ستقطع كامالا هاريس، اليوم الأربعاء، عدداً أكبر من الكيلومترات وتعقد لقاءات في ما يُسمى "الولايات المتأرجحة" الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، غداة تجمع حاشد في واشنطن كان بمثابة "مرافعة نهائية" ضد دونالد ترامب.

وقالت نائبة الرئيس والمدعية العامة السابقة في خطاب مهيب ألقاته في ساحة أمام البيت الأبيض "هذا ليس مرشحاً للرئاسة يفكر كيف سيجعل حياتكم أفضل.

هذا شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، يستنزفه الاحساس بالظلم ويسعى لسلطة مطلقة".

وأمام جمهور يزيد عن 75 ألف شخص بحسب فريق حملتها، قالت المرشحة الديموقراطية إن الوقت قد حان لطي صفحة ترامب.

وتسافر كامالا هاريس اليوم أولا إلى ولاية كارولاينا الشمالية التي لم تصوت للحزب الديمقراطي منذ باراك أوباما في عام 2008، لكنها تعلق عليها آمالا كبيرة.

وفي دليل على أهمية هذه الولاية الجنوبية الشرقية، سيخاطب دونالد ترامب أنصاره فيها في اليوم نفسه على مسافة أقل من 100 كيلومتر منها.

الكلمة الختامية.. هاريس تدعو الأمريكيين لرفض فوضى ترامبhttps://t.co/AV6dPja0x8

— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2024 متقاربان 

قبل 6 أيام من الانتخابات، يبدو أن الديمقراطية والجمهوري يحققان نتائج متقاربة في "الولايات المتأرجحة" السبع، فكلاهما سيتوجه أيضاً إلى ولاية ويسكنسن الأربعاء في منطقة البحيرات الكبرى على مسافة أكثر من 1200 كيلومتر من ولاية كارولاينا الشمالية.

وفي مهرجانه في غرين باي، سينضم إلى دونالد ترامب على المسرح بريت فافر، النجم السابق لفريق كرة القدم الأمريكي المحترف المحلي. لكن لاعب الوسط السابق مع فريق باكرز هو شخص مثير للجدل فقد اتُهم بشكل خاص باختلاس أموال عامة في موطنه ميسيسيبي.

وستكون هاريس في مدينة ماديسون الجامعية الكبيرة، قبل أن تستقل الطائرة عائدة إلى ولاية بنسلفانيا التي تعد الأهم بين الولايات الحاسمة.

ويبذل المرشحان في كل محطة، خصوصاً في الولايات المحورية، كل جهد ممكن لإقناع الناخبين القلائل الذين لم يحسموا أمرهم بعد في هذه الانتخابات التي يتوقع أن تكون نتائجها متقاربة جداً، وفق معهد الاستطلاعات 538 FiveThirtyEight.

وأدلى أكثر من 50 مليون شخص بأصواتهم مبكرا أو عبر البريد. وللمقارنة، في عام 2020، صوت ما مجموعه حوالى 160 مليون أمريكي في الإجمال.

???? CO-8 POLL: Emerson/The Hill

???? Yadira Caraveo (inc): 48%
???? Gabe Evans: 46%

CO-8 (Pres) - ???? Harris 49-48%
——
#10 (2.9/3.0) | 10/24-26 | 485 LV | ±4.4https://t.co/De9Qkx93nA pic.twitter.com/lbJzn6DTOm

— InteractivePolls (@IAPolls2022) October 30, 2024  تداعيات بورتوريكو 

ما زال فريق حملة الجمهوريين يحاول الحد من الأضرار بعد تجمع الأحد في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك عندما وصف خلاله أحد الكوميديين بورتوريكو، وهي منطقة أمريكية في البحر الكاريبي، بأنها "جزيرة عائمة من القمامة".

ويعيش القسم الأكبر من البورتوريكيين في ولايتَي نيويورك وفلوريدا، لكن أصواتهم مهمة بشكل خاص في ولاية بنسلفانيا، حيث تحدث خلال تجمع دونالد ترامب بورتوريكيان على المسرح مساء الثلاثاء.

ورغم أن ترامب حاول أن ينأى بنفسه عن تعليقات توني هينتشكليف، معلناً في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أن الممثل الكوميدي ما كان ينبغي أن يعتلي خشبة المسرح، فإن تداعيات تهجمه على البورتوريكيين غير معروفة بعد.

وقال خافيير توريس مارتينيز، وهو بورتوريكو يبلغ  عاما ويعيش قرب ميامي في ولاية فلوريدا، لوكالة فرانس برس "كنت سأصوت للمرشح الجمهوري، لكن ما حدث جعلني ألقي نظرة فاحصة على خطة هاريس".

وأضاف "في السابق كنت مقتنعاً بنسبة 100 % بالتصويت لصالح ترامب والآن لدي دافع بنسبة 100 % للتصويت لصالح كامالا هاريس".

Latinos living in Brooklyn, New York, say the joke made by a comedian at Trump's rally in Madison Square Garden, calling Puerto Rico "a floating island of garbage," is racist and will backfire.

"That's why I'm going to vote for Harris," one resident told AFP. pic.twitter.com/EOWu5JRkDL

— AFP News Agency (@AFP) October 29, 2024

ولكن الرئيس جو بايدن تسبب بتعقيد الوضع مساء الثلاثاء عندما حاول الرد على إهانة توني هينشكليف بقوله، مشيراً إلى أنصار ترامب، إن "القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هنا هي أنصاره"، ما أثار انتقادات من المعسكر الجمهوري.

ودعا فريق حملة دونالد ترامب على الفور كامالا هاريس إلى "التنصل من هذه الإهانة الشنيعة" التي وجهها جو بايدن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب هاريس الانتخابات الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس کامالا هاریس دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

كيف يعيد دونالد ترامب إحياء الأسطورة الأمريكية المتعلقة بـ الحدود؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً ناقشت  فيه كيفية استغلال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسطورة "الحدود" في الخطاب السياسي الأمريكي، مستحضراً روح التوسع التاريخي للولايات المتحدة لتبرير طموحاته الجيوسياسية وتبرير انتهاكاته المختلفة للمعايير الأخلاقية، مثل محاولته ضم غرينلاند.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفي 4 آذار/مارس، وخلال خطاب أمام الكونغرس، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة تهديدية قال فيها: "إلى شعب غرينلاند الرائع"، هذا "الإقليم الكبير جدًا" الذي يحتاجه الأمريكيون "لأمنهم الدولي": "أعتقد أننا سنحصل عليه  بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليه. سنضمن لكم الأمن، وسنجعلكم أغنياء، وسنرفع غرينلاند إلى مستويات لم تكونوا تتخيلونها من قبل".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطموحات التوسعية المتكررة لترامب سواء تجاه غرينلاند، أو كندا أو قناة بنما يمكن تفسيرها من خلال مبررات اقتصادية وجيوسياسية واضحة. لكن هذه الطموحات تتصل أيضًا بخيال وطني قديم: أسطورة  "الحدود"، التي تجعل من أمريكا دولة لا تتوقف عن توسيع أراضيها.

ترامب وأسطورة الحدود
وذكرت الصحيفة أنه من الصعب تخيل شخصية أبعد عن أسطورة "غزو الغرب" من دونالد ترامب، الذي وُلد مليارديرًا في نيويورك ويمتلك شقة فاخرة في قمة ناطحة سحاب، وكان معروفًا حتى ذلك الحين بتركيزه على تعزيز الحدود الجنوبية للبلاد بجدار.

ومع ذلك، صرح ترامب في خطاب تنصيبه: "روح الحدود مكتوبة في قلوبنا"، مؤكدًا أن "دعوة المغامرة الكبرى المقبلة" تدوي في أعماق نفوسنا. وأضاف أن أسلاف الأمريكيين حولوا مجموعة صغيرة من المستعمرات على حافة قارة شاسعة إلى جمهورية قوية تمتد على آلاف الكيلومترات عبر أرض وعرة.

وفي 14 كانون الثاني/يناير، نشر إريك تيتسل، نائب رئيس مركز تجديد أمريكا، مقالًا في مجلة "World"، حيث وضع اقتراح ترامب بشأن غرينلاند في تقاليد "المستكشفين الذين يواجهون المصاعب في السعي وراء حياة أفضل". وقال تيتسل في مقاله: "لسنوات طويلة، كانت السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة مدفوعة بمطلب السيطرة على مصيرنا من محيط إلى آخر. ترامب يعيد إحياء هذه الروح".


أسطورة الحدود والتاريخ الأمريكي
ووفقا للصحيفة؛ تعتبر "نظرية الحدود" التي وضعها المؤرخ فريدريك جاكسون تيرنر في 1893 أحد الركائز الأساسية في الفهم الأمريكي للهوية الوطنية. حيث يعتبر أن استعمار الحدود الأمريكية كان حاسمًا في تشكيل ثقافة الديمقراطية الأمريكية وتميزها عن الدول الأوروبية.

ويعرض تيرنر الغرب وأوروبا كقوى متعارضة، حيث يسعى الأول نحو الحرية، بينما الثاني يسعى للسيطرة عليها. مشيراً إلى أن "الديمقراطية الأمريكية لم تولد من حلم نظري؛ لقد وُلدت من الغابة وزادت قوتها كلما وصلت إلى حدود جديدة".

وافترضت فرضية تيرنر أن التحليل التاريخي يتجاوز ليأخذ طابع الأسطورة منذ طرحها: "الغرب هو منبع الشباب السحري الذي يعيد شباب  أمريكا"، كما قال في خطاب له عام 1896، إلا أن أسطورة الحدود قد تم استبدالها بصورة قوية أخرى ناتجة عن الحرب العالمية الثانية، مثل أمريكا زعيمة العالم الحر".
الحدود كاستراتيجية سياسية

وأفادت الصحيفة أن جون كينيدي، في خطاب تنصيبه كمرشح ديمقراطي في 1960، استخدم صورة "الحدود الجديدة"، للإشارة إلى مجالات العلم والفضاء، وقضايا السلام والحرب، والفقر.

وفي عام 1993، قال الرئيس بيل كلينتون "الاقتصاد العالمي هو حدودنا الجديدة". من جانبه، استخدم ترامب هذه الصورة في أبسط صورها، كما يراها ريتشارد سلوتكين: أمريكا التي ازدهرت من خلال التوسع غير المحدود والبحث عن الطاقة الأحفورية.

وكتب المؤرخ غريغ غراندين في مجلة نيويورك تايمز. "يبدو أنه يعلم أن القومية الغاضبة والمنطوية على نفسها التي سمحت له بالوصول إلى السلطة قد تكون مدمرة ذاتيًا".

وفي عام 1787، كتب جيمس ماديسون: "وسّعوا الأراضي، وسوف تضعفون التطرف السياسي وتمنعون الصراع الطبقي"، فيما قال توماس جيفرسون في 1805: "كلما كانت أمتنا أكبر، قلّ تأثير النزاعات المحلية".

ترامب رجل الحدود
وأضافت الصحيفة أن  ترامب، الذي يعيد صياغة صورته من خلال أسطورة الحدود، يستخدم هذه الصورة لتبرير خروجه عن القواعد الأخلاقية والقانونية.

كما تلاحظ عالمة الاجتماع أولينا ليبنيك، فإن تضمين ترامب في هذه الأسطورة حوّل غموضه الأخلاقي إلى دليل على أصالة بطل الحدود، حيث يتم تصوير "رجل الحدود" كرمز للاستقلال والفردية.

لكن هذه الصورة تتجاهل الحقيقة التاريخية بأن التوسع في الغرب تم بفضل دعم حكومي، من خلال بناء السكك الحديدية وحماية الجيش. ورغم ذلك، لا تزال هذه الصورة تجد صدى في بعض الأوساط، مثل وادي السيليكون، حيث يموّل رجال الأعمال مشاريع تهدف إلى الهروب من القيود المفروضة من قبل الديمقراطيات الليبرالية.


نحو حدود جديدة: الفضاء
ونوهت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لترامب، فإن غرينلاند تمثل مجرد بداية نحو "حدود" جديدة، وهي الفضاء. وقد صرح في خطابه الافتتاحي: "سنتبع مصيرنا المحتوم حتى النجوم"، في إشارة إلى عقيدة "القدر المتجلي" التي استخدمها الأمريكيون في القرن التاسع عشر لتبرير الاستعمار الأبيض لأمريكيا الشمالية، وألهمت سياسات أدت إلى إبادة السكان الأصليين.

واختتمت صحيفة "لوموند" تقريرها بالتأكيد على قول ريتشارد سلوتكين أن فكرة ترامب تظل ثابتة: "من غرينلاند إلى كندا، ومن غزة إلى الفضاء؛ نستولي على هذه الأرض البدائية، وسنجعلها جنة، كل ما عليكم فعله هو طرد السكان الأصليين منها". 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاق اندماج قسد في مؤسسات الدولة السورية.. ماذا تقول بنوده؟
  • ترامب: التعليم في الولايات المتحدة هو الأسوأ في العالم
  • إغلاق الحكومة الأمريكية على الطاولة.. وترامب يبحث عن بدائل
  • مُسلح يطلق النار قرب مكان إقامة ترامب.. تفاصيل
  • فريق الحوكمة والمراجعة بالصحة يتفقد 3 مستشفيات في الوادي الجديد.. ماذا وجد؟
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • كيف يعيد دونالد ترامب إحياء الأسطورة الأمريكية المتعلقة بـ الحدود؟
  • الهند تبدي استعدادها لتخفيض التعريفات الجمركية وترامب يرحب
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • أنباء عن مشادة بين روبيو وماسك بسبب طرد الموظفين.. وترامب ينفي