بوابة الوفد:
2024-11-05@22:57:37 GMT

مدى وجوب الزكاة في نباتات الزينة

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن من الأموال التي أوجب الشرع فيها الزكاة "الزروع والثمار"؛ حيث قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ﴾ [البقرة: 267]، وقال تعالى: ﴿كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام: 141].

دار الإفتاء تُطلق خدمة الحجز المسبَّق للمواعيد على بوابتها الإلكترونية "الإفتاء" تحث على حفظ الأيمان والنهي عن كثرة الحلف

وروى ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ» أخرجه البخاري في "صحيحه"، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في "السنن".

المراد بزهرة البنفسج

أوضحت الإفتاء، أن زهرة البنَفْسَج -بفتح السين- من جنس النباتات المزهرة، فهو "نبات كالحشيش، طيب الريح، له زهر أحمر، يضرب إلى السواد، وهو تعريب "بنفشة"؛ كما في "النظم المستعذب" للعلامة أبي عبد الله الركبي، وجاء في "المعجم الوسيط" أنه: [نبات زهري من جنس (فيولا) من الفصيلة البنفسجية يزرع للزينة، ولزهوره عطر الرائحة].

مدى وجوب الزكاة في زهرة البنفسج

وقالت إن كون السائل يزرع زهرة البنفسج ثم يبيعها -يجعل النظر الشرعي في بحث مدى وجوب الزكاة فيها ينبني على ما قرره الفقهاء في أحكام زكاة الزروع والثمار على اختلاف وتفصيل بينهم فيما يندرج تحتها وما لا يندرج، لا على زكاة عروض التجارة، والفرق بينهما: أن التجارة هي أن تشتري لتبيع لتربح، من غير أن يتخلل ذلك عنصر الزراعة أو الصناعة أو الإنتاج أو الاستغلال، كما أفاده العلَّامة أبو محمد بن شاس في "عقد الجواهر الثمينة"، والإمام النووي في "المجموع"، والعلَّامة الحجاوي في "الإقناع".

وقد ذهب الإمام أبو حنيفة ومَن وافقه من العلماء إلى أن الزكاة واجبة في كُلِّ ما يخرج من الأرض مما يقصد به الاستنبات، من الثمار التي ينتفع بها الإنسان، سواء أكان انتفاعه بها في المأكول الذي لا غنى عنه، أم كان من الفواكه والزهور التي يحتاج لها للترفه والترويح عن النفس؛ وذلك لأنه يُقصد بهذه الأنواع كلها استِنماءُ الأرض، فخرج بذلك عنده ما لا يُقصَد به ذلك عادةً: كالحَطَب، والحشيش، والتبن، وشجر القطن، وغيرها.

قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في "الأصل": [قلت: أَرَأَيْت الرياحين كلهَا والبقول والرطاب الْقَلِيل من ذَلِك وَالْكثير فِيهِ الْعشْر وَنصف الْعشْر؟ قَالَ: نعم فِي قَول أبي حنيفَة.

وقال الإمام الجصاص في "شرح مختصر الطحاوي": [الحجة لأبي حنيفة في إيجاب الحقِّ في جميع الأصناف خلا ما ذكرنا، قول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ﴾، وعمومه يوجب الحق في كل خارج إلا ما قام دليله.

ويدل عليه أيضًا قوله تعالى: ﴿وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهًا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام: 141]، وذلك عام في كلِّ ثمرة في جميع ما يقع فيه الحصاد].

 الزكاة الواجبة في زهرة البنَفْسَج هي زكاة الزروع والثمار لا زكاة عروض التجارةالزكاة

وقال العلامة السرخسي في "المبسوط": [ثم الأصل عند أبي حنيفة أن كلَّ ما يستنبت في الجنان، ويقصد به استغلال الأراضي، ففيه العشر، الحبوب والبقول والرطاب والرياحين والوسمة والزعفران والورد والورس في ذلك سواء].

ووافق القاضي ابن العربي المالكي ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة وأيَّده ودافع عنه؛ فقال في "أحكام القرآن": [فالذي لاح بعد التردد في مسالكه أن الله سبحانه لما ذكَّر الإنسان بنعَمِه في المأكولات التي هي قوام الأبدان وأصل اللذات في الإنسان، عليها تنبني الحياة، وبها يتم طيب المعيشة، عدَّد أصولها تنبيهًا على توابعها، فذكر منها خمسة: الكَرْم، والنخل، والزرع، والزيتون، والرمان، فالكرم والنخل يؤكل في حالين: فاكهةً وقوتًا، والزرع يؤكل في نوعين: فاكهةً وقوتًا، والزيت يؤكل قوتًا واستصباحًا، والرمان يؤكل فاكهةً محضة، وما لم يذكر مما يؤكل لا يخرج عن هذه الأقسام الخمسة. فقال تعالى: هذه نعمتي فكلوها طَيِّبةً شرعًا بالحل، طَيِّبةً حِسًّا باللذة، وآتوا الحق منها يوم الحصاد، وكان ذلك بيانًا لوقت الإخراج، وجعل -كما أشرنا إليه- الحق الواجب مختلفًا بكثرة المؤنة وقلتها، فما كان خفيف المؤنة قد تولى الله سقيه ففيه العشر، وما عظمت مؤنته بالسقي الذي هو أصل الإتيان ففيه نصف العشر].

وقال في "عارضة الأحوذي": "وأقوى المذاهب في المسألة مذهب أبي حنيفة دليلًا، وأحوطها للمساكين، وأولاها قيامًا بشكر النعمة، وعليه يدل عموم الآية والحديث"، وهو ما مال إليه الإمام الرازي بقوله في "مفاتيح الغيب": [قوله تعالى: ﴿وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِ﴾ بعد ذكر الأنواع الخمسة وهو العنب والنخل والزيتون والرمان -يدل على وجوب الزكاة في الكلِّ، وهذا يقتضي وجوب الزكاة في الثمار كما كان يقوله أبو حنيفة رحمه الله. فإن قالوا: لفظ الحصاد مخصوص بالزرع، فنقول: لفظ الحصد في أصل اللغة غير مخصوص بالزرع، والدليل عليه أن الحصد في اللغة عبارة عن القطع، وذلك يتناول الكلَّ، وأيضًا الضمير في قوله: ﴿حَصَادِهِ﴾ يجب عوده إلى أقرب المذكورات، وذلك هو الزيتون والرمان، فوجب أن يكون الضمير عائدًا إليه].

وهذا المذهب هو المختار للفتوى لقوةِ مَسْلَكه وموافقته لعموم الأدلة، واتِّساقه مع الحكمة من مشروعية الزكاة ورعاية مصلحة الفقير وشكر المَوْلى جلَّ شأنه.

وبينت الإفتاء، أن مقتضى ذلك أن الواجب في زكاة الزرع والثمار -ومن ذلك زهرة البنفسج كما هي مسألتنا- العُشْر إذا كانت خارجة من أرضٍ تُسقى بالمطر أو ما يُسمى في العرف بـ"الراحة" ونحوها، ونصف العُشْر إذا كانت خارجة من أرض تسقى بآلات كالآلات الميكانيكية أو البخارية ونحوها، سواء كان الخارج من الأرض قليلًا أو كثيرًا؛ فتجب الزكاة من كلِّ الخارج عند الحصاد دون اشتراط نصابٍ ولا حولان حول.

وذكرت أن الزكاة الواجبة في زهرة البنَفْسَج هي زكاة الزروع والثمار لا زكاة عروض التجارة، ومقدار الزكاة الواجبة فيها العُشْر مِن مجموع نتاجها إذا لم يُسْقَ بآلةٍ، أما إذا سُقيَ بآلة ففيه نصف العشر، ويجوز إخراج الزكاة نقدًا بقيمة السعر يوم الحصاد، ولا يشترط في ذلك بلوغ نصاب كما سبق بيانه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء الزكاة ح ص اد ه الع ش ر

إقرأ أيضاً:

الدعاء: نافذة الروح نحو السماء

الدعاء في الإسلام ليس مجرد طلب أو سؤال، بل هو عبادة عظيمة ووسيلة للتقرب من الله تعالى.

يُعبر المسلم من خلال الدعاء عن أمانيه وآماله، ويستشعر عظمة الخالق وكرمه ورحمته. 

إنه الحبل الذي يربط العبد بربه في كل الأحوال، في السراء والضراء، ويعكس الاعتماد الكامل على الله في تحقيق الأماني ودفع البلايا والمحن.

فضل الدعاء في الإسلام

الدعاء يعد من أرقى العبادات وأعظم الطاعات في الإسلام، إذ يُظهر العبد حاجته الكاملة لله واعتماده الأصيل عليه في كل شؤون حياته.

الدعاء: نافذة الروح نحو السماء

 يُعتبر الدعاء مظهرًا من مظاهر العبودية لله تعالى، وهو السبيل الذي يلجأ إليه المسلم ليُعبر عن رجائه وخوفه وشكره، ويقدم فيه سؤاله وتضرعه لله، الخالق والمستعان.

التقرب إلى الله من خلال الدعاء

الدعاء هو جسر يصل العبد بربه، فعندما يدعو المسلم، يُظهر تواضعه وحاجته إلى الله، ويعترف بأن القدرة الحقيقية والتأثير لا تكون إلا بيد الله. 

يُعلمنا الدعاء كيف نبقى متصلين بالله في السراء والضراء، ويُعزز من صلتنا بالخالق، مما يعطي الطمأنينة والسكينة في القلوب.

الدعاء وسيلة للتخفيف من الشدائد

في الأوقات العصيبة والمحن، يكون الدعاء ملاذًا وسلوى للمسلم،  النبي محمد ﷺ قال: "الدعاء هو العبادة"، ورُوي عنه أنه كان يُكثر من الدعاء في وقت الكرب والشدة. 

من خلال الدعاء، يستطيع المسلم أن يسأل ربه الفرج والمعونة والهداية، وأن يظهر رغبته في تجاوز الصعاب بمشيئة الله.

فضائل الدعاء وآثاره الإيجابية

الدعاء له فضائل كثيرة، منها:

الدعاء: نافذة الروح نحو السماء

تفريج الهموم: الدعاء يُخفف من الهموم والغموم، كما يُعطي الأمل ويُجدد الطاقة الروحية للمؤمن.

زيادة الإيمان: يُعزز الدعاء من إيمان المسلم وثقته بربه، ويُرسخ شعوره بالاعتماد الكامل على الله.

الوقاية من الكبر: الدعاء يُذكر الإنسان بضعفه وحاجته لله، مما يحميه من الغرور أو الشعور بالاستغناء.


الدعاء في القرآن والسنة

القرآن الكريم يؤكد على فضل الدعاء وأهميته، حيث يقول الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60).

 وفي السنة النبوية، كثير من الأحاديث تشجع على الدعاء وتبين مكانته في الدين.

دعاء للأخ في يوم الجمعة المبارك

الدعاء ليس فقط وسيلة لطلب الحاجات، بل هو تعبير عن العبودية الصادقة لله، ومنهج حياة يُعلم المسلم الصبر والتوكل والرضا.

 إنه جزء لا يتجزأ من حياة المؤمن، يُحقق الاتصال الروحي بالخالق ويُعمق الإيمان بقدرته ورحمته.

 

مقالات مشابهة

  • حكم قراءة القرآن مصحوبا بالموسيقى.. دار الإفتاء تجيب
  • هذا إيمَـانُنا ويقينُنا المطلق
  • أجمل نباتات العالم.. 7 معلومات عن زهرة منقار الببغاء المهددة بالانقراض (فيديو)
  • "ما معنى الغوث" وحكم إطلاقه على الولي الصالح
  • حكم تغيير الاسم إلى أخر والأدلة على ذلك
  • استشهادُ القادة عنفوانٌ وقوة
  • فرصةٌ على طبق من ذهب
  • هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟.. إذا كانوا فقراء أعطوهم من هذه النسبة
  • أولي الألباب
  • الدعاء: نافذة الروح نحو السماء