لماذا توسع الدعم السريع في الخطف مقابل الفدية؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
الخرطوم- اضطرت عائلة رجل الأعمال (ع. ا.) الذي ينحدر من منطقة رفاعة في ولاية الجزيرة (وسط السودان) إلى دفع 50 مليون جنيه سوداني (19 ألف دولار) لإنقاذ حياته بعد أن بعث لهم خاطفوه من قوات الدعم السريع مقطع فيديو يهددون فيه بقتله خلال ساعات ما لم يسددوا مبلغ الفدية.
وقال أحد أفراد عائلة رجل الأعمال الذي أفرج عنه -للجزيرة نت- إنهم تلقوا مكالمة هاتفية من ابنهم المختطف يطالب فيها بإرسال بمبلغ كبير عبر تطبيق مصرفي لصالح خاطفيه، وبعد ساعات وصلهم مقطع فيديو لابنهم وإلى جانبه مسلح يرتدي زي قوات الدعم السريع وفي يده مسدس يضع فوهته على صدغه.
ويظهر المقطع الشخص المخطوف مرتديا زيا سودانيا تقليديا والخاطف بجانبه مخفيا وجهه ويطلب منه أن يبلغ أسرته بأن أمامه ساعات لسداد مبلغ الفدية وإلا سيفقد حياته.
ويوضح المتحدث من أسرة المخطوف أنهم اضطروا إلى سداد مبلغ 50 مليون جنيه سوداني لإنقاذ حياة ابنهم، خصوصا أن من خطفوه يعلمون أنه رجل أعمال ولديه أموال، ورفضوا تخفيض مبلغ الفدية وتمسكوا بدفعها خلال مهلة محدودة.
رسائل ابتزازوغالبا ما تجبر قوات الدعم السريع المختطفين على تسجيل صوت أو مقطع فيديو وإرساله إلى عوائل الضحايا. وذكر الأمين العام لمؤتمر الجزيرة المير محمود، في حديث للجزيرة نت، أن قوات الدعم السريع طلبت مبلغا قدره 5 ملايين جنيه سوداني (نحو ألفي دولار) تم دفعها والإفراج عن أحد المختطفين، وطلبت من آخر 50 مليون جنيه سوداني (19 ألف دولار) خلال الأسبوع الماضي.
كذلك ظهر الطبيب المختطف (م. ط.) من منطقة أم دقرسي بولاية الجزيرة، وهو يوجه رسالة إلى أهله يطالبهم فيها بتحويل فدية لإطلاق سراحه، وإلا ستتم تصفيته.
وفي تسجيل صوتي لشاب مختطف من أم درمان، يبعث "معاذ" رسالة إلى والدته المقيمة بدولة أوربية يطمئنها بأنه في صحة جيدة ويجد معاملة طيبة ويطلب منها الحديث مع خاطفه الذي يطلب منها ما يعادل 5 آلاف دولار مقابل الإفراج عنه.
ويقول أحد زملاء المختطف للجزيرة نت إن "معاذ" أمضى شهورا مع خاطفيه في ظروف سيئة وتدهورت حالته وتأثرت ذاكرته وحالته النفسية الصحية، وتم الإفراج عنه وتوفي بعد أسابيع من إطلاق سراحه.
تمدد الظاهرةوتوسعت ظاهرة الاختطاف الفترة الأخيرة، ويتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالات خطف عناصر من قوات الدعم السريع لأشخاص بناء على معلومات حول وضعهم الاقتصادي أو أن عوائلهم ميسورة الحال، لا سيما في إقليم دارفور.
وأورد موقع " دارفور 24″ نبأ عن خطف الشاب الفاتح أحمد آدم (18 عاما) من مزرعته في بلدة "أم ضي" بولاية شرق دارفور الخميس الماضي، وطلب الخاطفون الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع من أسرته دفع مبلغ 100 مليون جنيه فدية (40 ألف دولار) مقابل إطلاق سراحه.
ويوضح أحد أفراد عائلة المخطوف أنه لا يتوفر لهم مبلغ الفدية، وأنهم تواصلوا مع قيادة قوات الدعم السريع في الضعين عاصمة الولاية بشأن القضية، وفي انتظار الرد والتحرك من أجل إنقاذ ابنهم.
وشهدت ولاية شرق دارفور أحداث اختطاف مماثلة مقابل دفع فدية مالية، طالت تجارا وعاملين في منظمات إنسانية.
من جانبه، يرى الخبير الأمني والعسكري علي سالم أن الاختطاف من أجل الفدية المالية لا يحدث من قوات نظامية، وأن لجوء عناصر الدعم السريع لذلك يأتي بسبب ضعف القيادة والسيطرة والسعي إلى كسب المال بأي أسلوب.
وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد الخبير أن عدم صرف أجور لقوات الدعم السريع بشكل منتظم، وعدم وجود أموال وممتلكات في المناطق التي يسيطرون عليها بعد نهبها دفعهم إلى طرق جديدة للحصول على الأموال.
نفي واتهام مضادوتنفرد قيادات ميدانية في الدعم السريع بالقرار في مواقع وجودهم، مع تواطؤ بعض قياداتهم التي عجزت أن توفر لهم المرتبات وأي محفزات أخرى تقنعهم بالاستمرار في القتال في عمليات الاختطاف، إذ تقتسم مع الخاطفين ما يحصلون عليه من فدية، وفقا للخبير الأمني والعسكري.
وحسب المتحدث، فإن قوات الدعم السريع اقتحمت السجون بعيد اندلاع الحرب، وخرج آلاف المجرمين وانخرط بعضهم في القتال إلى جانبها وصاروا قيادات ميدانية، مثل عمر سيد الملقب بـ"شارون" الذي ظهر في مقطع فيديو يجر رجلا مسنا من لحيته في منطقة السريحة بولاية الجزيرة قبل 4 أيام، وتحول آخرون إلى عصابات تمارس الإجرام.
غير أن مسؤولا في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع نفى الاتهامات الموجهة لقواتهم بخطف المدنيين مقابل فدية، واعتبرها "دعاية سوداء"، واتهم كتائب الحركة الإسلامية وقوات العمل الخاصة التابعة للجيش بمحاولة فبركة معلومات ومقاطع فيديو لتلطيخ سمعة الدعم السريع.
ويوضح المسؤول الإعلامي، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن هناك متفلتين يرتكبون جرائم وانتهاكات تنسب للدعم السريع الذي ضبطت قواته مئات المتفلتين وقامت بمحاكمتهم في ولايات الجزيرة والخرطوم ودارفور، ولا يزال بعضهم في سجونهم.
الناشطة الحقوقية سحر عبد الله أعربت عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال الخطف وطلب الفدية تحت تهديد السلاح ضد المدنيين في السودان. وتقول للجزيرة نت إن هذه الجرائم لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، وتُعد انتهاكا صارخا للقوانين الوطنية والقانون الدولي الإنساني.
وحذرت الناشطة من أن هذه الممارسات تُفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وتسبب معاناة نفسية شديدة للضحايا وأسرهم، وطالبت بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وحمّلت الجهة المسيطرة على موقع الجريمة المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات المُروعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع جنیه سودانی مقطع فیدیو ملیون جنیه للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع في السودان متهمة بالاعتداء الجنسي على ضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 و75 سنة
خلصت الأمم المتحدة إلى أن قوات الدعم السريع وحلفاءها في السودان ارتكبوا مستويات "مذهلة" من الاعتداءات الجنسية، بما في ذلك الاغتصاب.
اعلانذكرت بعثة تقصي حقائق دولية تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع وحلفاءها ارتبكوا مستويات "مذهلة" من الاعتداءات الجنسية، بما في ذلك اغتصاب المدنيين.
وأضافت البعثة في بيان أن هذه قوات اختطفت عدداً من النساء واستعبدتهن جنسياً خلال الحرب الأهلية المستمرة مع قوات الجيش منذ أكثر من 18 شهرا.
وقالت إن قوات الدعم السريع التي يتزعمها، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، "مسؤولة عن ارتكاب العنف الجنسي على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك عمليات الاغتصاب الجماعي، واختطاف واحتجاز الضحايا في ظروف تصل إلى حد العبودية الجنسية".
وتتراوح أعمار الضحايا بين 8 و75 عاماً، بحسب البعثة الأممية.
ويأتي التقرير استكمالاً لتقرير سابق قدمته البعثة إلى مجلس حقوق الإنسان في أيلول/ سبتمبر الماضي، وخلص إلى أن هناك أسباباً معقولة تدعو للاعتقاد بأن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب والعبودية الجنسية.
Relatedالسودان: حرب منسية تهدد بكارثة إنسانية ومجاعة غير مسبوقةقتل واغتصاب واضطهاد.. تقرير للأمم المتحدة يدعو إلى توسيع حظر الأسلحة وإنشاء قوة محايدة في السودانالجيش السوداني يُسجِّل أول انشقاق لقيادي كبير في قوات "حفتر السودان" الدعم السريعووجدت البعثة أن غالبية حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم ودارفور وولاية الجزيرة، معتبرة أنها كانت جزءاً من نمط يهدف إلى إرهاب ومعاقبة المدنيين على صلات مزعومة مع المعارضين وقمع أي معارضة لتقدمهم.
وفي المقابل، وثقت البعثة الدولية حالات اغتصاب تورطت فيها القوات السودانية وحلفاؤها، محددة أن هناك أموراً في هذا السياق بحاجة لمزيد من التحقيق.
وقال رئيس البعثة، محمد عثمان إن "حجم العنف الجنسي الهائل الذي وثقناه في السودان مذهل".
وأضاف أن "الوضع الذي يواجهه المدنيون الضعفاء خاصة النساء والفتيات من كل الأعمار مثير للقلق بشدة ويحتاج معالجة عاجلة".
ويشهد السودان، ثالث أكبر دولة في إفريقيا، حربا أهلية مدمرة منذ أبريل/ نيسان 2023، مما أدى إلى نشوب موجات من العنف العرقي وأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.
وقد اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان 2023، بعد أشهر من التوتر المتصاعد. ويعود سبب النزاع إلى خلافات حول خطة انتقالية مدعومة دولياً كانت ستؤدي إلى تسليم السلطة للمدنيين.
ووصل عدد النازحين إلى أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يشكل خمس سكان البلاد، مع تحذيرات من مجاعة قد تكون الأسوأ منذ أربعين عاماً، وقد حذر مسؤولو الأمم المتحدة من خط الموت جوعا يتهدّد أكثر من مليوني سوداني هذا الخريف.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الخارجية الإماراتية تستنكر استهداف مقر سفيرها في الخرطوم وتتهم الجيش السوداني بالتصعيد السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث "عدوان الإمارات" السودان: "عندما تتقاتل الفيلة، يُداس العشب".. ما سبب الصراع بين دقلو والبرهان؟ قوات الدعم السريع - السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) جمهورية السودان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. مجزرة مروعة في بيت لاهيا وحزب الله يعلن إسقاط طائرة "هيرمز 900" ويعين نعيم قاسم أمينا عاما يعرض الآن Next خرج بخمسة وعود.. زيلينسكي يلتقي قادة شمال أوروبا في أيسلندا ومحادثات حول "خطة النصر" ودعم كييف يعرض الآن Next رئيس الوزراء المجري أوربان: "انتخابات جورجيا نزيهة".. والاتحاد الأوروبي يصف زيارته لتبليسي بالمبكرة يعرض الآن Next نعيم قاسم.. كيف أصبح أستاذ الكيمياء نائبًا لحسن نصر الله وأمينا عاما لحزب الله؟ يعرض الآن Next رئيس وزراء سلوفاكيا يتجه إلى الصين غداً لتعزيز الروابط الاقتصادية خارج التحالفات التقليدية اعلانالاكثر قراءة دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما أم مغربية تبيع فيديوهات جنسية لطفلتها البالغة 10 سنوات والمقابل.. 300 دولار! زوّدها بمعلومات إستخباراتية بأوكرانيا لأكثر من عامين.. موسكو تُكرم جاسوسها الأمريكي وتمنحه الجنسية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024غزةروسياإسرائيلالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا حركة حماسحزب اللهلبنانرمضان قديروف دونالد ترامبجو بايدنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024