بعد شارمهد.. مخاوف من الإعدامات والتعذيب في سجون إيران
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أعاد إقدام السلطات الإيرانية على إعدام المعارض الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضا، جمشيد شارمهد، الحديث عن أوضاع السجناء لدى طهران، وعلى رأسهم مزدوجي الجنسية.
وهناك أكثر من 8 آلاف سجين أجنبي في السجون الإيرانية، أغلبهم من أفغانستان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن وزارة العدل في يونيو الماضي.
وأثار إعدام شارمهد ردود فعل غاضبة، خصوصا من ألمانيا، في وقت يوجد لدى إيران عدد لا بأس به من السجناء الذين يحملون جنسيات غربية، بجانب نشطاء معارضين بارزين.
وتعليقا على عملية الإعدام، قال الباحث والأكاديمي الإيراني، حسن هاشميان، الثلاثاء، إنها "جاءت للتغطية على الفشل في التصدي للهجوم الإسرائيلي".
وأكد هاشميان خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "تعودنا عندما يفشل النظام الإيراني تجاه قوة خارجية، يقوم بهذه الأعمال. كان متوقعاً أن نشهد موجة من الإعدامات بعد الهجوم الإسرائيلي، لأن النظام لا يريد أن يقوم بواجباته تجاه الشعب، وواجباته في الدفاع عن البلد أمام أي هجوم خارجي".
كما أشار إلى أن "الإجراءات القانونية للمحاكمة، لم ترق لأبسط المعايير الحقوقية والقانونية. الإيرانيون يعرفون أن السبب وراء هذا الإعدام، سياسي وليس قانونيا، وليس هناك أدلة".
وأعاد إعدام شارمهد الحديث عن حالة حقوق الإنسان في إيران، ومدى التزام السلطات هناك بالمعايير الحقوقية، خاصة تلك المتعلقة بحرية الرأي والتعبير عنه.
وفيما يلي، أبرز الأسماء التي قبعت في السجون الإيرانية بعد محاكمات طالتها انتقادات واسعة، وأخرى كان مصيرها الإعدام أيضا:
نرجس محمديتمكث الناشطة في حقوق المرأة، بالسجن منذ نوفمبر 2021، وتبلغ من العمر 52 عاماً.
وأدينت عدة مرات وسجنت أكثر من مرة خلال الـ25 سنة الماضية، بسبب رفضها إلزامية الحجاب وعقوبة الإعدام.
وخلال الفترة الماضية، نُقل عن محمدي رسائل في أكثر من مناسبة، جميعها تؤكد على احترام الحريات الفردية وتدعو للوقوف بوجه الاضطهاد وقمع النساء في بلدها، ومختلف دول الشرق الأوسط.
وفي أكتوبر من العام الماضي، تكللت مسيرة محمدي التي تقبع في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، بجائزة نوبل للسلام، لتكون بذلك المرأة الـ19 التي تفوز بالجائزة خلال 122 عاما، والأولى منذ فوز الفلبينية ماريا ريسا بالجائزة في 2021 بالمشاركة مع الروسي دميتري موراتوف.
بدأت معاناة محمدي مع سلطات حكم رجال الدين في إيران منذ 32 عاما، عندما كانت طالبة، حيث بدأت مسيرتها المهنية كناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان.
أدت مواقفها إلى اعتقالها عدة مرات، حيث لم تمضِ سوى بضعة أشهر خارج السجن خلال الفترة بين عامي 1998 و2011.
تم توقيفها في مايو 2015 ثم أفرج عنها بكفالة، ليتم بعدها الحكم عليها بالسجن 16 عاما في عدة تهم، بينها "المشاركة في تجمعات، والقيام بنشاط ضد الأمن القومي، ولنشاطها في دائرة المدافعين عن حقوق الإنسان، وكذلك الدعاية ضد إيران".
لم تر محمدي المسجونة نجليها (16 عاما) منذ 8 سنوات، وصارت ظروف احتجازها أكثر تشديدا بالتزامن مع الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني إثر احتجازها على يد شرطة الأخلاق.
كذلك لم تر منذ 11 عاما زوجها تقي رحماني، الذي أمضى سنوات في السجون الإيرانية قبل أن ينتقل للعيش في المنفى بالعاصمة الفرنسية باريس.
وحسب منظمة العفو الدولية، تتعرض محمدي للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على أيدي السلطات الإيرانية، عبر حرمانها عمدًا من الحصول على الرعاية الصحية الكافية، أو التأخير الشديد في توفيرها لها، وذلك لإجبارها على الانصياع للقوانين الإيرانية المُسيئة والمُهينة المتعلقة بالحجاب الإلزامي.
ويؤدي هذا إلى تعريض صحة محمدي لخطر جسيم، خاصة وأنها تعاني من أمراض خطيرة في القلب والرئة.
3310 أياممن بين السجناء الذين يحملون جنسية مزدوجة، الأكاديمي الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي، المحتجز في إيران منذ أبريل عام 2016، ويواجه حكما بالإعدام.
ومع إعدام شارمهد، ذكر حساب على منصة "إكس" مهتم بقضية جلالي، أن الثلاثاء كان اليوم 3109 منذ اعتقال جلالي في إيران، وهو يواجه حاليا خطر الإعدام.
Today marks 3109 days and over 8 years since Ahmadreza Djalali was taken hostage in Iran. He is under imminent risk of execution.
Join us in calling for action by Swedish FM @MariaStenergard and @SwedishPM to #BringDjalaliHome.
Read more about the case: https://t.co/87PwxxtxWT pic.twitter.com/YwmTBSKIBb
ووفق منظمة العفو الدولية، فإنه في 20ديسمبر 2023، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية مقطع فيديو دعائيًا، يتضمن "اعترافات جلالي القسرية، والتي تضمنت كونه جاسوسًا لإسرائيل". ونفى جلالي مرارًا هذه الاتهامات، وقال إن "اعترافاته أدلى بها تحت وطأة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة".
وفي 22 ديسمبر 2023، زار مسؤول من السلطة القضائية جلالي في السجن، محذرًا من أن إدانته وحكم الإعدام الصادر بحقه "قد أيّدا" وأنه "سيتم تنفيذهما قريبًا"، وفقًا لمعلومات كشفت عنها عائلة جلالي لمنظمة العفو الدولية.
وحكمت السلطات الإيرانية على جلالي بالإعدام بتهمة "الإفساد في الأرض" في أكتوبر 2017، بعد محاكمة "بالغة الجور" أمام المحكمة الثورية في طهران.
"طفل" الإعدامكشفت منظمة العفو الدولية أن السلطات الإيرانية في طريقها لتنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب محمد رضا عزيزي (21 عاماً في شيراز)، حسب بيان نشرته على موقعها.
وقالت المنظمة الحقوقية، في وقت سابق هذا الشهر، إن عزيزي أدين بجريمة قتل وهو طفل حين كان عمره 17 عاماً، مؤكدة أن حكم الإعدام وقرار تنفيذه يتعارضان مع القانون الدولي، الذي يحظر حظراً قاطعاً فرض عقوبة الإعدام على الأفراد بعمر أقل من 18 عاماً وقت ارتكابهم للجريمة.
واعتقل عزيزي في سبتمبر 2020، وأدين بتهمة القتل يوم 15 أغسطس 2021.
ووفقًا للوثائق القانونية التي استعرضتها منظمة العفو الدولية، تم استجوابه دون حضور محامٍ بعد اعتقاله، واعتمدت المحكمة الجنائية بعد ذلك على "اعترافات" لإصدار حكمها الذي يقضي بإعدامه.
وفي نوفمبر 2021، أيدت المحكمة العليا الإيرانية قرار الإدانة وحكم الإعدام. ورفضت المحكمة العليا طلبًا للمراجعة القضائية في يوليو 2023.
وحسب الوثائق القانونية التي استعرضتها منظمة العفو الدولية، خلصت منظمة الطب الشرعي الإيرانية، وهي معهد طب شرعي يخضع لإشراف القضاء، إلى أنه كان قد بلغ "النضج العقلي والجسدي" وقت الجريمة، دون أن توضّح كيفية الوصول إلى هذا الاستنتاج، باستثناء الإشارة إلى أنه كان قادرًا على ذكر اسمه وكنيته.
كما تواجه ناشطة عمالية حكما بالإعدام بتهمة ارتباطها بمنظمة كردية محظورة، وفق ما أفادت جماعات حقوقية.
وقالت منظمة "هنغاو" ومقرها النرويج، ووكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة، في يوليو الماضي، إن شريفة محمدي التي اعتقلت في ديسمبر، في رشت بإيران، دينت بتهمة التمرد التي يعاقب عليها بالإعدام، وحكم عليها بالعقوبة القصوى.
واتهمت محمدي بالانتماء إلى حزب كومالا الكردي الانفصالي المحظور في إيران. وأفادت هنغاو أنها تعرضت "للتعذيب الجسدي والعقلي" على أيدي رجال المخابرات أثناء احتجازها.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، إن ما لا يقل عن 249 شخصا، بينهم 10 نساء، أُعدموا في إيران خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024.
ولأكثر من 4 عقود، جعلت إيران من احتجاز الأجانب ومزدوجي الجنسية "أمرا أساسيا في سياستها الخارجية"، مما منحها تاريخا طويلا فيما يعرف بـ "دبلوماسية الرهائن"، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في يونيو الماضي.
والعام الماضي، نجحت الولايات المتحدة في إطلاق سراح 5 من مواطنيها من السجون الإيرانية، في صفقة شملت عفوا من الرئيس جو بايدن، عن 5 إيرانيين مدانين أو ينتظرون محاكمتهم في جرائم عنيفة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: منظمة العفو الدولیة السلطات الإیرانیة السجون الإیرانیة حقوق الإنسان حکم الإعدام فی إیران إیران من أکثر من
إقرأ أيضاً:
غرفة الإعدام.. كيف تحول سفاح المعمورة من حامي القانون إلى قاتل متسلسل؟
سفاح المعمورة.. حكاية تقشعر لها الأبدان وتهتز له القلوب، لم يكن مجرد قاتلا عاديا، بل كان وحشا يتجول بين الناس بوجه ملائكي، يخدع ضحاياه بابتسامته الهادئة، قبل أن يكشف عن وجهه الحقيقي في لحظة لا عودة فيها.
كيف استطاع هذا السفاح أن ينسج حول وجههه قناع البراءة، ويخدع كل من وثقوا به؟ وما الذي دفعه لارتكاب تلك الجرائم المروعة؟ في هذه القصة، نغوص في أعماق جريمة السفاح وضحاياه ودوافعه.
موضوعات متعلقة:استأجر 18 شقة.. مفاجأة مدوية في قضية سفاح المعمورة
محامي سفاح الإسكندرية: جهات البحث تقوم حتى الآن بتفتيش شقق استأجرها المتهم
كشفها حسابه على فيسبوك.. تفاصيل مثيرة في قضية سفاح المعمورة
رجل وامرأتين حتى الآن.. تفاصيل جرائم سفاح المعمورة
كان صباحا شتويا هادئا في الإسكندرية، المدينة التي تتنفس عبق البحر وتحمل بين طياتها الحضارات والتاريخ، لكن صباح السادس من فبراير 2025 لم يكن عاديًا، بل كان صباحًا سيغير ذاكرة المدينة إلى الأبد.
الجميع أصبح يتحدث عن "سفاح المعمورة"، الرجل الذي كان حتى وقت قريب جزءا طبيعيا من المجتمع، يرتدي بذلة أنيقة ويحمل حقيبة محامي، لكنه في الخفاء كان يحمل أسرارا مظلمة ويد ملطخة بالدماء.
لم يكن أحد ليتخيل أن "نصر الدين السيد غازي"، المحامي البالغ من العمر 51 عامًا، والمشهود له بالكفاءة القانونية، سيكون محور إحدى أكثر الجرائم غموضًا وبشاعة في تاريخ الإسكندرية، رجا يبدو عاديًا، لكنه ارتكب من الجرائم ما لم يتخيله عقل.
البداية كانت عندما تلقى قسم شرطة المنتزه بلاغًا من أحد السكان عن انبعاث روائح غريبة من شقة في الطابق الأرضي بأحد المباني القديمة، في البداية، ظن الجميع أنها مشكلة متعلقة بالمجاري، لكن عندما حضرت الشرطة، تكشفت الحقيقة المرعبة.
عند فتح الشقة، وجد رجال الأمن أنفسهم أمام مشهد مروع، جثث مدفونة في الأرضية بإحكام، ووسط الغرفة أكياس بلاستيكية سوداء، كان واضحا أنها تخفي خلفها سرا شنيعا، وبعد ساعات من الحفر، تم إخراج الجثث واحدة تلو الأخرى، وكانت الصدمة أن الجثث تعود لأشخاص مختلفين، جميعهم تم قتلهم بوحشية لا تتناسب مع مهنة القاتل.
المشتبه به كان واضحا منذ اللحظة الأولى: المستأجر الوحيد لتلك الشقة، المحامي نصر الدين السيد غازي، وعندما أُلقي القبض عليه، لم يحاول الإنكار طويلًا، بل اعترف بجرائمه، وكأنها لم تكن أكثر من مجرد تفاصيل قانونية يراجعها في قضية جديدة.
من هو سفاح المعمورة؟لم يكن نصر الدين مجرد قاتل عادي، بل كان شخصية معقدة، تتمتع بذكاء شديد وقدرة على التلاعب، وهو ما مكنه من خداع ضحاياه والتخفي لسنوات دون أن يثير أي شبهة.
ولد نصر الدين في محافظة كفر الشيخ، ودرس القانون في كلية الحقوق، حيث تخرج عام 1995 بتقدير جيد جدًا، بعد التخرج، عمل في المحاماة لسنوات، وسافر إلى الأردن والسعودية قبل أن يعود إلى مصر ليكمل مسيرته المهنية.
كان بارعا في الحديث، يستخدم لغة قانونية راقية، ويظهر أمام الناس كمحاي مدافع عن المظلومين، لكن خلف هذا القناع، كان يخطط لجرائم تقشعر لها الأبدان.
كيف استدرج سفاح المعمورة ضحاياه إلى مصيرهم المظلم؟- الزوجة العرفية.. من الحب إلى الموت
كانت الضحية الأولى زوجته بعقد عرفي، امرأة أحبته بصدق، لكنها لم تكن تعلم أن هذا الحب سيكون تذكرتها إلى العالم الآخر.
نشبت بينهما خلافات متكررة، لكنها لم تتخيل أبدا أن النهاية ستكون بهذه القسوة، ذات ليلة، قرر إنهاء حياتها، ضربها على رأسها حتى فقدت الوعي، ثم خنقها ببطء حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
ولم يكتفي بذلك، بل قام بتغليف الجثة في أكياس بلاستيكية، ودفنها في غرفة داخل شقته دون أن يرف له جفن.
موضوعات متعلقة:- موكلته السابقة
الضحية الثانية كانت موكلته، سيدة لجأت إليه في قضية قانونية، لكنها لم تكن تعلم أنها ستدخل في شبكة قاتل محترف.
نشب بينهما خلاف مالي بعد أن طلبت منه استرداد أموال دفعتها له دون أن يحصل لها على الحكم المطلوب، ولأنها أصرّت على استرداد حقوقها، قرر أن يلجأ إلى "حله الخاص"، فقام بقتلها ودفنها بنفس الطريقة البشعة.
- المهندس محمد إبراهيم.. لغز الاختفاء الذي دام 3 سنوات
أما الجريمة الثالثةلـ سفاح المعمورة ، فكانت أكثر تعقيجا محمد إبراهيم، مهندس اختفى منذ ثلاث سنوات في ظروف غامضة، لكن أحدًا لم يربط اختفائه بالمحامي.
التحقيقات كشفت أن نصر الدين استدرجه بحجة العمل في مشروع قانوني، ثم قتله ودفنه في شقة أخرى بمنطقة العصافرة. المثير أن شقيقته كانت تبحث عنه طوال هذه السنوات، غير مدركة أن القاتل كان يتابع منشوراتها على مواقع التواصل، وربما كان يبتسم بخبث كلما رأت توسلاتها للناس بمساعدتها في العثور عليه.
لم يكن نصر الدين يقتل بدفع الانتقام فقط، بل كانت لديه تركيبة نفسية معقدة، جعلته يرى في الجريمة حلاً سهلاً لكل مشاكله، لم يكن يسرق ضحاياه، بل كان يتلذذ بإخفاء آثارهم، وكأن السيطرة على الحياة والموت أصبحت لعبته الخاصة.
الغريب أن القاتل لم يكن بعيجا عن المجتمع، بل كان نشطا على مواقع التواصل الاجتماعي، يكتب منشورات دينية، ينشر أدعية وعبارات عن الأخلاق، ويتحدث عن قواعد اللغة العربية والسياسة، كان يحاول أن يصنع لنفسه قناع يخفي حقيقته، لكن في النهاية، لم يستطيع الهروب من العدالة.
لحظة السقوط.. حينما تنتهي لعبة الخداعبعد كشف الجثث، ألقت قوات الأمن القبض عليه، وبدأت التحقيقات تأخذ منحى أكثر إثارة، المحامي الذي دافع عن آلاف القضايا، أصبح هو نفسه المتهم، يجلس خلف القضبان بانتظار حكم العدالة، لكن الصدمة الكبرى كانت عندما انسحب محاميه من الدفاع عنه، بعدما تأكد أن نصر الدين كان بكامل قواه العقلية عند ارتكاب الجرائم، مما يعني أنه سيواجه العقوبة القصوى.
هنا في الإسكندرية الناس لا يتحدثون عن شيء سوى هذا القاتل، وعيون أهالي الضحايا تملؤها الدموع والحسرة، ابنة المهندس محمد لا تزال تنظر إلى صورة والدها، وتتساءل: كيف يمكن لإنسان أن يكون بهذه القسوة؟
محامي المتهم يكشف التفاصيل الكاملةكشف أميران السيد عثمان، محامي المتهم نصر الدين غازي، الشهير إعلاميًا بـ"سفاح الإسكندرية"، أن موكله بدأ ممارسة مهنة المحاماة عام 2001، واستمر في مزاولتها حتى عام 2009، وهو العام الذي تم فيه حذفه من سجلات نقابة المحامين، وظل خارج السجلات حتى عام 2017، دون ممارسة رسمية للمهنة.
الاتهامات التي تواجه "سفاح الإسكندرية"وأوضح عثمان، خلال لقاء تلفزيوني في برنامج "صالة التحرير" مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، أن النيابة العامة وجهت للمتهم تهمًا خطيرة، أبرزها:
جناية القتل مع سبق الإصرار والترصدجناية إخفاء الجثثجنحة السرقةعقوبة سفاح الإسكندريةوأشار إلى أن القانون ينص على عقوبة الإعدام في مثل هذه الجرائم، خاصة أن القضية تتعلق بقتل عدة أشخاص عمدًا وإخفاء آثار جرائمه بطرق احترافية.
اعترافات المتهم وموقفه القانونيوأكد عثمان أن المتهم أقر بقتل ضحيتين، لكنه نفى صلته بالجريمة الثالثة، زاعمًا أنه كان على علاقة بالضحية فقط، إلا أن تطورات القضية كشفت عن تفاصيل صادمة، حيث ذكر ملاك إحدى الشقق التي كان يستأجرها المتهم أنهم لاحظوا آثار حفر داخل الشقة عند استلامها، لكنهم لم يشتبهوا في الأمر، خاصة بعد أن أخبرهم أنه كان يقوم بأعمال سباكة وكهرباء.
العثور على جثة مدفونة على عمق 5 أمتاربعد تصاعد الشكوك، تقدم الملاك ببلاغ رسمي إلى النيابة، ما دفع الجهات الأمنية لفتح تحقيق عاجل. وبالفعل، بعد إجراء عمليات الحفر داخل الشقة، تم العثور على رفات الجثة الثالثة مدفونة على عمق 5 أمتار، وهو ما أكد الاشتباه في ضلوع المتهم في جريمة جديدة.
وفقًا لفرويز، فإن الجريمة بهذا المستوى من الدهاء لا تنشأ من فراغ، بل هناك عدة عوامل تسهم في تشكيل شخصية السفاح، منها:
الجينات الوراثية التي قد تنقل بعض السمات العدوانية.التنشئة الاجتماعية التي تلعب دورًا محوريًا في بناء السلوك النفسي للفرد.التجارب الحياتية المبكرة، حيث يتعرض بعض الأطفال لظروف قاسية تخلق لديهم اضطرابات نفسية حادة.ويؤكد فرويز أن الطفولة هي العامل الأبرز في صياغة الميول الإجرامية لاحقًا، إذ تشير الدراسات إلى أن 80% من الأشخاص الذين يصبحون مجرمين خطيرين قد تعرضوا لنوع من الإساءة النفسية أو الاجتماعية في مراحلهم المبكرة.
قريبا في المحكمة، سيقف "سفاح المعمورة" خلف القضبان، ينظر حوله وكأن الأمر لا يعنيه كعادته الهادئه، لكن خلف هذا الهدوء، سيكون هناك رجلا أدرك أخيرا أن قناع البراءة قد سقط، وأن العدالة لن ترحمه.