الشامي يطرح مشروع رأي حول حصيلة تعميم التأمين الصحي الأساسي مثيرا انقسامات حادة في مجلسه أياما قبل توديع منصبه
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
يمضي رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، محمد رضا الشامي، غدا الخميس، إلى اجتماع جمعيته العمومية مثيرا المزيد من الجدل من حوله، معمقا الانقسامات داخل مجلسه، بينما يعرض مشروع رأي حول « الحصيلة المرحلية لتعميم التأمين الصحي الأساسي على المرض ».
لم تتبق للشامي سوى مساحة زمنية ضيقة في منصبه كرئيس لهذه المؤسسة، قبل أن يحصل على أوراق اعتماده سفيرا لبلاده لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، وهو منصبه حيث كان في الماضي أيضا.
في هذه الفترة المتبقية، يسعى الشامي إلى تمرير مشروع رأي حول تعميم التأمين الصحي يتضمن نقدا حادا لسلسلة الإصلاحات الحكومية المتخذة على هذا الصعيد منذ بدأت الحكومة في تنفيذ خطط التغطية الصحية الشاملة، إحدى أبرز ركائز مشروع الدولة الاجتماعية، وقد تحول إلى الشعار الرئيسي لهذه الحكومة التي يقودها عزيز أخنوش.
وزع المجلس مشروع هذا الرأي على أعضائه الجمعة الماضي (25 أكتوبر).
لكن مشروع رأي مثل هذا، لم يكن نتيجة موحدة لآراء أعضاء المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي. فالاعتراضات ضده كانت قوية وهي تصدر عن مؤسسات تمثل الأدوات الأساسية لتنفيذ وتقييم خطط التأمين الصحي الشامل. من ثمة، وفي حادث نادر، فإن المطالب تزداد حدة بهدف مراجعة مشروع الرأي.
موقف الـCNSS: رأي غير موضوعي
أول هذه الاعتراضات أتت من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS). مديره العام حسن بوبريك بعث إلى الشامي برسالة بصفته وباعتباره عضوا بالمجلس، يثير أسئلة حول الطريقة التي أديرت بها المناقشات بشأن مشروع الرأي المذكور. في الواقع، فإن رسالة المدير العام لهذا الصندوق تمثل طعنا في مشروع الرأي.
في تلك الرسالة، يعتبر بوبريك ذلك الرأي كما سيعرض بالجمعية العمومية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الخميس، مشروعا « يفتقد إلى الموضوعية والحياد المطلوبين في تمرين مشابه مثلما كان مميزا به المجلس ».
فهذا المشروع، بحسبه، « لم يأخذ بعين الاعتبار آراء الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التي عبر عنها خلال مختلف جلسات الاستماع ». يعتبر المجلس مكانا لإنضاج التوافقات الكبرى، ولذلك، يعتبر الإنصات للفاعلين العمومين ليس مجرد شكلية في المساطر، بل ضرورة منهجية في بناء الآراء.
كما أن الطريقة التي تناول بها مشروع الرأي الأدوار التي اضطلع بها مختلف مدبري التغطية الصحية « تعتبر غير موضوعية بإعطائها أهمية تفضيلية لأحد المتدخلين على حساب باقي الأطراف، علما أن الطرف الذي تم تفضيله (يعني به الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعيCNOPS ) لم يقم بأي دور في توسيع التغطية الصحية للفئات التي كانت محرومة منها من قبل ».
يشدد المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أن الواقع المعاش من طرف الساكنة (التي تعد بالملايين) والتي استفادت للمرة الأولى من التغطية الصحية حيث يمكنها الولوج للعلاج في القطاعين العمومي والخاص، « لا يتناسب مع الانطباع العام الذي يستخلص من مشروع الرأي ».
وكنتيجة لذلك، فإن مشروع الرأي، كما يضيف، « يعطي الانطباع بأن الاختيارات الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب في مجال تحديد الساكنة وتسجيلها، ونموذج التغطية الصحية وحكامته وتمويله، كلها عبارة عن اختيارات سيئة وغير موفقة ».
مؤكدا « أن كل أبعاد هذا الورش ليست مثالية، وبعض الجوانب كان بالإمكان تحسينها وأخرى يمكن تقويمها في المستقبل »، يخلص هذا المسؤول إلى أن « مشروع الرأي يجب أن يسطر حصيلة موضوعية، خالية من كل انحياز، من خلال اقتراح توصيات لضمان نجاح أكبر لهذا المشروع الوطني ».
المرصد الوطني للتنمية البشرية: مشروع يتجاهل الاختيارات الاستراتيجية
ليس المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وحده من يوجه هذه الانتقادات إلى مشروع الرأي المذكور. رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، عثمان كاير، فعل الأمر نفسه، موجها رسالة شديدة اللهجة إلى الشامي.
رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية عضو بمكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن فئة الشخصيات التي تمثل المؤسسات والهيئات ذات الصفة، ولرأيه أهمية بالغة كذلك.
في رسالته إلى الشامي، يعبر هذا المسؤول عن « اندهاشه بخصوص الأفكار والخلاصات والتوصيات » التي تضمنها مشروع رأي الإحالة الذاتية المتعلق بالحصيلة المرحلية لتعميم التغطية الصحية الاجبارية عن المرض.
رئيس المرصد قدم ملاحظات أولية لمؤسسته والتي « تثبت الطابع المتسرع لهذه « الحصيلة » المتسمة، من ضمن ما اتسمت به، باستعمال عبارات متهافتة مع تسجيل غياب الانسجام سواء على مستوى الشكل أو في المضمون ».
معتبرا مشروع الرأي « غير موضوعي »، شدد كاير على أن المشروع « يتجاهل الاختيارات الاستراتيجية لبلدنا، ويسائل هذا الورش المجتمعي الدامج في عمقه المرتكز على الاستهداف الموضوعي، بالإضافة إلى التقليل من التقدم المهم الذي أحرزه المغرب في هذا المجال ».
يأسف هذا المسؤول من أن « هذا الاختيار الاستراتيجي، الذي يعتبر تجسيدا للإرادة الملكية السامية، تم تغافله من نطاق التحليل وهو ما من شأنه أن يكرس الطابع غير الموضوعي للأحكام المعبر عنها في مشروع الرأي الذي انخرط في مقارنة غير ذات جدوى بين الهيئات المدبرة لأنظمة التغطية الصحية الاجبارية، أي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، مع العلم أن الأول هو من أوكل له تدبير تعميم التغطية على مجموع الفئات الاجتماعية المعنية بتعميم التغطية الصحية منذ سنة 2022 ».
مذكرا بأن « بلادنا انخرطت في ورش تعميم التغطية الصحية مرتكزة على مبدأ الاستهداف الموضوعي للساكنة عبر آلية السجل الاجتماعي الموحد، وهي الآلية التي دعا جلالة الملك محمد السادس بمناسبة خطاب العرش لسنة 2022 للإسراع بإخراجها »، ينتقد رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية « تجاهل مشروع الرأي لهذه الآلية »، وتسجيل مشروع الرأي « ما اعتبره تراجعا بمناسبة الانتقال من نظام راميد إلى نظام AMO-Tadamon، مدعيا في الآن ذاته أن من شأن ذلك أن يترك فئات واسعة على هامش التغطية الصحية ».
وتعتبر هذه الاعتراضات الداخلية حدثا نادرا في تاريخ مؤسسة مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لكن في سجل رئيسه بضع حوادث كهذه، ما يثير أسئلة حول قدرة هذه المؤسسة على إنضاج التوافق داخلها.
كلمات دلالية الشامي المغرب تأمين تغطية حكومة صحة مجالس نظامالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الشامي المغرب تأمين تغطية حكومة صحة مجالس نظام الوطنی للضمان الاجتماعی الصندوق الوطنی التغطیة الصحیة التأمین الصحی تعمیم التغطیة رئیس المرصد مشروع الرأی مشروع رأی
إقرأ أيضاً:
التأمين الصحي يعلن تشغيل وحدة القسطرة المخية لمرضى السكتة الدماغية بمستشفى بنها النموذجي
أعلنت الهيئة العامة للتأمين الصحي، إعادة تشغيل عمليات القسطرة المخية بمستشفي بنها للتأمين الصحي، وذلك في إطار جهود الهيئة لإتاحة الخدمة الطبية بأعلى جودة وكفاءة وفاعلية داخل المستشفيات التابعة لها.
أكد الدكتور أحمد مصطفي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، أن هذه العمليات تأتي ضمن الخطة التي تنفذها الهيئة لدعم وتعزيز الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى، وإجراء جراحات متقدمة ودقيقة، وفقًا لأعلى المعايير القياسية الطبية المتعارف عليها، بما يلبي تطلعات المواطنين في تحسين الخدمات الصحية، ويضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر "2030".
وأوضح رئيس الهيئة، أن القساطر المخية هي إحدى الوسائل العلاجية التي تفيد في علاج الجلطات الدماغية وإزالتها، ولاقت نجاح كبير في السنوات الأخيرة، كما أنها تقلل فترات تواجد المرضى بالمستشفيات، وتسهم في تحسين معدلات التعافي وتقليل المضاعفات.
وتابع الدكتور أحمد مصطفي، أن الخدمات المستحدثة بالمستشفى ومنها "جراحات الصدر للأطفال، وجراحات الشبكية، ومناظير الجهاز الهضمي والقنوات المرارية، والقسطرة المخية، والأشعة التداخلية والتردد الحراري، وجراحات القلب المفتوح"، تم إضافتها طبقًا لاحتياجات المرضي، بما يمكنهم من الحصول علي الخدمة دون الحاجة إلي السفر خارج المحافظة، موضحًا أن المستشفي قدمت خدماتها لـ 57 ألف مريض ترددوا علي قسم الاستقبال والطوارئ، وأجرت 18 ألف عملية جراحية، إلي جانب 12 ألف جلسة غسيل كلوي، و11 ألف وخمسمائة جلسة علاج كيماوي خلال عام 2024.
ومن جانبه، أوضح الدكتور سيد جلال، مدير فرع التأمين الصحي بالقليوبية، أن القسطرة المخية تشبه قسطرة القلب، ويتم الدخول من مكان صغير أعلي الفخذ وصولًا إلي المخ وهو تدخل محدود للابتعاد عن الجراحات المفتوحة من أجل التعامل مع الشرايين في المخ، موضحًا أنه تم التعاقد مع الطواقم الطبية في تخصص المخ والأعصاب، إلي جانب توفير كافة المستلزمات الطبية لإجراء تلك الجراحات.
قال مدير الفرع، إنه تم إجراء القسطرة المخية لمريض يبلغ من العمر 72 عامًا، يعاني من ضيق بالشريان السباتي، وضعف بالجانب الأيسر بعد إصابته بسكتة دماغية، حيث تم إجراء قسطرة تشخيصية وعلاجية له لتوسيع الشريان السباتي الأيمن، ضمن خطة الهيئة للقضاء علي قوائم الإنتظار، وتقديم خدمات طبية عاجلة ومتميزة لمرضي التأمين الصحي بالقليوبية.
وأشار الدكتور محمد طاهر، مدير مستشفي بنها النموذجي، إلي أن الجراحة أجريت بأيدي فريق طبي وتمريضي متخصص وذو كفاءة عالية، تحت إشراف الدكتور وائل عثمان، أستاذ المخ والأعصاب واستشاري القسطرة المخية بجامعة الأزهر، والدكتور محمد شيح، مدير وحدة القسطرة، والدكتور صلاح عبد الرازق، استشاري التخدير، إلي جانب فاطمة فتحي، رشا أحمد، من طاقم تمريض العمليات، ومحمود خالد، أحمد مغاوري، أحمد النجار فنيين الأشعة بالمستشفي.
وأكد على جاهزية المستشفى لإجراء هذه النوعية من العمليات وتقديم الخدمة الطبية والعلاجية لمرضي المحافظة، والمحافظات المجاورة، للقضاء علي قوائم انتظار مرضي القساطر المخية في أسرع وقت ممكن.
يذكر أن المستشفي يعمل بطاقة 309 سرير في تخصصات (جراحة القلب والصدر، جراحة العظام، الجراحة العامة، المخ والأعصاب، الأورام، الأوعية الدموية، الأنف والأذن، المسالك البولية، العيون، القساطر المخية والقلبية، مناظير الجهاز الهضمي، العلاج الطبيعي، النساء والتوليد، الرعايات المركزة، الكلى والحضانات).