تسلقوا الأشجار للنجاة.. فيضانات مفاجئة تقتل العشرات في فالنسيا
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
في تحديث جديد لعدد الضحايا، أعلنت السلطات الإسبانية، الأربعاء، أن حصيلة القتلى من جراء الفيضانات العارمة في البلاد ارتفعت إلى 63، على الأقل.
وكانت السلطات قالت في وقت سابق الأربعاء، إن ما لا يقل عن 51 شخصا لاقوا حتفهم جراء سيول مفاجئة ضربت منطقة فالنسيا بشرق إسبانيا، بعد هطول أمطار غزيرة، الثلاثاء غمرت الطرق والبلدات بالمياه.
وأظهرت عشرات مقاطع الفيديو، التي جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الليلة الماضية، أشخاصا محاصرين وسط مياه السيول مع اضطرار بعضهم إلى تسلق الأشجار كي لا تجرفهم المياه بعيدا.
وقال كارلوس ماثون الحاكم الإقليمي لفالنسيا في مؤتمر صحفي إن أشخاصا ما زالوا معزولين في مناطق يصعب الوصول إليها، بحسب ما أوردت "رويترز".
وحثت خدمات الطوارئ المواطنين على تجنب التنقل برا، ومتابعة أي تحديثات تصدر عن مصادر رسمية.
وألغيت رحلات القطارات إلى العاصمة مدريد وبرشلونة بسبب السيول، وجرى تعليق الدراسة وتوقفت الخدمات الأساسية في المناطق الأشد تضررا.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية حالة التأهب القصوى في فالنسيا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
“أشجار السدر” بنجران.. ارتباط وثيق بذاكرة الإنسان والمكان
المناطق_واس
تحتل “أشجار السدر” مكانة بارزة في حياة الإنسان وهوية المكان بمنطقة نجران، ضاربة بجذورها أعماق التاريخ، وتمنح المشاهد سرديات الخضرة والجمال والصمود، متجاوزة كونها مصدرًا للأكسجين أو مأوى للكائنات الحية، ومصدرًا للغذاء والعلاج والصناعة، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية التي ارتبطت بذاكرة السكان المحليين قديمًا وحديثًا.
وتشكل “أشجار السدر” بمنطقة نجران مصدرًا بيئيًا يسهم في تنقية الهواء، ويعزز الغطاء النباتي ويكافح التصحر، ويقلل التلوث، ويعزز حضورها جودة الحياة، وبهيبتها معلمًا بيئيًا لتعلم البقاء والصمود، وتحتضن كذلك مساحات ظلالها الوارفة أماكن الفرح والاجتماع والشعر والتعلم قديمًا، ويقصدها محبو الطبيعة والتنزه والتأمل، فهي الذاكرة الممتدة والصورة الحية التي لا تمحى من الوجدان الإنساني.
أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمنطقة نجران لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر 8 أبريل 2025 - 11:31 صباحًا “الأرصاد” ينبّه من أمطار ورياح نشطة على منطقة نجران 5 أبريل 2025 - 3:34 مساءًوأوضح لـ”واس” مدير فرع المركز الوطني للغطاء النباتي ومكافحة التصحر بمنطقة نجران ماجد آل سالم أن شجرة السدر من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة ذات التفرعات الكبيرة ويصل ظلالها لأكثر من 15 مترًا، وتزهر مرتين في السنة خلال فصلي الصيف والشتاء، وثمارها ذات مذاق حلو، وتنتشر في المنطقة بالمواقع الجبلية والأودية والقرى، حيث تتميز الأشجار التي بالأودية والقرى بأن تكون أوراقها دائرية وكبيرة، أما الجبلية تكون ورقتها صغيرة ومدببة، ونموها أبطأ من سدر الوادي.
وأشار إلى أن أشجار السدر تنتشر في مدينة نجران ومحافظات ثار، وحبونا، وبدر الجنوب، وتُعد من أفضل الأشجار لمكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي، وذلك لكبر حجمها وطول عمرها، الذي يصل لمئات السنين، وكذلك لفوائدها الغذائية والصحية والصناعية للإنسان، وتتخذها الحيوانات والطيور مأوى، ومصدرًا للغذاء، وتعتبر ملاذًا طبيعيًا لعشاق الرحلات البرية والمتنزهين لقضاء أوقات من الاسترخاء والترفيه تحت ظلالها الوارف.
وأكد آل سالم حرص المركز الوطني للغطاء النباتي ومكافحة التصحر على الإكثار من زراعة أشجار السدر بالمنطقة لملائمتها للبيئة المحلية، فتم زراعة أكثر من 100 ألف شتلة سدر في مواقع مختلف بمدينة نجران ومحافظاتها الشمالية، خلال الأربع سنوات الماضية، وكذلك زراعة 60 ألف شتلة سدر خلال العام الماضي، في المدينة الجامعية، والمتنزهات الطبيعية، كما وقع المركز خلال العام الجاري مذكرات تفاهم مع جامعة نجران، وشركة أسمنت نجران، والتعليم، والهلال الأحمر، والحرس الوطني، تهدف إلى زراعة 250 ألف شتلة خلال العام الجاري.
ولفت النظر إلى أهمية المحافظة على أشجار السدر المعمرة من الاحتطاب والقطع، التي تكثر في أودية “الجزم” بمحافظة ثار، و”موعاه” بمركز هداده، وفي وادي “عرقان”، و”ذي حباب”، والعديد من المواقع بمدينة نجران، التي يصل أعمار بعضها لمئات السنين، مبينًا أن المركز يقوم حاليًا على مشروع يستهدف إنشاء حواجز خرسانية لعدد من الأشجار الواقعة في الأودية لحمايتها، وكذلك حصر أعداد “أشجار السدر” وتقدير أعمارها، بالإضافة إلى وضع لوحات ارشادية تحوي معلومات عن الشجرة وتاريخها الزمني.
بدوره تحدث رئيس جمعية نجران الخضراء رفعان آل عامر عن جهود الجمعية في تعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمنطقة واستزراع الأشجار التي تلائم البيئة المحلية ومنها أشجار السدر، التي تٌعد من أفضل الأشجار الشوكية، وذلك لتأقلمها مع البيئة المحلية وسرعة نموها، وقلة استهلاكها للمياه، مشيرًا إلى أن الجمعية ضمن جهودها قامت باستزراع أكثر من 45 ألف شجرة سدر، خلال السنتين الماضيتين، على الطريق الرئيسي لـ “نجران- الرياض”، وفي المتنزهات الوطنية، كما تعمل على زراعة أكثر من 15 ألف شجرة سدر خلال عام 2025.
وأشار آل عامر إلى أهمية شجرة السدر في المورث الشعبي للمملكة بما فيها منطقة نجران، التي ارتبطت البيئة المحلية بها ارتباطًا وثيقًا كونها من أهم الأشجار الشوكية لما تتمتع به من خواص بيئية استفاد منها الإنسان قديمًا في بناء أسقف البيوت الطينية القديمة، وصناعة الأواني المنزلية، وأيضًا في الزراعة وحرث الأراضي، ونقل المياه، والعلاج والتجميل القديم المستخلص من ثمارها وأوراقها مثل الحناء.
من جانبه أفاد المواطن أحمد محسن اليامي في العقد الثامن من عمره أن شجرة السدر التي تجاور بيتهم الطيني القديم تعد من الرموز الطبيعية التراثية بالقرية، ويقدر عمرها بأكثر من 120 عامًا، لتشكل رمزًا بيئيًا يمثل الصمود والسلام، مرتبطة بالمكان والإنسان، وحالها حال الكثير من “أشجار السدر” أو ما يسمى محلياً بـ ” العلب”، التي تحمل أسماء الأشخاص، ويستدل على الأماكن من خلالها، وتشكل جزءًا من تاريخ وهوية المكان، والموروث الشعبي للمنطقة، موضحًا أن من أشهر السدر المعمرة بالمنطقة “سدرة موقع الأخدود الأثري”، حيث كانت ومازالت مقصدًا للزوار للتعرف على معالم الموقع الأثري.