سودانايل:
2025-01-24@03:49:29 GMT

سادة أم عبيد ؟!

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

مناظير الاربعاء 30 اكتوبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* كنت وما زلتُ من الداعين لوقف الحرب خوفا على الشعب السوداني من التشرد والضياع وحفاظا على الدولة السودانية من الفوضى والتمزق وطمع الطامعين!

* كثيرا ما انتقدت بأقسى العبارات رفض البعض للتفاوض وتفويت الفرصة للوصول الى صيغة مناسبة للتعايش السلمي في حضن وطن سوداني موحد، ومعالجة الجراح التي تزداد عمقا كل يوم في خضم الحرب!

* كما كنت وما زلت ناقدا شرسا للجرائم المرتكبة ضد المدنيين الابرياء او حتى العسكريين من هذا الطرف او ذاك، بدون تحيز لجهة أو لاحد، من منطلق أن الجميع سودانيون ينتمون لهذا الوطن وإن إختلفت إثنياتهم وثقافاتهم وأقاليمهم ، ولدى إيمان راسخ لا يتزعزع أبدا بوطن واحد وتراب واحد وهوية واحدة جامعة هى الهوية السودانية العريقة عراقة التاريخ، مهما إختفلت الآراء وتباينت وجهات النظر أو إحتدم القتال بين أبناء الوطن الواحد، فالقتال أمر عارض والسلام هو الباقي والدائم، هكذا يعلمنا التاريخ البشري منذ بداية الخليقة وحتى اليوم!

* التنوع أمر طبيعي ومصدر قوة (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) سورة هود الآية 118، وليس العكس كما يظن البعض، بشرط أن يُدار بحكمة وعقل وعدالة ، وهو أمر سهل الحدوث في وطن واسع (حدادي مدادي) كثير الخيرات مثل السودان، ولهذا كثيرا ما طرحتُ فكرة التصالح بين السودانيين على أساس (الحقيقة والمصالحة) وما زلتُ عند رأيي بإمكانية تحققها في السودان ، فقط نحن في حاجة الى رشد ووعى وتفكير عميق في ما يمكن أن يحدث لنا لو ظللنا نتقاتل ونسفك الدماء ونُعلي أصوات الكراهية والبغضاء، ونتيح للآخرين الطامعين فينا فرصة التدخل في شؤوننا وفرض حمايتهم علينا لتحقيق مصالحهم المشتركة، وتكون النتيجة في آخر الأمر فشلنا وذهاب ريحنا، لا أنا ولا انت ولا نحن ولا أجيالنا القادمة سيكون لها وجود في المستقبل، والتاريخ ملئ بالدروس والعبر.



* آلاف الحضارات والامبراطوريات العظيمة سادت ثم بادت بسبب الخلافات والحروب والتشرذم والضعف، وحلت محلها دول وحضارات أخرى، ومن يعتقد أننا سنبقى لو استمر القتال، فهو لم يقرأ التاريخ البشري ولا حتى تاريخ السودان، فالسودان بتكوينه الحالي لم يكن له وجود قبل أقل من قرنين ونصف، بل كان عبارة عن ممالك صغيرة متحاربة متشاكسة ثم اضمحلت وهوت وصارت في ذمة التاريخ، أوانقلبت عليها الدائرة فتحولت الى مصدر للرقيق وتجارة العبيد للآخرين .. تخيل أنك كنت ملكا أو ابن ملك أو شيخ قبيلة ترفل في العز والجاه، ثم صرتَ عبدا مملوكا تنام وتصحو وتعمل بضرب السياط، وهو ما يُراد للسودانيين الآن إن لم يفيقوا من غفوتهم ويدركوا حجم المؤامرة التي تُحاك ضدهم، وهى أكبر مما يعتقده البعض حربا بين طرفين أو بين الجيش والدعم السريع، يقتتلون ويهدرون الدماء ويمرِّغون كرامة بني وطنهم في التراب ويعتدون على المدنيين الابرياء، وينشرون فيديوهات العصبية والكراهية والبغضاء!

* ربما ينتصر هذا الطرف أو ذاك، أو ينقسم السودان الى دولة النهر والبحر ودولة الساحل الغربي "وينتهي كل شئ في سلام"، كما يشتهي البعض. هذا وهم كبير وحلم لا يوجد حتى في مخيلة أغبى المخلوقات .. من يعتقد أن النصر العسكري، أو الإنقسام سينهي الأزمة السودانية فهو شخص رومانسي موغل في الرومانسية.

* إنتصار هذا الطرف أو ذاك لن يجلب سوى المزيد من العداء والدماء، هكذا يخبرنا التاريخ، خاصة إذا كانت الحرب بين طرفين او أطراف مختلفة اثنيا وموغلة في الجهل والبدوية والعصبية، ولا أعتقد أننا أفضل حالا من ذلك!

* والإنقسام الذي ينجم عن حرب وكراهية لن يولد سوى المزيد من الكراهية والعداء خاصة مع الجيرة الإجبارية، هذا إذا تركنا الطامعون نفعل ما نريد أو نتصرف كما نريد، ولكنهم حتما سيغتنمون الفرصة لفرض إرادتهم علينا والإستئثار بخيراتنا الطبيعية، سواء كانت فوق الأرض أو تحت الارض، أو الأرض نفسها، أو الموقع الاستراتيجي، وبالمناسبة هم متفقون تماما حول مصير السودان، وليسوا مختلفين كما يظن البعض، ولكنهم يستخدمون وسائل مختلفة.

* كما ان الانقسام ليس بالبساطة التي يفكر فيها البعض بأن دولة النهر والبحر أو دولة الساحل الغربي ستخلو من المشاكل العرقية أو الإثنية التي تتجسد الآن بوضوح في التنظميات والمليشيات الكثيرة ذات الطابع العرقي التي تصول وتجول هنا وهناك، فهل ستترك هذه المليشيات حقوقها ومظالمها التاريخية للمنتصر او المنقسم، أم أننا سنعود مرة اخرى الى سيناريو الانقسام فتنقسم هذه الدولة او تلك مرة اخرى بل مرات وتصبح مثل حيوان الاميببا، لا تتوقف عن الانقسام، أم ان الحرب ستلاحقنا وتطاردنا وتقتلنا وتشردنا على الدوام؟!

* لا بد أن نفهم ونعي ونستوعب أن ما يحدث في بلادنا الآن اكبر بكثير مما يراه البعض مجرد حرب بين طرفين، ستنتهي إما بالنصر أو بالانقسام الى دولتين، فالمؤامرة أكبر من ذلك بكثير جدا، فإما أن نكون سادة انفسنا، أو نصير عبيداً لدى الآخرين !  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

فى عيد ميلاد نبيلة عبيد.. قلائد جاذبة وتسريحة الشعر الأحمر أبرز إطلالاتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يوافق اليوم الثلاثاء، الموافق 21 يناير، الاحتفال بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد الـ80، وتعد من أبرز فناني الجيل وهي من الشخصيات الارستقراطية  الاجتماعية المعاصرة التي عرفت ابدوارها البطولية وشجاعتها فى كل أدوارها الفنية.

حصلت الفنانة نبيلة علي لقب نجمة مصر الأولى، وقدمت أدوار مميزة للسينما المصرية أفلام ومسلسلات رائعة حققت شهرة كبيرة ، من بداية فيلم مافيش تفاهم 1961 إلى فيلم وسقطت في بحر العسل والراقصة والسياسي وحرامي الحب ورحلة داخل امرأة والراقصه والطبال ، والعديد من الأعمال الفنية، تميزت بإطلالتها الجاذبة بين لون الشعر الأحمر والإكسسوارات الجميلة اللامعة التى تظهر بها.

وظهرت نبيلة عبيد بإطلالة جميلة جاذبة في حفل جوائز جوي أوررد بالسعودية، ونسقت فيه فستانا شتويا دافئا مع إكسسوارات من القلادة والأقراط الكبيرة.

إكسسوارات جذابة

تألقت الفنانة نبيلة عبيد فى حفل افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بفستان موضة ، ولم ترتدي أي إكسسوارات قلادة ، ونسقت أشكال مختلفة من أقراط طويلة متجاذبة و ملائمة مع تسريحة الشعر الأحمر. 

إكسسوارات علي صورة قلب

نبيلة عبيد من الفنانات التى تهتم أكثر نحو الموضة والأناقة الجذابة و الإكسسوارات الكبيرة، واختارت فى إحدى إطلالتها قلادة وأقراط علي شكل قلب، وأساور سمكية لامعة .

إكسسوارات علي شكل مربعات

الفنانة نبيلة عبيد فى إحدى إطلالتها مرتدية قلادة من طبقتين من المربعات الكبيرة وباللون الذهبى مع إطلالة فستان باللون الأسود لتكون إطلالتها مميزة جذابة هادئة .

مقالات مشابهة

  • هزاع بن زايد يقدّم واجب العزاء في وفاة خالد سعيد عبيد الظاهري
  • هزاع بن زايد يُقدّم واجب العزاء في وفاة خالد سعيد عبيد الظاهري
  • الحواط: ممارسات البعض يدل على أن زمن الأول بعدو ما تحوّل
  • في عيد ميلادها الـ80.. 10 صور تكشف جمال نبيلة عبيد| شاهد
  • سلام من دون سلام؟
  • إحياء حفل الشاب حسني بالدار البيضاء يثير الجدل
  • فى عيد ميلاد نبيلة عبيد.. قلائد جاذبة وتسريحة الشعر الأحمر أبرز إطلالاتها
  • عرس قانا الجليل.. المعجزة الأولى التي غيرت مسار التاريخ الروحي
  • قصة رفض نبيلة عبيد بطولة مسلسل أم كلثوم.. ما علاقة «إلهام شاهين»؟
  • في عيد ميلاد نبيلة عبيد .. تعرف على أهم أعمالها وقصة دخولها الفن