إيطاليا وليبيا تفتحان فصلا جديدا من التعاون الاقتصادي
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
شهدت العاصمة الليبية طرابلس يوم أمس توقيع ثماني اتفاقيات بين إيطاليا وليبيا، خلال المنتدى الاقتصادي الذي عقد يوم أمس، والذي حضره رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ونظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني.
وقال وزير المشاريع والصناعة الإيطالية أدولفو أورسو لوكالة “نوفا” إن “الاتفاقيات الموقعة تفتح آفاقا جديدة، أولا وقبل كل شيء من حيث التعاون، ولكن أيضا من حيث التجارة، وكذلك من حيث الاستثمارات الإنتاجية”.
وشملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم بشأن التعاون الإنمائي، تهدف إلى توفير إطار قانوني لنشاط الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) في ليبيا، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين وزارة الحكم المحلي وغرفة التجارة الإيطالية الليبية، والتي تهدف إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في ليبيا.
كما شملت مذكرات التعاون اتفاقيات بين شركة سيمست والبنك الليبي الخارجي وغرفة التجارة الإيطالية الليبية، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية وتشجيع الاستثمارات بين البلدين.
وشملت الاتفاقيات أيضا اتفاقية تعاون بين الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في ليبيا واتحاد الغرف الإيطالية، وهي تهدف إلى دعم الشركات من كلا البلدين وتعزيز تطوير المشاريع المشتركة.
إضافة إلى ذلك، تم توقيع خطاب قبول بين هيئة طريق إسعاف رأس اجدير السريع (إرما) والشركة الإيطالية توديني، والتي تمثل خطوة حاسمة نحو تحديث شبكة الطرق الليبية بدعم من الخبرة الإيطالية.
دور إيني
وأعلنت رئيسة منطقة شمال إفريقيا والمشرق العربي في شركة إيني مارتينا أوبيزي، في تصريح لنوفا، أن الشركة مستمرة في الاستثمار في ليبيا، مؤكدة أهمية مواردها الغازية غير المستغلة وتطوير مشاريع جديدة في هذا المجال.
خطة ماتي لأفريقيا
وبحسب نوفا شددت ميلوني على أهمية “خطة ماتي لأفريقيا” باعتبارها دليلا استراتيجيا للعلاقات مع ليبيا والقارة الأفريقية بأكملها، مشيرة إلى الفرص الواعدة في قطاعات الطاقة والاتصالات والأمن السيبراني.
مواجهة تدفقات الهجرة
وركزت خطابات ميلوني والدبيبة في افتتاح المنتدى على أهمية إدارة تدفقات الهجرة، مع التأكيد على ضرورة مكافحة الهجرة غير الشرعية وضمان حق الأفراد في عدم الاضطرار للهجرة.
الآفاق المستقبلية
من جانبه، أكد وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، في تصريح لنوفا، على أن منتدى الأعمال شكل منصة مهمة للحوار بين رجال الأعمال الإيطاليين والليبيين، مضيفا أنه “لا يمكن لإيطاليا وليبيا الاستغناء عن بعضهما البعض”.
الخطوط الإيطالية
إلى جانب الاتفاقيات الموقعة بين ليبيا وإيطاليا أكد رئيسا وزراء البلدين استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طرابلس وروما في يناير المقبل على حد أقصى.
المصدر: وكالة نوفا
إيطالياالدبيبةجورجيا ميلونيرئيسيطرابلس Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف إيطاليا الدبيبة جورجيا ميلوني رئيسي طرابلس
إقرأ أيضاً:
عرض حول تطور التعاون الاقتصادي بين روسيا وأفريقيا
في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، تسعى روسيا إلى تعزيز موقعها كشريك إستراتيجي للدول الأفريقية، مستندة إلى إرث طويل من العلاقات التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي.
ومع تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية، تزداد حاجة الدول الأفريقية إلى تنويع شراكاتها، مما جعل موسكو تحظى بمكانة متقدمة على الساحة الأفريقية.
في هذا السياق، أكد رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، خلال زيارته الرسمية إلى موسكو، أن روسيا تُعد "شريكا موثوقا" ليس فقط لبلاده، بل للقارة الأفريقية بأكملها.
تعكس هذه التصريحات الدور المتنامي لروسيا في أفريقيا، لا سيما في وقت تشهد فيه العلاقات بين القارة والدول الغربية توترات متزايدة، نتيجة السياسات الاقتصادية المقيدة وشروط القروض الصارمة التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية.
أرقام وإحصائياتولا تقتصر العلاقات الروسية الأفريقية على الخطابات الدبلوماسية، بل تؤكدها الأرقام والإحصائيات التي تعكس تصاعد التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا بنسبة 10% خلال العام الماضي، مما يعكس تطور الشراكات التجارية وتوسّعها في مجالات حيوية.
وتشمل هذه التبادلات قطاعات أساسية، من أبرزها:
الطاقة: حيث توفر روسيا مصادر طاقة بأسعار تنافسية لعديد من الدول الأفريقية، سواء من خلال تصدير النفط والغاز أو المساهمة في مشاريع الطاقة النووية. الزراعة: تلعب روسيا دورا رئيسيا في تزويد أفريقيا بالحبوب والمنتجات الزراعية، وهو عنصر حيوي للأمن الغذائي في القارة. التكنولوجيا والبنية التحتية: تشارك موسكو في مشاريع كبرى تتعلق بتطوير السكك الحديدية، وشبكات الاتصالات، والصناعات المحلية، مما يعزز التنمية المستدامة في القارة. إعلان لماذا تفضل أفريقيا الشراكة مع روسيا؟على عكس بعض القوى الغربية، تنتهج روسيا نهجا يعتمد على التعاون القائم على المصالح المتبادلة، دون فرض شروط سياسية أو اقتصادية معقدة.
وبينما تعتمد المؤسسات المالية الغربية على تقديم مساعدات مالية مشروطة وقروض ذات أعباء ثقيلة، تركز موسكو على تعزيز الاستثمارات المباشرة والتبادل التجاري، مما يجعلها خيارا مفضلا لعديد من الدول الأفريقية الطامحة إلى تحقيق استقلال اقتصادي وسياسي أكبر.
ومن بين العوامل التي تجعل روسيا شريكا موثوقا في القارة:
عدم التدخل في الشؤون الداخلية: إذ تتبنى موسكو سياسة احترام سيادة الدول الأفريقية، على عكس بعض القوى الغربية التي تربط التعاون الاقتصادي بإصلاحات سياسية معينة. بديل عن النفوذ الغربي التقليدي: في ظل الإرث الاستعماري والسياسات الغربية التي أرهقت أفريقيا بالديون، تبحث دول القارة عن شركاء جدد أكثر مرونة وتعاونا. التعاون العسكري والأمني: توفر روسيا الدعم العسكري والتدريب لعديد من الدول الأفريقية، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق التي تواجه تهديدات إرهابية ونزاعات داخلية. نحو شراكة إستراتيجية متكاملةلا يقتصر الاهتمام الروسي بالقارة الأفريقية على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد إلى مجالات أخرى مثل التعليم، والثقافة، والصحة. فقد قدمت روسيا خلال السنوات الأخيرة آلاف المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، مما ساهم في تعزيز التقارب الثقافي والعلمي بين الجانبين.
كما أن التعاون الدبلوماسي يشهد زخما متزايدا، إذ تدعم بعض الدول الأفريقية المواقف الروسية في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، في مقابل دعم موسكو لمطالب أفريقيا بإصلاح النظام المالي العالمي وزيادة تمثيلها في المؤسسات الدولية.
مستقبل العلاقات الروسية الأفريقيةمع استمرار التحديات العالمية، من المتوقع أن تتجه العلاقات الروسية الأفريقية نحو مزيد من النمو والتكامل، خاصة في ظل تزايد الحاجة إلى شراكات اقتصادية وعسكرية أكثر موثوقية.
ومع ذلك، فإن هذه العلاقات قد تواجه بعض التحديات، مثل الضغوط الغربية وردود الفعل الدولية، مما يجعل مستقبلها رهنا بالتطورات الجيوسياسية القادمة.
لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن روسيا تضع أفريقيا في صلب إستراتيجيتها الدبلوماسية والاقتصادية، وهو ما قد يسهم في تعزيز دور القارة كلاعب رئيسي في النظام العالمي الجديد، بعيدا عن الهيمنة الغربية التقليدية.