عربي21:
2024-12-31@23:00:12 GMT

كيف تُغير الانتخابات الأمريكية وجه العالم؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

كيف تُغير الانتخابات الأمريكية وجه العالم؟

يترقب العالم يوم الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لمعرفة ما تؤل إليه الانتخابات الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، لما له أثر على القرارات العالمية، في وقت تتصاعد فيه الأزمات ما بين حرب عزة وأوكرانيا وروسيا وغيرها من الصرعات.



وفي شباط / فبراير 2023، فاجأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الجميع بزيارته لكييف في لحظة كان صوت صفارات الإنذار يعلو، معلناً خلالها أن "أمريكا تظل منارة للأمل"، فإما أن تحمل كمالا هاريس، في حال فوزها، راية الاستمرار في نهج بايدن ودور الولايات المتحدة العالمي، أو يعود دونالد ترامب ليضع رؤية جديدة تقوم على تعزيز المصالح الداخلية لأمريكا.

وفي تحليل لـ ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في شبكة "بي بي سي"، أكدت أن العالم قد ينتظر تغيرات عقب انتهاء الانتخابات الأمريكية، أي كان الفائز بالوصول إلى البيت الأبيض.


التأثير على الناتو
أبرز ما يقلق الأوروبيين هو موقف ترامب العدائي من حلف الناتو، حيث أشار مراراً إلى احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من الحلف، ما يثير مخاوف عديدة، حيث تمثل ميزانية الدفاع الأمريكية ثلثي إنفاق الحلف العسكري، كما تتفوق ميزانيتها على أكبر عشر دول مجتمعة.

وعلى الرغم من أن ترامب دفع بعض الدول لرفع مساهماتها الدفاعية، إلا أن تصريحاته تهدد تماسك التحالف، على الجانب الآخر، من المتوقع أن تواصل هاريس سياسة بايدن الداعمة للناتو مع استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا، لكن قد تواجه عقبات إذا سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ.


الدور العالمي للولايات المتحدة
في هذا السياق، ترى إحدى عضوات مجموعة الأزمات الدولية، كومفورت إرو، أن دور الولايات المتحدة كوسيط أصبح محدوداً في ظل زيادة التنافس بين القوى الكبرى.

وتعتبر أن ازدواجية السياسة الأمريكية تبدو واضحة، فهي تدين تدخل روسيا في أوكرانيا، بينما تلتزم الصمت حيال أزمات أخرى، مثل غزة. وإذا فازت هاريس، يتوقع أن تستمر السياسة الحالية، بينما قد يسعى ترامب لصفقة جديدة مع موسكو على حساب كييف، مع دعم أكبر لإسرائيل في قضايا الشرق الأوسط.

ويحتمل أن تعزز هاريس التزامها بمساعدة المدنيين في النزاعات، بينما قد يميل ترامب إلى التركيز على اتفاقيات أبراهام، والتي تسعى لإرساء تطبيع إقليمي.


التجارة مع الصين
يعتبر الباحث رانا ميتر أن فرض ترامب رسوم جمركية جديدة على الصين قد يشعل أزمة اقتصادية عالمية. يرى ميتر أن الاتجاه العام لدى الحزبين في أمريكا صار أكثر تشدداً تجاه الصين، ومع ذلك قد تكون هاريس أكثر استقراراً في نهجها، بينما يُتوقع أن يتخذ ترامب خطوات غير متوقعة، سواء عبر تشديد أكبر أو انفتاح.

التغير المناخي
مع تزايد المخاوف حول تغير المناخ، ترى ماري روبنسون، الرئيسة السابقة لإيرلندا، أن المسألة أصبحت مصيرية في الانتخابات المقبلة. من المتوقع أن يحاول ترامب، المعارض لسياسات المناخ، إبطاء التوجهات الخضراء، وربما الخروج مجدداً من اتفاقية باريس. بينما هاريس تركز على استمرارية التحول إلى الطاقة النظيفة والعمل مع أكبر الدول المسببة للانبعاثات.

المساعدات الإنسانية
ويرى المسؤول السابق في الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أن القيادة الأمريكية في المجال الإنساني مهمة بقدر قوتها العسكرية والاقتصادية. أشار إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترامب كانت تميل للانعزالية، مما خلق فجوة في المساعدات الدولية. وبينما كانت الولايات المتحدة أكبر مانح للأمم المتحدة عام 2022 بمبلغ 18.1 مليار دولار، فإن سياسات ترامب السابقة مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية أثارت تساؤلات حول التزامها المستقبلي. يرى غريفيث أن النهج الإنساني الحقيقي يتطلب من الولايات المتحدة أن تتعامل بجدية مع الأزمات وتضع حياة المدنيين في المقدمة، خاصة في مناطق الصراع مثل الشرق الأوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب هاريس بايدن الولايات المتحدة الولايات المتحدة بايدن الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ماذا سنشهد حول العالم في عام 2025؟

شهد هذا العام عددا غير قليل من التطورات الجيوسياسية الزلزالية مثل انضمام السويد التي ظلت محايدة لفترة طويلة إلى حلف الناتو وتوغل القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي والضربات الإسرائيلية في إيران ولبنان وانتخاب دونالد ترامب وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا وعزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بعد فترة قصيرة من إعلانه الأحكام العرفية.

كما شهد عام 2024 أيضًا استمرار اتجاهات طويلة الأمد ليست أقل أهمية بداية من التحسين المستمر للذكاء الاصطناعي وإلى الانقسام المتزايد للعالم إلى تكتلات والتهديد المتنامي للتغير المناخي (عام 2024 هو الأشد حرارة على الإطلاق).

وكما يقال، من الصعب التنبؤ بأحداث المستقبل. لكن للحصول على نظرة ثاقبة لما تخفيه السنة الجديدة جلست خلال ديسمبر إلى مجموعة من الزملاء الباحثين بمركز العلاقات الخارجية لأسألهم عما يترقبونه في عام 2025.

يبدو أن الشرق الأوسط يتأهب للهيمنة على عناوين الأخبار. فهل تُوحِّد سوريا ما بعد الأسد جماعاتِ المعارضة المتباينة أم تظل دولة فاشلة ولكن تحت حكم الإسلاميين هذه المرة؟ مصير سوريا لن يحدِّد فقط مستقبلَ شعبها الذي يبلغ عدد أفراده 23 مليون نسمة ولكن له أيضا تأثير مهم على جيرانها المباشرين تركيا والعراق والأردن ولبنان وإسرائيل.

أما بالنسبة لإيران فعام 2025 سيكون العام الذي تسابق فيه الزمن لتطوير قدرة نووية فعلية. فمن جهة تميل طهران في أوقات الأزمة مثل وقتنا الحالي إلى تجنب الاستفزازات. لذلك قد تسعى إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة خصوصا قبل إعادة فرض العقوبات الأوروبية. ومن جهة أخرى نظرًا لأن إيران شهدت إضعاف حماس وحزب الله وفقدان سوريا وعجز قدراتها الصاروخية (ضد دفاعات إسرائيل والولايات المتحدة وشركاء غربيين آخرين) وتدمير دفاعاتها الجوية (بواسطة ضربات إسرائيل الأخيرة) قد يدفعها كل ذلك أكثر من أي وقت مضى إلى تطوير الرادع المطلق (السلاح النووي-المترجم).

ثم هنالك عامل إسرائيل. فالقادة الإسرائيليون مفعمون بالثقة بعد تجاهلهم المناشدات بإنهاء الحرب في غزة وتهدئة المواجهات العسكرية مع إيران وحزب الله. وقد تدفعهم النشوة والجرأة إلى أن يقرروا بأن العام الجديد هو عام ضرب البرنامج النووي الإيراني والعودة به سنواتٍ إلى الوراء.

ماذا يحمل العام الجديد لميدان حرب آخر هو أوكرانيا؟ ربما وعد ترامب بإنهاء الحرب هناك. لكن تظل الحقيقة هي أن الرؤيتين الأوكرانية والروسية للتسوية تختلفان بشدة ولم يُبد الرئيس فلاديمير بوتين اهتماما يُذكر بالمفاوضات الجادة. وبدلا من أن ينتهي الصراع هناك في عام 2025 من المحتمل جدًا أن يتصاعد. ففي ديسمبر اغتال عميل أوكراني جنرالا روسيا رفيعا. وفي وقت سابق هدد بوتين باستهداف مراكز اتخاذ القرار في كييف بصاروخ باليستي جديد. لكن خلال العام الجديد من المرجح أن يواجه بوتين مشاكل محلية متزايدة. فالبنك المركزي الروسي توقع نموا بنسبة 0.5% إلى 1.5% في عام 2025 وذلك انخفاضا من 3.5% إلى 4% في عام 2024. ويوحي ذلك بأن ازدهار فترة الحرب ربما بلغ نهايته.

هنالك سؤال ذو صلة وهو إلى أي مدى الصين مستعدة لدعم شراكتها «غير المحدودة» مع روسيا. لم يُبدِ الرئيس الصيني شي جين بينج إدانة تذكر لحرب روسيا في أوكرانيا (بل بالعكس الصين تؤيد روسيا وتزودها بتقنية عسكرية حيوية). لكن 2025 قد يكون العام الذي ستظهر فيه شروخ طفيفة في وحدة مواقف هاتين القوتين المناهضتين للنظام العالمي الحالي مع محاولة كل منهما عقد صفقات مع ترامب. وستصبح القيود التي تحد من تحالفهما أكثر وضوحا.

ستظل الصين مشغولة بتايوان. ففي ديسمبر أجرت أكبر تمرين عسكري بحري لها خلال عقود. وبدا أن القصد من التمرين الذي شاركت فيه ما يقرب من 90 سفينة بعث رسالة بأن بكين تملك القدرة على حصار الجزيرة ومنع حلفاء الولايات المتحدة من القدوم لنجدتها.

عودة ترامب لها جانبان بالنسبة لتايوان. فمن جهة وعد الرئيس المنتخب بتصعيد منافسة الولايات المتحدة مع الصين. ومن جهة أخرى يبدو أنه لا يُكِنُّ وُدَّا للجزيرة الديمقراطية (تايوان) وانتقد نجاحها في التحول إلى مركز لصناعة أشباه الموصلات على حساب الولايات المتحدة وفقًا لاعتقاده.

فكر الرئيس جو بايدن في الدفاع عن تايوان إذا غزتها الصين. أما ترامب فأشار إلى أنه سيفرض رسوما جمركية على الصين بدلا عن ذلك.

أكبر أزمة إنسانية في العالم في اللحظة الراهنة هي الحرب الأهلية في السودان والتي ظلت محتدمة منذ ربيع 2023. ومن المتوقع أن تزداد سوءًا مع استمرار تدخل القوى الخارجية. في بلدان أخرى في القارة الإفريقية من المفيد أن نراقب الصراع الذي يشتعل ببطء في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا والتمرد المزمِن لجماعات الإسلاميين المسلحة في شمال نيجيريا ورئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين والانتخابات المضطربة التي من المتوقع إجراؤها في العام القادم بكل من ساحل العاج وتنزانيا والكاميرون.

إلى ذلك، بلدان أمريكا اللاتينية التي تصارع لاستيعاب 20 مليون مهاجر مُبعَد قسرا تستعد لهجرة متجددة من فنزويلا مع تمسك نيكولاي مادورو بالرئاسة على الرغم من نتائج انتخابات 2024.

على هذه الخلفية الجيوسياسية هنالك اتجاهات اقتصادية مثيرة للقلق مثل التوتر المحتمل بين ترامب والبنك المركزي الأمريكي وأثر الرسوم الجمركية على الصين وعلى حلفاء وشركاء الولايات المتحدة والردود الانتقامية المتوقعة والمسار غير المستدام لعجوزات الولايات المتحدة ومديونيتها. تتصاعد كل هذه الاتجاهات في تزامن مع توقع الأسواق أفضل النتائج في العام الجديد.

تشترك في بعض هذه المخاوف مجموعة من حوالي 25 من قادة الأعمال قابلتها في اجتماع عقد في بداية ديسمبر كجزء من «حلقة الرؤساء التنفيذين» التي ينظمها مركز العلاقات الخارجية. لقد عبّروا عن قلقهم من الرسوم الجمركية والصدام المحتمل مع البنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) والتنافس الجيوسياسي المتصاعد مع الصين. كما عبّروا أيضا عن عدم الارتياح من التغييرات في سياسة الهجرة بالولايات المتحدة والتي يمكن أن تقلص حجم العمالة.

لكن إجمالا كان رؤساء الشركات الكبرى متفائلين على نحو ملحوظ تجاه الاقتصاد الأمريكي ويتوقعون استمرار النمو القوي وانخفاض البطالة وهبوط معدلات الفائدة وتدني أسعار الطاقة، هذا إذا لم نذكر تقليل الإجراءات وضوابط منع الاحتكار في ظل إدارة ترامب.

هنالك مصدر آخر للتفاؤل وسط قادة الأعمال ويتمثل في الميزة التي تتمتع بها الولايات المتحدة في التقنيات الأحدث وخصوصًا الذكاء الاصطناعي. لقد عبّروا عن أملهم بأن تحقق الإدارة الأمريكية القادمة التوازن الدقيق بين ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وتشجيع الابتكار.

بالطبع إذا كان الماضي تمهيدا ومقدمة لما سيأتي سيكون العام الجديد مليئا بمفاجآت لم يتوقعها أحد بعضها جيد وبعضها سيئ. ومن المؤكد أن العبارة المتداولة والقديمة «تَوَقَّع ما هو غير متوقَّع» ستظل صحيحة في عام 2025.

مقالات مشابهة

  • الموت يحاصر نازحي غزة بينما العالم يحتفل بالعام الجديد
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٥- ١٠)
  • ماذا سنشهد حول العالم في عام 2025؟
  • القيادة تعزّي رئيس الولايات المتحدة في وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر
  • القيادة تعزّي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق
  • رئيس وزراء جورجيا يعلن استعداد حكومته"لإعادة ضبط العلاقات" مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • لماذا يمكن أن تتقدم الولايات المتحدة في حرب التعريفات الجمركية؟
  • أدت لتأخر وإلغاء آلاف الرحلات الجوية.. عواصف ثلجية وأعاصير تضرب أجزاء واسعة من الولايات الأمريكية
  • فريق ترامب قد يستخدم القواعد العسكرية الأمريكية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين
  • قبل تولي ترامب.. الولايات المتحدة رحلت 61680 جواتيماليا