تجربة “قنبلة القيصر”.. انفجار يتجاوز حدود الخيال
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
روسيا – حدث أقوى انفجار في التاريخ صباح 30 أكتوبر عام 1961. فجر الاتحاد السوفيتي قنبلة هيدروجينية فريدة. قوة انفجار هذه القنبلة فاق 3000 مرة قنبلة هيروشيما الأمريكية.
إنها “قنبلة القيصر” التي تم إسقاطها بواسطة قاذفة استراتيجية سوفيتية من طراز “توبوليف – 95”. الطائرة القاذفة أقلعت بطاقم مكون من تسعة أفراد من مطار أولينيا العسكري في شبه جزيرة كولا، الواقعة في أقصى شمال غرب روسيا.
ما أن ابتعدت القاذفة الاستراتيجية السوفيتية إلى مسافة آمنة، حتى انفجرت “قنبلة القيصر”، وكانت ذلك على ارتفاع 3700 كيلو متر من سطح الأرض. تشكلت سحابة ضخمة نتيجة الانفجار وصلت إلى ارتفاع 67 كيلو مترا، فيما بلغ قطر قبة السحابة المتوهجة 20 كيلو مترا.
دارت موجة الصدمة حول العالم ثلاث مرات، كما دمرت موجة الانفجار جميع المباني الخشبية تقريبا على مسافة عدة مئات من الكيلومترات من موقع التجارب النووية. وميض الانفجار الرهيب كان مرئيا من مسافة ألف كيلومتر، على الرغم من السحب الكثيفة التي كانت جاثمة فوق أرخبيل “نوفايا زيمليا”. إثر ذلك تعطلت الاتصالات اللاسلكية لمدة ساعة تقريبا في جميع أنحاء القطب الشمالي.
الوميض النووي استمر لمدة ما بين 65-70 ثانية، فيما احتفظت السحابة النووية على هيئة فطر بشكلها لفترة طويلة وكانت مرئية على مسافة عدة مئات من الكيلومترات. على الرغم من سحابة الغطاء المستمرة، لوحظ وميض الضوء على مسافة تزيد عن ألف كيلو متر، فيما سُجل أن موجة الصدمة دارت حول العالم ثلاث مرات.
بحسب مصادر مختلفة قدرت قوة انفجار قنبلة القيصر الحرارية ما بين 50 إلى 58 ميغا طن، أي ما يعادل ملايين الأطنان من مادة تي إن تي. قوة انفجار هذه القنبلة الهيدروجينية الرهيبة كان أقوى بحوالي ثلاثة آلاف مرة من القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945، والتي تقدر قوتها بـ”13 كيلو طن”.
الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف قال مازحا إن الاتحاد السوفيتي لم يرفع قوة القنبلة إلى 100 ميغا طن، فقط كي لا تتحطم النوافذ في موسكو. هذه المزحة كان بها نصيب من الجد. كان وقتها يخطط بالفعل لتفجير قنبلة حرارية بقوة 100 ميغا طن، وجرى التخلي عن الفكرة بسبب الأخطار البيئية. تلك التجربة الرهيبة في نفس الوقت أكجت إمكانية صنع قنبلة تصل قوتها إلى 200 ميغا طن.
الاتحاد السوفيتي كان بدأ في تطوير الأسلحة النووية الحرارية منذ أواخر الاربعينيات تحت قيادة العالم الشهير أندريه ساخاروف. أول مشروع للأسلحة النووية الحرارية تم تطويره في عام 1949، وجرى اختبار أول قنبلة هيدروجينية تحت اسم “آر دي إس – 6″ في 12 أغسطس عام 1953، وكانت بقوة 400 كيلو طن.
قنبلة ” آر دي إس – 6″ السوفيتية كانت على عكس القنبلة الحرارية الأمريكية التي فجرتها واشنطن في 1 نوفمبر عام 1952، كانت صغيرة الحجم ومتكاملة ويمكن نقلها بواسطة طائرة قاذفة.
الاتحاد السوفيتي كان سعى في تلك الفترة إلى صنع قنابل حرارية بطاقة غير محدودة بهدف تحقيق توازن في هذا المجال مع الولايات المتحدة.
لاحقا وبعد مفاوضات طويلة، وقعت الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا في 5 أغسطس عام 1963 معاهدة تحظر تجارب الأسلحة النووية في الفضاء الخارجي وتحت الماء وعلى سطح الأرض. منذ ذلك الحين أجرى الاتحاد السوفيتي تجربة نووية واحدة فقط تحت الأرض، وكان ذلك في 24 أكتوبر عام 1990. بعدها أعلن الاتحاد السوفيتي وقفا اختياريا من جانب واحد لتجارب الأسلحة النووية. روسيا بعد الاتحاد السوفيتي لا تزال تلتزم بهذا الوقف الاختياري للتجارب على الأسلحة النووية.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاتحاد السوفیتی الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
مرحباً بدورة “نيوم الآسيوية الشتوية”
حدث عالمي رياضي متميز جديد، سيكون في ضيافة السعودية. التي شهدت- وما زالت- تطورًا هائلاً في البنية التحتية الرياضية، بدعم – لا محدود- من حكومتنا الرشيدة، كان من ثماره تلك الاستضافة الفريدة للألعاب الآسيوية الشتوية؛ فقد تسلمت المملكة العربية السعودية علم المجلس الأولمبي الآسيوي، إيذانًا باستضافتها لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية العاشرة “نيوم 2029″؛ لتصبح بذلك أول دولة في غرب آسيا تستضيف هذا الحدث الرياضي القاري. حقيقة شيء يجعلنا نفرح ونسعد، وما تم كتابته في تغريدة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل مثير للإعجاب لقوله: بدعمٍ سخي من قيادتنا الرشيدة- حفظها الله- أنظار العالم تتجه نحو نيوم 2029. نتطلع لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية المقبلة للمرة الأولى في تاريخ غرب قارة آسيا، لتُصبح المملكة المركز الرئيس لهذه الرياضات في المنطقة”. جهود جبارة تبذلها حكومتنا الرشيدة في سبيل تطور الرياضة في السعودية. ولعل أهمية المشاركة السعودية في دورة هاربن الشتوية، تأتي لكون المملكة قد فازت باستضافة الدورة (العاشرة) المقبلة، كأول دولة في غرب قارة آسيا، وتحديداً في مدينة تروجينا في نيوم عام 2029، حيث شكلت هذه المشاركة خطوة إيجابية ومهمة للألعاب الرياضية الشتوية في المملكة، قبل استضافة السعودية الحدث القاري الكبير. وقد تكون هذه الرياضات والألعاب الشتوية حديثة عهد بالمملكة؛ إذ تم تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية عام 2019م، قبل أن تتم الموافقة على قرار فصل الاتحاد إلى كيانين مستقلين، باسم الاتحاد السعودي للرياضات الجليدية، والاتحاد السعودي للرياضات الثلجية عام 2022م. كلنا فخر بما يحدث- وسيحدث- في مملكتنا الحبيبة. وأهلًا بالجميع في نيوم 2029.
@Ghadeer020