بنكيران يقول في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي: "حماس" حركة تحرر تقاتل ضدر البربرية الإسرائيلية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على خلفية تصريحاته تحت قبة البرلمان المغربي أمس، التي وصف فيها المقاومة الفلسطينية بـ »الهمجية ».
وقال بنكيران في الرسالة، « تابعنا باهتمام خطابكم الذي ألقَيتُمُوهُ، يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، أمام غرفتي البرلمان في المملكة المغربية، بمناسبة زيارتكم الرسمية للمغرب، ونود أن نعبر لكم عن بالغ سرورنا بمحتوى خطابكم المتعلق بالروابط التاريخية من الصداقة والاحترام المتبادل التي تجمع المغرب وفرنسا، وبالآفاق الواعدة التي تفتحها هذه الزيارة، مع توقيع شراكة استثنائية معززة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية ».
وعبر بنكيران عن الارتياح لـ »موقف فرنسا الواضح الذي لا لبس فيه بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي عبَّرتُم عنه في رسالتكم إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 30 يوليو الماضي، والذي أكدتموه في خطابكم أمام البرلمان المغربي يوم الثلاثاء 29 أكتوبر، حيث صرحتم: « بالنسبة لفرنسا، الحاضر والمستقبل لهذه الأراضي ينضويان تحت السيادة المغربية »، وأن « الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الذي يجب أن تُحلَّ فيه هذه القضية، وأن خطة الحكم الذاتي لعام 2007 تمثل القاعدة الوحيدة للوصول إلى حل سياسي عادل ودائم ومُتفاوض عليه.. ».
وأضافت الرسالة، « ومع ذلك، نذكركم بأن المغرب والمغاربة، كما أكد عليه مرارا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يضعون دائما القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية، وفي هذا الصدد، نود أن نعبر لكم عن دهشتنا الكبيرة من مضمون خطابكم بشأن الحرب المميتة التي تشنها إسرائيل على غزة، وخاصة تأكيدكم بأن 7 أكتوبر 2023 كان هجوما بربريًا بشكل خاص، نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد مثل هذه التهديدات ».
وقالت الرسالة أيضا، « حماس، على غرار حركة التحرير الوطني في المغرب، والقوات الفرنسية الحرة في فرنسا، وجبهة التحرير الوطني في الجزائر، والعديد من حركات التحرير في العالم، تبقى حركة مقاومة تمارس حق الدفاع المشروع الذي يعترف به القانون الدولي لجميع الشعوب للدفاع عن نفسها ضد الاحتلال والإبادة.. حماس وجميع فروع المقاومة الفلسطينية لا تقاتل إلا ضد الاستعمار، والاحتلال، والتطهير العرقي، والاستبداد الكبير، والإبادة، وضد كل هذه البربريات التي ترتكبها إسرائيل، والتي لا تعود إلى 7 أكتوبر 2023، بل تعود وتستمر منذ أكثر من 76 عامًا ».
ويرى الأمين العام للعدالة والتنمية في رسالته المفتوحة، أنه « من البديهي أن ما تقوم به إسرائيل ككيان استعمارى يحتل بشكل غير قانوني أرض فلسطين لا علاقة له بحق الدفاع المشروع، وأن الجرائم التي ارتكبتها منذ عقود، والإبادة الممنهجة التي تمارسها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، و »خطة الجنرالات » الجارية في شمال غزة منذ أسابيع، ليس لها مثيل في تاريخ الوحشية ».
وشدد بنكيران على أن « وصف هذه الفظائع بأنها حق الدفاع عن شعبها ضد مثل هذه التهديدات.. يعتبر ظلما صارخا وإهانة لا تليق بالشعب الفلسطيني المقموع منذ 1948، وذاكرة مئات الآلاف من المدنيين من النساء والأطفال الذين تم إبادة أو تشويههم على يد الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، وتشجيع على « ترخيص للقتل » لجيش الاحتلال ليواصل هذا التطهير العرقي وهذه المجازر غير المسبوقة ».
وذكر بنكيران ماكرون بانتقاذه بشكل صريح في خطابه يوم الخميس 24 أكتوبر خلال المؤتمر المنعقد في باريس حول لبنان، الـ »البربرية التي تنشرها إسرائيل والإبادة والتطهير العرقي التي تمارسها في فلسطين ولبنان »، مضيفا: صرحتم بأن « هناك الكثير من الحديث عن حرب الحضارات (…) لست متأكدًا من أننا ندافع عن حضارة من خلال نشر البربرية بأنفسنا ».
وشددت الرسالة على أنه « من الضروري جدا أن يتدخل المجتمع الدولي لتصحيح الخطأ والظلم التاريخيين اللذين ارتكبتهما عام 1948، بتأسيس (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) على أساس كذبة استعمارية وإمبريالية، ودولة استعمارية التي هي أساس جميع الكوارث والمآسي المستمرة منذ تلك الفترة في فلسطين، وفي المنطقة، وفي العالم، وذلك من خلال إنشاء دولة فلسطينية حرة ومستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، حقًا مشروعًا وغير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني »، ليخلص بنكيران إلى أنه « بدون ذلك لا يمكن أن تكون هناك سلام، ومن أجل ذلك تكون كل مقاومة مشروعة ».
لتحميل الرسالة المفتوحة:
Lettre ouverte à Son Excellence Monsieur Emmanuel Macron (1)
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أکتوبر 2023
إقرأ أيضاً:
التحالف السوداني للحقوق: رسالة مفتوحة… دعوة الي العمل والتضامن مع السودان في يوم التنصيب 2025
فخامة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، بينما تتجه أنظار العالم نحو تنصيبك التاريخي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير 2025، نتقدم إليك بأصدق التهاني في هذه المناسبة العظيمة. إن قيادتكم تلهم الأمل، ليس فقط لدى الشعب الأمريكي، بل أيضاً لدى ملايين الأشخاص حول العالم الذين يتطلعون إلى الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه القضايا العالمية الملحة.
اليوم، ونحن نحتفل بمُثُل الديمقراطية وحق الانتقال السلمي للسلطة، علينا أيضًا تحمل المسؤولية المشتركة في التصدي للأزمة الإنسانية المدمرة في السودان. لقد بلغت معاناة الشعب السوداني مستويات لا يمكن تصورها، مما يستدعي الاهتمام والتدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي.
لقد أسفر الصراع المستمر في السودان عن مقتل أكثر من 130 ألف شخص وتشريد الملايين، مما تسبب في تدمير مجتمعات بأكملها. يتحمل المدنيون وحدهم وطأة هذا الصراع، مع تفشي الجوع والعنف الجنسي وتدمير البنية التحتية الحيوية. ويواجه أكثر من 25 مليون شخص خطر المجاعة، بينما يواجه حوالي 97 بالمئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد. هذه ليست مجرد إحصائيات – بل تجسيد لحياة واقعية، وأسر ممزقة، وأطفال بلا طعام أو مأوى، ومجتمعات فقدت كل شيء. يتحمل الشعب السوداني معاناة يكاد يصعب على الكثيرين إدراكها، وهي محنة تستدعي منا العمل بروح انسانيتنا الجمعية .
فخامة الرئيس...
إن تعهداتك الانتخابية بشأن السلام العالمي والدبلوماسية والالتزام المتجدد بإنهاء الصراعات تشكل مصدر أمل لملايين الأشخاص حول العالم. و مازالت تتردد صداها بعمق، لا سيما لدى الذين يعيشون هذه المحنة التي لا يمكن تصورها في السودان. نعلم أنك تؤمن بقدسية الحياة البشرية، الأمر الذي نأمل أن يكون مرشداً لإدارتك في استجابتها للأزمة في السودان.
وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمعالجة المعاناة في السودان، الا أن الاستجابة الإنسانية كثيراً ما تعثرت بسبب الجمود السياسي وغياب الالتزام المستدام. ورغم تقديرها، لم تكن تلك القرارات والتعهدات، كافية لوقف إراقة الدماء أو التخفيف من معاناة الملايين.
تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم، وحياة السودانيين على المحك. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى خطوات حاسمة من القادة الذين يدركون أن التعاطف والمسؤولية يجب أن تتجاوز الحواجز السياسية.
فخامة الرئيس...
هذه لحظة حاسمة لإدارتكم للمساعدة في تشكيل مسار جديد للمضي قدماً في السودان - مسار يضع الإغاثة الإنسانية في المقدمة ويعطي الأولوية لجهود بناء السلام. ومن خلال حشد المجتمع الدولي حول استراتيجية موحدة، يمكنكم تعزيز الجهود التي تسهم في تجاوز الانقسامات وإنهاء دوامة العنف. وينبغي أن تركز هذه المساعي على إشراك الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل وجامع. هذا ليس وقت الوعود الغامضة أو القرارات البعيدة. إنه وقت العمل الجاد والملموس. كل ذلك، إلى جانب الدعم الانساني الكبير، من شأنه أن يوفر للمدنيين السودانيين شريان الحياة الذي يحتاجونه بشدة.
إن معاناة الشعب السوداني تعكس فشلنا الجماعي كمجتمع دولي في منع الصراعات وحماية الفئات الهشة. إن آلامهم تدعونا إلى التحرك بشكل عاجل وبروح من التعاطف والمسؤولية. إنه تذكير صارخ بأن حقوق الإنسان ليست قابلة للمساومة، وأن السلام لا يمكن أن ينتظر. في هذا اليوم الاحتفالي، دعونا نتذكر الملايين الذين يكافحون من أجل البقاء في السودان، ولنجدد عزمنا على مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم.
فخامة الرئيس...
وأنت تؤدي اليمين الدستورية، نحثك على أن تسترشد بالتعاطف والدبلوماسية والالتزام القوي بتعزيز الحوار والحلول السلمية في السودان. نأمل أن تقود إدارتك الطريق الى حشد الدعم العالمي للسودان، وضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب في أحلك الأوقات. يعتمد مستقبل السودان - ومستقبل شعبه - على الخيارات التي نتخذها اليوم. مستعدون لدعم جهودكم والتعاون مع جميع الذين يكرسون أنفسهم للسلام والعدالة وحماية لفئات الأكثر ضعفًا.
كل الأمل والتعاطف والتضامن،
التحالف السوداني للحقوق
https://allianceforrights.org/