أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أوامر إخلاء لسكان مدينة بعلبك وعدة مناطق شرقي لبنان، محذرًا من ضربات تستهدف مواقع يزعم أنها تابعة لحزب الله، وشهدت المنطقة حالة من الهلع والنزوح، وسط مخاوف من تصعيد عسكري قد يؤدي إلى دمار واسع النطاق في المدينة.

نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على منصة "إكس" إنذارًا عاجلًا لسكان بعلبك والمناطق المجاورة، مثل عين بورضاي ودورس، طالبهم فيه بمغادرة منازلهم على الفور حفاظًا على سلامتهم، وجاء في البيان: "الجيش سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم، ولا ينوي المساس بكم".

وأظهرت خريطة نشرها الجيش أن مناطق الإخلاء تشمل مواقع أثرية، مما زاد من مخاوف السكان حول حجم الضرر المحتمل.

أفاد موفد "سكاي نيوز عربية" بأن بعلبك والمناطق التي شملتها التحذيرات تشهد حركة نزوح واسعة النطاق، حيث يغادر السكان منازلهم خشية من وقوع هجمات جوية من جانبه، أكد محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، أن المدينة تشهد حالة من "الهلع" الشديد، داعيًا السكان إلى التوجه نحو محافظة الشمال لضمان سلامتهم. ووصف خضر الوضع في بعلبك بأنه "كارثي" في ظل تزايد التوترات.

وفي سياق متصل، أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، عمران رضا، أن حوالي 100 شخص قتلوا أو أصيبوا نتيجة الغارات الإسرائيلية منذ بداية الأسبوع، مشيرًا إلى أن معظم الضحايا هم من النساء والأطفال في منطقتي البقاع وبعلبك الهرمل، وقال رضا في بيان نشره على منصة "إكس": "عدد لا يحصى من الناس فقدوا منازلهم وسبل عيشهم ووصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية"، داعيًا إلى إنهاء العنف فورًا وحث الأطراف المتصارعة على اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب الإضرار بالمدنيين.

وسط هذه التطورات، قتل لبناني وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف عائلة تعمل في قطف الزيتون جنوبي لبنان، مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين، وفي ظل الوضع المتأزم، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة القتلى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان بلغت 2792 شخصًا، مما يعكس تصاعد العنف بشكل غير مسبوق.

على الصعيد الدبلوماسي، ذكرت مصادر لموقع "أكسيوس" أن مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، آموس هوكستين وبريت ماكغورك، سيصلان إلى إسرائيل يوم الخميس في محاولة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وأشار مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إلى أن الاتفاق قد يتم خلال أسابيع قليلة، ما لم تتفاقم الأوضاع بشكل أكبر.

 

المفوض العام للأونروا: غزة تعرضت لتدمير ممنهج وعلى إسرائيل التراجع عن حظر الوكالة

 

صرح المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، بأن قطاع غزة تعرض لعمليات تدمير ممنهجة خلال النزاع القائم، وطالب لازاريني في تصريحاته وسائل الإعلام العربية بضرورة أن تتراجع إسرائيل عن قرار حظر عمل الوكالة في القطاع، مشيرًا إلى أن هذا القرار يمثل جزءًا من هجوم سياسي يهدف للتخلص من قضية اللاجئين الفلسطينيين.

قال لازاريني إن "قطاع غزة شهد عمليات تدمير واسعة النطاق وبشكل ممنهج، مما فاقم الأزمات الإنسانية التي يعاني منها السكان"، وأضاف أن هذا التدمير لم يتوقف عند البنية التحتية فقط، بل شمل حياة الناس اليومية، حيث يعاني سكان غزة من نقص الخدمات الأساسية وتزايد حالات النزوح الداخلي.

وأكد لازاريني أن قرار إسرائيل بحظر نشاط الأونروا في غزة يهدد بعرقلة الجهود الإنسانية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين، مضيفاً: "يجب على إسرائيل التراجع عن قرارها هذا، لأنه يمنع توفير الاحتياجات الأساسية ويزيد من معاناة اللاجئين الذين يعتمدون على خدمات الأونروا"، وأوضح أن الوكالة تلعب دورًا حيويًا في توفير التعليم والرعاية الصحية والدعم الإنساني لملايين الفلسطينيين.

وأشار لازاريني إلى أن الهجوم على الأونروا له دوافع سياسية تهدف إلى إضعاف قضية اللاجئين الفلسطينيين وإضعاف حقوقهم. وقال: "هناك محاولات مستمرة لإزالة وجود الأونروا كوسيلة لتقويض قضية اللاجئين الفلسطينيين، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى تصعيد الأزمة الإنسانية في غزة والمنطقة بأكملها".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء تابعة لحزب الله تصعيد عسكري دمار واسع النطاق المدينة اللاجئین الفلسطینیین إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن إصابة 10 عسكريين إسرائيليين بلبنان وتطالب بإخلاء بعلبك

أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 10 من ضباطه وجنوده في معارك جنوبي لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة هجمات في منطقة بعلبك، كما شن منذ فجر الأربعاء غارات جوية استهدفت مناطق عديدة في لبنان.

يأتي إعلان الجيش الإسرائيلي بعد يوم من تأكيده أن الوحدة 669 نقلت 200 جندي مصاب منذ بدء الحرب جنوبي لبنان.

ووفق موقع الجيش الإسرائيلي، فقد وصل عدد الجنود المصابين في قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 5 آلاف و206، ارتفاعا من 5 آلاف و196 أمس الثلاثاء.

وتشير المعطيات إلى أن من بين المصابين 2376 جنديا أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة ارتفاعا من 2373 يوم أمس.

آثار غارة إسرائيلية على إحدى البلدات بجنوب لبنان (وكالة الأناضول) غارات إسرائيلية كثيفة

وفي تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء مقتل مصطفى أحمد شحادة نائب قوة الرضوان التابعة لحزب الله في غارة على محافظة النبطية في جنوب لبنان.

وقد شن الجيش الإسرائيلي منذ فجر الأربعاء غارات جوية استهدفت مناطق عديدة في لبنان، في حين أصيب مصنع في نهاريا بأضرار جراء سقوط مسيّرة لبنانية.

وقالت مراسلة الجزيرة إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك وبلدات دورس وشمسطار وعين بورضاي والعسيرة في البقاع شرقي لبنان.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الإسرائيلي شن غارات وقصفا بالمدفعية على بلدات شبعا الجبين وطيرحرفا وشمع جنوبي لبنان.

وأضاف المراسل أن غارات أخرى استهدفت منطقة البياضة وبلدة الخيام ومجرى نهر الليطاني جنوب البلاد. كما أغارت مسيرة إسرائيلية على بلدتي بشامون وعاريا في جبل لبنان.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 2729 شهيدا و12 ألفا و772 جريحا.

خريطة المناطق التي استهدفها القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة (محافظات بيروت، الجنوب، النبطية، البقاع، بعلبك الهرمل ..) (الجزيرة) أوامر إخلاء

ومن جانب آخر، أمر الجيش الإسرائيلي سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس في البقاع شرقي لبنان بالإخلاء تمهيدا لقصف تلك المناطق.

وعادة ما يبدأ القصف بعد دقائق قليلة من أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

بدوره، قال محافظ بعلبك الهرمل للجزيرة إن المناطق التي طلبت إسرائيل إخلاءها ذات كثافة سكانية عالية، داعيا المواطنين إلى إخلائها فورا "حفاظا على حياتهم".

وقال إن بعض المواطنين توجهوا إلى قلعة بعلبك ولكنها لم تعد آمنة، مشيرا إلى أن غارات أمس أدت إلى تضرر بعض الآثار في منطقة قلعة بعلبك.

هجمات على إسرائيل

من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد نحو 50 قذيفة أطلقها حزب الله من لبنان منذ صباح اليوم. كما قال إن صاروخا باليستيا من طراز (أرض-أرض) أطلق من لبنان انفجر في الجو، وتسبب في تفعيل صفارات الإنذار في بلدات بإسرائيل.

وأضاف أنه رصد 6 مسيرات أطلقت من لبنان منذ فجر اليوم الأربعاء، واعترض 5 منها، بينما سقطت واحدة بالمنطقة الصناعية بنهاريا، مشيرا إلى أن الحدث قيد التحقيق.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الطائرة المسيّرة -التي انفجرت بالمنطقة الصناعية في نهاريا صباح اليوم- أصابت مصنعا ينتج مكونات الطائرات.

من جهتها، أفادت بلدية نهاريا بسماع دوي انفجار شمال المدينة وبإصابة في أحد المصانع دون تفعيل صفارات الإنذار.

وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي في نهاريا وشلومي ومعالوت ترشيحا وبلدات أخرى بالجليل الغربي بإسرائيل، تحذيرا من تسلل طائرة مسيّرة إلى المنطقة.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن دفعة صاروخية استثنائية أطلقت من لبنان، وتسببت في تفعيل صفارات الإنذار بمناطق شمالي تل أبيب.

وأضافت أن المنظومة الأمنية تفحص احتمال إطلاق دفعات صاروخية أخيرة بشكل متزامن من سوريا ولبنان.

ومن جهته، أعلن حزب الله أنه هاجم بسرب من المسيرات الانقضاضية قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا.

كما استهدف تجمعات للقوات الإسرائيلية في منطقة العمرا وخلة العصافير جنوبي بلدة الخيام بصلية صاروخية.

وقال الحزب إن مقاتليه استهدفوا أيضا برشقة صاروخية تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي شرقي نبع الوزاني.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.

مقالات مشابهة

  • اليمن: حظر الأونروا تصعيد جديد لانتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين
  • الأونروا: الهجوم علينا سياسي للتخلص من اللاجئين الفلسطينيين
  • العفو الدولية: حظر الأونروا اعتداء على حقوق اللاجئين الفلسطينيين
  • إسرائيل تعلن إصابة 10 عسكريين إسرائيليين بلبنان وتطالب بإخلاء بعلبك
  • الجيش الإسرائيلي يزعم قتل قائد كبير بقوات الرضوان.. وأوامر تهجير لكامل بعلبك
  • قتلى ونزوح جماعي.. إسرائيل تواصل ضرباتها في لبنان
  • الأونروا: إسرائيل تسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين والقضاء على أفق الحل السياسي
  • غوتيريش: حظر إسرائيل نشاط “الأونروا” سيكون له عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين
  • بعد حظر إسرائيل للأونروا.. عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في خدمات الأمم المتحدة