جهود دبلوماسية متواصلة لوقف إطلاق النار في لبنان
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
لا تزال الجهود الدبلوماسية متواصلة من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وتجنيب لبنان المزيد من الخراب والدمار.
والمسعى الأهمّ في هذا الإطار يقوده المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، من أجل مناقشة مجموعة من البنود قد توصل أقلّه إلى هدنة في الأيّام المقبلة، إفساحًا في المجال لإرساء هدنة دائمة بين الطرفين.
والبحث يتركّز الآن حول فرصة الوصول إلى مثل هذا الاتفاق مع استمرار الحرب بوتيرة عالية في الجنوب اللبناني كما وفي البقاع.
المحلل السياسي جورج عاقوري، يوضح في حديث لموقع "الحرة"، أنّه "حتى هذه اللحظة المساعي الدولية لوقف إطلاق النار لا ترقى إلى مرحلة جدية، بل شهدنا تقاطعًا في المواقف حول وقف إطلاق النار، ولكن لكل جهة خلفيتها وأسبابها، فنتانياهو ليس مستعجلا لوقف إطلاق النار ولتقديم هكذا ورقة للإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة لها".
وأضاف أنّ "نتانياهو ليس محرجًا بما فيه الكفاية عسكريًا كي يسعى لوقف إطلاق النار، بل على العكس هو يواصل ضرباته بغية تحقيق هدفه الواضح والعلني والذي يجاهر به وهو القضاء على حزب الله عسكريًا كي لا يشكل خطرًا لا على شمال إسرائيل ولا حتى على إسرائيل ولم يعد يقتصر الأمر على منطقة دون غيرها".
ويتابع عاقوري أنّ "الجانب اللبناني وتحديدًا حزب الله فهو ومن خلاله إيران يسعيان إلى وقف إطلاق النار ولكن حتى هذه اللحظة وقف مقاربتهما المجتزأة للقرار 1701. وإيران تعتبر أنّه يشكّل لها فرصة للحد من الضرر على ذراعها في لبنان، وحزب الله يعتبر أنّ وقف إطلق النار قد يسمح له بأن يستعيد أنفاسه خصوصًا مع الضربات غير المسبوقة والمكثّفة لسلاح الجو الإسرائيلي في كافة أرجاء لبنان وخصوصًا على المناطق التي تشكل بيئة حاضنة له".
ويخلص عاقوري إلى أنّ "الوصول إلى وقف إطلاق النار مستبعد لأنّ ما يحكى عن شروط إسرائيلية تنطبق عليها مقولة لبنانية بأنّ "من لا يريد أن يزوّج ابنته يرفع من قيمة مهرها، أي أنّ بعض ما يحكى عن شروط إسرائيلية هو أمر غير منطقي وغير قابل للتطبيق ويمسّ بالسيادة اللبنانية، كالحديث عن أنّ إسرائيل تريد الاحتفاظ بحركتها في الأجواء اللبنانية بغية مراقبة أي خروقات لتطبيق القرارات الدولية في المستقبل".
أما بالنسبة إلى الحراك الدولي والعربي، فيقول عاقوري في حديثه لموقع "الحرة"، إنّ هذا الحراك "لا يضغط حتى هذه اللحظة في سبيل وقف إطلاق النار، مع أنّه يتمنى التوصّل إلى ذلك، لكن يمكن القول إنّ كل هذه الأطراف أصبحت متضرّرة من وجود حزب الله وهي تعلن ذلك، والحزب مارس طيلة سنوات انتهاكًا لسيادة الدول واعتداء عليها بالمواقف ما أفقده أي شبكة أمان أو أي شبكة تواصل دوليّة جديّة".
من جهته الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل، فيعتبر في حديث لموقع "الحرة"، أنّ "المساعي التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية لتطويق الحرب في لبنان وغزة، لا تحمل أيّة مؤشرات للحلّ، فبالنسبة إلى غزة، حصل اجتماع في الدوحة لم يتوصّل فيه المجتمعون إلى أيّ حلّ حتى اليوم لأنّ الموضوع مرتبط بتسوية إقليمية كبرى، أي أنّ الدول التي ستدخل وترعى غزة مثل السعودية وقطر ومصر مقابل التحضير لمنطق الدولتين من خلال مؤتمر دولي، فهو موضوع سابق لأوانه، لكن يحكى أنّ هذه الدول هي من سيرعى الإعمار في بعد الحرب، وهذه علمية تحضيرية فقط، ولن يحصل أي اتفاق في هذه الآونة خصوصًا قبل أيّام قليلة تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية".
وفي الموضوع اللبناني يقول أبو فاضل أنّ " إسرئيل عندما رأت في حماس بعد 7 أوكتوبر أنّها تنظيم متطرف إرهابي قريب من "داعش"، وكما وصفها المجتمع الدولي، ثم رأت كيف قابلها حزب الله، الحزب الشيعي المهدوي الذي سبق أن قاتلها في سوريا، أيضًا بالقصف على إسرائيل، وبما يسمّى "المشاغلة"، ترسّخت لدى الطرف الإسرائيلي فكرة بضرورة إبعاد أي وجود مسلّح عن إسرائيل، لذلك ما يحصل في لبنان هو عمليّة مستمرّة لأنّ هناك سقفًا في موضوع الضوابط الأمنية يتخطى الـ 1701، وما يحصل من دمار وتهجير وتهديد، يندرج في هذا الإطار ومن أجل هذه الغاية، من هنا لا يمكن الحديث عن اتّفاق في غزة أو في لبنان، قبل إنجاز الانتخابات الأميركية، وإسرائيل لن توقف الحرب، وأيضًا إيران لن توقف الحرب والحزب لن يستسلم لأنّ الموضوع يرتبط بإيران وبالثمن الذي سوف تحصل عليه، وهي تحضّر لها الكرسي لمرحلة الحوار في المنطقة، وبالتالي فكل شيء مؤجّل في هذه المرحلة".
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وصف اجتماعه الأخير مع الموفد الأميركي الخاص هوكشتاين، بأنه "أكثر من جدّي ووصلنا إلى نتيجة إيجابية"، معلنًا تمسّك لبنان بالقرار 1701 "كما هو من دون أي تغيير". وأشار إلى أن هوكشتاين قال، خلال اللقاء الذي جمعهما منذ أسبوع، إنّه سيحمل الموقف الرسمي اللبناني إلى إسرائيل، ويعود إليه بجواب "بعد بضعة أيام"، الأمر الذي لم يحصل لغاية اليوم.
وكانت مصادر للحرة ذكرت بأنّ ورقة هوكستين قد طلبت تعديل نصّ مقدّمة القرار 1701 لجعله قرارًا "يهدف إلى إحلال السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل ومنع أي وجود مسلح في المناطق اللبنانية القريبة من هذه الحدود، كما طلبت توسيع النطاق الجغرافي لسلطة القرار الدولي، إلى شمال نهر الليطاني بمسافة عدة كيلومترات على أن تزيد عدد القوات الدولية العاملة ضمن قوات حفظ السلام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
غارات دامية على لبنان والاحتلال يعلن الرد على إطلاق نار
سرايا - قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش رد على إطلاق نار من لبنان الأحد، بعد أن أعلن الإعلام الرسمي اللبناني ووزارة الصحة استشهاد 4 أشخاص في غارات إسرائيلية على جنوب البلاد.
ومساء الأحد، شن الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في بلدة عيناثا في جنوب البلاد، ما أسفر عن استشهاد شخصين، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية نقلا عن وزارة الصحة.
وقال يسرائيل كاتس في وقت لاحق، إن الجيش استهدف عيناثا بعد أن أصابت "رصاصة طائشة من جنازة أحد عناصر حزب الله" الزجاج الأمامي لمركبة في بلدة أفيفيم شمال إسرائيل.
وأضاف كاتس "لن نسمح بإطلاق النار من الأراضي اللبنانية باتجاه البلدات الشمالية، وسنرد بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار".
وأورد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان "أصاب طلق ناري مركبة متوقفة في منطقة أفيفيم. ولم يتم الإبلاغ عن إصابات. ويُرجّح أن مصدر النار هو الأراضي اللبنانية".
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد شخص في غارة إسرائيلية على ميس الجبل، كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام باستشهاد شخص آخر في بلدة بنت جبيل.
وأفادت الوكالة بأن "مسيرة إسرائيلية معادية" شنّت ضربة "على سيارة في بلدة ميس الجبل ما أدى إلى سقوط شهيد".
وأضافت أن هذه هي الغارة الإسرائيلية الثالثة على جنوب لبنان خلال 24 ساعة.
وكانت الوكالة نقلت عن بيان لوزارة الصحة، أن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة ياطر أدت إلى استشهاد مواطن وجرح آخر".
وأوضحت الوكالة أن الضربة نفذتها "مسيّرة قرابة الثانية" فجرا (00,00 ت غ) على "سيارة رباعية الدفع (...) على طريق بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل".
إسرائيل تعلن اغتيال عنصرين من حزب الله
من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قضى الأحد، على عنصرين من حزب الله "كانا يهمّان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات في منطقتي ياطر وميس الجبل"، مشيرا الى أن أنشطتهما تشكّل "انتهاكا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وكثفت إسرائيل من وتيرة غاراتها في الأيام الأخيرة.
يأتي ذلك غداة استشهاد شخص السبت في ضربة طالت سيارة، بحسب وزارة الصحة، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه استهدف "شخصا من حزب الله كان يشارك في أنشطة في منطقة كفركلا في جنوب لبنان".
ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل في 27 تشرين الثاني بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.
ورغم انتهاء المهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 شباط، إلا أنها أبقت على وجودها في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد "من عدم وجود تهديد فوري".
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، حدا للأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل. ونصّ على سحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، أي على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من الحدود، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة.
وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الثلاثاء، عن العمل دبلوماسيا مع لبنان وإسرائيل من خلال ثلاث مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، من بينها الانسحاب من النقاط الخمس.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 17-03-2025 01:08 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية