هل يتخلى حزب الله عن غزة ويفاوض إسرائيل؟ الإجابة في 7 نقاط
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
كثر الحديث مؤخرا عن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مما يمنح إسرائيل فرصة للاستفراد في قطاع غزة، كما كانت تأمل منذ بدء الحرب على القطاع قبل أكثر من عام.
1/ ماذا قالت المصادر الإسرائيلية؟ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات مجددا اليوم لبحث إبرام اتفاق ينهي الحرب على الجبهة اللبنانية.
وكان موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي قد ذكر أن آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن سيزوران إسرائيل غدا الخميس، في مسعى لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان.
تزامنت تلك الأنباء مع ما نقله موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين اعتقادهم أن حزب الله "أصبح أخيرا على استعداد للنأي بنفسه عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة".
ووفقا لأكسيوس، فإنه يمكن التوصل إلى اتفاق ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله في غضون أسابيع.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث مع وزراء وقادة الجيش وأجهزة المخابرات الصفقة المحتملة.
2/ ما تفاصيل الصفقة؟وفقا لموقع أكسيوس ينص الاتفاق على:
إعلان وقف إطلاق نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يوما. الاتفاق مبني على إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال الليطاني بعيدا عن حدود إسرائيل خلال الفترة الانتقالية. ينشر الجيش اللبناني خلال الفترة الانتقالية نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل. يسحب جيش الاحتلال قواته تدريجيا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود خلال الفترة الانتقالية. 3/ هل جرت لقاءات بشأن الصفقة المزعومة؟في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري التقى في العاصمة اللبنانية بيروت هوكشتاين ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله والمكلف من قبله بالتفاوض في إطار مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.
وقال هوكشتاين إن زيارته تهدف لوضع أسس لإنهاء هذا النزاع من خلال تطبيق القرار 1701 "بعدل وشفافية"، مؤكدا أن مستقبل لبنان وربطه بالنزاعات لا يمكن أن يكون في مصلحة اللبنانيين.
ومن المقرر أن يزور هوكشتاين تل أبيب غدا الخميس.
4/ ماذا قال حزب الله؟ردّ محمود القماطي -نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله- على الحديث الأميركي والإسرائيلي عن الصفقة والترويج لها بأن الحزب لم يصله "أي مشروع أو مبادرة سياسية بشكل رسمي".
ووفقا للقماطي، فإن أولوية حزب الله هي الميدان الآن، مشددا على أن "حزب الله لا يقبل بأي تفاوض تحت النار" مطالبا بوقف العدوان قبل بحث أي قضية سياسية.
وقد عبر عن موقف الحزب سابقا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم عندما أكد في أحد خطاباته أن حزب الله طالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لوقف إطلاق النار على إسرائيل.
وأكد أن "إسرائيل ومن وراءها يقاتلون ويرتكبون المجازر، ونحن في وضع يتطلب أن نتخذ موقفا"، مشيرا إلى أنه لا يمكن فصل لبنان ولا المنطقة كلها عن فلسطين.
5/ هل يمكن فصل المسارين؟منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، اتخذ الحزب قرارا بدعم المقاومة في غزة، ولم يقبل الحزب وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق في غزة ووقف إطلاق النار فيها.
وقد دفع الحزب ثمنا باهظا لموقفه هذا، تمثل في اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله وجزء كبير من الصف القيادي الأول في الحزب.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله عن مصادر أن الحزب يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول إن ما تقوم به المقاومة هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة "الدفاع عن لبنان" ولم يقدّم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة.
كما تشير إلى أن الحزب لا يرى بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة، كما أن مثل هذا الموقف يتعارض مع كل بنيته العقائدية وتفكيره السياسي، ومعرفته الوثيقة بالترابط الحقيقي بين كل الجبهات المتعلقة بالمقاومة ضد العدو.
6/ لماذا تريد إسرائيل فصل المسارين؟وفقا للدكتور وليد عبد الحي الكاتب والباحث الأكاديمي الأردني، فإن إسرائيل لا تميل للتفاوض مع "كتلة عربية" بل مع كل طرف لوحده، فالتجزئة هي الفكرة المهيمنة في عقل المفاوض الإسرائيلي، ومن المؤكد أن التفاوض الفردي مع كل دولة يجعل تأثير ميزان القوى أكثر من نتائج التفاوض مع كتلة.
ووفقا لعبد الحي، فإن إسرائيل حاليا تسعى لأن تضع الموضوعات المهمة لها أولا وهي موضوع الرهائن، وتدمير المقاومة، وفصل مسار غزة عن المسار اللبناني أو اليمني أو حتى العراقي -فالأمن هو أولويتها الأولى- ثم ستبحث بقية الموضوعات طبقا لجدولها.
ويرى أن الاختبار الأكثر أهمية لمحور المقاومة ومدى التزامه هو في الأسابيع القادمة وبخاصة بعد الانتخابات الأميركية، وضرورة تأكيد الربط الذي لا تنفصم عراه بين جبهات المحور، فإسرائيل ستعمل على العودة لتكتيك التجزئة بالقول بوقف إطلاق النار في لبنان، ثم نبحث في موضوع غزة.
7/ لماذا كثر الحديث عن وقف الحرب الآن؟وصفت وسائل إعلام عبرية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري بـ"أكتوبر الأسود"، نظرا لعدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعترف الاحتلال بمقتل 80 جنديا ومستوطنا بنيران المقاومة على مختلف جبهات القتال، منذ بداية الشهر.
ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية -التي تنقل عن مصادر وصفتها بالمطلعة- فالمستويات الأمنية والعسكرية في إسرائيل، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، باتوا يفهمون أن الجيش أصبح منهكا، خاصة أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة حقق ما يصفونه بإنجازات عسكرية واستخباراتية مذهلة، ولذلك هم يرون أن الفرصة باتت حقيقية حاليا للتوصل لصفقة يتم من خلالها إعادة الأسرى من أسر حماس وإنهاء الحرب بغزة والشمال.
كما ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه إذا استمرت الحرب لفترة طويلة، فسيكون من الصعب تحقيق أكثر بكثير مما تم تحقيقه بالفعل، في حين أن البقاء لفترة مطولة داخل غزة ولبنان يزيد من خطر التشابك وزيادة الخسائر المختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات وقف إطلاق النار فی فی لبنان حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
في ظل الضغوط الدولية والداخلية.. هل يتخلى حزب الله عن دعم المقاومة لتبريد الجبهة اللبنانية؟
تواصل الضغوط الداخلية والدولية الدفع بحزب الله، في لبنان، للقبول بالمبادرة الأمريكية لوقف القتال على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، ولكن الحزب لا يزال متمسكا بموقفه الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، من واقع ما يؤكده الأمين العام الحالي للحزب، نعيم قاسم، من أن العمليات التي ينفذها مقاتلو حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي تأتي في إطار دعم المقاومة الفلسطينية، وأنها ستتوقف بمجرد توقف العدوان، مع التزام الحزب بتوحيد الجبهات (وحدة الساحات) ضد الاحتلال، سيرا على نهج الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله.
وفيما تواجه المقاومة الفلسطينية منذ أكثر من عام هجومًا عسكريا شرسا أوقع ما يزيد على 150 ألف ضحية بين شهيد وجريح، يبدو أن الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي قد توافقا على ضرورة فصل المسارين اللبناني والفلسطيني، تعتمد على تفضيلهما التفاوض مع أطراف منفردة بدلاً من كتل أو تكتلات عربية، ما يسهل عليهما تحقيق مكاسب تفاوضية، وهو ما يظهر من واقع التحركات الأمريكية الدبلوماسية الأخيرة لتكريس هذا الفصل، خاصة مبادرة وقف إطلاق النار التى ناقشتها السفيرة الأمريكية في لبنان، مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري.
يبدو أن المبادرة الأمريكية تسعى إلى تفعيل هذا القرار كوسيلة لتحقيق تهدئة مستدامة على الجبهة اللبنانية، مع التركيز على إبقاء الصراع الفلسطيني في معزل عن أي امتداد إقليمي، ما يعكس الرغبة الأمريكية في فصل المسارين اللبناني والفلسطيني، ويشير إلى دفع واشنطن باتجاه تسوية تُعلي المصلحة اللبنانية وفقاً لوجهة نظرها، في إطار خطة أوسع تهدف إلى الحد من تأثير إيران الإقليمي وتقليل التوترات في المنطقة.
وسط أجواء متفائلة بإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، تبرز تحليلات تشكك في إمكانية تحقيق هذا الهدف قريبا. يرى بعض المحللين أن قادة الاحتلال الإسرائيلي قد لا يجدون التوقيت مناسبا لإبرام الاتفاق، خصوصًا في ظل استمرار حزب الله بامتلاك قدرات قتالية مؤثرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مطالب الاحتلال بفرض شروط مثل "حرية الحركة" داخل الأراضي اللبنانية إذا استدعت الظروف ذلك، تعد من النقاط الشائكة التي يصعب قبولها من الجانب اللبناني، ما يجعل تحقيق توافق سريع أمرًا بعيد المنال.
على الجانب الآخر، يواجه حزب الله تحديات كبيرة على عدة مستويات. فقد فوّض الحزب رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتفاوض مع الأمريكيين نيابة عنه، وهو ما يضعه تحت ضغوط متزايدة للاستجابة للمبادرة والقبول بوقف إطلاق النار. هذه الضغوط تأتي في سياق الخسائر الضخمة التي تكبدها لبنان من جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام، والتي تجاوزت خمسة مليارات دولار، ما يفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربع سنوات، ويجعل الحاجة إلى إنهاء النزاع أولوية ملحّة.
مع ذلك، يقف حزب الله أمام معضلة تتعلق بمصداقيته أمام قاعدته الشعبية وأمام المقاومة الفلسطينية. فمنذ البداية، أكد قادة الحزب مرارا أن عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي تأتي في إطار الدعم والإسناد للمقاومة في قطاع غزة. أي قبول بوقف إطلاق النار بشكل منفرد قد يُنظر إليه كتراجع عن التزام الحزب بمبدأ "وحدة الساحات"، وهو ما قد يؤدي إلى تآكل الثقة بمواقفه الاستراتيجية، لا سيما في ظل استمرار الحصار والحرب الشرسة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
هذا المأزق يعكس التعقيد الذي يكتنف أي محاولة للتوصل إلى تسوية، إذ يجد كل طرف نفسه محاصرا بمصالحه وشروطه الخاصة، في ظل ضغوط داخلية وخارجية متباينة. ومع أن المبادرة قد تبدو حلاً موقتاً، إلا أن القبول بها قد يحمل أبعادا تتجاوز الوضع الراهن، ما يجعل الأطراف المعنية تعيد النظر في خياراتها بعناية فائقة قبل اتخاذ أي قرار.
وسائل إعلام عبرية لم تخف تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، مشيرة إلى أن الاتفاق يشدد على أهمية تفعيل وتنفيذ القرار 1701. هذا القرار يتيح للطرفين حق الدفاع عن النفس عند الضرورة، وينص على أن الجيش اللبناني سيكون القوة المسلحة الوحيدة جنوب نهر الليطاني إلى جانب قوات "اليونيفيل". كما يشمل الاتفاق بنداً يُلزم أن أي بيع أو إنتاج للأسلحة داخل لبنان سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية. وفي حال الموافقة على هذه البنود، يتعهد جيش الاحتلال بسحب قواته من القرى اللبنانية التي احتلها خلال سبعة أيام.
رغم هذه البنود، يقف حزب الله في موقف معقد نتيجة للخسائر الكبيرة التي تكبدها دعماً للمقاومة الفلسطينية منذ أكتوبر 2023. فقد الحزب قائده التاريخي حسن نصر الله، إلى جانب عدد كبير من رجاله وقادته، فضلاً عن تدمير كميات كبيرة من أسلحته وصواريخه خلال هذه الفترة، كما يواجه الحزب خطراً داخلياً يتمثل في إمكانية اتهامه بالتخلي عن المقاومة الفلسطينية إذا ما وافق على اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة أن هذه الموافقة قد تُفسر كاستجابة للضغوط الأمريكية التي تسعى لفصل المسار اللبناني عن الفلسطيني.
في ظل هذه المعطيات، يُثار تساؤل حول مدى قدرة الحزب على الحفاظ على وحدته الداخلية، خصوصا أن المفاوضات تُدار بالنيابة عنه عبر رئيس مجلس النواب اللبناني. هذا التفويض قد يعرض الحزب لضغوط متزايدة من الداخل والخارج، مع تزايد الأصوات التي تطالب بالتهدئة لإنقاذ لبنان من الأزمات الاقتصادية والخسائر المتفاقمة.
الخوف الأكبر يكمن في إمكانية استدراج حزب الله إلى مواجهات داخلية، وهو سيناريو قد يضر به وبالدولة اللبنانية على حد سواء. فإسرائيل لم تتوقف عن استغلال إعلامها وشبكاتها المنتشرة في مختلف الأوساط اللبنانية لإذكاء الشقاق وزرع الفتنة بين اللبنانيين. في هذا السياق، تبدو المرحلة المقبلة حاسمة ليس فقط في تحديد مصير الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، ولكن أيضًا في شكل التوازن الداخلي للبنان ومستقبل المقاومة.
اقرأ أيضاًللمرة الخامسة.. حزب الله يقصف تجمعا لقوات إسرائيلية جنوبى بلدة الخيام
«تل أبيب تشتعل».. حزب الله يخترق المجال الجوي الإسرائيلي بـ صاروخ باليستي
للمرة السادسة.. حزب الله يقصف تجمعا لقوات الاحتلال جنوب بلدة الخيام