سودانايل:
2025-02-23@09:46:59 GMT

سعودي دراج: الدنيا الجميلة لو تعرف معناها

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم

(قضيت نهاية الأسبوع أحرر كتاباً عن سيرتي في الحزب الشيوعي الذي خصصت فيه باباً لزملاء تآخينا في تلك السكة الخطرة. وغلبني الدمع أذكر كثيرهم وقد غادرنا بعد عمر مبذول لقضية الكادحين. وأعشوشب نظري برقائق الدمع وأنا أطالع النص أدناه عن الرفيق سعودي دراج، النقابي وعضو مركزية الحزب الشيوعي.

رحمه الله.
السيد سعودي دراج، النقابي العمالي الوطيد، رجل مسكون بفن لا حصر له. وهذا الفن هو الذي أبقاه على رقة الجانب ودماثة الإنسانية في خضم مسؤوليات شاقة قديمة، وطويلة أثقلت كاهل آخرين وشردت عذوبتهم الأصل.
أذكره في زنزانات الشرقيات بكوبر في 1971 وقد تعلقت روحه بطائرَيْ ود أبرق كانا يحطان على باحة أمام زنزانته يؤانسان وحشته. وكان سعودي إذا فرغ من تدوين ملاحظاته الذهنية عنهما في يومه نقل إلىّ لاحقاً حديث الطائر إلى الطائر: إلفتهما، وشغبهما، وشغفهما. ومن أميز ما رأيت من فن سعودي أنه كان يتقمص شخصية كثيرة الفكاهة يدخل في دور منها ويخرج كما شاء. وهي شخصية الأب الذي يتأبط عصاه ويسوق ولده إلى المناسبات الاجتماعية من عقد ونحوه. وكان سعودي بارعاً في استنباط دقائق هذه الشخصية التي اكتملت بها سعادة الدنيا: عصا وولد وأهل ومناسبات. وكنت أضحك لمنظر الرجل في أداء سعودي وهو يمشي نحو المناسبة الاجتماعية، يتأبط عصاه، ويتحدث إلى ابنه عن صلة الرحم التي بينهما وبين صاحب العزومة. أو المنظر الآخر الذي يأخذ فيه الرجل قطعة حلوى من الصحن المار ويحشو جيب ولده حشواً بالحلوى.
في مرة في سجن شالا بالفاشر اشتقنا للحرية جداً. سئمنا المحاضرات والرياضة وشائعات إطلاق السراح وانتظار الذي يأتي من الأهل والذي لا يأتي. وتذاكرنا الغناء مقطعاً من هنا وهناك. وجاء ذكر إبراهيم عوض وتصفحنا بعض أغنياته. ثم إذا بسعودي، وله صوت عذب، يتغنى:
الذكرى الجميلة لو تعرف معناها
لا دنيا بتزيلها لا آخرة بتمحاها
وكانت تلك الأغنية هي ما ظللنا نبحث عنه (تحديداً) ونحن في ذروة السأم. وهرعنا بأصواتنا: أجشها وأنكرها وأعذبها نغني أو نشيل مع سعودي نشق عنان السجن. وغنيناها، واستعدناها حتى رطبت حلوقنا. وأزالت أكثر الصدأ من أرواحنا ثم تفرقنا. لقد شيدنا منطقة محررة في جغرافيا السجن. كأن مرهماً مس الجراح. وكأن النيل مد لنا سرباً من موجه وغسل درن الروح.

ibrahima@missouri.edu

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«سبورت رادار».. برنامج تعليمي آسيوي لـ«حماية اللعبة الجميلة»

 
كوالالمبور (د ب أ)
أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مرة أخرى تصميمه على تعزيز قدرات الاتحادات الوطنية والإقليمية الأعضاء، من خلال إطلاق برنامج التعليم من أجل نزاهة كرة القدم 2025، وتهدف هذه المبادرة لتبادل المعرفة من أجل تزويد موظفي النزاهة بالمعرفة والأدوات اللازمة لمكافحة التلاعب بالمباريات على المستويين الوطني والدولي.
يبدأ البرنامج في 10 مارس المقبل، وقد تم تأسيسه بالتعاون مع (سبورت رادار)، حسبما أفاد الموقع الألكتروني الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فيما يهدف إلى تعزيز قدرات موظفي النزاهة من خلال تزويدهم بالخبرة اللازمة لحماية اللعبة الجميلة في القارة.
علاوة على ذلك، يهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين ليصبحوا مدربين في هذا الاختصاص داخل منظماتهم الخاصة، وبالتالي إنشاء شبكة من المهنيين الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على نزاهة كرة القدم الآسيوية. يشتمل البرنامج الذي يستمر لمدة ستة أشهر على منهج دراسي دقيق يركّز على تعزيز فهم المشاركين في شؤون التلاعب بنتائج المباريات، بالإضافة إلى المهارات المطلوبة لنشر المعلومات وتمكين الآخرين في تعزيز قيم النزاهة في كرة القدم الآسيوية.
ويتضمن البرنامج سبع جلسات عبر الإنترنت، حيث ستتناول مواضيع رئيسية مثل المراهنات الرياضية، التلاعب بنتائج المباريات، سوء استخدام المعلومات الداخلية، النزاهة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، إجراءات الوقاية، وعواقب انتهاك معايير النزاهة.
وتختتم الجلسات عبر الإنترنت بخضوع المشاركين لتقييم نهائي قبل الحصول على شهاداتهم. وبما أن النزاهة تشكل ركيزة أساسية في طموحات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لجعل كرة القدم الرياضة الأولى في آسيا، فإن برنامج التعليم من أجل نزاهة كرة القدم 2025 هو أحدث مثال على جهود الاتحاد للحفاظ على مكانة اللعبة.
وقال أندرو ميرسر، المستشار العام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومدير الشؤون القانونية: «أولوية قصوى بالنسبة لنا هي التأكد من أن منافسات الاتحاد تتماشى مع أعلى المعايير الأخلاقية». وأضاف: «نحن عازمون على الحفاظ على نزاهة كرة القدم الآسيوية، وسيلعب برنامج التعليم من أجل النزاهة دوراً كبيراً في مساعدة موظفي النزاهة لدينا من خلال تقديم الدعم المخصص لهم للحفاظ على مبادئ الحوكمة الجيدة».
من جانبه، قال أندرياس كرانيش، نائب الرئيس التنفيذي للنزاهة وحماية الحقوق والخدمات التنظيمية في سبورت رادار: «نحن سعداء بدعم هذه المبادرة التعليمية الهامة». كشف كرانيش «يجمع البرنامج بين خبرة سبورت رادار في نزاهة الرياضة مع التزام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالحكم الرشيد، مما يخلق إطاراً لتطوير مهارات موظفي النزاهة عبر آسيا. تمثل هذه المقاربة التعاونية خطوة هامة في الحفاظ على كرة القدم في القارة».

أخبار ذات صلة حمدان بن مبارك: كل بطولة تستضيفها الإمارات تكون باهرة واستثنائية عاجل.. الإمارات تتقدم رسمياً بطلب استضافة نهائيات كأس آسيا 2031

مقالات مشابهة

  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • "مرتجعة ومرفوضة".. 4 جُمل عليك معرفة معناها بإجراءات الضمان الاجتماعي
  • الجميلة نور الغندور
  • طنجة.. حريق مهول يأتي على سوق القرب بني مكادة
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
  • الاسدي يكشف ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
  • «سبورت رادار».. برنامج تعليمي آسيوي لـ«حماية اللعبة الجميلة»