كونتي يريد قيادة نابولي لاستعادة لقب الكالتشيو والمجد القاري
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
واصل نابولي -متصدرا ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم- سلسلة عدم الخسارة الرائعة بفوزه على مضيفه ميلان اليوم الثلاثاء، وبينما لم يعد بوسع أنطونيو كونتي مدرب نابولي تجاهل الحديث عن الفوز باللقب، فإن العودة إلى منافسات البطولات الأوروبية تظل الهدف الرئيسي.
ويعني فوز نابولي 2-صفر في ملعب سان سيرو أن الفريق خاض 9 مباريات متتالية في الدوري دون هزيمة، ووسع الفارق في الصدارة إلى 7 نقاط أمام إنتر ميلان الذي يحل ضيفا على إمبولي اليوم الأربعاء.
وبعد فشل نابولي في الدفاع عن لقبه في الموسم الماضي، وتراجعه في الترتيب الذي جعله يغيب عن جميع البطولات القارية هذا الموسم، فإن كونتي يحاول إحداث بعض التوازن في توقعات النادي.
وأبلغ كونتي منصة "دازون" الخاصة بالدوري الإيطالي "لا أحد يختبئ. نرى بشكل واقعي ما نفعله هذا العام".
وتابع "حققنا نتائج مذهلة وغير متوقعة بعد 10 مباريات. حتى إن أكثر الأشخاص جنونا لم يكن ليتوقع ذلك. لكننا ما زلنا على أرض الواقع. نعرف هدفنا وهو العودة إلى أوروبا. ولكن هناك 5 أو 6 فرق لديها الفكرة نفسها. الفوز في نابولي سيكون أمرا لا يصدق. أعطينا أنفسنا 3 سنوات (للبناء). نحن نعيد بناء شيء ما وهذا يتطلب وقتا".
وبعد هذه البداية الرائعة، يدرك كونتي أنه سيكون من الصعب منع جماهير نابولي من التفكير في تحقيق لقب آخر.
وأضاف كونتي "نحاول إشباع أحلام الجماهير، لكننا بحاجة إلى تحقيق التوازن. لقد تابعنا مشجعونا بشغف حتى اليوم، ومن الطبيعي أن يحلموا. يجب أن نكون مستعدين عندما نتعرض لبعض الانتكاسات.. نريد أن نجعل مشجعي نابولي فخورين بهذا الفريق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدوري الإيطالي الدوري الإيطالي
إقرأ أيضاً:
ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور
عندما يحتفي الناس بالدكتور الترابي و بذكائه و فقهه ، نذكر أن كثيراً من هذه الصفات و الفتاوي الخاصة به قُتلت بحثاً و نقاشاً. و ربما لأن طلابه مشغولون بإسترداد ملكهم الضائع يلوح لي أنّ كثيراً من أفكاره قد اندثرت أو وُضعت في ركنٍ بعيد و لِما فيها من الغرابة
و الشذوذ.
كان الترابي رجلاً مؤثراً و صاحب قدرة قاهرة على إشغال الناس. الأذكياء من طلابه لم يستسيغوا شذوذه الفقي و أكثر هؤلاء كانوا من الذين خرجوا عليه و تحالفوا مع الرئيس البشير في صراع السلطة و النفوذ في الرابع من رمضان. و عامة طلابه كانوا ممّن تهيأوا لأن يفدوه بحياتهم ، لكنهم عجزوا عن فهم
كثير من الأفكار التي دعا لها الترابي و بالتالي عاد الجميع إلى منهج الشيخ حسن البنا السهل الواضح الذي يحفظ رابطة الأخوة و أموال الدعم من الممولين العرب و العجم. أفكار الترابي أخذت من وقته و جهده الكثير. و لم يُبدِ كثير من طلابه استعداداً لمواصلة الصراعات حول الأفكار خاصة مع خصم قويّ مثل السلفيين و هم أهل جلَد في ذلك. يوماً قال الترابي متبرماً في سياق رد على سؤال في ندوة له بسبب إنكاره لحديث الذبابة : ما هذه الذبابة التي تطاردني حول العالم ، إذا ذهبت إلى أوربا أو أي بلد في العالم فلا يسألوني إلا عنها ؟
في ذكرى رحيل الترابي لا بد من تذكر دوره في الحرب و السلام. في إحدى صفحات صراعه مع البشير و محاولته لإظهار القدرة على إحداث أكبر قدر من الدمار و الضرر لهز عرش الذين اختطفوا منه الكرسي ؛ أوقد الترابي حرب دارفور بعد فترة قليلة من طرده من السلطة. و ربما تلبست الرجل روح النمروذ حينها عندما صرخ : ( أنا أحيي و أميت ) ، فأوعز إلى ثلة من طلابه الإسلاميين بإصدار الكتاب الأسود تهيئة للإقليم لحرب هامش كبيرة.
ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور و ليس عن عبقريته الفطرية. فالرجل كان عبقرياً عندما استلف أفكار خصومه في الحركة الشعبية و أشعل الحريق الكبير الذي امتد لاحقاً ليشتعل في كل الأرض السودانية. الكتاب الأسود كُتب بواسطة طلابه حيث ثم توثيق دور د.خليل إبراهيم في كتابة و نشر الكتاب ثم تهيئة الوضع للحرب بما فيه التحشيد القبلي و البحث عن التمويل. طبعا غاب عن عبقرية الترابي أن الحريق الدارفوري لا يمكن التحكم فيه و أن “جرعة التحريض” الكائنة في الكتاب أوقدت مشاعر الطلب في مكونات قبلية أخرى فانفجرت حركات التمرد يمنة و يسرى و راح مئات الآلاف ضحايا تلك المغامرة المحسوبة بإهمال لتكون تحديّاً إسلامياً مُتحكماً فيه لحكم البشير.
اليوم قد رحل البشير و ما زالت دارفور تنزف . و لقد أشعلت العبقرية الشيطانية التي كتبت ذلك الكتاب نيراناً ظلّت عصية على الإطفاء خلال العقود.
و لقد “شرعن” الكتاب إلحاق الدارفوريين بشعوب الهامش السوداني و أعطاهم
دافعاً لحمل السلاح ضد الدولة أقوى من كل كلمات و محاضرات د.جون قرنق. لقد تفوق الترابي على جون قرنق في ميدانه و بزّه في استخدام وسائله.
الاحتفاء الجدير بالإهتمام بإرث الترابي يقتضي من طلاب الرجل ذكر دوره في تحويل دارفور من أرض وادعة إلى كرة من اللهب. فلقد ظهرت أصابع كثير من طلابه في مفاصل حرب دارفور مثل د.خليل . و ما زالت هناك شهادات لم يسمعها الشعب كشهادة رئيس حزب المؤتمر الشعبي الرجل الدارفوري و الإسلامي المقرب للترابي : د.علي الحاج و غيره من المريدين. فمزاج الحرب و الثأر في السودان لا يجعلنا نطلب في ذكرى رحيل الترابي إلا عن دوره في إشعال حريق ضخم كدليل على الذكاء و القدرة على الإنتقام.
عمار عباس