لا تقتصر انتخابات "الثلاثاء الكبير" في الخامس من تشرين الأول/ نوفمبر على تحديد الرئيس المقبل للولايات المتحدة فحسب، بل يجري في ذات الوقت انتخاب 469 عضوا للكونغرس بمجلسيه؛ الشيوخ والنواب.

ويتم تجديد مجلس النواب بالكامل مرة كل سنتين، بينما يتم تجديد مجلس الشيوخ بمقدار الثلث، وبهذا يتم تجديده بالكامل مرة كل ست سنوات.



وتقتصر المنافسة في الانتخابات الرئاسية بين كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تحتدم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على الفوز بأكبر عدد من المقاعد، بهدف السيطرة على الكونغرس في نسخته رقم 119.

وبتغيير الكونغرس الكبير في كل عامين، يكون الرئيس المنتخب حديثا مدعوما بحزبه حال حقق سيطرة برلمانية على غرفتي الكونغرس، بينما بعد سنتين من توليه المنصب تجري الانتخابات النصفية التي فيها يتم أيضا إعادة انتخاب مجلس النواب بالكامل، وإعادة انتخاب ثلث مجلس الشيوخ مرة أخرى، وهو ما يعد بمثابة "الاستفتاء الجديد".

مجلس الشيوخ
تتوزع مقاعد مجلس الشيوخ التي يجري التصويت عليها في الانتخابات الحالية بين 11 يشغلها الجمهوريون، و19 مقعدا للديموقراطيين، وأربعة مقاعد يحتلها مستقلون يتحدون مع الديموقراطيين.

ورغم أن السيطرة النظرية لمجلس الشيوخ هي للحزب الجمهوري بواقع 49 مقعدا مقابل 47 للحزب الديمقراطي، إلا أن الأخير يصوت الأعضاء المستقبلون معه ولصالحه بشكل شبه دائم.

ويدافع الديمقراطيون والمستقلون في الانتخابات عن 23 مقعدا بمجلس الشيوخ،  بينما يسعى الجمهوريون للاحتفاظ بـ11 مقعدًا فقط، وكل هذه المقاعد هي في ولايات فاز بها دونالد ترامب في عام 2020.


ويتمتعُ مجلس الشيوخ بصفته الغرفة العليا في الكونغرس بصلاحيات عديدة تتعلق بتقديم المشورة والموافقة بما في ذلك الموافقة على المعاهدات وتأكيد أمناء مجلس الوزراء وقضاة المحكمة العليا والقضاة الفيدراليين وضباط العلم والمسؤولين التنظيميين والسفراء وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين. 

في حالةِ لم يحصل أيُّ مرشحٍ على أغلبية الناخبين (وبالتالي المجمع الانتخابي) لمنصب نائب الرئيس فإن الواجب يقعُ على عاتق مجلس الشيوخ لانتخاب واحد من أكبر اثنين حصولا على الأصوات لهذا المنصب.

 ولدى المجلس أيضًا سلطة إجراء محاكمات لمن عزلَهم مجلس النواب بعد استيفاء شروط معينة.

والاثنين، أظهرت العديد من استطلاعات الرأي أن الجمهوريين يتمتعون بميزة في سباقات مجلس الشيوخ الحاسمة في مونتانا ونبراسكا وتكساس قبل يوم الانتخابات في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، بينما يتمتع الديمقراطيون بميزة في أريزونا وويسكونسن.

وأظهر استطلاعان جديدان من "InsiderAdvantage" في بنسلفانيا وميتشجان أن سباقات مجلس الشيوخ هناك متعادلة إحصائيًا، بينما تشير الاستطلاعات إلى أن الجمهوريين لا يزالون يتمتعون بميزة في استعادة المجلس الأعلى، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون حاليا.

وفي ميشيغان، حققت النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين باستمرار بضع نقاط مئوية متقدمة على خصمها، النائب الجمهوري السابق مايك روجرز، في المقعد الذي تركه السناتور الديمقراطي المتقاعد ديبي ستابينو شاغرًا. 

كان السباق في ولاية بنسلفانيا أكثر تقاربًا، حيث حصل السيناتور الحالي بوب كيسي، وهو ديمقراطي، على نسبة مئوية واحدة أعلى من مرشح الحزب الجمهوري ديفيد ماكورميك. أظهر استطلاع InsiderAdvantage، الذي أجري أيضًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنهما متعادلان بهامش خطأ +/- 3.5 نقطة مئوية.

وأظهر استطلاع رأي أجرته "ذا هيل" و"إمرسون كوليج" أن مرشح الحزب الجمهوري في مونتانا تيم شيهي يتقدم على السيناتور الحالي جون تيستر بنسبة 4 نقاط مئوية في السباق الذي من المرجح أن يحدد السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي العام المقبل، بحسب صحيفة "يو إس إيه توداي".

مجلس النواب
يصوت الأميركيون خلال الانتخابات الحالية لاختيار 435 مرشحا لشغل مقاعد مجلس النواب، وذلك لتغيير التشكيل الحالي وسيطرة الحزب الجمهوري التي تعد الأصغر في تاريخ المجلس، بواقع 
ويتفوق الجمهوريون في مجلس النواب على الديموقراطيين بفارق ضئيل هو 220 مقعدا مقابل 212، مع وجود ثلاثة مقاعد شاغرة. 

ويأمل الديموقراطيون في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر في استعادة السيطرة على مجلس النواب، خاصة بعد تحقيق نتائج أفضل مما كان متوقعا في انتخابات التجديد النصفي للمجلس عام 2022. 

وتم تحديد تكوين المجلس بموجب المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة، ويتألف من ممثلين يجلسون في دوائر الكونغرس المخصصة لكل ولاية على أساس عدد السكان كما تم قياسه بواسطة التعداد السكاني في الولايات المتحدة مع حق كل منطقة في الحصول على ممثل واحد كحد أدنى. 

ومنذ إنشائها في عام 1789 تم انتخاب جميع الممثلين بشكل مباشر، حيث تم تحديد عدد الممثلين المصوتين بموجب القانون 435 ممثلا.

 بالإضافة إلى ذلك، يوجد حاليًا ستة أعضاء لا يحق لهم التصويت، وبذلك يصل إجمالي أعضاء مجلس النواب الأمريكي إلى 441  أو أقل مع وجود مناصب شاغرة. 

وتبعث استطلاعات الرأي الجديدة التي أجريت على بطاقات الاقتراع العامة في الكونغرس بإشارة تحذيرية للديمقراطيين، فقد تراجع الفارق بينهم وبين الجمهوريين إلى +0.5 نقطة فقط، بعد أن كان +2.6 نقطة في أوائل أيلول/ سبتمبر. 


وتدور المنافسة على مقعد مجلس النواب في ألاسكا، التي لا يوجد بها سوى ممثل واحد في المجلس، بين النائبة الديمقراطية الحالية ماري بيلتولا وثلاثة منافسين: الديمقراطي إريك هافنر، والجمهوري نيكولاس بيجيتش، والمستقل جون هاو. 

وفازت بيلتولا في انتخابات خاصة، لتصبح أول ديمقراطي يمثل الولاية في مجلس النواب منذ عام 1972، وبيجيتش هو الأخ الجديد للسيناتور الديمقراطي السابق مارك بيجيتش، وسوف يتم تحديد السباق عن طريق التصويت بالاختيار.

والسباق في الدائرة السادسة للكونغرس في ولاية أريزونا بين الجمهوري الحالي خوان سيسكوماني والديمقراطية كريستين إنجل هو على مقعد يأمل الديمقراطيون في قلبه في محاولة للسيطرة على مجلس النواب. تم انتخاب سيسكوماني، وهو أمريكي من أصل مكسيكي، لأول مرة في عام 2022، وفاز بمقعد كان يشغله ديمقراطي متقاعد، بحسب موقع قناة "إن بي سي نيوز".

وتدور المنافسة في الدائرة الثانية والعشرين للكونجرس في كاليفورنيا بين الجمهوري الحالي ديفيد فالاداو ومنافسه الديمقراطي رودي سالاس، يتمتع الديمقراطيون بميزة في الدائرة ويأملون أن يسمح لهم ذلك بقلب المقعد.

أما في الدائرة الانتخابية الحادية والأربعين في ولاية كاليفورنيا تدور المنافسة بين الجمهوري كين كالفيرت والديمقراطي ويل رولينز. ويتمتع الجمهوريون بميزة ضئيلة.

وفي ولاية كولورادو، تدور المنافسة في الدائرة الثامنة للكونغرس بين النائبة الحالية ياديرا كارافيو، وهي ديمقراطية، والجمهوري جابي إيفانز، وهي دائرة تم إنشاؤها بعد تعداد عام 2020.
والسباق في الدائرة الأولى للكونغرس في ولاية أيوا هو بين الجمهورية الحالية ماريانيت ميلر ميكس ومنافستها الديمقراطية كريستينا بوهانان، والسباق هو إعادة لمباراة عام 2022، عندما فازت ميلر ميكس بنحو 7 نقاط مئوية.

أهمية الانتخابات 
يشكل حجم الأغلبية في مجلس النواب والشيوخ أهمية كبيرة، فالأغلبية الصغيرة غير مريحة لإدارة البيت الأبيض، خاصة مع احتمالية انشقاق بعض الأعضاء. 

وانفراد حزب بعينه بالأغلبية في كلا المجلسين مطلوب وهدف لكلا الحزبين، فالكونغرس المنقسم يواجه صعوبات كبيرة في القيام بمهامه التشريعية وتمرير القوانين، ما ينعكس على السياسة الخارجية الأمريكية. 


ورغم تمتع الرئيس الأميركي بقدر كبير من الحرية في التحرك والتعامل مع القضايا الدولية، لكن لا يمكنه صنع السياسة الخارجية للبلاد.

 ويعاني الرئيس مع الكونغرس إن كان منقسما، ويعتبر سعي الرئيس بايدن لإقناع الكونغرس بإرسال المزيد من المساعدات لأوكرانيا مثال على ذلك.

كما قد يواجه الرئيس تحديات كبيرة، حال سيطر الحزب المعارض على مجلس الشيوخ، ما قد يعوق مهام رئاسية رئيسية مثل تشكيل فريق إدارته وتوظيف المناصب العليا الأخرى.  

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مجلس النواب مجلس الشيوخ الكونغرس الولايات المتحدة الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الكونغرس مجلس النواب الإنتخابات الأمريكية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الجمهوری مجلس الشیوخ مجلس النواب فی الدائرة فی ولایة على مجلس بمیزة فی

إقرأ أيضاً:

هاريس وترامب يلجآن لاستخدام «الأسلحة الكبرى»

عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة)

أخبار ذات صلة تحفيز المؤيدين وجذب الناخبين أولوية ترامب وهاريس «واشنطن بوست» تخسر 200 ألف اشتراك بسبب الانتخابات الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تزداد سخونة المنافسة في السباق نحو البيت الأبيض، ولجات حملات المرشحين للاستعانة بشخصيات بارزة لتعزيز الدعم الشعبي، فقد نشط الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بشكل فاعل في دعم حملة «هاريس، ووالز»، بينما ينتقد دونالد ترامب في جولاته الانتخابية عدم وجود بوش الابن معه واعتماده بشكل كبير على رجل الأعمال والملياردير الأغنى في العالم إيلون ماسك لدعمه في الانتخابات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير في النتائج الأولية بين دونالد ترامب وكامالا هاريس ما يعتبره خبراء ومتخصصون أن الانتخابات ستكون الأكثر إثارة وجدلية منذ انتخابات عام 2000 والتي لم يتم فيها حسم السباق الرئاسي إلا بعد الانتهاء الكامل من إحصاء الناخبين والمجمع الانتخابي.
وقال الناشط بالحزب الديمقراطي الأميركي، مهدي عفيفي، إن «الأسلحة الكبرى» - مصطلح يستخدم في الحملات الانتخابية - تظهر في دعم الشخصيات السياسية البارزة مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بينما يعتمد الحزب الجمهوري على دعم شخصيات مشهورة، مثل إيلون ماسك الذي يدعم ترامب بشكل علني مادياً ومعنوياً.
وأشار عفيفي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن هذا الدعم الاستراتيجي من قِبل الشخصيات المعروفة يظهر بشكل أكبر في المراحل الأخيرة من الحملات الانتخابية، حيث يتم استخدامهم للتأثير على الناخبين وحثهم على التصويت، ويسعى كلا المرشحين للاستفادة من تلك «الأسماء الكبيرة» لتعزيز مواقفهما واستقطاب أكبر عدد من الأصوات.
وأضاف أن الهدف من هذه التحركات هو تذكير الناخبين بأهمية اتخاذ قرارات حاسمة عبر صناديق الاقتراع، خاصة أن هذا الدعم له تأثير كبير على معنويات الحملات الانتخابية حيث يعمل على حشد الجماهير وتعبئتها حول رسالة المرشح في الأيام الحاسمة قبيل الانتخابات.
وكشف المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، حازم الغبرا، عن أن الجمهوريين يعانون غياب شخصيات سياسية سابقة بارزة لدعم ترامب بشكل مباشر؛ نظراً لعدم تواجد رؤساء جمهوريين سابقين فعالين حالياً سوى جورج بوش الابن الذي حافظ على مسافة من ترامب منذ 2016.
وأوضح، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى الاختلافات الفكرية والعقدية بين بوش الذي يمثل التيار التقليدي للجمهوريين، وترامب، الذي يميل نحو قضايا قومية وأمنية تعمق التباين. 
وأضاف «بالنسبة للديمقراطيين، لا تزال شخصيات مثل عائلة أوباما متواجدة لدعم حملة هاريس، في حين تسعى هاريس للنأي عن سياسات بايدن».
وذكر الغبرا أن ترامب استقطب دعم عدد من الشخصيات المستقلة البارزة، مثل المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور الذي أصبح مؤيداً واضحاً له، ما يعزز حضور ترامب في الأوساط الجمهورية وغير الجمهورية على حد سواء، مشيراً إلى أن هذا التحالف غير التقليدي يُظهر تنوعاً في استراتيجية ترامب لجذب مؤيدين من خارج المؤسسة الجمهورية التقليدية، في حين يتجنب بوش والعديد من الجمهوريين السابقين تقديم الدعم المباشر.
وأضاف أن الديمقراطيين على النقيض يعززون موقعهم عبر دعم شخصيات سياسية بارزة ما زالت مؤثرة، مثل بيل وهيلاري كلينتون، اللذين يُعدّان من الرموز البارزة في الحزب، ويقدمان الدعم لهاريس في تجمعات انتخابية مهمة.

مقالات مشابهة

  • هاريس وترامب يكثفان حملاتهما الانتخابية
  • هاريس وترامب متقاربان في «الولايات الحاسمة»
  • بعد حرق صناديق انتخابات الرئاسة الأمريكية.. ماذا يفعل أنصار هاريس وترامب؟
  • ماذا تقول "الولايات المتأرجحة" قبل موقعة هاريس وترامب؟
  • معركة الوعود بين هاريس وترامب.. ماذا قالا عن احتمالات الحرب بالشرق الأوسط؟
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ماذا يحدث عند تعادل أصوات ترامب وهاريس؟
  • قبل أسبوع من الانتخابات.. هاريس وترامب يتبادلان الإهانات
  • هاريس وترامب يلجآن لاستخدام «الأسلحة الكبرى»
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. استطلاع رأي يظهر تقاربا شديدا بين هاريس وترامب