روح الفريق و"سيكولوجية الجماهير"

ما أحوجنا هذه الأيام إلى العمل بروح الفريق، وتضافر الجهود وتوحيد القدرات والطاقات، التى تدفعنا إلى كل تقدم وإنجاز.

التقدم والانجاز كشف عنه المؤلف الفرنسي غوستاف لوبون لأول مرة في عام 1895، عندما نشر كتابه الرائع "سيكولوجية الجماهير" إذ يعد مؤلفاً رائداً في مجال دراسات السلوك الجماعي والتأثير النفسي للجماهير على الأفراد.

سيكولوجية الجماهير .. يعتبر واحداً من أبرز الأعمال الأولى التي تدور حول نفسية الجماهير والتي ما زالت تمثل حجر الزاوية في الفهم العلمي للسلوك الجماعي حتى اليوم، إذ يقدم رؤية عميقة للقوى النفسية المترابطة التي تشكل الجماهير وتؤثر في السلوك الإنساني، ويقدم أيضاً فهمًا للقوة الكامنة في السلوك الجماعي وأثره في التاريخ والثقافة البشرية.

لوبون يعرض في هذا الكتاب فكرته المبتكرة أن الأفراد عندما يتجمعون كجماهير يصبحون مختلفين تماماً في سلوكهم عما يكونون عليه كأفراد.

فعندما يندمج الأفراد في هوية جماعية يطلق عليها لوبون اسم "الروح الجماعية". هذه الروح الجماعية تعزز من الحماسة والعاطفة وتمكن الجماهير من القيام بأعمال لا يمكن للأفراد القيام بها منفردين.

ولكى نكون منفردين ومميزين فى أى عمل جماعى لابد من العمل بروح الفريق، واضعين فى الاعتبار الهدف الأسمى هو نجاح المشروع ، تاركين المصالح الخاصة والشخصية جانباً، لما لها من تأثير فى البناء الأساسي للعمل.

فالروح الجماعية تكسبنا قوة ذات طابع خاص تجعلنا كياناً واحداً.

العمل الجماعي حث عليه نبينا الهادي محمد صلى الله عليه وسلم فقال فى حديثه الشريف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا..."وأيضاً القرآن الكريم حيث قالى الله تعالى فى سورة المائدة : "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى...".

العمل الجماعي الناجح تجتمع من أجله كل الطاقات تحت قيادة واعية تستطيع استقطاب جميع الإمكانيات والقدرات لتحقيق الإنجازات، ومحاربة الجهل والكسل.

محمد خضر

فى الوفد

المصدر: بوابة الوفد