضبط النفس، ولا ينبغي لها أن تثير المزيد من المشاكل لنفسها".
ووصف رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق شاهد خاقان عباسي التعديلات بأنها تمثل "إخضاع القضاء للحكومة" وتعني ببساطة أنه "إذا لم يتعاون القاضي مع الحكومة، فسيتم طرده".
مخاوف دوليةوعلى الصعيد الخارجي، فقد أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن "قلقه" بشأن التعديل الدستوري الأخير في باكستان، مشددا على أنه "يقوض" استقلال القضاء.
وفي بيان صادر عن مكتبه على منصة "إكس" قال تورك إن "التعديلات الدستورية الأخيرة -التي تم اعتمادها على عجل دون إجراء مشاورات ومناقشات واسعة النطاق- سوف تقوض بشكل خطير استقلال القضاء"، وأضاف أن "الإصلاحات الدستورية يجب أن تتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان".
ووصفت لجنة الحقوقيين الدولية -وهي هيئة رقابية قضائية عالمية- في بيان لها، التعديلات بأنها تمثل "ضربة لاستقلال القضاء وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان".
وقال الأمين العام لللجنة سانتياغو كانتون إن التعديلات الدستورية الأخيرة في باكستان "تؤدي إلى تآكل قدرة السلطة القضائية على العمل بشكل مستقل وفعال كضابط لتجاوزات الهيئات الأخرى للدولة وحماية حقوق الإنسان". وأضاف أن التغييرات جلبت "مستوى غير عادي من النفوذ السياسي على السلطة القضائية عبر عملية تعيينات القضاة والإدارة الذاتية للسلطة القضائية".
رئيس جديدوبعد وقت قصير من دخول التعديلات الدستورية حيز التنفيذ، إثر توقيع الرئيس آصف علي زرداري عليها، أوصت لجنة برلمانية خاصة -يهيمن عليها أعضاء الائتلاف الحاكم- بتعيين القاضي يحيى أفريدي -القاضي الثالث في المحكمة العليا من حيث الأقدمية- رئيسا جديدا للمحكمة العليا في باكستان.
وحل أفريدي محل اثنين من كبار القضاة اللذين كانا أقدم منه، وهما القاضي منصور علي شاه والقاضي منيب أختر، ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء شهباز شريف التعيين رسميا.
ومهما كانت دوافع ونتائج التعديلات الدستورية الأخيرة في باكستان، وفق ما يقول الكاتب الباكستاني سلمان مسعود في مقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" إن "هذه التعديلات الدستورية التي أيدتها المؤسسة العسكرية، تعكس الصراع على السلطة الذي اجتاح باكستان منذ عزل رئيس الوزراء السابق عمران خان".
كما يرى المراقبون أن التعديلات الدستورية قد تضع حدا للانقسام والتوتر بين سلطات الدولة الثلاث في باكستان، ولكن إذا ساء استخدامها من قبل الحكومة لتمرير أجنداتها السياسية من خلال القضاء وممارسة مزيد من الضغط على المعارضين خاصة حزب حركة الإنصاف، ستكون له نتائج وخيمة على أمن باكستان واستقرارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رئیس الوزراء السابق عمران خان التعدیلات الدستوریة رئیس المحکمة العلیا حزب حرکة الإنصاف السلطة القضائیة استقلال القضاء کبار القضاة فی المحکمة فی باکستان فی البلاد العلیا فی
إقرأ أيضاً:
رئيس موريتانيا السابق يثير الجدل.. كشف تفاصيل آخر اتصال بينه والرئيس الحالي
أثار الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، الجدل مجددا خلال جلسات محاكمته على مدى الأيام الثلاثة الماضية، كاشفا تفاصيل آخر اتصال بينهم والرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
محاكمة الرئيس السابق شغلت الرأي العام الموريتاني على مدى الأيام الماضية، حيث يتابعها الموريتانيون بكثير من الترقب.
وكانت محكمة الاستئناف بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، استأنفت قبل أيام جلساتها لمحاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه، وذلك بعد نحو سنة من إصدار المحكمة المختصة بجرائم الفساد حكما بسجن ولد عبد العزيز 5 سنوات نافذة ومصادرة حقوقه المهنية وتجميد أرصدته البنكية.
وبدأت محكمة الاستئناف – وهي الدرجة الثانية من درجات التقاضي – جلساتها بناء على استئناف الأحكام الصادرة عن المحكمة المختصة في جرائم الفساد السنة الماضية، وذلك بعد استئنافها من طرف فريق الدفاع عن المشمولين في الملف المعروف بـ"ملف العشرية".
وتعتبر هذه أطول محاكمة في تاريخ موريتانيا، حيث بدأت جلساتها أمام المحكمة المختصة بجرائم الفساد يوم 25 كانون الثاني/ يناير 2023، وأصدرت أحكامها يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر 2023، لتبدأ المحاكمة من جديد أمام محكمة الاستئناف، فيما لا يعرف بالتحديد كم ستأخذ من الوقت قبل صدور أحكامها.
تفاصيل الاتصال الأخير
وسرد ولد عبد العزيز أمام المحكمة تفاصيل آخر لقاءاته واتصالاته بالرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، ومسار تطور الخلاف بينهما خلال الفترة التي أعقبت مغادرته للسلطة، حيث انتهى هذا الخلاف بالقطيعة بينهما.
وقال ولد عبد العزيز، إن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، ظلّ على اتصال دائم معه بعد مغادرته للسلطة، وسفره إلى الخارج.
ولفت إلى أن التواصل بينهما استمر لفترة رغم تباين مواقفهما بشأن إدارة الحزب الحاكم.
وأوضح أنه آخر مكاملة بينهما كانت بعد فترة قصيرة من عودة ولد عبد العزيز إلى نواكشوط (بعد اشهر من تسلم الغزواني السلطة 2019).
وأضاف أن هذه المكالمة استمرت 35 دقيقة، وعرض عليه خلالها الرئيس الحالي أن يتولى تعيين شخص لرئاسة الحزب الحاكم، وبعد ذلك يتركه لولد عبد العزيز ليفعل فيه ما شاء ، مردفا أنه رفض هذا العرض بقوة، وأكد له أنه بهذا التصرف يفسد الحزب.
وتابع: "بعد انتهاء المكالمة، بدأت مباشرة ما بات يعرف بأزمة مرجعية الحزب" التي انتهت بمطالبة نواب في البرلمان بتشكيل لجنة تحقيق مع الرئيس السابق ليبدأ بعد ذلك المسار القضائي.
وساطات لإنهاء الأزمة
كما كشف ولد عبد العزيز خلال محاكمته عن وساطات كانت تهدف لإنهاء الخلاف بين والرئيس الحالي، مضيفا أن هذه الوساطات قادها نواب ورجال أعمال وسياسيون، لكنها لم تفض إلى أي نتيجة.
وجدد ولد عبد العزيز التأكيد على أن محاكمته محاكمة سياسية، فيما تحدثت عن فساد وصفه بالكبير في أجهزة الدولة.
وجدد ولد عبد العزيز التأكيد على أنه لم تكن لديه أموال، وقد صرح بممتلكاته قبل تسلمه السلطة، وصرح بها مجددا عند مغادرتها، مردفا أن مصدر جل أمواله من الهدايا، حيث تلقى بعضها وهو ما زال في السلطة، ولكن أغلبها تلقاه بعد مغادرة السلطة.
وأشار ولد عبد العزيز إلى أن العديد من المسؤولين السامين في البلد اتصلوا به خلال وجوده في فرنسا، ونصحوه بعدم العودة، وأكدوا له أنه سيسجن في حال عاد إلى نواكشوط "لكنه أصر على العودة إلى وطنه، ومواجهة كل ما ينتظره، وكان يمكنه البقاء خارج البلاد".
"دفوع كيدية"
وتعليقا على مجريات المحاكمة والتفاصيل التي تحدث عنها ولد عبد العزيز، قالت هيئة دفاع الدولة الموريتانية (الطرف المدني في الملف الذي يتابع فيه الرئيس السابق) إن ولد عبد العزيز استنفد كافة "دفوعه الكيدية وانتهى ما تصوره من أساليب المماطلة الرامية إلى الحيلولة دون التصدي للوقائع".
وأضافت هيئة الدفاع في بيان وصلت نسخة منه لـ"عربي21" أن ولد عبد العزيز "استغلّ الفرصة لتقديم نفسه كما لو كان هو مؤسس البلاد ومنقذها أكثر من مرة بانقلابين اثنين واعدا ضمنيا بالثالث".
وقالت هيئة الدفاع إن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز "استخدم ألفاظ استهزاء واستخفاف في حق جلّ الطبقة السياسية ورجال أعمال مرموقين وأحد أبرز رجال العلم في موريتانيا وخارجها".
واعتبرت الهيئة أنه " لم ينج من استهتاره أحد من الذين تعاقبوا على مقاليد الحكم منذ استقلال البلاد وحتى اليوم دون تحفظ ولا تردد، ودون أن يستحضر ويراعي ما عليه من واجب كرئيس سابق للدولة".
ولفتت الهيئة إلى أن ولد عبد العزيز تطرق بالتفاصيل لعلاقات البلاد العسكرية والأمنية مع دول مجاورة ومع دول كبيرة من دول العالم.
وأضافت الهيئة: "الوقائع المنسوبة للمتهم لن يتم التعتيم عليها بهذا الأسلوب الفج والفضفاض" ووصفتها بأنها "وقائع محددة وملموسة، مفصلة ومدوّنة، قامت عليها قرائن قوية ومتماسكة".
ملف العشرية
هو الملف الذي يتهم فيه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وعدد من أركان حكمه والمقربين منه، ويتعلق بالفترة الزمنية التي أمضاها ولد عبد العزيز في السلطة وهي عشر سنوات.
وأثير الملف بعد توتر العلاقة بين الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وسلفه محمد ولد عبد العزيز، حين ترأس الأخير اجتماعا لحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم، نوفمبر 2019.
فبعد أيام من هذا الاجتماع، وقع عشرات من نواب البرلمان عريضة عبروا فيها عن رفضهم لمحاولة ولد عبد العزيز الهيمنة على الحزب، ليتم تشكيل لجنة من البرلمان عهد إليها سنة 2020 بإجراء تحقيق في فترة حكم الرئيس السابق وهو ما تم بالفعل.
وفي عام 2021 أحيلت نتائج التحقيق للقضاء، ليبدأ مسار محاكمة الرئيس الموريتاني السابق الأكثر جدلا بين رؤساء البلاد.
تهم الفساد وغسيل الأموال
ومن أبرز التهم الموجهة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وأركان حكمه في "ملف العشرية" "غسيل الأموال والإثراء غير المشروع ومنح امتيازات غير مبررة في صفقات حكومية، والإضرار بمصالح الدولة" وهي التهم التي ينفيها المشمولون في الملف.
وجمدت السلطات حتى اليوم 41 مليار أوقية (أكثر من 100 مليون دولار)، في إطار القضية، أكثر من نصفها من ممتلكات ولد عبد العزيز وأفراد عائلته، بحسب وسائل إعلام محلية.
وولد عبد العزيز، هو الرئيس التاسع لموريتانيا، حكم البلاد لولايتين رئاسيتين، لكنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 22 يونيو 2019 بل مهد الطريق أمام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتخب رئيسا للبلاد في العام نفسه.