قراءة عراقية في تصريحات الرئيس الإيراني: الغرب سيعتمد استراتيجية مثلث الموت - عاجل
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
قدم استاذ العلوم السياسية خليفة التميمي، اليوم الأربعاء (30 تشرين الأول 2024)، قراءة عراقية لتطورات المشهد في ايران والمنطقة بعد تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" أسباب عدة تمنع واشنطن من خوض حرب شاملة مع طهران ابرزها قرب الانتخابات وقلقها من تبعات اي مواجهة على أسواق الطاقة فضلا عن وجود مئات الشركات الامريكية التي تعمل في الشرق الأوسط وبالتالي اي تصعيد سيجعل مشاريع بكلف تصل الى ترليوني دولار قريبة من حريق كبير".
وأضاف، ان" أمريكا ضغطت على تل ابيب للتخفيف من حدة ضرباتها على ايران مؤخرا رغم ان إسرائيل كانت تسعى الى مواجهة مباشرة في محاولة لجر أمريكا والغرب للحرب لكن البيت الأبيض ادرك خطورة هكذا مجازفة لانها ستؤدي الى حرب شاملة ستدفع أمريكا فيها ثمنًا باهضًا إضافة الى رفض حلفائها بالمنطقة دعهما في هكذا مجازفة".
وأشار التميمي الى، ان" تصريحات الرئيس الإيراني تعكس رسائل مهمة من طهران بأنها تدرك إن الحرب ضدها لن تتوقف وان افضل وسيلة للدفاع هو الهجوم وهذا ما اثبتته الوقائع عندما ردت إيران وقصفت تل ابيب وهددت بالمضي للأمام في التصعيد فكان رد تل ابيب محدودًا بضغط امريكي، لافتا الى ان" أمريكا ومعها الغرب وإسرائيل سيعتمد استراتيجية مثلث الموت وهي تعتمد على اثارة النعرات والفتن والقلاقل في الداخل الايراني مع أدوات الضغط الاقتصادي يرافقها العملاء وعمليات التخريب من اجل زج ايران في متاهات حالة عدم الاستقرار وهذا يثير قلق ايران".
وبين، إن" الصراع بين طهران وتل ابيب لن ينتهِ بتوقف ازيز الرصاص في غزة ولبنان بل بدء على نطاق سيأخذ ابعادًا عدة وايران تدرك بأن أي تخلي عن اجنحة المقاومة يعني أن تكون الحرب على حدودها لذا فان استراتيجيتها هي المواصلة والضغط والذهاب بالأمور الى اقصى حد ممكن لان اي تراجع ستكون اثمانه غالية".
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء الماضي، إن بلاده قادرة على "زعزعة أمن" إسرائيل والرد عليها بشكل "أقوى من الرد السابق" وفق تعبيره.
وهاجم بزشكيان، خلال خطاب له في طهران ، الولايات المتحدة بقوله إن "الولايات المتحدة يمكنها أن تضرب بلادنا، لكن لا يمكنها أن تبقى في البلاد"، مشيرا إلى أن إيران "لن تستسلم أو ترضخ للولايات المتحدة أبدًا".
وتتهم طهران واشنطن بدعم شنّ إسرائيل هجومًا على أهداف عسكرية إيرانية فجر السبت الماضي أسفر عن أضرار عسكرية قوية، كما أدى إلى مقتل 4 عسكريين من قوات الجيش الإيراني.
ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، "لا يهمنا من يصبح رئيسَ الولايات المتحدة سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي".
ورأت مهاجراني أن "من المهم على أي شخص يصبح رئيسًا لأمريكا أن يصحح السياسات السابقة ويعترف بالسيادة الوطنية للدول".
واعتبرت أن أجواء المنطقة متوترة بسبب "المطامع الإسرائيلية"، مؤكدة أن "إيران تسعى إلى تهدئة التوترات والسلام".
ونفذت إسرائيل، السبت الماضي، هجوما عسكريا على إيران واستهدفت عدة محافظات، ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه على إيران منذ انتهاء حربها مع العراق عام 1988، حيث قامت إسرائيل سابقا بعمليات أمنية وتخريبية واغتيالات.
وتحدث الإعلام الإيراني عن إحباط العملية وإفشالها، وكانت التوقعات تتجه نحو توقف دوامة الرد والرد المضاد بين الطرفين، وبالتالي توقف التصعيد بينهما منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بيد أن الجيش الإيراني أعلن عن "استشهاد 4 من عناصره ومدني واحد"، فضلا عن الأضرار في المواقع العسكرية التي لا توجد حولها معلومات كثيرة مما زاد المشهد تعقيدا، ولم يعد الهجوم نظيفا، وتصاعد الحديث عن ملامح المرحلة المقبلة بين طهران وإسرائيل.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی
إقرأ أيضاً:
إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
22 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تحت مظلة تعقيدات الشرق الأوسط التي تشهد توترات متصاعدة على مختلف الجبهات، تبرز قضية التفاوض الإيراني مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كأحد الملفات الأكثر حساسية وتأثيراً على مستقبل المنطقة.
التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤول الإيراني كاظم غريب آبادي تعكس موقفاً مرناً من طهران، التي ما زالت تبدي استعدادها للتفاوض بهدف رفع العقوبات، رغم المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية.
و تعاني إيران من تأثيرات خانقة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، ما أدى إلى تداعيات مباشرة على الاقتصاد الإيراني والشعب. هذه الضغوط أجبرت القيادة الإيرانية على إعادة تقييم مواقفها التفاوضية، خاصة في ظل انحسار نفوذها الإقليمي في لبنان وسوريا، مما أضعف من قوتها التفاوضية التقليدية التي اعتمدت على بسط النفوذ الخارجي.
في المقابل، يشير الخبراء إلى أن طهران لا تريد أن تبدو في موقف الضعف؛ بل تسعى لتحقيق مكاسب ملموسة مثل رفع العقوبات قبل أن تبدأ أي جولة تفاوض جديدة.
و يُظهر هذا الموقف لعبة معقدة من المناورات السياسية، حيث تحاول إيران الحفاظ على هيبتها الدولية مع مراعاة الضغوط الشعبية الداخلية.
تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس قلقاً متزايداً حيال برنامج إيران النووي، خصوصاً مع زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة. هذا التقدم يضع إيران على أعتاب إنتاج أسلحة نووية، وهو ما يثير مخاوف دولية من تصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.
رغم هذه المخاوف، فإن إيران تدرك أن استمرارها في زيادة التخصيب يضعها في موقف تفاوضي أقوى، حيث يمكنها استخدام هذا الملف كورقة ضغط لتحقيق تنازلات من الطرف الآخر، سواء في رفع العقوبات أو في تقديم ضمانات أمنية.
اما قرار ترامب بتجميد عضوية الولايات المتحدة في الاتفاق النووي فكان بمثابة نقطة تحول كبيرة في هذا الملف. فالاتفاق الذي كان يهدف إلى تقليص أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات، انتهى إلى مرحلة من التصعيد المتبادل، حيث أقدمت طهران على تخفيض التزاماتها تدريجياً.
و اليوم، تعود هذه الحقبة لتلقي بظلالها على المفاوضات المحتملة، مع إدراك الطرفين أن العودة إلى الاتفاق القديم لم تعد خياراً واقعياً، بل يجب صياغة تفاهمات جديدة تتماشى مع الواقع الحالي.
مستقبل غامض وحسابات دقيقة
الحديث عن استئناف المفاوضات يتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية، أبرزها الانشغال الأميركي بمواجهة الصين وروسيا، وانقسام المواقف الأوروبية حيال التعامل مع طهران. هذه العوامل تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد، حيث تحاول كل من واشنطن وطهران الاستفادة من اللحظة الراهنة لفرض شروطها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts