الجزيرة:
2025-07-11@23:36:54 GMT

هل تتحول صحراء الجزائر إلى حقول خضراء؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

هل تتحول صحراء الجزائر إلى حقول خضراء؟

الجزائر- كشفت صور قمر اصطناعي تابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن تشكل بحيرة وسط صحراء الجزائر بمنطقة "وادي الساورة" بعد تساقط أمطار بكميات هي الأكبر منذ عقود.

وتشير الأدلة الجيولوجية والأثرية إلى أن الغطاء النباتي والأراضي الرطبة وحتى البحيرات كانت تغطي مساحات كبيرة من الصحراء الكبرى.

ومع كون الصحراء الجزائرية مصدرا لأهم الثروات الطبيعية المتجددة وغير المتجددة ومركزا لأهم المشاريع النفطية والغازية التي شكلت لسنوات موردا رئيسيا للبلاد، فإن الجزائر تسعى لتعزيز قدرات القطاع الزراعي بالمنطقة وتحويل صحراء وصفت بالجرداء إلى سلة للغذاء تسهم في تحقيق إستراتيجية الأمن الغذائي.

وقال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في وقت سابق، إن الجزائر تملك مساحات صالحة للزراعة في الصحراء تقارب 3 ملايين هكتار.

وتبلغ مساحة الأراضي المؤهلة للاستصلاح واستقطاب المشاريع الاستثمارية في الجنوب الجزائري 1.5 مليون هكتار.

ويسهم القطاع الزراعي بنسبة 18% في الناتج المحلي، بقيمة تفوق 4.74 تريليونات دينار جزائري (35 مليار دولار)، وفق تصريحات، وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، يوسف شرفة.

1.5 مليون هكتار مساحة الأراضي المؤهلة للاستصلاح واستقطاب المشاريع في الجنوب الجزائري (مواقع التواصل) ثورة زراعية في الجنوب

وأكد رئيس الغرفة الفلاحية (الزراعية) لولاية غرداية وممثل الجنوب في الغرفة الجزائرية للفلاحة، المهندس رابح أولاد الهدار، أن توجه الجزائر نحو الاستثمار الزراعي في الجنوب كان بديلا ومنفذا فرضته التغيرات المناخية وقلة تساقط الأمطار في السنوات الأخيرة في مناطق أخرى من البلاد، إضافة إلى عاملين هما المساحات الشاسعة بالجنوب وتوفر المياه الجوفية.

ورأى رابح أولاد الهدار في حديثه مع الجزيرة نت أن الجزائر تشهد ثورة زراعية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في المحاصيل الإستراتيجية، تكون فيها الصحراء الجزائرية سلة غذاء مكملة للزراعة في الشمال والسهوب والهضاب العليا.

ونوه رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية بمضي الجزائر لتحقيق الإستراتيجية ونتائجها الإيجابية، وهو ما تجسد من خلال أشكال دائرية خضراء في حقول منتشرة بالصحراء الجزائرية.

وأشار إلى أن بعض القرارات دعمت الزراعة في الجنوب الجزائري، لا سيما تقديم تسهيلات للمستثمرين المحليين والأجانب وتسهيل استيراد الأدوات والآلات المتخصصة والمتناسبة مع الزراعة الصحراوية، إضافة إلى تحفيز الفلاحين ودعم الأسمدة، ورفع قدرات التخزين بهذه المناطق وربط المزارع الجديدة بالكهرباء لآلاف الكيلومترات مع تحديد محيطات جديدة للزراعة.

ورشة مفتوحة وتجارب

وأكد رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية أن التجارب الزراعية الصحراوية أثبتت نجاحها من خلال التحكم في عوامل الإنتاج، لتقدم محصولا كبيرا على مدار السنة في زراعات هامة على غرار الأعلاف والحبوب والبقوليات.

في السياق ذاته، اعتبر أن دخول بنك الجينات حيز التنفيذ قريبا سيقدم إضافة كبيرة باعتباره يمثل خزان سلالات وأصناف نباتية متأقلمة مع مناخ المنطقة ومقاومة للأمراض تسهم في رفع الإنتاج.

ويقول ممثل الجنوب في الغرفة الجزائرية للزراعة، إن الجنوب الجزائري أصبح ورشة مفتوحة تتكون من حقول خضراء تزرع بها البطاطا والقمح ومنتجات الزراعة الصيفية والشتوية بتحكم تكنولوجي ودراسة مستدامة ومتكاملة للزراعة الصحراوية، تنعكس على التنمية المحلية وتقلل فاتورة الاستيراد.

بدوره أشار الخبير الزراعي، لعلا بوخالفة، إلى عدد من التجارب الناجحة في الصحراء الجزائرية على غرار الحبوب التي تحتل المرتبة الأولى، إلى جانب تغطية ولاية وادي سوف الصحراوية وحدها 40% من احتياجات السوق من البطاطس، منوها بإمكانية إنتاج 1800 قنطار في الهكتار الواحدة من الطماطم في الجنوب.

تسعى الجزائر إلى جعل الصحراء سلة للغذاء تسهم في تحقيق إستراتيجية الوصول للأمن الغذائي (وزارة الفلاحة) شراكات إستراتيجية

وأكد لعلا بوخالفة للجزيرة نت أن ثمة اهتماما في الجزائر باستكمال مسار تحقيق الأمن الغذائي بعدما أصبحت تلبي احتياجاتها من مختلف المواد الغذائية بنسبة 75%، بينما تبقى مرتبطة بالاستيراد في بعض المواد الإستراتيجية ذات الاستهلاك الواسع، مثل الحبوب والحليب واللحوم الحمراء.

وتطرق إلى توجه الجزائر لإنتاج ما تستهلكه من هذه المواد المستوردة حاليا والتي تكلف خزانة الدولة أكثر من 10 مليارات دولار.

وأضاف أن تحقيق الأمن الغذائي يأتي بإبرام شراكات جعلت من الصحراء مركزا لها، كالمشروع الجزائري القطري مع شركة "بلدنا" على مساحة 117 ألف هكتار بولاية أدرار، مخصصة لإنتاج الحبوب والأعلاف والحليب واللحوم الحمراء، ومشروع آخر يتم التحضير له بشراكة سعودية يهدف لإنشاء مركز زراعي تفوق مساحته 20 ألف هكتار في ولاية المنيعة متخصصة في الزراعات الإستراتيجية وتربية الأبقار الحلوب.

ويضاف إلى ذلك المشروع الإيطالي الجزائري الذي يهدف لاستغلال محيطات فلاحية تقدر بـ36 ألف هكتار على مستوى ولاية تيميمون مختص في إنتاج القمح الصلب والبقوليات ومشتقات القمح الصلب.

وتوقع الخبير أن تحقق هذه المشاريع كل الأهداف المقررة لها، وأن تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المواد المنتجة، كون الشركاء الثلاثة يمتلكون الخبرة اللازمة بتجاربهم الناجحة في هذا المجال.

وتطرق إلى توزيع أكثر من 120 ألف هكتار في الإطار الاستثمار مع توسيع المساحات المزروعة إلى 500 ألف هكتار، مما يشير إلى أن السياسة التنموية في الجنوب بدأت تؤتي ثمارها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصحراء الجزائریة الأمن الغذائی فی الجنوب ألف هکتار تسهم فی

إقرأ أيضاً:

أزمة الترحيل تصل إفريقيا.. نيجيريا ترفض أن تتحول ملجأً للمهاجرين المرحّلين من أمريكا

قال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار إن بلاده ترفض ضغوطاً تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول الإفريقية، من بينها نيجيريا، بهدف قبول مهاجرين فنزويليين مرحّلين من الأراضي الأميركية، بعضهم ممن قضوا أحكاماً بالسجن.

وأوضح توغار، في مقابلة مع قناة “تشانيل” التلفزيونية من البرازيل حيث يشارك في قمة “بريكس”، أن نيجيريا “غير قادرة على استيعاب المرحّلين الفنزويليين، في ظل تحدياتها الداخلية المعقدة”، مضيفاً: “لدينا ما يكفينا من مشاكل، ونرفض تحميلنا عبء سجناء من دول أخرى”.

وكشف وزير الخارجية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحت هذا الملف خلال استضافتها قادة خمس دول إفريقية هذا الأسبوع في البيت الأبيض، بينهم رؤساء ليبيريا والسنغال وغينيا بيساو وموريتانيا والغابون.

ووفق تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد أرسلت وزارة الخارجية الأميركية وثيقة داخلية إلى حكومات الدول الإفريقية المعنية قبل اللقاء، دعتهم فيها إلى الموافقة على “نقل كريم وآمن وفي الوقت المناسب من الولايات المتحدة” لمهاجرين من دول ثالثة، في إشارة إلى الفنزويليين وغيرهم.

وأكد مسؤولان مطلعان لـ”رويترز” أن المقترح الأميركي يشمل استقبال دول إفريقية مهاجرين ليسوا من مواطنيها، تمهيداً لترحيلهم لاحقاً أو توطينهم بشكل مؤقت، في إطار تسريع إجراءات الترحيل التي تسعى إدارة ترامب إلى فرضها منذ عودته إلى الرئاسة في يناير الماضي.

ورفض توغار المقترح قائلاً: “نيجيريا، الدولة الإفريقية الأكبر سكاناً بـ230 مليون نسمة، ليست في موقع يؤهلها لقبول مزيد من اللاجئين أو المرحّلين، خصوصاً من خارج القارة”، مشدداً على أن “الضغوط الأميركية غير مقبولة، وتتنافى مع السيادة الوطنية ومصالح البلاد”.

وتأتي هذه الخطوة ضمن تصعيد ملحوظ في سياسة ترحيل المهاجرين التي تتبعها إدارة ترامب، والتي تسعى إلى تجاوز العراقيل القانونية والدبلوماسية التي تعيق ترحيل بعض الجنسيات، عبر ترتيبات ثنائية مع دول ثالثة.

وكانت واشنطن قد أبرمت في وقت سابق اتفاقات مشابهة مع دول في أميركا الوسطى مثل غواتيمالا وهندوراس، لكنها المرة الأولى التي تحاول فيها نقل النموذج إلى إفريقيا.

يُذكر أن فنزويلا تعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة دفعت بملايين من مواطنيها إلى الهجرة، وقد رفضت حكومتها في كثير من الأحيان استقبال المرحّلين من الولايات المتحدة، ما أدى إلى تراكم ملفات ترحيل عالقة لدى إدارة الهجرة الأميركية.

مقالات مشابهة

  • الطوارئ السورية: حرائق الغابات باللاذقية امتدت على مساحة 15 ألف هكتار
  • أزمة الترحيل تصل إفريقيا.. نيجيريا ترفض أن تتحول ملجأً للمهاجرين المرحّلين من أمريكا
  • جريمة مروّعة تهزّ الجالية الجزائرية في ألمانيا... والخارجية تتحرّك
  • ترامب والرسوم على ليبيا.. عندما تتحول التجارة إلى سلاح سياسي
  • صبا مبارك تتحول من الرومانسية الناعمة لاتهامات بالخيانة في 220 يوم
  • رجل يسعى لتحويل صحارى الكويت إلى جنّة خضراء..غابة بعد أخرى
  • السيطرة على حريق اجتاح 3300 هكتار من الغابات الإسبانية
  • وزير الزراعة: تقديرات أولية تشير إلى احتراق 15 ألف هكتار في اللاذقية
  • وزير الفلاحة يتعهد بعدم هدم السكن الجامعي لطلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة
  • مدرسة ومساحات خضراء.. توجيه حكومي لإنقاذ نادي الفروسية